اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2008, 01:54 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي رواية ***انت لـــــــي*** متجدد


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ازيكم ياجماعه عاملين ايه؟؟
يارب تكونوا كويسين
جيبالكم قصه جميله جدا هى اسمها (انت لى)
القصه جميله جدا واحدثها حصلت فعلا
انا هنزل حلقتين ناو
وكل يوم هنزل حلفتين عشان هي طويلة شوية
ياريت تتابعو معايا
وبلاش تدخلوني في حالة اكتئاب

مخلوقة اقتحمت حياتي

توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما الوحيدة ( رغد ( و التي تقترب من الثالثة من عمرها ... لتعيش يتيمة مدى الحياة .

في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها
من الآن فصاعدا .


أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى
( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .


كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضو جديد سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !


أما والدتي فكانت متوترة و قلقة

أنا لم يعن لي الأمر الكثير

أو هكذا كنت أظن !


وصل أبي أخيرا ..

قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !

سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين
" بابا بابا ... أخيرا ! "

قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !

تنهدت و قلت في نفسي :


" أوه ! ها قد بدأنا ! "

أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !


في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .

" أين ستنام الطفلة ؟ "


سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .


" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "

دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، ألا أن أبي قال :


" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "

و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :



" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "
ثم التفتت إلي :


" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "

اعترض والدي :

" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "
قالت أمي :

" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "
)) رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !


أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !

قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .

عندما عدت إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدت الصغيرة نائمة بسلام !


لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !


أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .

~~~~~~~~~
نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !



إنها رغد المزعجة


خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه


" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أنا أنام ! "

تأوهت أمي و قالت بضيق :

" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة صعبة جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "

كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .


حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :

" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "
لم تجب !

حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة !

و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !

إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !

في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .

" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "


" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "


قاطعتهما قائلا :


" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "

أزعجت جملتي هذه والدي فقال :

" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "

و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ...

مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع دانه و سامر بمرح نوعا ما

كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !

مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ، و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد ( الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !


بعد أنا نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم منذ ساعة أو يزيد .

أودعت الطفلة سريرها بهدوء .

تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ

قلت :

" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "



ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :

" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "

كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !

إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا !

و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .


الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا



إنه بكاء رغد !




حاولت تجاهله لكن دون جدوى !



يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي !



طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى والدتي ، ألا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ




نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !



ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما !



لم تكن والدتي موجودة معها .


اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .



و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل


لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !

يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف ...

كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ...






توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .


والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .

و والدي لا ينام كفايته بسببها .

لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !





جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !





أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا أدري ، كيف نمت بعدها !





هذه المرة استيقظت على صوت أمي !

" وليد ! ما الذي حدث ؟ "

" آه أمي ! "




ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و هادى !



" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "




ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :


" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "



و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .


" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "



ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !

يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!

بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن رأتني حتى بادرت بقول :



" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "








أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !



فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !
ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد (



أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة (



يا لهؤلاء الأطفال !


كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !




~~~~~~





كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة ... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .





هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !

و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !





فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !


و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !


" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "



نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي . إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !





" أنا وليد ! "



لازالت تنظر إلى باستغراب !



" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "




لم يبد الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟


أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها . حتى حين أسألها :


" أين رغد ؟ "



فإنها تشير إلى نفسها .



" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "



أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :



" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !

أنت ِ رغد ، و أنا وليد !

من أنت ؟ "



" رغد "



" عظيم ! أنت رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت وليد ! "





كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .

و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي !



" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ...

قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــد ! "




" أنت لــي " !!




يتبع

آخر تعديل بواسطة JusT DreaM ، 26-10-2008 الساعة 02:46 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-10-2008, 02:35 PM
الصورة الرمزية the black rose
the black rose the black rose غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 2,027
معدل تقييم المستوى: 19
the black rose is on a distinguished road
افتراضي

جميلة يا ايمى متابعة معاكى يا قمر
يلا كملى
__________________

يظن حين أتحدث عن ذكرياته اننى لازلت احبه .. و يظن حين اكتب عنه بعين الرضا اننى لازلت اتمنى عودته .. ولا يدرك اننى منذ أن فارقته " عددته ميتاً ".. فحديثى عنه لا يعد الا امتثالا بحديث المصطفى " اذكروا محاسن موتاكم "
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-10-2008, 08:15 PM
الصورة الرمزية msamido
msamido msamido غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
العمر: 38
المشاركات: 2,701
معدل تقييم المستوى: 0
msamido is an unknown quantity at this point
افتراضي

أنا متابع أنا كمان ومتابع بشغف كمان

القصة حتى الآن جميله واسلوبها ثلث وبسيط وبيرسم الحكاية بشكل جميل أوى
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-10-2008, 09:13 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ليكي ياشيرو
وشكرا مساميدو
مع اني كنت متوقعه عدد ردود اكبر من كده
بس مش مهم هجيبهم هجيبهم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-10-2008, 12:02 AM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ...
قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــد ! "
" أنت لــي " !!
كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد !
( أنت لي ! )
للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب !
فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من
( وليد ) !
ابتسمت ، و قلت مصححا :
" أنت وليــــــــد ! "
" أنت لـــــــــــي "
كررت جملتها ببساطة و براءة !
لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا ....
و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى !
و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي !
سألتها مرة أخرى :
" من أنا ؟ "
" أنت لــــــــي " !
يا لهذه الصغيرة المضحكة !
حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور ...
منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد ....
~~~~~~
انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .
كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا !
كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء !
كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !
و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها (مثل رغد ) .
و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ...
في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !
لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .
تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !
انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .
لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .
" أدخل ! "
ألا أن أحدا لم يدخل .
انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ...
و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !
لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !
أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ....

" رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "



انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها



مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .



هذه المرة كانت تبكي من الألم .



" أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "



لابد أنها دانة الشقية !



شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .



كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .



عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .



" دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "



لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :



" ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "



" إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "



اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :



" إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة "



لم تكن الضربة مؤلمة ألا أن دانة بدأت بالبكاء !



أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .



نظرت إليها و مسحت دمعتيها .



ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !



ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! ألا أنها لم تكن الأخيرة ....



