#256
|
|||
|
|||
مسجد غانم - الجزائر يعد مسجد (سيدي غانم) الذي بناه الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار سنة 59 للهجرة الموافق لسنة 678 ميلادية من المساجد القديمة التي مازالت تنبض برائحة الفتوحات الاسلامية في الجزائر. ويصنف المؤرخون المسجد الواقع في مدينة (ميلة) العتيقة على بعد 495 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية و الذي بني على أنقاض كنيسة رومانية على أنه ثاني أقدم مسجد على مستوى المغرب العربي بعد مسجد ( القيروان) في تونس. تسمية المسجد الذي بناه أبو المهاجر دينار بمسجد (سيدي غانم) مرتبطة بأحد الأولياء الصالحينالذين كانوا من رجالات العلم والمعرفة في المنطقة. وقد مكث الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار بمدينة (ميلة) عامين وجعلها مركزا لجنوده الفاتحين وأرسل منها الحملات العسكرية وشكلت منطلق الفتوحات الاسلامية كما أنه حارب البربر خصوصا. يشكل مسجد (سيدي غانم) رمزا حضاريا و تاريخيا وهو ذو قيمة فنية عالمية, فأثناء أثناء الحفريات التي اقيمت عام 1968 تم اكتشاف كنيسة رومانية مسيحية تحت أنقاض الأقواس الاسلامية للمسجد. وقد احتضنت المدينة مقرين للهيئات الدينية المسيحية الأولى في عام 402 ميلادي والثانية في عام 416 ميلادي وترأس الاخيرة القديس أوغستين حيث كانت حركة التنصير في عهده منتشرة خاصة بعد هزيمة (الوندال) على يد البيزنطيين الذين دام حكمهم في المنطقة حتى سنة 674 ميلادية. ويمكن تحديد معالم المسجد الذي بني بعد أربع سنوات من حكم البيزنطيين من خلال الباب الشرقي لمدينة (ميلة) العتيقة والذي يسمى (باب البلد) حيث ان المسجد ملاصق لدار الامارة هناك. بناء مسجد (سيدي غانم) الذي يسمى ايضا بمسجد (ابو المهاجر دينار) بناء بسيط يدل على بساطة الفاتحين و كبره يعود لكبر تعدادهم, ولكن المسجد تأثر كغيره من المعالم الاسلامية والثقافية في الجزائر بالاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية الاسلامية الجزائرية حيث تحول مسجد (سيدي غانم) والأسوار المحاذية له الى ثكنة عسكرية يحيط بها سور المدينة والذي يعود تاريخ بنائه للعهد البيزنطي بطول 1200 متر و يتواجد به 14 برجا للمراقبة. وبقيت الثكنة العسكرية والأسوار الأربعة المحيطة بها حتى الان شاهدة على فترة الاستعمار الفرنسي وبقي المسجد مغطى من الخارج بالقرميد حيث حاول الجيش الفرنسي هدمه الا ان آثاره بقيت لتدل على معلم تاريخي مهم يشكل حلقة مهمة من مسلسل التاريخ الجزائري عامة و في ولاية (ميلة) على وجه الخصوص.
|
#257
|
|||
|
|||
المسجد الأخضر - الجزائر
المسجد الأخضر من أهم مساجد مدينة قسنطينة والجزائر عموما بناه الباي حسن بن حسين الملقب ''أبو حنك'' الذي تولى حكم قسنطينة من عام 1736 حتى 1754 وكان بناء المسجد سنة 1743 كما تدل عليه كتابة الرخامة الموجودة فوق باب مدخل بيت الصلاة وبجواره مدرسة أيضا. كان يقوم بالتدريس فيه نحو 8 من المدرسين وآخر من أحيا فيه سنة التدريس العلامة ابن باديس. يسمى الجامع الأخضر بالجامع الأعظم وهو يقع بحي الجزارين قرب رحبة الصوف ولا تزال تقام فيه الصلاة وبعض دروس الوعظ والإرشاد، أما عهد ازدهاره الذي بلغت سمعته خارج الحدود فكان في زمن جمعية العلماء، حيث قام ابن باديس بالتدريس وتفسير القرآن لمدة 25 سنة. كان البرنامج الدراسي في هذا المسجد يدل على مستوى التعليم الشرعي في تلك الأيام، حيث قدمت دروس للمبتدئين وغيرهم مشتملة على فنون من علم اللسان يقدمها ابن باديس وخلاصة الطلبة الدارسين في المسجد. بلغ عدد التلاميذ الذين يدرسون العلم الشرعي في كل من الجامع الأخضر ومسجد سيدي قموش 200 طالب كان ابن باديس يجمعهم في نهاية السنة في حفل بهيج يكرم فيه المتخرجين ويحثهم على العمل لدين الله عز وجل ويرغب من حضر الحفل من غير الطلبة على الالتحاق بركب العلم. كان المسجد الأخضر بحق أحد قلاع الدين والعلم التي حفظت للأمة دينها وهويتها طيلة فترة الاستعمار. كان المسجد مركزا تربويا يربى فيه عامة الناس على فضائل الأخلاق وكريم الشمائل ومعرفة حقوقهم وواجباتهم في المجتمع المسلم، وبقي المسجد محافظا على هذه المبادئ في وقت طغت بعض الأغراض الدنيوية على مساجد أخرى، حيث انقلبت بعض حلقاته الى موارد للرزق ومعاقل للتعصب المذهبي والطائفي. يقول ابن باديس حول الرسالة الرائدة للمسجد في مجال التعليم ''المسجد والتعليم صنوان في الاسلام من يوم ظهر الاسلام فما بنى النبي الأعظم يوم استقر في دار السلام بيته حتى بنى المسجد فأقام الصلاة فيه وجلس لتعليم أصحابه ليرتبط المسجد بالتعليم كارتباطه بالصلاة فكما لا مسجد دون صلاة كذلك لا مسجد دون تعليم وحاجة الاسلام إليه كحاجته إلى الصلاة''. يبرز ابن باديس الدور الايجابي الذي تؤديه المساجد في تعليم وتثقيف العامة فيقول ''إذا كانت المساجد معمورة بدروس العلم فإن العامة التي تنتاب تلك المساجد تكون من العلم على حظ وافر وتتكون منها طبقة مثقفة الفكر، صحيحة العقيدة بصيرة بالدين''. اتخذ ابن باديس من المسجد الأخضر مدرسة لتكوين القادة واعداد النخبة التي حملت مشعل الاصلاح وأخذت بيد الأمة تعلمها دينها وتصحح عقائدها وتوحد صفوفها ضد الاستعمار. |
#258
|
|||
|
|||
مسجد البيضاوي - الجزائر
يوجد بحي باب القنطرة، بني في فترة ما بعد الاستقلال، تعاقب عليه كبار علماء مدينة قسنطينة منهم الشيخ الطولقي والشيخ يوسف بوغابة الداعية المعروف، ويوجد بجوار المسجد معهد الإمام البيضاوي للعلوم الشرعية. |
#259
|
|||
|
|||
