|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
صناعة ثقافة الغباء
مواجهة نعم يبدو الغباء وقد أصبح سلعة فى العالم العربى يصنع وينتج ويستهلك شأنه فى ذلك شأن كل سلعة أخرى، يخضع لقوانين الطلب والعرض، يتطلب الأمر تسويقه والدعاية له. أحيانا يتألق ويزداد الإقبال عليه، وأحيانا أخرى يتوارى فى الظل ويبدو وكأنه قد اختفى من صدارة المشهد، لكنه سرعان ما يعاود الظهور مرة أخرى بكل قوة، قد يكون الغباء فطريا متأصلا فى الطبيعة البشرية، لا حيلة لنا أمامه غير التعايش مع أصحابه ممن ابتلوا به ومعاونتهم على التكيف معه ومعاونة المجتمع بدوره على التكيف معهم. وقد يكون – وهو الأخطر – مفتعلا ومصطنعا، عن طريقه يتسول البعض ويجنى البعض الآخر منه الملايين. ودليلنا على ذلك أن شخصية الغبى فى السينما والمسلسلات والبرامج التليفزيونية المصرية تكاد تكون شخصية محورية فى معظم ما يعرض منها. وبقدر البلاهة والغباء واللاعقلانية فيما تضمنه يكون حظ أصحابها من التقدير والإقبال والثروة. وقد يكون الغباء نتاجا لدراسات علمية منهجية على درجة عالية من الدقة تستهدف تكريسه وتجذيره فى الساحة العربية، ولنا فى منهج الحفظ والتلقين والحشد السائد فى مدارسنا بل وفى بعض جامعاتنا، وهو منهج السمع والطاعة بعينه عند الإخوان أنموذج واضح فى محاولة لا أخلاقية واضحة تجاه تجميد طاقات العقل وملكاته النقدية وشل قدرته عن التفكير الإبداعى. وكثيرا ما يحاصرنا الغباء فى أشد مؤتمراتنا وندواتنا جدية حيث يتخفى خلف قناع زائف من الوقار النبيل والبلاغة الرفيعة. ولعلنا نستطيع أن نؤرخ لثقافة الغباء فى تاريخنا القديم والحديث والمعاصر لنرى دوره فى حركة التاريخ وكيف أدى إلى مصائب وكوارث يحاول البعض استعادتها مرة أخرى عن طريق انتزاعها من ماضيها وحشرها فى نسيج حياتنا المعاصرة بكل ما فيها من نزاعات دينية وفتن طائفية وصدامات مذهبية حفل بها التاريخ العربى الإسلامى فكان من نتيجتها بحور من الدماء تبدو وكأنها شواطئ النجاة للسذج والأغبياء فى ضوء فهمهم المغلوط للدين وتوهمهم أنهم مازالوا يعيشون زمن الجاهلية البغيض. وبدلا من مواجهة العصر بالرؤية الصحيحة للدين التى لا تتعارض مع العلم والمنطق والعقل والحداثة، تراهم يواجهونه بالبلاهة والغباء ومعاداة العقل والوطن والهوية والدولة والتاريخ والإنسانية. وهنا تكتسب دعوة تجديد الخطاب الدينى مصداقيتها فى مواجهتها مظاهر الفجاجة والتخلف والبلاهة وال*** والإرهاب فى منهج التعامل مع الدين، فالغباء يمهد للإرهاب ويؤدى إليه بالضرورة، فإذا كان المنطق يرتبط بقواعد التفكير الصحيح، فإن الغباء يرتبط بكل ما يطيح بالعقل ويتنافى معه ومن ثم تبدو القيمة الحقيقية لثورتى يناير ويونيو فى التمرد على ثقافة الغباء، وبقدر النجاح فى الإطاحة بثقافة وتوجهات الحزب الوطنى المنحل التى تبدت فى سياساته وممارسته ومؤتمراته، ونجاحنا فى الإطاحة بغايات النزعة الإخوانية بما اتسمت به من لا عقلانية وعداء واضح صريح للوطن والهوية، بقدر نجاحنا الحقيقى فى تحقيق أهدافنا وطموحاتنا من الثورتين. الغباء أن يتحول الصدام العربى الإسرائيلى إلى صدام عربى عربى. الغباء أن يسمح العرب لأنفسهم بتفتيت وتمزيق وحدتهم وخروجهم من التاريخ، الغباء أن تتجه جهودنا إلى تنمية ورعاية التخلف والبلاهة ونسمح لغيرنا بمساعدتنا على تكريس المزيد منه. الغباء أن نسمح للغرب بأن يتعامل معنا كأغبياء له وحدة حق الوصاية علينا. الغباء أن نبتعد عن الطريق الذى بدأناه بثورة يناير والتزمنا بخارطته فى ثورة يونيو آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 11-01-2016 الساعة 07:16 PM |
#2
|
|||
|
|||
شكرا لك ..................
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|