|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#7
|
||||
|
||||
![]() أيهـا الولــد: لو كان العلم المجرّد كافيا لك ، ولا تحتاج إلى عمل سواه ، لكان نداء الله تعالى: (هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب؟)[1][12]. وروي أن جماعة من الصحابة رضي الله عليهم أجمعين ذكروا عبد الله بن عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (نعم الرجل هو لو كان يصلي بالليل)[2][13]. وقال عليه الصلاة والسلام لرجل من أصحابه: (يا فلان.. لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع صاحبه فقيرا يوم القيامة)[3][14]. أيهـا الولــد: {ومن الليل فتهجّد به} أمر؛ {وبالأسحار هم يستغفرون} شكر؛ {والمستغفرين بالأسحار} ذكر. قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى: صوت الديك ، وصوت الذي يقرأ القرآن ، وصوت المستغفرين بالأسحار)[4][15]. قال سفيان الثوري رحمه الله: (إن لله تعالى ريحا تهب بالأسحار تحمل الأذكار والاستغفار إلى الملك الجبار). وقال أيضا: (إذا كان أول الليل ينادي مناد من تحت العرش: ألا ليقم العابدون ، فيقومون ويصلون ما شاء الله؛ ثم ينادي مناد في شطر الله: ألا ليقم القانتون ، فيقومون ويصلون إلى السحر؛ فإذا كان السحر ينادي مناد: ألا ليقم المستغفرون ، فيقومون ويستغفرون؛ فإذا طلع الفجر ينادي مناد: ألا ليقم الغافلون ، فيقومون من فروشهم كالموتى نشروا من قبورهم). أيهـا الولــد: روي في لعض وصايا لقمان الحكيم لابنه أنه قال: (يا بني.. لا يكوننّ الديك أكيس منك ، ينادي بالأسحار وأنت نائم). ولقد أحسن من قال شعرا: لقد هتفت في جنح الليل حمامة .... على فنن وهنا وإني لنائم كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا .... لما سبقتني بالبكاء الحمائم وأزعم أني هائم ذو صبابة ..... لربي فلا أبكي وتبكي البهائم؟! أيهـا الولــد: خلاصة العلم: أن تعلم أن الطاعة والعبادة ما هي؟ اعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل ، يعني: كل ما تقول وتفعل ، وتترك قوله وفعله يكون بإقتداء الشرع ، كما لو صمت في يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصيا ، أو صليت في ثوب مغصوب ـ وإن كانت صورة عبادة ـ تأثم. أيهـا الولــد: ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقا للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة ، وينبغي لك ألا تغترّ بشطح الصوفية[5][16] وطاماتهم ؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة ، لا بالطامات والترهات[6][17]. واعلم أن اللسان المطلق والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة علامة الشقاوة ، حتى لا تقتل النفس بصدق المجاهدة لن يحيى قلبك بأنوار المعرفة. واعلم أن بعض مسائلك التي سألتني عنها لا يستقيم جوابها بالكتابة والقول ، إن تبلغ تلك الحالة تعرف ما هي! وإلا فعلمها من المستحيلات؛ لأنها ذوقية ، وكل ما يكون ذوقيا ، لا يستقيم وصفه بالقول ، كحلاوة الحلو ومرارة المر ، لا تعرف إلا بالذوق ، كما حكي أن عنّينا[7][18] كتب إلى صاحب له: أن عرّفني لذة المجامعة كيف تكون؟. فكتب له في جوابه: يا فلان.. إني كنت حسبتك عنّينا فقط ، الآن عرفت أنك عنّين وأحمق؛ لأن هذه اللذة ذوقية ، إن تصل إليها ، وإلا لا يستقيم وصفها بالقول والكتابة. [1][12]ضائعا بلا فائدة. جزء من حديث قدسي رواه البخاري ومسلم. [2][13]رواه البخاري ومسلم. [3][14]رواه ابن ماجه والبيهقي ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب 1\446. وفي إسناده احتمال للتحسين. [4][15]رواه الديلمي كما في الكنز 15\814. [5][16] أي رياضة النفس ومجاهدتها [6][17] (أي الأباطيل [7][18] عنّنينا: لا يستطيع إتيان النساء.
__________________
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا اللهم من أردا بنا كيداً فأردد كيدة إلى نحرة
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|