مسجد الأمير عبد القادر - الجزائر المواصفات الطول 160 م العرض 80 م الارتفاع 606 عدد المصلين 15000 عدد المآذن 2 ارتفاع المئذنة 107م قطر القبة 20 م ارتفاع القبة 65 م يعتبر من أكبر المساجد شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107م وارتفاع قبته64م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسمع المسجد لنحو 15 ألف مصل، ونشير إلى أن المهندس المصري مصطفى موسى الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة. ويهزك مسجد الأمير بمجرد ولوجك إليه بزخرفته الراقية وباحتوائه على أضخم ثريّا بالجزائر وأشكال جمالية أبدع فيها جزائريون وعرب. يطل على الأربع جهات نحو المنظر الجميل، واحد من أرقى أحياء قسنطينة، وحي فيلالي والجامعة المركزية وحي قدور بومدوس. بناء مسجد الأمير عبد القادر الذي يعد إلى جانب الجامعة آية من آيات الفن المعماري الإسلامي وقد أسهم في إنجازها عدد كبير من المعماريين المسلمين المختصين في العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية. سميت الجامعة والمسجد باسم الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. ولد عبد القادر بن محي الدين في سنة 1807 بقرية القيطنة الواقعة على واد الحمام شمال غرب مدينة معسكر. وفي سنة 1827 صحب والـده إلى الـحج فطـاف معه عواصـم الشـرق، وتعرف إلى كبار الشخصيات العلمية والدينية والسياسية. كانت بيعته الأولى الخاصة بوادي فروحة عند شجرة الدر دائرة من بلاد غريس أواخر سنة 1832 ،وبيعته العامة بمعسكر لأوائل سنة 1833. واجه الفرنسيين بوسائل متعددة منها المعارك الحربية التي انتهت بعقد مفاوضات مع الفرنسيين. أهم المعاهدات التي وقعها، الأولى المعروفة بمعاهدة " دي ميشل " سنة 1834 والثانية المعروفة بمعاهدة " التافنة " سنة 1837. توقف عن الجهاد عام 1848، ولجأ إلى خارج الجزائر حيث وضع تحت الإقامة الجبريــة في فرنسا من عام 1848 إلى 1852 حيث سافر إلى بورصة عاصمة العثمانيون الأولى سنة 1852 ثم انتقل إلى الأستانة (استنبول) عام 1853 ومنها انتقل إلى دمشق حيث عاش حتى وفاته سنة 1883. وأهم مؤلفاته : المواقف، وكتاب المقراض, الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد، وذكرى العاقل وتنبيه الغافل. |
#260
|
|||
|
|||
مسجد قسنطينة الكبير - الجزائر يعتبر الجامع الكبير بقسنطينة (500 كلم شرق الجزائر)، من أشهر المساجد في البلاد، وهو أقدم مساجد المدينة إلى جانب جامع سيدي الكتاني الذي أنشأه صالح باي بن مصطفى الذي تولى حكم قسنطينة بين (1185- 1207 هـ) الموافق (1771- 1792 ميلادية) وجلب دعائمه الرخامية وأهم مواد بنائه من ايطاليا، وأنفق عليه أموالا طائلة، لتطبع الروح المسجدية والهالة الروحية مدينة قسنطينة التي تأسست سنة 1450 قبل الميلاد، بعد أن نزح إليها بنو كنعان النازحين من فلسطين حوالي سنة 1300 قبل الميلاد، وامتزجوا بقدماء النوميديين – سكان المغرب الأوسط- وقتئذ.
وحسب المحقّق الجزائري عبد الله بوفولة، فإنّ كتابات عربية كوفية وجدت على محراب الجامع الكبير، وتشير إلى أنّ هذا الأخير جرى اتمام بنائه قبل نحو تسع قرون، ونص تلك الكتابة يقول: “هذا من عمل محمد أبو علي البغدادي في عام 513 هجري الموافق لسنة 1136 ميلادي”. ومن وجهة تاريخية، يتزامن التاريخ المذكور مع أيام حكم الدولة الصنهاجية الحمادية بالجزائر وتونس، وعلى وجه التحقيق أيام الأمير يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس أحد ولاة بني حماد الذين كانوا مقتسمين الحكم في تونس وبعض الولايات مثل بجاية وقسنطينة، إلى أن استولى على ممتلكاتهم “عبد المؤمن ابن علي” مؤسس دولة الموحدين بعد المهدي بن تومرت. لكن الباحث جورج مارصي في كتابه” تاريخ الفن الاسلامي المعماري” ذهب إلى أنّ: “تاريخ الجامع الكبير مجهول، حتى وإن كان هذا المسجد موجودا في القرن السادس الهجري حسبما دلت عليه كتابة عربية عثر عليها أثناء عمليات التغيير التي أدخلها الفرنسيون عليه، ووجدت هذه الكتابة بالجانب الغربي من المسجد منقوشة في الشاهد الرخامي القائم عند رأس العالم الجزائري الشهير محمد بن ابراهيم المراكشي المتوفى بقسنطينة والمدفون بتربة الجامع المذكور العام 618 هـ (1222م)، وهي الفترة التي تولى فيها الأمير الحفصي عبد الرحمن بن محمد الذي ولي الحكم بقسنطينة وتونس بعد وفاة أبيه محمد بن أبي حفص شيخ الحفصيين، وهي وثيقة تاريخية معتبرة استدل بها المستشرق الفرنسي شربونو على وجود المسجد قبل القرن السادس الهجري، ورجّح أن يكون تاريخ (530هـ- 1136م) عنوانا لاستكمال أشغال تزينيية خاصة بالمحراب. الجامع الكبير الذي يقع ببطحاء السويقة وسط قسنطينة، ويمر أمامه الآن شارع بن مهيدي الذاهب من ساحة باب الوادي الى قنطرة محطة السكة الحديدية، شهد العام 1000 هـ الموافق 1679 م، قيام شيخ الاسلام محمد بن أحمد بن عبد الكريم الفقون، بتجديد وتوسيع الجزء الشرقي من الجامع الكبير، علما إنّ هذا الجزء حوّل الآن إلى معهد للتدريس، وقد دلت على هذا التجديد كتابة عربية وجدت أثناء عمليات التغيير التي أدخلها عليه المهندس الفرنسي جيل بواتي العام1227 هـ الموافق 1860 ميلادي، وتمكّن بواتي الذي كان مولوعا بالفن المعماري الإسلامي، من استكمال بيت الوضوء والمنارة بتمامهما، مع الإشارة أنّ المنارة ارتفعت إلى حدود 133 درجة، لذا تظهر المدينة من أعلى المنارة في أبهى حلة وأجمل مظهر. وذكر المؤرخ الجزائري علي النبيري (اليوناني الأصل التونسي النشأة) الترجمان الشرعي بالمحكمة المدنية بقسنطينة، العام 1263 هـ الموافق 1846 م في كتابه” علاج السفينة في بحر قسنطينة”، أنّه في السنوات العشر التي تلت غزو الفرنسيين العام 1832، كان يشرف على تسيير وخدمة الجامع الكبير أربعة عشر موظفا، بينهم أئمة ومؤذنون وقيمون وحراس ومدرسون وقراء حزب، ورجال إفتاء، وظلّ محلّ اعتناء كبير من مشايخ المدينة وأبنائها على مدار فترة الاستعمار الفرنسي على نحوة حال دون تحويله إلى كنيسة مثلما كان مصير أغلب المساجد آنذاك، وأكثر من ذلك تحوّل المسجد الكبير طوال تلك الحقبة، إلى مدرسة لتكوين القادة وإعداد النخبة، التي