اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2015, 07:56 PM
الصورة الرمزية عزتى في دينى
عزتى في دينى عزتى في دينى غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 1,568
معدل تقييم المستوى: 12
عزتى في دينى will become famous soon enough
افتراضي حَيَّ عَلَى التَّفَاؤُل !


حَيَّ عَلَى التَّفَاؤُل !

تعرُجُ الرَّجاءاتُ إلى السماء حينما ينهضُ الأملُ والتوكّل. فحيَّ على التفاؤل وادفن التشاؤم في جوفك؛ ولا تُرعِي سمعكَ للوساوس وتُسلِّم قلبكَ للحزن. فلكلٍ منّا تطَّلعٌ في حياته، وطموحاتٍ تكبرُ معه ويسقيها بآمالٍ وهمَمٍ كالجبال. ولكننا قد نمر بعراقيلَ ومثبّطاتٍ تخرّ لها الهممُ هدّا، ويخفتُ على إثرها وهجُ العزيمة والإقدام. وفي الاستسلامِ للعقبات إعلانُ الهزيمةِ والوهن والله -جل جلاله- يقول : {ولَا تَهِنوُا وتَحْزَنوُا وأَنتُم الأعْلَون}. فلا تهِن ولا تحزن ولا تيأس من روْحِ الله وانصت بقلبك إلى نصيحةِ يعقوب -عليه الصلاة والسلام- لبنيِه حينَ قال لهم: {ولَا تيأسوُا مِنْ رَوْحِ اللهِ إنَّهُ لَا ييأَسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلَّا القومُ الكَافرِون} *وذكرَ الشَّيخُ السَعدِيُّ -رحمهُ الله- في تفسيرِ هذهِ الآيةِ الكريمةِ: "{ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ } فإن الرجاءَ يُوجِب للعبدِ السعيَّ والاجتهادَ فيما رجَاه، والإياسَ: يُوجِب له التثاقلَ والتبَاطؤ، وأولى ما رجا العِبَاد؛ فضلُ اللهِ وإحسانهُ ورحمتهُ وروحهُ، { إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِن رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } فإنهم لكفرِهم يستبعدونَ رحمَتَه، ورحمَتُه بعيدةً منهُم، فلا تتَشبَّهوا بالكَافرِين.
[ودلَّ هذا على أنَّهُ بحسْبِ إيمانِ العَبدِ يكونُ رَجاؤهُ لرَحمَةِ اللهِ ورَوْحِه].


إنَّ في اتّخاذِ التفاؤلِ رايةً تعلو على كلِّ عقبة، تحقيقاً لسنِّةِ اللهِ -عز وجل- التي افترضها لخلقه. فإذا ما تمعنَّا في الحكمة وراء إرسال الرسل وإنزال الكتب نستشفُّ أن إلى جانب الهدف الرئيس وهو تحقيقُ التوحيدِ وتذكيرُ الناسِ بوحدانيةِ الرَّب هنالك هدفٌ آخر ألا وهو زرعُ روحِ الأمل والتفاؤل بما سَيَقْدُمُ على الإنسانِ من نعيمٍ وجنانٍ وغفران، إذا أطاعَ العبدُ ربه وامتثل لأمرهِ وهدي نبيهِ -عليه الصلاة والسلام- ، فتكون تلكَ الوعودُ الربّانية محفِّزة للجدِّ والاجتهادِ وحسنِ الظنِّ بالله سبحانه والتوكلِّ عليه بيقينٍ تام؛ لأنه عَلِمَ لطفَ اللهِ واستيقنتهُ نفسه. وفي آيِ القرآنِ الكريم نجدُ الكلمات والقصص كالبلسم تُلَطِّف جراحَنا وتُهديِنا المواعظَ والعِبَر وتُخبرنا بأنَّ ما عندَ اللهِ خير وأن الحزنَ لا مكانَ له في قلب المؤمنِ الحقّ، لمَ؟ لأن اللهَ بجلالهِ وعظمتهِ [معه] ، [ويسمعُ ويرَى].

يقول الرحيمُ سبحانه مخبراً عن موقفِ نبيهِ -عليه الصلاة والسلام- حينما قال كُليماتٍ بثّت في نفسِ صاحبهِ الصِّديق -رضي الله عنه- الطمأنينةَ والهدوء، قالها وقد أُشرِبَ في قلبهِ التفاؤلَ وحسنَ الظنِّ بالله : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.



ويقول اللطيفُ سبحانه في قصةِ نبيَّيْه موسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- :
{قالَ لَا تَخَافَا إنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرَى}.



