اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2017, 07:13 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New ال*** بدافع الشفقة وموقف الإسلام منه


إِنَّ أول من استعمل مصطلح ال*** بدافع الشفقة هو الطبيب فرانسوا باكون، وذلك في القرن السابع عشر الميلادي، في كتابه ((علاج المرضى الميئوس من شفائهم))[1].
ويرى أصحابُ هذه النظرية أَنَّ هذا ال*** يتم بدافع تخليص المريض من المعاناة والآلام، شفقةً به عند اليأس مِن شفائِه طبيًّا فإذا كان تطور المرض حتميًّا في نظرة الطب، وكان علاج المرض ميئوسًا منه، فهنا يرى أصحاب هذه النظرية التدخُّل ب***ِ هذا المريض شفقة به بل رأَى هؤلاء ***َ أصحاب الآلام الكبيرة والتكاليف الباهظة، والبلهاء، والأطفال ناقصي الخلقة، وأصحاب الآلام النفسية للمريض والأهل؛ كالإحباط والفشل واليأس نتيجةً لمرضٍ ما[2].

ومنذ أيام فاجأنا البرلمان التايواني بالموافقة على مشروع تعديل قانوني يسمح للأقارب من الدرجة الأولى بطلب سحب أجهزة المساعدة على الحياة بالنسبة للمرضى الميئوس من شفائهم والفاقدين للوعي..
ويعد هذا تعديل لقانون سابق كان يقضي بالحصول على موافقة مسبقة من المريض بفصل أجهزة المساعدة على الحياة في حالة المرضى الميئوس من شفائهم[3].
ويتم *** وإزهاق روح المريض أو صاحب المعاناة بأحد الوسائل المتاحة والممكنة لذلك، بدون آلام، أو عن طريق ال*** البطيء، أو ال*** الحسَن كما يسمِّيه البعض.

فال*** بدافع الشفقة يتم عند أصحاب هذه النظرية لتخليص المريض من الآلام أو الأهل من التكاليف الباهظة، عند اليأس طبيًّا من شفاء المريض... ومن هنا يمكننا رصد ثلاثة أمور مهمة:
الأول: أنَّ ال*** بدافع الشفقة لدى هؤلاء هو ***ٌ مُتَعَمَّدٌ، توفَّر فيه ركن القصد الجنائي لارتكاب ال***، والإصرار على ذلك.
الثاني: أَن الباعث على هذا ال*** هو تخليص المريض من الآلام والأهل من التكاليف الباهظة.
الثالث: أَنَّ تقدير اليأس في الشفاء وعدمه يرجع إلى وجهةِ النظر الطبية البحتةِ.

ويمكننا بناءً على هذه الثلاثية استخلاص النتائج الآتية:
الأولى: أن ال*** بدافع الشفقة أيًّا كان شكله أو وسيلته المستخدمة فيه لا يخرج عن كونه ***ًا مُتَعَمَّدًا، توفرَّتْ فيه أركان القصد والتعمُّد مع الإصرار عليه.
الثانية: أَنَّ مرجعية هذا ال*** إلى وجهة نظر الأطباء، وهذه بلا شك تختلف من طبيبٍ إلى آخر، ومِن لجنةٍ إلى أخرى تبعًا لما لدى كلٍّ من العلم بالطب وتطوراته وأبحاثه، ونحن نرى العالم من حولنا يزخر بعشرات الأمثلة على اختلاف وجهات نظر الأطباء في عشرات القضايا العصريَّة، فمجرَّد الاعتماد على هذه المرجعيَّة فقط يجعل الأمر متأرجحًا غير ثابتٍ، فما تراه اللجنة اليوم،.. قد ترجع عنه غدًا، وربما عادت بعد غدٍ لرأيها الأول، وهكذا.
الثالثة: وبناءً عليه قد يُ*** عشرات من الناس ثم يُظهر الطب الحديث أَنَّهُ كان بالإمكان علاجهم بطرقٍ ما.
الرابعة: أَنَّ الباعث على هذا ال*** قد يتغيَّر من شخصٍ لآخر، فما يكون شفقةً عند البعض قد لا يكون كذلك عند آخرين، وربما كان العلاج في الْمُرِّ أحيانًا.
هذا وغيره مِمَّا يستدعيه العقل ويناقشه حول برامج هذه النظريَّة ومفرداتها.. ونحن نرى أنها لا تسلم من المناقشة، ولا تسوِّغها العقول كما ترى.
لكن أصحابها لم يروا بها بأسًا حين تشرَّبوا قواعد المادة والإلحاد ونظريات اللادينية والانفصال عن الوحي.

نرجع إلى الإسلام العظيم لنرى الفارق في المعاملة، ونرصد ما قرَّرَه الإسلام في هذا المجال حفاظًا على النَّفْس البشرية، هنا ستقابلنا الآية الكريمة لتقول: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾[4] ويقول تعالى أيضًا: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾[5].
فحرَّم سبحانه وتعالى بذلك *** النَّفْس المؤمنة بغير حقٍّ، وقد بيَّنَتِ السُّنَّةُ النبويَّةُ هذا الحق، في مِثْلِ ما أخرجه الشيخان مِن حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنيِّ رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثيَّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ"[6].
فصان الإسلام بذلك النَّفْس المسلمة المؤمنة عن تَعَمُّدِ ال*** لها بأية وسيلة من الوسائل، مهما كانت الوسيلة، ومهما كان الدَّافع على ال***..