حملت مشعل الإصلاح، وأخذت بيد الأمة تعلمها دينها، وتصحح عقائدها، وتوحد صفوفها ضد المستعمر الغاشم، واتخذ العالم الشهير ورائد النهضة الجزائرية الحديثة عبد الحميد بن باديس(1889- 1940) الجامع الكبير مقاما لإلقاء دروسه، فبعد إتمام دراسته بجامع الزيتونة، ابتدأ حلقاته العلمية فيه بدراسة كتاب الشفاء للقاضي عياض، حتى عمد مفتي قسنطينة وقتئذ ابن الموهوب إلى منعه بإيعاز من السلطات الاستعمارية الفرنسية. ونصت قرارات ما كان يعرف بـ “قائد البلد” الصادرة في المدة الواقعة بين 30 ماي 1848م و28 فيفري 1850 م، على تسمية عدة مدرسين بالجامع الكبير، وأقرّ سلما للأجور يتقاضاها المدرسون، والأئمة الذين كانوا متساوين في الرتب، وتراوحت أجورهم بين 200 و300 فرنك فرنسي في العام، وهي أجور محترمة بالنسبة لذلك الوقت، بينما كانت أجور بقية موظفي السلك الديني يومئذ أدناها عشرة فرنك في العام. مع العلم أنّ الأئمة وكذلك القضاة كانوا يتطوعون بالتدريس في المساجد زيادة على أعمال وظائفهم الأصلية. ونشرت جريدة” لاديباش القسنطينية” التي كانت تصدر بالفرنسية، بتاريخ 13 نوفمبر عام 1378 هـ الموافق لسنة 1951 ميلادي مقالا ضافيا احتوى حقائق عن تاريخ المسجد الكبير وصور لبعض أجزائه، وفي العام نفسه، أجرت الإدارة الفرنسية عدة تحسينات ظاهرية على سقف المسجد الكبير وأبوابه وجصصت جدرانه وصبغت بالأصباغ الدهنية وانتصبت في سطح المسجد الأعلى ساعتان شمسيتان، بينما عرف المسجد ذاته في الأعوام التي تلت استقلال الجزائر سنة 1962، تطويرا غير مسبوق في مختلف مرافقه، وتمّ العام 1388 هـ الموافق لسنة 1968 م، تغطية سقفه الخارجي المقابل لبيت الصلاة لاحتياج المصلين الى تغطيته نظرا لتزايد عدد المصلين. وعلى مدار تاريخه الطويل الحافل، تولى التدريس في المسجد الكبير، العديد من مشاهير علماء المدينة. قبل الاحتلال الفرنسي وبعده، منهم الشيخ المكي البوطالبي، والشيخ محمد الشاذلي، والشيخ عبد القادر المجاوي والشيخ حمدانا الونيسي، وغيرهم من المتأخرين كالشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين وكذا العالم المصري الراحل محمد الغزالي والشيخ الداعية يوسف القرضاوي اللذان واظبا على إلقاء دروس بالمسجد الكبير في أواسط ثمانينيات القرن الماضي. |
#261
|
|||
|
|||
مسجد أول نوفمبر - الجزائر المساحة الكلية 27580م²
المساحة المبنية 13872م² المساحة المستعملة 16203م² تفصيل مساحة المرافق الملحقة للمسجد المائضة 1 بمساحة: 822م² قاعة المحاضرات 1 بمساحة: 1050م² أقسام الدراسة 1 بمساحة: 994م² القسم التربوي الثقافي 1 بمساحة: 744م² تفصيل مساحة أهم أقسام الجامع قاعة صلاة للرجال 1 بمساحة: 6020م² صحن يتوسط الجامع مساحته: 2502م² مائضة للرجال 1 بمساحة: 448م² مائضة للنساء 1 بمساحة: 51م² قاعة محاضرات 1 بسعة: 433 م² قاعة مطالعة للرجال 1 بمساحة: 433 م² قاعة مطالعة للنساء 1 بمساحة 433م² قاعة صلاة للنساء 1 بمساحة 1700م² المكتبة 1 بمساحة: 109م² قسم الطباعة 1 بمساحة 100 م² قاعة للعرض 1 بمساحة: 576م² قاعات الندوات 4 بمساحة: 576م² المكاتب 11 مكتبا للإدارة، بمساحة 385م² أقسام التدريس 16 قسما، بمساحة 960م² المآذن 4 بعلو 50م، منها 2 منها بمصعد القبب 2: بعلو 6م، القطر: 6024م 3 بعلو 4م، القطر: 1220م الأبواب 14 باب، منها 8 لقاعة الصلاة النوافذ 357 نافذة، منها 110 لقاعة الصلاة |
#262
|
|||
|
|||
عد مسجد أول نوفمبر بباتنة 1954 صرح ديني شامخ وتحفة معمارية ذات طابع هندسي مغاربي إسلامي تفخر بها عاصمة الأوراس، باتنة، التي يشهد لها تاريخ 3 / 07 / 1980 م الموافق لـ 20 شعبان 1400 هـ، يوم سار جماعة من المواطنين مكونة من مجاهدين ومحامين ومهندسين وتجار ومقاولين وأساتذة في التعليم، موظفين وأئمة وأطباء إلى السلطات المعنية بالولاية وتقدمت بطلب لإنشاء جمعية دينية تشرف على بناء هذا المسجد، يكون صرحا معماريا شماخا يستمد شموخه من الأوراس الأشم، ويضاهيه شساعة وكبرياء، فكانت الموافقة عليه بقرار ولائي صدر بعد ذلك التاريخ ثلاثة أسابيع ليعلن عن بداية تجسيد الفكرة التي كنت عبارة عن حبر على ورق إلى واقع ميداني تجسد في عدد قليل من السنين إلى حقيقة تحفها أعين الناظرين بشيء من الافتخار والاعتزاز بهذه العلامة في المكانية، التي تتربع على مساحته الإجمالية 27.580م² . وكان من بين الذين بادروا إلى العمل في نشاط كبير العقيد عبيدي محمد الطاهر رحمه الله، المدعو الحاج لخضر، أحد مفجري ثورة نوفمبر الخالدة، وغيره من أصحاب الفكرة التي عرفت التجسيد في أكتوبر 1980م التاريخ الذي وقع فيه تخصيص المكان الذي سيبني فيه المسجد، وقد وقع الاختيار عليه بوسط المدينة القديمة يطل على شارع الجمهورية ومقابل لمبنى المسرح البلدي، غير أنه بعد شهر من ذلك التاريخ تقرر توسيع المشروع من مسجد إلى مجمع إسلامي لا يقتصر على أداء الصلوات المفروضة فحسب، بل وأن يشمل نشاطات تربوية تتمثل في الاعتناء بتحفيظ القران الكريم، وتدريس علومه بالوسائل العصرية – السمعية البصرية – ولهذه النظرة أصبح المكان الأول لا يتسع للمجمع، وتم البحث عن مكان ملائم، فوقع الاختيار على المكان الحالي، الذي يمتاز بوجوده بمكان مرتفع بحي النصر وعلى شارع التحرير، وبجوار الحي الجامعي ومن على منارات هذا المسجد التي تكاد أن تعانق قمة الشلعلع بارتفاعها الشاهق يتمكن الناظر من رؤية جميع أحياء المدينة وضواحيها، ومن شرفاتها ترتفع كلمة الله أكبر تدوي في أرجاء المدينة فتهتز لها مشاعر المؤمنين، وتردد صداها الجبال التي احتضنت مجاهدي ثورة نوفمبر الذين جاهدوا واستشهدوا في سبيل العقيدة الإسلامية والوطن. يتكون المجمع الذي سيقام على هذه المساحة من قاعتي الصلاة للرجال والنساء، وصحن المسجد، ومعهد يضم 16 قسما للذكور والإناث لتحفيظ القرآن وعلومه بالوسائل السمعية