فتأكد أنَّ حسنَ الظنِ بالله يورّثُ هذه المعيةَ الربّانيةَ القادرةَ على قهرِ الدنيا وما فِيها. ويزرعُ في القلبِ بذورَ السكينةِ والطمأنينةِ لتنموَ مع كلِّ موقفٍ يمر به المؤمن مهما اشتدت صعوبتُه. فإنَّ المسلم إذا استشعرَ كونَ اللهِ سبحانه معه، ويسمعه، ويراه، ويدبّر أمره، وقائماً على شؤونهِ في السرَّاء والضرَّاء واللهِ لن يقْوَى التشاؤمُ على تعكيرِ صفو حياته، وتلويثِ حُسنِ توكله، ودسِّ الضعف والخذلان واليأس في نفسه.


الله سبحانهُ كَرِيم! وقْد قالَ لكَ أنه عندَ ظنكَ به، فظُنَّ به خيراً يأتكَ الخير منهمراً من حيثُ لا تحتسِب، وإنْ ظننتَ به سوءاً تكالبتْ عليكَ الدنيا ولقيَ الشيطانُ مدخلاً له كي يُحبّط همتك ويُضعِف توكلك ويجعلك من القانطين. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .



فالشاهد هنا، أن اللهَ معك ولن يتركك وسيذكرك إذا أحسنت الظنَّ به وتوكلت عليه في كل صغيرةٍ وكبيرة وذكرته في كل أحوالك.


ومما أعجبُ له ما انتشرَ بين النَّاس مؤخراً من أساليبَ وشعائرَ وكتب تجدد التفاؤلَ في النفسِ وتزيدُ الطاقةَ الإيجابيةَ وتطرد الطاقةَ السلبية التي قد تُحيطُ بها. ولا اختلافَ على نجاحِ بعضٍ منها وكونها فعلاً تحسِّن من مزاجِ الفرد وتزيح عنه السوداويةَ والتشاؤم. وقد تداولها الناس وروّجُوا لها ونبينا -عليه الصلاة السلام- أول من ابتدء بها ! وقرآننا مليءٌ بالآياتِ التي تُثلجُ الصدرَ وتبعثُ النظرةَ التفاؤلية في نفسِ المؤمن، وسنتنا النبوية المطهَّرة مليئة كذلك بالأحاديثِ التي تهدئ النفسَ وتذكِّرها بأنَّ الحياةَ تكونُ مشرقةً ومنيرةً إذا حفظتَ صلتكَ باللهِ -سبحانه- ولم تخشَ المستقبلَ ولم تتحسَّر على الماضي {لِكَيْلَا تَأَسَوا على ما فاتكم} / {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ؛ فلا تعلم أيها الإنسان حكمةَ اللهِ التي يدبِّرُ بها أمورك، قد تكره شيئاً ويكون به نفعٌ لك، وقد تحب شيئاً ويكون به شرٌ لك. فتَعَلّم أن تتفاءلَ بما تُحب، وتَسعَى له، واستبشِر خيراً ولا [تستعجِل!].


* عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طيرة، وخيرها الفأل» قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم».، وَفِي رِوَايَة أخرى: «لا طِيَرَة، وَيُعْجِبنِي الْفَأْل: الْكَلِمَة الْحَسَنَة الْكَلِمَة الطَّيِّبَة»، وَفِي رِوَايَة: «وَأُحِبّ الْفَأْل الصَّالِح».


- والطيرة تعني التشاؤم. وقد نهى عنها المصطفى -عليه الصلاة والسلام- لأنَّها تفتَح أبواباً لا نهايةَ لها قد تُؤدِّي بنا إلى القنوطِ واليأسِ والتواكلِ والتخاذل. والله سبحانهُ لا يُحبُّ المؤمنَ الضَّعيف المتخاذل :



* عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، وَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلا تَعْجَزْ ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ صَنَعَ ، وَإِيَّاكَ وَلَوْ ؛ فَإِنَّ اللَّوَّ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".




والخلاصةُ أخي الكريم/أختي الكريمة، أنْ نحرصَ على إحياءِ التفاؤلِ والاستبشارِ بالخير في حياتنا؛ فاللُه رؤوفٌ رحيم، هو ربُّ الخيرِ وأمر عبادهِ المؤمنين كلهُ خَير. ونحاولُ قدرَ الإمكانِ أنْ نجتثَّ الشؤمَ من نفوسنَا ونُغلِق مداخلَ الشرّ، فالسوداويةُ تُعمي القلوبَ عن نعماءِ الله وخيرِه، وتجعلُ البالَ قلقاً وخائفاً لا يُحسنُ الظنَّ ولا التوكل.




أسألُ اللهَ -عزَّ وجل- أن يُضفي على دُنيانا التفاؤلَ وحُسنَ الظنِّ به


__________________

^-^بخِمارى انا ملكه ^-^

 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:24 AM.