بل وصل الحال إلى أَبْعَد من هذا فوضع الإسلام عقوبة لل*** الخطأ كما سبق في الآية الكريمة..
وعلى الرغم من وضع الخطأ والنسيان عن الأمة الإسلامية، وعدم مؤاخذة الله عز وجل للمسلمين بالخطأ إلاَّ أَنَّه سبحانه وتعالى قد شرع الكفارة في ال*** الخطأ بتحرير الرَّقَبَة، أو الدية، أو صيام شهرين متتابعين..
وإنما شرع سبحانه وتعالى هذه الكفارة في ال*** الخطأ صيانةً وتوقيرًا وتكريمًا للنَّفْس المؤمنة من الإزهاق وال***..

بل حتى غير المؤمنين قد صان الله عز وجل أنفسهم ومنع المؤمنين من ***هم إلا في ساحات الحروب والقتال، فمن قاتلنا قاتلناه، ومن عاهدنا وسالمنا عاهدناه وسالمناه.
بل وصل تكريم النَّفْس البشرية في الإسلام إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث احترم الإسلام النَّفْس البشرية، وإِن كانت غير مسلمة، بعد موتها أيضًا.
ويتجَلَّى هذا فيما رواه الشيخان أيضًا من روايةِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ فَقَامَا، فَقِيلَ لهما: إِنهَّا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ؛ أَيْ: مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ! فقَالا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيل لَهُ: إِنهَّا جِنَازَةُ يهَودِيٍّ! فَقَالَ: "أَلَيْسَتْ نفَسًا"[7].

وبناءً على هذا التكريم الإسلامي السَّامِي للنَّفْسِ البشرية رأينا الدستور الإسلامي للمهنة الطبيَّة في الباب السابع منه والخاص بحرمة الحياة الإنسانية ينص على أَنَّه يحرم على الطبيب أَن يهدرَ الحياةَ ولو بدافع الشفقة[8].
ثم اليأس من الشفاء مصادمٌ لعقائد المسلمين القائمة على الثقةِ بالله عز وجل، واعتقاد أَنَّ الشفاء بيد الله عز وجل، عملًا بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾[9].
ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ ييَأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ ﴾[10] ويقرن سبحانه وتعالى بين وصفه بالرحمة بعباده وبين النهي عن *** النَّفْس فيقول: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾[11]

ويقُرِّر رحمته بعباده في مواضع؛ منها قوله سبحانه: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾[12] وربما كان التداوي بالرُّقَى أو الذِّكْر والدُّعاء أنفع وأسرع مِن التداوي بالعلاجات الطبية متى صلحت النوايا وخلصت الدعوات.
وقد حكى القرافي وغيره الإجماع على المنع من *** الآدمي لشدة ألمه..

بل وصل الأمر إلى الحيوان الذي لا يرُجى هل يُذْبح تسهيلًا عليه وإراحةً له من ألم الوجع؟ قال القرافي: ((الذي رأيتُه المنع، إلا أن يكون مما يذكى لأخذ جلده كالسباع، وأجمع الناس على منع ذلك في حقِّ الآدمي وإِن اشتدَّ ألمه، واحتمل أن يكون ذلك لشرفه عن الإهانة بال***، فلا يتعدَّى ذلك إلى غيره))[13].
لكنَّ الملاحدة واللادينين لا يؤمنون برحمة الله عز وجل، ولا يعترفون ببعثٍ أو حسابٍ..
فلتقارن البشريَّة بنفسِها بين نظريَّات الملاحدة واللادينين التي فتحت الآفاق لإزهاق الأرواح، وبين أصول الإسلام الرصينة التي تحفظ النَّفس البشرية وتصونها عن إزهاقها وإهدار قيمتها وحياتها، ثم هي تُكَرِّم النَّفْس البشرية حيةً وميتةً على ما سبق..

[1] انظر القانون الجنائي والطب الحديث د.أحمد شوقي ص 186، دار النهضة بالقاهرة، ومسئولية الطبيب الجنائية في الشريعة الإسلامية، أسامة التايه ص 157، و(ال*** بدافع الشفقة) سليم حربة، مجلة القانون العدد 18، السنة 1986، ص 121.
[2] انظر المسئولية الطبية الجزائية لعبد الوهاب حومد، الأحكام الشرعية للأعمال الطبية د.أحمد شرف الدين، موت القلب أو موت الدماغ د.محمد علي البار، والمصادر السابقة.
[3] انظر القدس بتاريخ 10/ 1/ 2011.
[4] النساء: 29.
[5] النساء: 92 – 93.
[6] متفق عليه: البخاريُّ (6878)، مسلم (1676).
[7] متفق عليه؛ البخاري (1313)، مسلم (961).
[8] [القانون الجنائي والطب الحديث، د.أحمد أبو خطوة ص 188].
[9] [الشعراء: 80].
[10] [يوسف: 87].
[11] [النساء: 29].
[12] [الأعراف:156].
[13] شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول للقرافي ص 455.