البصرية، وقاعة للمحاضرات بـ 683 مقعد، ومكتبة، وقاعة للمطالعة، ودورة المياه وقسم للطباعة، والمائضة، و3 سكنات، ومكاتب لإدارة المجمع، وقاعة للعرض، وتبلغ تكاليف المجمع خمسة ملايير تقريبا. وتعلو المسجد الذي زينت جدرانه بزخارف إسلامية أنيقة ولوحات كتبت عليها آيات قرآنية كريمة بأجمل أنواع الخطوط العربية قبتان ذهبيتان اللون وأربع مآذن يقدر طول كل واحدة منها 56 مترا في تناسق عام للمبنى أضفى مسحة جمالية على هذا الجزء من المدينة. ويضم هذا المسجد أيضا دارا للإفتاء وإصلاح ذات البين تفتح على مدار الأسبوع للسائلين على أمور دينهم ودنياهم تحت إشراف مجموعة من الأئمة الأكفاء والضالعين في العلوم الشرعية والفقهية. ويسعى حاليا القائمون على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف وكذا السلطات المحلية بالولاية إلى تفعيل دور هذا المسجد وإعطائه مكانة علمية ودينية مميزة محليا ووطنيا. وتخليدا لثورة نوفمبر التي استمدت روحها وقوتها من روح ثورة الإسلام العظيمة التي جاءت لتحرير الإنسانية من الاضطهاد والظلم، والطغيان هذه الثورة التي حمل مشعلها الأول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ومن بعده أتباعه الذين سلكوا نهجه على مر العصور والقرون ومن الذين رفعوا لواء الجهاد في هذا المضمار أحفاد أولئك الأبطال، ثوار أول نوفمبر 1954م فاستردوا كرامة هذا الشعب المسلم، الروحية والوطنية، استمد المسجد اسمه هذا مسجد أول نوفمبر لما للعقيدة الإسلامية من تأثير على ثورة نوفمبر. ولقد مكن النشاط المتواصل والإرادة الفذة للشباب الباتني من وضع أساس المكتبة، الذي انطلق – حسب زينب شريفي، المشرفة بالمدرسة القرآنية، في تصريح لها لإذاعة القرآن الكريم – من مبادرة أولى قامت بها طبيبة، حيث نقلت عددا من الكتب والأشرطة من مكتبتها الخاصة ووضعتها كبداية لإنشاء مكتبة للمسجد، ليلتف المتبرعون والمحسنون بعد ذلك ويولون لها اهتماما بالغا إلى أن صارت على قدر عال من الأهمية: وفي تصريح له لذات الإذاعة أشار إمام المسجد محمد مقاتلي إلى أن أهم والمصنفات التي تكون مكتبة المسجد، مصادر في الفقه المالكي، وهي موضوعة تحت تصرف المشايخ الناشطين بدار الفتوى، بالإضافة إلى الطلبة والأساتذة والباحثين: ائتلاف الجامعة بالمسجد وجه للعطاء التربوي والمعرفي والديني من النشاطات مسجد أول نوفمبر 1954 الدروس اليوم التي يتناوب على تقديمها أساتذة الجامعة يوميا من بعد وقت صلاة المغرب إلى وقت صلاة العشاء، حول عدد من المحاور، منها شرح موطئ الإمام مالك يلقيه عددا من الدكاترة الأخصائيين في الفقه، ومنها أيضا محور تفسير القرآن الذي دأب الناس على الاستماع إليه كل جمعة ما بين المغرب والعشاء، ومن المحاور أيضا محور في السيرة والأعلام ومحور شرح رياض الصالحين، ومحور الأخلاق الإسلامية، هذا فظلا عن المناسبات الدينية كيوم عاشوراء والسابع والعشرين من رمضان والإسراء والمعراج والمولد النبوي وإلى آخر ذلك من المناسبات بقول إمام المسجد: وعلى مستوى النشاط التعليمي يحتوي المسجد على أربعة أقسام هي في خالة نشاط، ينشط القسم الأول في تحفيظ القرآن للطالبات، حيث يبلغ عدد المسجلات والمواظبات على الحضور باستمرار 103 طالبة، ويخص هذا القسم اللواتي حصلن على مستوى دراسي لم تجاوز الطورين التعليميين الأول والثاني، كما كان معمول به في التعليم الأساسي سابقا. ويخضعن هؤلاء الطالبات لبرنامج خاص، بقوم على تدعيمهن بدروس إضافية لتحسين مستواهن، إضافة إلى متابعتهن حفظ القرآن إلى غاية الانتهاء منه، تضيف شريفي: كما يوجد قسم آخر نظامي يستقبل الطالبات المتحصلات على مستوى التاسعة أساسي، ويتضمن برنامجا خاصا ينتهي في أربع سنوات منها تحفيظ القرآن، بالإضافة إلى دروس متنوعة في مختلف المقاييس المتعلقة بالفقه والسيرة والتشريع والتاريخ الوطني ويوجد بهذا القسم عدد من الموظفين، والمتعاقدين المختصين في الموضوع من الجامعة، تقول أحدى الطالبات في تصريح لها لإذاعة القرآن الكريم: يوجد بمسجد أول نوفمبر 1954 قسم خاص بمحو الأمية ويتضمن حوالي 290 مسجلة، أبدين مثلا بالغا على التعلق والإصرار على محو ماضي الأمية محوا لا رجعة إليه، كما تم مشاهدته غب هذا المثال لعجوز في السن السادسة والثمانين (86)، أبت إلا أن تمضي قدما بمضي العمر الذي لم تثنيها مساحات الشيب التي تجتاحها على مواصلة التعلم: عشرات الآلاف في ضيافة الرحمن بأول نوفمبر كل رمضان يتحول مسجد أول نوفمبر1954 مع بداية كل شهر رمضان إلى قبلة للمصلين من المدينة وضواحيها لأداء صلاة التراويح بهذا الصرح الديني الذي يعد حاليا من أكبر المساجد على المستويين المحلي والوطني، حيث يتوافد عليه منذ بداية الشهر الكريم كل ليلة مئات النساء والرجال الذين عادة ما يلتحقون بقاعة الصلاة بعد آذان المغرب مباشرة خشية أن لا يظفروا بمكان في المصلى إن كانوا من المتأخرين على الرغم من اتساعه لحوالي 30 ألف مصلي. |
#263
|
|||
|
|||
مسجد حسن الباشا - الجزائر
مسجد حسن الباشا هو أحد مساجد وهران شيد عام 1797 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة (طرد الموريسكيين). أول إمام للمسجد كان الشيخ سيدي محمد الساني المهاجي.
|
#264
|
|||
|
|||
المسجد الجامع بتلمسان - الجزائر يتموقع المسجد الجامع الواقع بعاصمة الزيانيين ولاية تلمسان، كأحد أشهر المساجد وأكبرها في الجزائر، ويتمتع المسجد الجامع بعراقة لافتة في المنطقة التي تحتضن زهاء 60 مسجدا، منذ أن بناه المرابطون قبل 853 سنة خلت، ولا يختلف هذا المسجد في تصميمه وزخرفته عن جامع “قرطبة” الشهير، ومئذنته تشبه إلى حدّ كبير مئذنة جامع قرطبة. وقد شُيّدت على قاعدة مربّعة، وارتفع بنيانها على هذه القاعدة، حيث انتهت في الأعلى بمربّع أصغر من مربّع القاعدة تحيط به شرفة يستطيع المؤذّن أن يُطلّ منها على المدينة بكاملها.