~~~~~~



توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال ...



ألا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح ...



أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا ...



إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ...



و لان الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر ...



و هذا المكان كان غرفة وليد !



ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .



في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا ...



كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ



و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع ...



أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها



كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ...



" اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! "



و بين أناتها و بكاؤها قالت :



" ماما "



نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن ...



ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم



" أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "



" ماما "



ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ...



جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و اغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .



تأملت وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها .



تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .



صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ...



و قد فعلت الكثير ...



و الأيام .... أثبتت ذلك ...

آخر تعديل بواسطة JusT DreaM ، 27-10-2008 الساعة 02:34 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-10-2008, 12:32 AM
الصورة الرمزية .. Mysterious ..
.. Mysterious .. .. Mysterious .. غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 2,367
معدل تقييم المستوى: 19
.. Mysterious .. will become famous soon enough
افتراضي

الله الله على الجمال
بجد قصة رائعه جدا استمرى
وانا معاكي للنهاية ان شاء الله
__________________

...

if i die don't cry just look at the sky and say bye bye
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27-10-2008, 01:02 AM
الصورة الرمزية اوركيديا
اوركيديا اوركيديا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,176
معدل تقييم المستوى: 19
اوركيديا is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدا يا ايمى
و لما نشوف اخر رغد دى

يلا فى رعايه الله
__________________

In God's care
HaPpiLy eVeR aFtEr
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27-10-2008, 03:58 AM
الصورة الرمزية بورسعيدى
بورسعيدى بورسعيدى غير متواجد حالياً
عضو له إمتياز خاص ( أسد المنتدى العجوز )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
العمر: 56
المشاركات: 5,808
معدل تقييم المستوى: 0
بورسعيدى is an unknown quantity at this point
افتراضي

جميله

رائعة

مشوقة جدا

متابعين ومنتظرين

بس ممنوع التاخير
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27-10-2008, 07:49 AM
الصورة الرمزية the black rose
the black rose the black rose غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 2,027
معدل تقييم المستوى: 19
the black rose is on a distinguished road
افتراضي

متابعة يا ايمى
بجد حلوة اوى
يلا عايزين الباقى
__________________

يظن حين أتحدث عن ذكرياته اننى لازلت احبه .. و يظن حين اكتب عنه بعين الرضا اننى لازلت اتمنى عودته .. ولا يدرك اننى منذ أن فارقته " عددته ميتاً ".. فحديثى عنه لا يعد الا امتثالا بحديث المصطفى " اذكروا محاسن موتاكم "
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27-10-2008, 10:43 AM
الصورة الرمزية msamido
msamido msamido غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
العمر: 38
المشاركات: 2,701
معدل تقييم المستوى: 0
msamido is an unknown quantity at this point
افتراضي

طيب ده كلام جميل
أنا كل يوم الصبح هاخد حلقة كده ع الريق قبل الشغل

بس مش عايز تأخير بقى علشان انا بدمن الحاجات اللى ع الريق دى

شكرا يا بنت الاسلام القصة بجد جميلة جدا
.
.
__________________
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27-10-2008, 12:30 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a.shawky مشاهدة المشاركة
الله الله على الجمال

بجد قصة رائعه جدا استمرى

وانا معاكي للنهاية ان شاء الله
حضرتك منورنا
شكرا على الرد وياريت تكمل معانا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-10-2008, 12:32 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asdat مشاهدة المشاركة
جميله جدا يا ايمى
و لما نشوف اخر رغد دى

يلا فى رعايه الله

انتي اللي جميله يالولو
لما اشوفك بس
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-10-2008, 12:36 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بورسعيدى مشاهدة المشاركة
جميله

رائعة

مشوقة جدا

متابعين ومنتظرين

بس ممنوع التاخير
ان شاء الله الحلقة الجاية هتكون باليل
نورت الموضوع يااستاذ بورسعيدي
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27-10-2008, 12:38 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the black rose مشاهدة المشاركة
متابعة يا ايمى
بجد حلوة اوى
يلا عايزين الباقى
ماشي ياشيريو
تابعي معانا وهتعجبك اكتر
بس بردو لما اشوووووفك
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27-10-2008, 12:41 PM
الصورة الرمزية JusT DreaM
JusT DreaM JusT DreaM غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
العمر: 32
المشاركات: 2,018
معدل تقييم المستوى: 20
JusT DreaM is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamido مشاهدة المشاركة
طيب ده كلام جميل
أنا كل يوم الصبح هاخد حلقة كده ع الريق قبل الشغل

بس مش عايز تأخير بقى علشان انا بدمن الحاجات اللى ع الريق دى

شكرا يا بنت الاسلام القصة بجد جميلة جدا
.
.
الشكر لله
نورت الموضوع
هنزل حلقة النهاردة ان شاء الله

آخر تعديل بواسطة JusT DreaM ، 27-10-2008 الساعة 01:08 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:40 PM.