د. عادل محمود آل سدين مكي

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-02-2017, 07:17 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:******

فما يقوم به بعض الأطباء من مساعدة المرضى على إنهاء حياتهم أو ما يسمونه بال*** الرحيم هو أمر مخالف لتعاليم الإسلام، لأنه *** للنفس التي حرم الله.
والحامل على ذلك هو اليأس من الشفاء وهو قنوط من رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر: 56]. وقال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف: 87].
بل لا يجوز للإنسان أن يتمنى الموت لضر نزل به، فكيف أن ي*** نفسه، أو يساعد على ذلك، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي".
وكون الإنسان يصاب بالضرر الشاق لا يعد مبرراً للسعي في *** نفسه، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: "هذا من أهل النار"، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله! الرجل الذي قلت له آنفا: "إنه من أهل النار" فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلى النار" فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح ف*** نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله".
وفي الصحيحين عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: "بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة".
قال ابن حجر في الفتح: وفي الحديث تحريم *** النفس سواء كانت نفس القاتل أم غيره، و*** الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق الأولى. وفيه الوقوف عند حقوق الله، ورحمته بخلقه حيث حرم عليهم *** نفوسهم، وأن الأنفس ملك الله.. وفيه تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى *** النفس. انتهى.
والمؤمن يعلم أن المرض الذي أصابه وإن كان مزمنا لا يرجى زواله إنما هو ابتلاء من الله تعالى يكفر الله به من خطاياه. قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه". متفق عليه. وللترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]. وأجمع أهل العلم أن من طلب من شخص أن ي***ه لا يجوز له الإقدام على ذلك وإن فعل كان *** عمد. والمرء الذي أقدم على هذا الطلب يخشى أن يكون قلبه قد عري من الإيمان بالله تعالى. قال عز من قائل: (ولا ت***وا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ومن يدري؟ فلعل ما يعجز عنه الطبيب يكون شفاؤه من عند الله بلا سبب، أو بسبب له دواء لا يعلمه المريض أو الطبيب المعالج ، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من داء إلا أنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله" [أخرجه النسائي] ولمسلم عن جابر يرفعه: "ما من داء إلا وله دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله".
والله أعلم

منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-02-2017, 07:23 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

ال*** الرحيم
هل هو رغبة إنسانية أم دعوة شيطانية؟!

هل من حق الطبيب الحكم بالإعدام على المريض الميئوس من شفائه؟
هل نرحمهم من عذاب بلا نهاية؟
هل نجعلهم يموتون بشكل إنساني رحيم؟
هل توفر عليهم وعلى أسرهم المعذبة استمرار نزيف المعاناة النفسية والمعنوية والمادية بلا أمل؟
هل نريحهم من آلام الإبر المفروسة في أوردتهم ليلاً ونهاراً؟
ونخلع تلك الوصلات التي تربطهم بحياة هي في الحقيقة حياة وهمية؟ هل نفعل ذلك ...
أن نتمسك بأمل مجهول ... معجزة إلهية تدفع النبض من جديد في الجسد الكائن في سكون؟
هل تفرض علينا الإنسانية أن نبقي إنساناً ميتاً حياً ... أو حياً ميتاً على قيد الحياة؟

إنها القضية الأزلية التي تفجرت المناقشات بشأنها بين مؤيد ومعارض ... وبحثتها محاكم العالم في أمريكا وإنجلترا وغيرها عبر مئات القضايا ونسجت من خيوطها الدراسية عشرات الروايات والأفلام السينمائية ... و ... ولا يزال الجدل مستمراً.

اجتمع مؤتمر الاتحاد الدولي لجراحي المخ والأعصاب بنيودلهي من 13-8 أكتوبر 1989م وأجمع أعضاؤه 4 آلاف طبيب على اتخاذ هذا القرار:
• في حالات الأمراض غير القابلة للشفاء وفى المرحلة الأخيرة يحق الطبيب بعد مناقشة واضحة وقرار من المريض أو أقرب أقاربه أن يحد تدخله من هذا العلاج بشكله المناسب لى قدر الإمكان لنوعية الحياة التي تقترب من نهايتها.

• ومن الواجب العناية بالمريض الذي على حافة الموت حتى النهاية ولكن بطريقة تسمح للمريض بالمحافظة على كرامته. وكانت لجنة المثل القانوني الطبي قد تقدمت بهذا الاقتراح للاتحاد الدولي لجراحي المخ والأعصاب ... وهذه هي حيثيات القرار الذي وافق عليه 4 آلاف طبيب من مختلف دول العالم على حق الطبيب في إيقاف علاج مريض الذي أصبح ميئوساً من شفائه.