وتذكر مصادر تاريخية، أنّ المسجد الجامع هو أحد مفاخر المرابطين في المغرب الأوسط، ويؤرخ تأسيسه في سنة 530هـ/ 1153 م، حسب الكتابة الموجودة على عنق القبة مع اسم المؤسس الذي طمس إبان العهد الموحدي، واستنادا إلى ما رواه المؤرخون، فمن المحتمل جدا أن يكون المؤسس هو “علي بن يوسف بن تاشفين” (1106ه/1142 م) وإليه يرجع تاريخ تأسيس القبة التي جاءت على منوال القباب الأندلسية المتقاطعة الأضلاع الموجودة بجامع قرطبة، بينما الجدران الخارجية للجامع فهي مطليّة بالجص، ومزيّنة بالفسيفساء، أما داخل المسجد فقد زُينّ بأقواس تنحني بأقواس صغيرة متعاقبة على شكل أوراق الورد. ويقول ابن مرزوق في المسند، إنّ المسجد الجامع يتمتع بأعلى مئذنة في الجزائر، وتمتاز بأصالة لا نظير لها، بجانب زخرفته المزيّنة بأعمدة مربعة قصيرة تعلوها أقواس على شكل نصف دائرة. ويرى الباحثان أبو عبيد البكري وجورج مارسيه، أنّ مئذنته تشكّل بجانب مئذنة جامع المنصورة القريب من أرقى ما وصلت إليه المآذن الجزائرية لكونها تتكون من نواة مركزية جوفاء، وهي بهذه الميزة تعتبر الوحيدة في مآذن الجزائر، كما تبدو قبة المسجد الجامع من الخارج على مظهر مغاير تماما لأشكال القباب الأخرى، فهي مغطاة بالقرميد على أوجهها الأربعة، لكن هي في الحقيقة قبة ذات ضلوع من الآجر تحاكي قبة مسجد باب المردوم بالأندلس وجامع قرطبة مثلما سلف الإشارة إليه، وقد فتحت في رقبة القبة شبابيك مخرّمة من الجص لإدخال الضوء والهواء إلى بيت الصلاة، وبهذه الصفة التي ساهم فيها بناؤون استقدموا من قرطبة، تعد بمنظار أهل الاختصاص من أروع القباب المخرمة في العالم الإسلامي حسبما جاء في تاريخ هايدو. وتقول إفادات إنّ المسجد الجامع لم يكن مكانا مفضّلا للعبادة فحسب، بل كان مسرحا لتدريس عديد العلوم والفنون، ويركّز الباحث الجزائري رشيد بورويبة في مؤلفه (جولة عبر مساجد تلمسان) على أنّ الدروس التي كانت تلقى في رحاب المسجد الجامع، ظلت تضاهي ما كان يلقى في مدارس تلمسان الكبرى، ومن ثم يمكن اعتبار هذا المسجد جامعة على طريقة المتقدمين، حيث كان يحتضن مجالس مختلف العلوم، وكانت تدرس فيه أمهات الكتب والدواوين، بدءا من القرآن والحديث وعلومهما، إلى العقائد وأصول الدين، والفقه وأصوله، واللغة وعلومها، والتصوف، والمنطق، والفلسفة، والطب، والهندسة، والفلك وعلوم الزراعة، وهو بذلك يضاهي جامع القرويين بفاس، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع الأزهر بالقاهرة، علما أنّ المسجد الجامع بتلمسان شهد تعاقب عائلات كاملة من العلماء الكبار على الإمامة وإلقاء الدروس على غرار: عائلة المرازقة، وعائلة العقبانيين، وابنا الإمام، وابن زاغو، وابن العباس، والسنوسي، وابن زكري، والمغيلي، والمازوني، والونشريسي، والحوضي، والتنسي وغيرهم. واستمد سكان المدينة من هذه الخاصية التلقينية والدعوية الاستثنائية التي انفرد بها المسجد الجامع قوة جعلتهم يقفون بضراوة أمام موجة “الفَرْنَسَة” ومَسْح الشخصية المسلمة واللغة العربية أيام الحكم الفرنسي. الزائر لتلمسان كما المقيم فيها يلفت نظره دونما شك هي صومعته المتشامخة التي تحيط بالمدينة من الغرب، وتطلّ على التلال والبساتين المثمرة الممتدّة خلفه، وهذه ليست كلَّ شيء في معلم لا يزال ينتظر أن يأخذ نصيبه الذي يستحق من البحث والدراسة والاهتمام، طالما أنّ كثيرا من جوانبه تبقى تسيل لعاب المولوعين بتراث المساجد عبر العالم. وبدأت السلطات حملة قبل فترة لترميم المسجد التاريخي “باشا” بحي “سيدي الهواري” في الباهية وهران، بغية الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار والسرقة وكذا التلف الذي يطال جوانبها. وستشمل العملية التي ستنطلق الأسبوع القادم، الكتب القديمة والمخطوطات الثمينة والثرايا وغيرها من المحتويات التي يزخر بها هذا الصرح الديني، الذي يعرف أيضا باسم “المسجد الكبير” وذلك في انتظار ترميمه. كما برمجت الملحقة المذكورة حملة تنظيف واسعة للمسجد، بمشاركة فريق من المختصين في علم الآثار والمهتمين بالتراث المادي لوهران ومديرية الثقافة ومصالح البلدية والجمعيات المهتمة بحماية المعالم الأثرية، على غرار جمعية “الإمام الهواري”. واستنادا إلى المعطيات التاريخية فإن جامع “الباشا” الذي يتميز بهندسة معمارية رائعة وصنف في 1952، قد شيد سنة 1796 في عهد الباي محمد الكبير وذلك بأمر من حسن باشا باي الجزائر العاصمة، كما يزخر هذا الصرح الديني الذي له شكل مثمن الأضلع والمزين بالحجارة المصقولة بمئذنة تهيمن على جميع مساكن الحي وتعتبر واحدة من أجمل المآذن بالجزائر. وتزخر مدينة وهران بخمسة مساجد تاريخية وأثرية، وهي “سيدي محمد الكبير” و”الجوهرة” و”الباشا” و”الإمام الهواري” و”عبد الله بن سلام”. |