وسوف نتعرض بمشيئة تعالي لهذه القضية بالمناقشة لكل الآراء ومختلف وجهات النظر في محاولة جادة للإجابة على هذا التساؤل ... هل من حق الطبيب أن يوقف علاج المريض الميئوس من شفائه؟ وهل هذا قرار إنساني.

رغبة إنسانية أم دعوة شيطانية؟
تحت هذا العنوان أشارت مجلة " زهرة الخليج " في عددها رقم 694 يوليو 1992 السنة الرابعة عشرة - هذه القضية وتناولها ولكن من وجهة النظر القريبة فقط.

وتعرض المقال أهم الأسباب من وجهة نظرهم التي تعطي للطبيب الحق في هذا العمل كما تعرض للانقسام الأوربي والاندفاع الأمريكي في هذا المجال ... والآن تعال معي أخي القارئ لنطلع على بعض من هذه المبررات الغريبة لهذه الظاهرة.

اليوتانيجا ...
اللفظ يبدو بالقطع غريباً عليناً ولكن الأكثر غرابة منه هو مضمونه وممارساته، ففي الغرب أطلقوا عليه اسم " ال*** من أجل الرحمة " ... والبعض يسمونه " ال*** يأساً من الشفاء " ولكنه في كل الأحوال يعبر عن تدل بشري لوضع حد لحياة المرضي الميئوس من شفائهم ... تلك قضية متفجرة في أكثر من دولة في كل أنحاء العالم. وهناك دول بالفعل تمارس وتطبق ظاهرة ال*** الرحيم ولكنها حتى الآن لم تصدر التشريعات والقوانين التي تنظم ممارسة هذا العمل.

وأصبح التساؤل المطروح الآن.
هل تصدر هذه الدول قوانين تجعل من الطبيب المعالج "عشماوي" تلك الشخصية الشهيرة التي ينفذ حكم الإعدام والأشخاص المحكوم عليهم بالموت؟ وهل يعقل أن اليد التي تداوى تكون هي اليد التي تعطي شحنه الموت للمريض؟

إن تزايد مساحة التأييد " اليوتانيجا " يعكس إلى حد كبير ضعف الثقة في نظام الرعاية الصحية الأمريكي رغم سمعته الهائلة في استخدام التكنولوجيا المتقدمة جداً لإطالة حياة المرضي الذين وصلوا لمرحلة خطيرة من المرض.

والغريب أثناء قد تستشعر ملامح تناقص في السلوك الطبي الغربي في التعامل مع المرضي والأمراض بينما نسمع كل عن اكتشافات جديدة في دنيا الطب وأساليب حديثة في إجراء العمليات الجراحية التي تشخص أمراضاً كان لا شفاء منها في الماضي فإننا نجد في الوقت ذاته تأبيداً متزايداً لدعوة ال*** الرحيم أو " اليوتاينجا ".

الأمريكيون وتحمسهم للفكرة:
ويبدو أن الأمريكيين أكثر تماساً للفكرة ففي مارس عام 1991 نشرت احدي المجلات الطبية الأمريكية واقعة حول هذا الموضوع أشارت الكثير من الجدل وفيها يروي الطبيب " تيموثي كيل " حالة المريضة " دياني " التي كانت مصابة بسرطان حاد في الدم وقررت ألا تتناول جرعة الدواء الكيميائي المخصص لها والتي وصفها لها الطبيب المعالج ونظراً لاقتناعه بأن (دياني) " قد اتخذت بالفعل القرار الحكيم فقد وصف لها الطبيب المحاليل الكيميائية التي ساعدتها على التخلص من حياتها.

وفى يوليو في نفس العالم رفضت هيئة المحلفين إدانة الطبيب " كيل " بتهمة مساعدة المريض على الانتحار.

ثم جاءت (المبادرة 119) وهى استفتاء ولاية واشنطن على مشروع قانون يبيح ممارسة ال*** الرحيم ليصبح أكبر دليل على تزايد التأييد لهذه الفكرة في الولايات المتحدة.

آلة الانتحار.
ويبدو أيضاً أن الأمريكيين على استعداد لوضع الأمور بين أيديهم دون الحاجة إلى قوانين أو تشريعات ... تؤكد ذلك واقعتان محددتان.

• ففي عام 1990 كان الطيب المتقاعد (جاك كينعوركاتاب) حديث العناوين الرئيسية في الصحف عندما ساعد (جانيت إدكيز) سيدة مصابة بمرض عضال على الانتحار في مدينة " ميتشجان " باستخدام " آلة الانتحار " التي اخترعها والتي من خلالها يستطيع المريض حقن نفسه بمادة سامة من خلال أنبوبة خاصة.

• وفى سبتمبر عام 1991 ساعد الطبيب (كيفور) اثنين من مرضاه على الانتحار أيضاً في ميتشجان التي ليس لدها أي قوانين حدية تمنع تدخل الطبيب لمساعد مرضاة على الانتحار.

• وفى أبريل 1919 نشرت " جمعية هيملوك " كتاب " ديري همفري " " المخرج الأخير " (Final Exit) الذي يصف أكثر من طريقة للانتحار ويقدم بيانياً كاملاً بالأقراص التي يستطيع الشخص تناولها للانتحار وعددها، وسرعان ما أصبح هذا الكتاب في مقدمة أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد امتدح مؤيدو الكتاب مضمون الكتاب واعتبروه مادة قيمة لمساعدة المرضي الميئوس من شفائهم خاصة المصابين بالإيدز الذين يخشون فقد السيطرة على أنفسهم وعدم كيفية موتهم. ويخشى الكثيرون من أن يؤدى انتشار الكتاب على هذا النحو إلى دفع أصحاب الأمراض العصبية نحو قوة الانتحار.

ال*** الرحيم على طريق الهولندية:
يقول الدكتور ( ياتس بورليفس )أنه عندما يطلب منه مريض وضع حد لحياته فإنه يشعر بحتمية الالتزام بذلك ويؤكد أن تلك مسألة شخصية للغاية لا علاقة لها بالقوة أو استعراض العضلات. وقد ساعد (بورليفس) مريضين على التخلص من حياتهما ووعد بمساعدة آخرين وكلهم مصابون بمرض " الإيدز " ويريدون وضع حد لمعاناتهم قبل أن يقضي المرض كلية عليهم.

يعطي المريض محاليل وأقراص بهدف ***ه رحمه به، وهذه العقاقير تصيب المريض بغيبوبة عميقة لا إفاقة منها خلال 30 دقيقة على أن تضع حداً لحياته في غضون عدة ساعات.

ويجب عدم منح المريض أي عقاقير خاصة بالهلوسة أو التشنجات وأن احتمال للتقيؤ يجب أن يواجه بإعطاء المريض المزيد من العقاقير. وهذه هي النصيحة أو الطريقة التي وردت في وثيقة خاصة بـ (الليثمانميا)، وصدرت عن أطباء الجمعية الهولندية الملكية للأدوية.

ومنذ نحو 20 عاماً مضت قبل أن تصبح " اليوتانجيا " عملاً مقبولاً في النظام الطبي الهولندي كان المريض الذي يطلب تطبيق " اليوثانيي " عليه يخاطر بمواجهة موت أقل راحة وكرامة.

ففي ذلك الوقت كان الأطباء الذين يشعرون بالأسي لوضع حد لآلام المرضي يلجئون إلى إصابة المريض بنسبه نقص السكر من خلال حقن بجرعات مضاعفة من الأنسولين وحقنه بعقاقير أخري تساعد على إصابة نوبة قلبية، وأحياناً كانوا يخنقون المرضي بالوسائد!.

أما الآن فيتم تخيير المريض بين حقن بعقار سام تحت الجلد حتى يفرق في غيبوبة كاملة يعقبها حقن آخر بمواد تساعد على ارتخاء العضلات من أجل شل عمل الجهاز التنفسي علاوة على طرق أخري يتم خلالها *** المريض الميئوس من شفائه على عدة مراحل تستغرق عدة ساعات من خلال عقاقير سامة أيضاً.

الطريق إلى النهاية ...
ينقل التقرير عن أطباء أنهم يتعمدون ال*** الرحيم حتى يعجلوا بنهاية مرضاهم وليس بهدف تخفيف آلامهم وقد جاءت هذه الحقائق المثيرة تمثل صفقة قوية لمريدي ال*** الرحيم بكل اتجاهاته مؤكدين أنه يجب اللجوء لل*** الرحيم فق كأداة لإنهاء الآلام التي لا نهاية لها وأن المريض وحده وبكامل حريته واختياره يجب أن يكون صاحب القرار دون أي ضغوط.

ويعكس ذلك المخاوف التي كان بيديها البعض من احتمال حدوث " انزلاق " نحو ممارسات أخري بمجرد الشروع في تنفيذ فكرة " ال*** الرحيم ".

وبالفعل عندما يصبح الطبيب وليس المريض هو صاحب القرار فإنه ذلك سيفتح الباب أمام ممارسات غير مشروعة لا أول لها ولا آخر وقد يصعب وقفها.

وليس بعيداً عن الأذهان تجارة الأعضاء التي أصبحت رائجة عند الكثيرين لدرجة أنه يمكن التأكيد على أن هناك طرق خاصة بهذه التجارة.

هذا هو ما يحدث في الغرب المتحضر وما يقع في الغرب حادث إلا وترك صداه في الشرق لأن وسائل الإعلام والاتصال السريعة قد قربت بين الناس فجعلتهم كالأسرة الواحدة في المكان الواحد فإذا حدث حادثه اجتماعية خطر في بلد ما رن صداها في كل بلد ووجدت من التعليقات المختلفة مبدأنا بالتفاعل الآراء وتبادل الأفكار.