#265
|
|||
|
|||
مسجد عبد الله بن سلام - الجزائر
مسجد عبد الله بن سلام مسجد يقع وسط مدينة وهران ويضم أيضا مقرات لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية. المسجد كان قبل استقلال الجزائر عن فرنسا كنيسا يهوديا بني سنة 1918. وكان واحد من أكبر المعابد وأجملها في شمال أفريقيا. تم إعادة ترميم الكنيس وحول إلى مسجد عام 1975 وسمي عبد الله بن سلام تخليداً لاسم اليهودي الغني من المدينة الذي أمن برسالة النبي محمد واعتنق الإسلام. |
#266
|
|||
|
|||
مسجد الباي محمد عثمان الكبير - الجزائر
بُني هذا المسجد في سهل خنق النِّطاح إلى الشَّرق من مدينة وهران القديمة على حوالي كيلومتر و نصف تقريباً، ولا يبعد كثيراً عن المنحدر الذي يُشرف على البحر والميناء البحري شمالاً، وقد بُني على أرضٍ سهليةٍ منبسطةٍ واسعة، خاليةٍ من العمران بعيدة كلَّ البُعد عن المدينة القديمة وهران بمسافة طويلة، وهو حالياً بموازاة شارع جبهة البحر الواجهة البحرية في شارع طرابلس قرب سوق ميشلي المخصَّصِ للخضر والفواكه، وتفصل بينه و بينها عمارات حديثة و شاهقة استحدثها الفرنسيون مؤخَّراً. لقد بنيَ هذا المسجد على شكلٍ مستطيلٍ، نصفه الشرقي قاعة متوسّطة الحجم وشبه مربَّعة، ونصفه الغربي تتوسَّطه ساحة صغيرة بها نخلة وبعض الحشائش، وهي محاطة بسياج من الآجر ونافورة من المياه. وفي الزَّاوية الشرقية للقاعة توجد منارة متوسّطة العلوِّ ومربّعة الشّكل، ووراءها إلى الغرب بيت صغير إقتطع من القاعة الرئيسية يتَّخذه الإمام حاليا مقراً له ولإعداد خطبه ودروسه، وإلى يسار المنارة وبيت الإمام يوجد بيت متوسِّط الحجم في مقدمة المسجد شرقاً به حالياً آثاثٌ قديمٌ ويُعتَقدُ أنَّه كان مثوى وقبر للباي محمد الكبير مؤسّس المسجد، وفي مؤخِّرته توجد أماكن للوضوء يبدو أنّها حديثة و لم تكن سابقاً وهي موجودة في ناحيته الغربية. عرف مسجد الباي محمد الكبير كغيره من المساجد في الحواضر الجزائرية العديد من الإصلاحات والترميمات و التجديدات عبر الأزمنة المختلفة، ففي سنة 1930م تعرض هذا المسجد لبعض الترميمات والإصلاحات من الداخل و الخارج أدَّى ذلك إلى تغيير المسجد وإزاحته بعض الشيء عن طابعه الأصلي القديم. وبـعد استقلال الجزائر أصبح مسجد الباي وعلى غرار المساجد الجزائرية الأخرى تحت رعاية وإدارة وزارة الشؤون الدينية التي تبنت وتبنَّى الشعب معها مهمَّة إعادةِ الوجه الإسلامي إليها و إلى كلِّ البلاد ومؤسَّساتها. أمَّا مسجد الباي فقد فتح للصَّلاة كما كان سابقاً، وأدخلت عليه عدَّة إصلاحاتٍ نجملها فيما يلي : 1 : أُزِيلت الساحة الداخلية ، و اقتـلعت النّخلة التي كانت داخلها وضمت إلى ساحة قاعة الصَّلاة، ووضع لها سقف من أخشاب طويلة مصفَّحة هذه بجانب الأخرى، وبذلك توسَّعت قاعة الصَّلاة كثيراً حتّى شملت أغلب مساحة المسجد . 2 : استحدث للمسجد مدخل ثانوي على يساره الشمالي يستعمله النساء للدخول إلى المسجد يوم الجمعة والأعياد، كما استحدث مدخلٌ آخر على اليمين في مؤخِّرة المسجد تقريباً إلى الجنوب يفتح عند اكتظاظ المسجد بالمصلَّين كذلك يوم الجمعة والأعياد . 3 : استحدث منبر للخطابة يوم الجمعة وضع في البيت الوسطى الأمامية التي كانت في الأصل مقبرة الباي محمد بن عثمان الكبير ومدفنه، واستحدث باب إلى يسارها يؤدَّي إلى البيت المجاورة على اليسار والتي لها باب في الغرب قديم ما يزال قائماً ويُفتح يوم الجمعة ليصلَّي فيه النَّاس، أمَّا البيت الموجود على اليمين إلى الأمام فقد اتّخذها الإمام الحالي بيتاً له، وبداخلها شرقاً باب يؤدّي إلى منارة المسجد . 4 : أغلقت الباب الدَّاخلية خلف المسجد التي تؤدِّي إلى المراحيض وأماكن الوضوء واستحدثت باب خارجية غرباً وراء المسجد لها وذلك تفادياً لاتِّساخ قاعة الصّلاة بالماء والقاذورات و المخلَّفات اللاّصقة بأرجل المصلِّين المتوضِّئين، فكان ذلك كلُّه جهود ومساعدات على نقاوة المسجد وبقائه نظيفاً . بكلِّ هذه التَّحسينات والإصلاحات، أصبح مسجد الباي حالياً تحفةً فنّيةً إسلاميّةً رائعةً يعجُّ بالمصلّين والمتعبّدين كلّ يوم وفي كلّ صلاة رغم صغره، كما يعطي للحي الذي يقع فيه رونقاً وجمالاً ومسحةً إسلاميّةً هو بحاجة إليها، وذلك نظراً للطَّمس و التَّخريب الذين تعرَّضت لهما مدينة وهران خلال العهد الاستعماري الطَّويل الذي دام قرابة أربة قرون بشقّيه : الإسباني، الفرنسي، ونظراً إلى خلوِّ الحي من أيِّ مسجد عداه. |
#267
|
|||
|
|||
المسجد الكبير بتازة - المغرب يعد المسجد الأعظم (الجامع الكبير) بتازة من المعالم الحضارية والدينية والفضاءات التاريخية الجميلة٬ التي تعكس عبقرية الصانع المغربي وجمالية الفن الأندلسي الأصيل والغنى الحضاري والتنوع الثقافي للمدينة.