• وتحت عنوان " *** المريض الميئوس من شفائه جريمة شنعاء "

نشرت مجلة " الأزهر القاهرية " في هذا الموضوع لكتابة الدكتور محمد رجب البيومي عميد كلية أصول الدين بالمنصورة (ج. م. ع) وكان لسيادته رأى وجيه وكلام جميل كان من ضمن ما كتبه أن هذه البلبلة الفكرية التناقص.ين اليمين والشمال لا يمكن أن تقع في محيط إسلامي يستفيد أصحابه بشريعة مثالية نزل بها الذكر الحكيم السماوي.لأن النصوص التشريعية وما عنيت إليها من قياس واجتماع تمنع اختلاف الآراء إلى درجة التناقص. وقد حرمت الشريعة الإسلامية على الإنسان أن ي*** نفسه مهما اشتدت به الضائقة وتوقع أسود الخطوب.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري:
(من تردي من جبل ف*** نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً أبداً، ومن تحسي سماً ف*** نفسه فسمه في يده يتحساه في النار خالداً فيها أبداً، ومن *** نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً أبداً).

فإذا لم يكن للإنسان أني شك في أن ينهي حياته لأنه ليس المتصرف فيها بأمره فكيف يجوز لإنسان آخر – طبيباً كان أو غير طبيب أن يمنح هذا الحق فيقضي على مريض شيء الحظ بدوافع ما يسمي بالشفقة! ومفاجآت الصحة والمرض في الحياة تمنع هذا الدوافع، فكم من مريض توقع الناس مماته وقامت كل الدلائل على تحقق نهاية ثم رتب فيه الحياة دبيباً انتهي إلى شفائه الذي وقف الطبيب عاجزاً عن تحقيقه. وصدق الشاعر حين قال:
لقد ذهب الممتلئ صحة وصح السقيم فلم يذهب

فكلما يذهب القوي الصحيح فجأة وقد تمت مظاهره عن نشاط وفناء وحيوية فكذلك ينهض المريض فجأة وقد نمت مظاهرة عن انحلال وتفكك وانهيار لأن خالق الناس يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وهى على كل شيء قدير.

• وإذا كان التاريخ يعيد نفسه فإن الصحف المصرية قد خاضت منذ نصف قرن من الزمان في هذا الموضوع خضوعاً فكرياً؟ إذ فتحت مجلة " الدنيا المصورة مجلد 1930 " صفحاتها للإجابة على سؤال: هل يجوز *** المريض شفقه به؟

واتجهت أكثر للإجابة إلى التحريم القاطع ولم تقدم الرأي الشاذ ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة. ولعل من الردود المعتدلة ساعتها ما ذكره الطبيب المشهور إسماعيل مرتضي حين قال:
" قد يتطرق اليأس عند بعض الناس فيظنون أن لا محل للرجاء مطلقاً ويتمنون لو أنقذ الموت مريضهم مما يعانيه من الآلام والعذاب فيكون ذلك قنوطاً منهم. غير أن الطوارئ التي تفاجئ الحالات الميئوس منها قد يالنادرة.ها العجب من رحمة الله التي تبدل اليأس رجاء فرحاً، فكثيراً ما يشفي المريض لمعجزة يحار لها الأطباء وكثيراً ما قرأنا وشاهدنا حالات السرطان نفسه وحالات بلغ فيها المرض مبلغ القنوط واليأس وعجز الطبيب ثم طرأت طوارئ خفيفة يعجز العلم عن تعليلها فتحت محوراً مدهشاً وشفي المريض شفاءً لا يصدقه العقل ".

وقد نشرت مجلة " الدنيا المصورة " في العدد نفسه هذه النادرة.

" روت صحف برلين أن فتي أصابته غاشية الموت في " يناير وأقيمت له مراسيم جنازة بعد أن فحص الأطباء فحصاً جيداً وقرروا أنه جثه هامدة ثم وضع في التابوت وسار به في موكب الجنازة إلى القبر ثم أنزل في اللحد وفى هذه اللحظة قيل أن يهلك عليه التراب أفاق من غشية ثم لم يستطع الحراك في أول الأمر ولكنه تجمع واجتهد حتى استطاع أن يرفع غطاء التابوت ويخرج منه!. وهكذا عاد الميت إلى منزله حياً مع من شيعوه إلى القبر.

فهذا إنسان لم ييأس منه الطب فحسب بل خيل إلى الأطباء أنه كان فعلاً وسارت به الجنازة وحمل إلى اللحد ثم أدركته رحمه الله فأنتعش!

أفما يجوز لدي العقل أن يبرأ مريض يشكو ألماً مهما كان ذلك الألم. وإذا كنا نري ذلك رأي العيان فما الذي يجعل الطبيب يبادر الموت مستعجلاً إياه مع أن رسالته الحقيقية في أن يبحث عن عوامل الشفاء.

أليس *** المريض بحجة اليأس من شفائه جريمة نكراء؟

آراء ... وآراء ...
موافقة بالإجماع:
يرى الدكتور سيد الجندي أستاذ المخ والأعصاب وأحد أعضاء مؤتمر الاتحاد الدولي لجمعيات جراحة الأعصاب. في نيودلهي أن في هذا القرار قمة الإنسانية فكلما أن من حق الإنسان أن يعيش حياة كريمة ... فمن حقه أيضاً أن يموت موته كريمة ونحن الأطباء إذا كانت رسالتنا أن نحافظ على صحة الإنسان وكرامته بشكل إنساني ... فيجب أن نتركه يموت كذلك بشكل إنساني يحفظ كرامته.