فالمسجد الأعظم٬ الذي يحظى بمكانة عظيمة لدى الساكنة والعلماء وأهل الذكر٬ ما يزال شاهدا على حضارة وعمق تاريخ تازة٬ ويعتبر من أهم المعالم التاريخية منذ أن بناه الموحدون في أوائل القرن السادس الهجري٬ غير أنه لم يبد على الشكل الذي عليه الآن إلا في عهد المرينيين الذين أتموا الشطر الثاني منه بإضافة ست بلاطات وقبة مشرفة على المحراب٬ تعتبر من أبدع القباب تصميما وزخرفة وأجملها رونقا وفتونا. كما وقع تجميل المسجد بثريا فريدة٬ أمر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني بتعليقها سنة 694 ه ٬ تزن 32 قنطارا مصنوعة من البرونز ويحيط بها 514 سراجا وهاجا تضاهي جمالا وبهاء وعظمة مثيلاتها في المساجد الحديثة للمملكة. وما يزيد المسجد الأعظم رفعة ومكانة احتضانه على مر العصور الحفلات الدينية وتلاوة القرآن الكريم والأمداح النبوية الشريفة٬ مما أهله لكي يكون قبلة لأهل العلم والذكر٬ وكذا الساكنة التي تجد فيه ملاذا ربانيا لتأدية شعائرهم الدينية ومنارة ساطعة للعلم والمعرفة. وبذلك٬ أضحى المسجد الأعظم٬ الذي يكبر جامع القرويين من حيث المساحة٬ معلمة دينية قائمة الذات٬ احتفظت ٬ وما تزال على مر الزمن ٬ بإشعاعها العلمي والتنويري بفضل دروس العلم التي تلقى بين أركانها والدور الذي تضطلع به في مجال الوعظ والإرشاد. وتتمركز في قلب المسجد الأعظم ( الجامع الكبير ) خزانة تعرف "بخزانة المسجد الأعظم" يرجع تاريخها إلى العهد الموحدي٬ حيث تضم عددا كبيرا من الكتب المخطوطة في شتى أنواع العلوم سواء كانت فقهية أو حية٬ وقد أنشئت في أول الأمر بغرض حفظ كتب القاضي عياض من التلف خاصة كتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى". وتضم هذه الخزانة العديد من المخطوطات والوثائق والرسائل الموحدية الأصلية التي في مجملها للمهدي بن تومرت٬ حيث نشر بعضها في كتاب " أعز ما يطلب"٬ وقد بلغ عدد هذه المخطوطات 907 مخطوطا٬ حسب الفهرسة التي نشرتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وفي هذا الصدد٬ قال الأستاذ عبد الهادي التازي في إحدى محاضراته " أجزم أن خزانة المسجد الأعظم بتازة ترجع إلى العهد الموحدي٬ وتعد كأقدم خزانة للكتب المخطوطة بالمغرب ولا تزال قائمة إلى الآن .. ذلك أنه علاوة على احتوائها على كتب القاضي عياض وخزانته .. كانت تتوفر على المخطوطات والوثائق والرسائل الموحدية الأصلية التي في مجملها للمهدي بن تومرت٬ حيث نشر بعضها في كتاب "أعز ما يطلب" المطبوع بالجزائر العاصمة سنة 1903 م وغير ذلك مما وقف عليه الأستاذ محمد بن ابراهيم الكتاني من هذه الرسائل بخزانة المسجد الأعظم بتازة ونشره بمجلة هسبريس تمودا ". ومنذ تأسيس هذه المعلمة التاريخية حبس السلاطين وكثير من الناس الكتب العلمية والفقهية لفائدتها٬ خاصة في عهد الدولة العلوية٬ فأصبحت الخزانة تتوفر على كم هائل من الكتب المخطوطة٬حيث كونت٬ بذلك٬ ثروة علمية هامة صقل منها الكثير من العلماء والفقهاء٬ الذين استوطنوا مؤقتا بمدينة تازة٬ معارفهم العلمية والفقهية٬ من قبيل لسان الدين بن الخطيب٬ وعبد الرحمان بن خلدون٬ والمختار السوسي وغيرهم٬ كما كانت قبلة للعديد من العلماء والباحثين الذين كانوا يقيمون بتازة من أجل الاغتراف من منبعها العلمي (خزانة المسجد الأعظم ) من بينهم ابن بري٬ وابن يجبش٬ ومولاي الطيب العلوي٬ وإدريس ابن الأشهب٬ وباحثين أوربيين كهنري باسي٬ وهنري طراس٬ وكومباردو٬ وجان جون باي٬ ولويس فوانو وغيرهم . |
#268
|
|||
|
|||
المسجد الأعظم بتينمل - المغرب
المسجد الأعظم بمدينة تينمل قرب مراكش، المغرب هو مسجد تاريخي. شيد هذا المسجد من لدن الخليفة عبد المومن الموحدي حوالي سنة 547 هـ / 1153 م، ويقع بتينمل بالأطلس الكبير ويتسع بالعرض أكثر من العمق، وتشكل الصومعة استثناء من حيث شكلها إذ تتخذ تصميما مستطيلا، وتتواجد وراء المحراب ويبرز هيكلها خارج جدار القبلة. يضم المسجد الأعظم بتينمل بيتا للصلاة ذا تسع بلاطات عمودية، وصحنا مستطيل الشكل. تقع مدينة تينمل المغربية على بعد 100 كلم جنوب شرق مدينة مراكش، على الطريق المؤدية إلى تارودانت عبر ممر تيزي نتاست. وتنتشر أطلالها على الضفة اليسرى لـ واد نفيس وسط جبال الأطلس الكبير على علو يناهز 1230م. لا زال الموقع والمسجد والقرية الحالية يحملون الاسم القديم "تينمل". وتخليدا لذكرى المهدي بن تومرت أمر خلفه السلطان عبد المومن بن علي الكومي في سنة 1153م ببناء مسجد تينمل. بني المسجد بتصميم ذي شكل مستطيل على مساحة طولها 48,10مترا وعرضها 43,60 مترا وهو محاط بسور مرتفع تعلوه شرفات. تتكون قاعة الصلاة من تسع أروقة موجهة نحو القبلة، كما يشكل التقاء البلاط المحوري والرواق الموازي لجدار القبلة شكلا هندسيا على نحو الحرف اللاتيني T. أما القباب الثلاث فتتوزع بشكل منتظم على طول رواق القبلة، إلا أنه لم يتبق منها إلا واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية. ترتكز أروقة المسجد على دعامات مبنية من الآجر بواسطة أقواس متنوعة الأشكال، تساهم في إعطاء جمالية خاصة لقاعة الصلاة، وتعلو المنبر والمحراب صومعة مستطيلة الشكل، وهو ما يعتبر استثناء في هندسة الجوامع بالمغرب. أما الصحن فيمتد شمال غرب قاعة الصلاة وهو محاط بأروقة. من حيث الزخرفية يشكل محراب تينمل إحدى روائع الفن الإسلامي بالمغرب. وصفوة القول أن مسجد تينمل يتميز بأحجام متوازنة وتناسق تركيبي تدريجي لمرافقه المركزة جميعها على عنصر المحراب ليس فقط على مستوى الزخرفة بل وحتى على مستوى الترابطات الهندسية وترابطات الأحجام. |
#269
|
|||
|
|||
جامع القرويين بفاس - المغرب جامع القرويين أو مسجد القرويين هو جامع في مدينة فاس المغربية، بني عام 245 هـ/859 م.