وأين مشيئة الله؟
وبمواجهة الدكتور الجندي بسؤال ألا تعتقد أن هذا القرار يتجاهل إلى حد ما المشيئة الإلهية أو إمكانية حدوث معجزة من السماء تنقذ حياة المريض أجاب: أن هذا القرار أن ن*** هؤلاء المرضي ... بل قصد به رحمه هؤلاء الناس الذين يعيشون شبه أموات ... يتأملون ويعانون ويستنزفون أموال أهلهم وعواطفهم فلا يكون استمرار وجودهم على قيد الحياة إلا " موتاً وخراب ديار " كما يقول المثل الشعبي. ونحن نعني بهذا القرار أن نواجه المريض وأهله بالحقيقة كاملة ... ونتركهم هم يقررون فالقرار ينص على ضرورة موافقة المريض وأهله على وقف مالاً يفيد المريض من علاج ولا يعني أننا نهمله ... بل نعتني به وتغذيه بالطعام أو بالمحاليل وننظف فراشة ... ولكن مثلاً لا نعطيه جرعات كوبالت وهو في حالة شبه نهائية وبذلك نزيد آلامه وعذابه.

وماذا يقول طبيب آخر ... متخصص أيضاً في جراحة المخ والأعصاب:
على النقيض تماماً يرى الدكتور محمد التاودى الأستاذ بقصر العيني أنه على الطبيب ألا ييأس من رحمة الله بهما كانت حالة المريض الصحية ... فمن الخطأ أن تتصور أنه بإمكان أي إنسان اتخاذ قرار يتعلق بحياة وموت إنسان ... أما في أوربا فالأمر يختلف ... فهذا الشق الإيماني غير موجود.

• الدكتور محمد شعلان أستاذ الطب النفسي يرى القضية بزاوية أخرى:
فهو يرى أن الإبقاء على حالة المريض بصورة ناعية فيه ***** للمريض وأهله إهدار للمال دون فائدة والمستفيد الوحيد مافيا الأجهزة الطبية ... ولكن لابد من أخذ رأى المريض قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة.

الأخلاق لا تسمح:
يقول الدكتور حمدي السيد - نقيب أطباء مصر الأسبق -: أن الأخلاق لا تسمح لطبيب بالتوقف عن علاج مريض ميئوس من شفائه ... ويضيف بأن هذه العملية لها قواعد طبية وضعتها الهيئات الدولية ... ورم ذلك فهو يرى أن وقف العلاج ليس من مهنة الطب.

وماذا عن الإيدز؟
الإيدز مرض بلا دواء حتى الآن ... ولكن هل يعنى ذلك أن نتوقف عن علاج المريض؟ يقول دكتور (نبيل سيد عطية) أن ضميري كطبيب لا يسمح لى أن أتوقف عن علاج مريض الإيدز ... فقد يُمد الله في عمره شهوراً أو سنوات يُكتشف خلالها دواءً لهذا الداء اللعين.

وتعرض جريدة أخبار اليوم القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 17/11/1989 تعرض للعديد من الآراء لرجال الدين " الطب والفكر والسياسة والقانون لكي تحسم القضية ولكن يبدو أن القضية أكبر من أن تحسم.

الدكتور محمد فتحي عبد الوهاب أستاذ الحميات يقول لا بملء الفم للتوقف عن علاج المريض حتى النهاية ... وقدرة الله فوق كل شيء.

نفس الرأي تؤيده الدكتورة إكرام عبد السلام رئيس وحدة الوراثة البشرية بطب قصر العيني فهي ترى أن التوقف عن علاج المريض ليس من الأخلاقيات فقد تحدث المعجزة ويستجيب جسد المريض للعلاج ... أما في حالة وفاة المخ ووضع المريض تحت أجهزة تبقى على تنفسه ودورتة الدموية بصورة صناعية فالأمر متروك لأساتذة الطب.

ويؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر أن المحك في ذلك هو تأكد الطبيب المعالج من استفادة المريض من علاجه ... ويدلل على ذلك ويقول:
قال: عن أسامة بن صريط قال: جاء أعرابي وقال يا رسول الله: أتتداوى؟ قال: نعم فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء ... علمه من علمه وجهله من جهله "

وقال تعالى ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا... ﴾ [النساء: 29] ومما يؤكد ضرورة تنفيذ واستمرار العلاج أننا مأمورون بإنقاذ النفس البشرية بكل ما وسع القادرون على ذلك ... فهو واجب إسلامي وشرعى.

ويضيف د. أحمد عمر هاشم أن العلاج أفضل حتى إن كان تستخدم فيه الأجهزة الصناعية ما دام في العلاج بريق من أمل.