قامت ببنائه فاطمة الفهرية حيث وهبت كل ما ورثته لبناء المسجد. كان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه. أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى. وقد سمي الجامع بالقرويين نسبة إلى القيروان مدينة فاطمة الفهرية. لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين عمال عبد الرحمن الناصر على المدينة، تعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي. قام المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة. كان هناك تفنن من قبل المعماريين في صنع القباب ووضع الأقواس ونقش آيات القرآن والأدعية. أبرز ما تركه المرابطون في المسجد هو المنبر الذي لا يزال قائما إلى اليوم. بعد المرابطين، قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى والتي تزين المسجد الفاسي إلى اليوم. لمسجد القرويين سبعة عشر بابا وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسط المسجد. كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر، وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء في الأندلس. عرف الجامع المزيد من الاهتمام في مجال المرافق الضرورية فزين بالعديد من الثريات والساعات الشمسية والرملية وأضيفت للمسجد مقصورة القاضي والمحراب الواسع وخزانة الكتب والمصاحف. طراز الجامع المعماري بشكل عام هو الطراز المعماري الأندلسي. |
#270
|
|||
|
|||
مسجد الكتيبة - المغرب
يتوسط جامع الكتبية مدينة مراكش، بالقرب من ساحة جامع الفنا. وتسمية المسجد مشتقة من "الكتبيين"، وهو اسم سوق لبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد. لقد بني جامع الكتبية الأول من طرف الخليفة عبد المومن بن علي الكومي سنة 1147م على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية. أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي. من المعالم الإسلامية الراسخة في تاريخ المغرب الحدث مسجد الكتبية المنارة الإسلامية الموجودة في قلب مدينة مراكش النابض للمسجد تاريخ ضارب في القدم من عهد حظارات فنت وبقى هو شاهداً على تاريخها أتت تسمية مسجد الكتبية بهذا الاسم مقتبسة أو مستحاة من نوع النشاط في المساحة القريبة من المسجد وهم الكتابون والخطاطون والكتبيون كمان كانو يسمون قديماً مسجد الكتبية تم بنائه في عهد الدولة الموحدية وفي عهد خلفيتها عبد المؤمن بن علي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي ويقول صاحب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية: " فبنى عبد المومن بدار الحجر مسجدا آخر، جمع فيه الجمعة، وشرع في بناء المسجد الجامع، وهدم الجامع الذي كان أسفل المدينة الذي بناه علي بن يوس ويعتبر جامع الكتبية من أهم جوامع المغرب. إنه ذو أبعاد استثنائية، فهو يشغل مساحة 5300 متر مربع وفيه 17 جناحًا و11 قبة مزدانة بالنقوش. فيه أعلنت قرارات السلاطين المهيبة وجرت كبريات الأحداث. الجامع ومئذنته المزخرفة في أجزائها العليا بإفريز خزفي مطلي بلون الفيروز أصبحا رمزًا للمدينة. أما منبر الكتبية الجليل فهو مزوّد بنظام آلي للحركة يعتبر من روائع فن النجارة الإسلامية. وقد صنع هذا المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر بطلب من الأمير المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين من أجل الجامع الذي انتهى من بنائه في مراكش. نقل المنبر إلى الكتبية نحو سنة 1150م "المغرب اروع مكان في العالم". يضم جامع الكتبية، على جانب قاعة الصلاة، صومعة متميزة أقدم من مثيلاتها، الخيرالدا باشبيلية وحسّان بالرباط، والنموذج الأول الذي وجه بناءها. أنشأت هذه الصومعة بأمر من الخليفة الموحدي عبد المؤمن (1163-1130) وأنهاها بعده ابنه المنصور (1184-1199). تتواجد الصومعة في الجزء الجنوبي-الشرقي للجامع وتتخذ تصميما مربعا يعلوه المنور المتوج بقبة مضلعة. كما تعلو هذين المستويين شرافات. تتكون نواة الصومعة من ستة غرف متطابقة الواحدة فوق الأخرى، محاطة بممر مائل ومستقيم ومغطى بقباب نصف أسطوانية تنطلق منها، على مستوى الزوايا، بعض القباب ذات الحافة الحادة. هذا النظام الذكي مأخوذ من نموذج برج "المنار" بقلعة "بني حمّاد" (الجزائر)، الذي بني في بداية القرن 11م. بنيت هذه المعلمة بالحجر الرملي النضيد الذي جلب من جبل كيليز في مراكش. ولتخفيف ثقل الصومعة، تم استعمال الأحجار الصغيرة مع الآجر في أجزائها العلوية. يقدم مجموع هذا البناء واجهة من الحجر و جالآجر؛ إلا أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من طلاء كلسي. وقد تم تزيين الجدار بخطوط التقاء وهمية لتغطية عيوب تقطيع الأحجار (لازالت آثار ذلك ظاهرة). تنقسم زخرفة الصومعة إلى خمس مستويات. تنتشر على كل واجهة أشرطة مسطحة تتكون من عقود دائرية متجاوزة متعددة الفصوص. أما الفضاءات الفارغة بين الزخارف المنقوشة فتستقبل رسوما ملونة حمراء على الطلاء تمثل زخارف نباتية، وهندسية وكتابية (سعيفات بسيطة ومزدوجة زهيرات، صنوبريات، وعبارات قصيرة بالخط الكوفي). أما الأشرطة الأخيرة المحيطة بالأجزاء العلوية للصومعة والمنور، فهي تركيبات هندسية مؤلفة من تربيعات خزفية بيضاء وخضراء مائلة للزرقة تجعلها متميزة عن باقي أجزاء المعلمة. إن مبدأ زخرفة صومعة الكتبية كما هو شأن صومعة الخيرالدا في اشبيلية أو صومعة حسان في الرباط، مستلهم بالتأكيد من صومعة عبد الرحمان الثالث في جامع قرطبة الكبير، الذي تم التعرف على شكله عبر رسمين مؤرخين بسنتي (1562-1571) منحوتين فوق باب القديسة كاتالينا. من المعلوم أن هذه الصومعة قد حظيت بعناية خاصة في زخرفة واجهاتها، خصوصا بإنشاء حنيات صمّاء. كما تجب الإشارة إلى تأثير عمارة بني حماد : فإضافة إلى الزخرفة على شكل تجويفات عمودية وكذا الواجهات المنحوتة المزينة لصومعة جامع قلعة بني حماد، نجد فيها كذلك إدخال تقنية الزليج. لقد تلقى داخل صومعة جامع الكتبية زخرفة مميزة. وهكذا زينت عدد من غرفها بقباب : قبة مخروطية مجزءة بالنسبة للأولى، ذات قاعدة مثمنة، وأربعة حنيات ركنية بمقرنصات بالنسبة للثانية. أما الخامسة فهي ذات شكل هرمي من ثمانية أضلاع تقوم على قاعدة مثمنة وعلى حنيات ركنية ذات زوايا على شكل نصف قبو من الحافات الحادة. أما الأخيرة، الأكثر إتقانا، فغطيت بقبة ذات أضلاع متجاوزة على حنيات ركنية بمقرنصات و ذات قاعدة مثمنة. أما الغرفتين الثالثة والرابعة، فهما ذات قبة من الحافات الحادة بعقود متجاوزة تقوم على أعمدة صغيرة في الزوايا. رغم أن هذه القباب تتواجد داخل الصومعة، فقد حظيت بعمل متقن يؤكد على أهمية هذا الانجاز المعماري في عمومه، ويذكر تنوعها بقباب جامع باب المردوم بطليطلة، الذي يظل، رغم سبقه التاريخي (نهاية القرن 10 م)، شاهدا على تلك الروابط المتينة بين الفن الأندلسي ونظيره المغاربي. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|