نعارض بشدة:
يقول محمد زين برك المحامى نستنكر بشدة هذا القرار فمن ذا الذي يملك حق إصدار الحكم بأن المريض ميئوس منه؟ ليس من حق أي إنسان تقرير ذلك فهذه مصادرة على قدرة الله وتدخل في مشيئته.

ويثير د. أحمد خيري حافظ أستاذ علم النفس الاجتماعي بآداب عين شمس نقطة هامة وهى خطورة استخدام مثل هذا القرار لخدمة أهداف سياسية غير أخلاقية ... وتعطى للطبيب سلطة مشروعة في تنفيذ هذه الأهداف ويضيف أننا نعطى للطبيب صفة القاضي الذي يكون من حقه إصدار حكم الإعدام على المريض ... ويكون حكمه من وجهة نظره ... ولا يجب أن ننسى خطورة هذا في استغلالها من قبل المافيا الدولية لتجارة الأعضاء البشرية التي انتشرت في بلاد العالم المتقدمة.

والآن بعد أن تعرضنا للعديد من الآراء لرجال الدين والطب والقانون والفكر ...

هل حُسمت القضية؟
بالطبع لا ... فالقضية أزلية ... قديمة جداً.


د. محمد السقا عيد
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-02-2017, 07:24 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

حكم مسألة الموت الرحيم

إن التطرُّق إلى هذه المسألة هو من مُنطلَق التوضيح والتنوير؛ حيث إنها تَطرح جدلاً واختلافًا كثيرًا بين الناس عامة بين مؤيِّد ورافض، وأرى أن هذه المسألة لكي نفصِّل فيها لا بدَّ أن نُخضِعها إلى مقياس الحكم الحق المبني على الحجة والمنطِق والعقلانية؛ فذلك فصلُها وحكمها.

حيث إن هذه المسألة تتمثَّل - بتبسيط - في أن الطبيب المعالج لحالة مرَضيَّة معيَّنة يرى أن الشفاء منها شبه مُستحيل، ويرى أنها تُعاني الألم والمعاناة، وبناءً على طلب المريض يقوم بتسهيل عملية الموت وتقريبها؛ وذلك بدفعه أو ***ه؛ أي: يقوده إلى الموت.

هذا التعريف المبسَّط لما يُسمَّى عملية الموت الرحيم إذا تأمّلناه تأملاً منطقيًّا عقلانيًّا إنسانيًّا، نرى أنه يقدِّم لنا الإجابة الحاسمة لهذه المسألة، فالمريض كائن حي على قَيد الحياة لم يَبلُغ مرحلة الموت بعدُ ولم يُدرِكها، ولو كان في أسوأ الحالات وأعسرِها من حيث شدَّةُ الألم والمُعاناة، هذا المريض يَبقى لديه - ولو في حالته تلك - وميض أمل - ولو كان خافتًا ضئيلاً - بقدوم الفرَج والعلاج، بل إن حالته تلك لم تدفعه إلى طلب الموت بإرادته؛ أي يقدم عليه بنفسه، وهذا دليل قاطع أن المريض لا تدفعه حالته إلى الموت ولو كانت صعبة.

إذًا؛ هنا لا بد من التساؤل عن الدافع الذي يُشجِّع ويدفع المريض إلى طلب ما يُسمى بالموت الرحيم، هنا لا أجد مفرًّا من إلقاء المسؤولية على الطبيب من حيث إن مهنة الطب غايتها نبيلة، وهي الدفاع عن الحياة، ولو تضاءل الأمل وتقلَّص إلى آخر اللحظات، يجب على الطبيب أن يكون مُتفائلاً كادحًا ساعيًا إلى البحث عن العلاج، وهذا التفاؤل في حد ذاته هو نوع من أنواع العلاج النفسي والروحي للمريض؛ فلا إقرار بعدم وجود الشفاء، ولا اعتراف باليأس، وهذا يجعل المريض بعيدًا عن التفكير في ما يُسمَّى "الموت الرحيم" مؤمنًا بإمكانية العلاج، فلماذا نحثُّه ونُشجِّعه على الإقدام على الموت؟

كما أريد أن أشير إلى جزئية أخرى تتعلق بالقُصَّر أو الأطفال، ومدى تطبيق ما يُسمى الموت الرحيم عليهم، فالقاصر أو الطفل لم يبلغ مرحلة التقرير الإرادي شرعًا وقانونًا، فلماذا نَحكم عليه بالموت؟! ولو كنا نظنُّ أنه يعاني ويتألم إلى حدِّ طلب الموت، لذهب إليه الإنسان بنفسه؛ أي: لقام هو بهذه العملية إراديًّا دون انتظار دور الطبيب.

إذًا - حسب رأيي - مسألة الموت الرحيم يجب أن تكون مرفوضة من كل إنسان عاقل منطقي في أحكامه وآرائه، ولا سيما من قِبَل الأطباء، سواء كان المعنيُّ طِفلاً أم راشدًا.

الموت الرحيم إقرار الطبيب واعترافه بموت المريض من مرضه، وسَحقٌ لأمل الشفاء والعلاج الذي هو أصل ومنبع وجود مهنة الطبيب.


محمد هادفي
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:17 PM.