|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
بعد عشر سنوات يشعر أنه تعجل في الزواج!
السؤال ♦ ملخص السؤال: امرأة مُتزوِّجة منذ (10) سنوات مِن زوج يَصْغُرها بـ(5) سنوات، يشعر زوجها بأنه تسرَّع في الزواج منها، وأنه لم يعشْ حياتَه كالشباب الآخرين في اللهو والعلاقات، طلبتْ منه الطلاق أكثر من مرة، لكنه رفض. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا مُتزوِّجة منذ (10) سنوات مِن زوج يصغرني بـ(5) سنوات، وهو يشعر الآن بأنه تسرَّع في الزواج مِن فتاةٍ تكبره، وأنه لم يعشْ حياتَه كالشباب في اللهو والعلاقات مع الفتيات! عندما أطلب منه الفراق، يقول: إنه لا يستطيع فراقي، وفي الوقت نفسه يُريد علاقات محرّمة، ويحبِّذ التعدُّد على أن يفترقَ عني، وأنا لا أُوافِقه الرأي، وأُفَضِّل أن أنسحبَ مِن حياتِه على تكونَ لي ضرة، ومُؤخَّرًا يُريد مني أن أبيعَ منزلي، وننتقلَ إلى مدينة أخرى، ونشتري شقَّة مُناصفة بيننا. لا أدري ما العمل؟ الجواب وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله وبيَّاكِ. أيتها الفاضلة، مِن عجائب النفس البشرية أنها تطمح في أمرٍ ترى سعادتها فيه وهناءَها معه وأنسها به، فإذا ما دنا واقترب منها قلَّتْ رغبتها فيه، وتضاءلتْ فرحتها بتحقيقِه! حتى إذا ما تحقَّق، وصار في حَوْزَتِها، تجلَّتْ لها مِن الصور ما يجعله حقيرًا في نفسها، قليلًا في عينها، صغيرًا في تقديرها، والأعجبُ أنها تسعى بعد ذلك لحلمٍ جديدٍ يبرق في عينها، ويلمع في صميم قلبِها، ويزداد توهجه كلما بعد عنها ونأى منها، فماذا عسانا أن نقولَ لتلك النفس؟ وماذا عسانا أن نفعلَ لهذه الأفئدة؟ وأحمد اللهَ أنها ليستْ فِطرة في البشر، وإنما هو داءٌ يُصيب بعضَ مَن غلبتْهم أهواؤهم فقهرتهم، حتى حالتْ دون رُؤية الكثير مِن نِعَم الله عليهم، فعجزوا عن شُكْرها! وَزِدْنِي صُدُودًا أَزِدْ صَبْوَةً وَفِي حَالَةِ السُّخْطِ لَا فِي الرِّضَا أيتها العزيزة، تختلف طبيعةُ المرأة كثيرًا عن طبيعةِ الرجل؛ حيث تبلغ الفتاةُ قبل الفتى - في غالب الأحوال - بسنوات؛ فتنضج عقليًّا ونفسيًّا وجسديًّا قبله، ثم يزداد تأثُّرها مع مرور السنين مِن حيثُ التغيُّراتُ التي تظهر عليها بعد الحمل والإنجاب مثلًا، وتزيد هي مِن فِعل تلك المؤثِّرات باندِفاعها عاطفيًّا مع كلِّ حدثٍ يطرأ على حياتها؛ فقد تبكي لأجْلِ تراجُع مُستوى أحد الأبناء، وتحزن لشجارِهم مع بعضهم، وتنهار لكلمةٍ قاسيةٍ تصدُر مِن زوجِها، في حين لا يُبالي الرجلُ بشيءٍ مِن ذلك، أو أنه يتعامَل مع تلك الأحداث بصورةٍ لا تُؤثِّر عليه كما عليها، ومن هنا تبدأ آثارُ تقدُّم العُمر في إحداث عمَلِها؛ فتبدو أكبر سنًّا منه، وينظر إليها بعين الازدراء في بعض مِن الأحيان، خاصة إن كان ممن يُطلِق بصرَه فيما لا يحلُّ له، أو يتجاوز الحد في التعامُل مع زميلات العمل، أو غير ذلك مِن الأمور غير المشروعة التي تزيد مِن الفجْوةِ بينه وبين زوجه، وتُقبِّح له كلَّ جميلٍ منها، وتُزين له كلَّ قبيح مِن غيرها! لا حاجة بنا للخَوْض في أفضَليَّة أن يفوقَ الرجل امرأته عُمرًا، فقد مضى زمنُ ذلك وانتهى الداعي له، وإنما عليكِ الآن وكل مَن تقع في مِثْل ذلك أن تُراعي عِدة أمور وتضعها في ذهنِها، وتسعى للعمل بها: • ما يُصيب المؤمن مِن قضاء الله وقَدَره خير كُله، ولو تجلى في صورةٍ قاسيةٍ وحالة مغايرة؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، نزلتْ هذه الآيةُ في الجهاد، وهو مع ما في ظاهرِه من قسوة وشِدة ومشقة بالِغة؛ إذ لا أغلى على الإنسان مِن نفسه، إلا أنه خير محضٌ، وثوابٌ عظيمٌ، ودرجة رفيعةٌ، لكن ليس مِن السهل أن يُدركَ العبدُ مِثْل ذلك، أو أن يحيطَ به عِلمًا، فلا تجزعي لما أصاب زوجكِ، ولا تبْتَئِسي لحالكِ، واحمدي الله على كلِّ حال، وسَلِيه الصبر على كلِّ بلوى، فقد يكون في ذلك الصبر طريقكِ إلى الجنة، ومفتاحكِ لدخولها. • تنعكس نظرتُنا لأنفسنا دائمًا على مَن حولنا، سلبيَّة كانتْ أو إيجابيَّة، ولا أُخفي عليكِ أني رأيتُ أكثر مِن مرة فتاة ليس لها مِن الجمال حظٌّ، ولا مِن الحُسن نصيبٌ، إلا النزرَ اليسير، إلا أنَّ سُلوكها مع مَن حولها ونظرتها لنفسها؛ حيث تصف نفسها بـ"جميلة" - تنعكس على مَن حولها، وتُؤثِّر فيهم بشكلٍ كبيرٍ، والعكسُ يحدث، فتأمَّلي حالكِ ونظرتكِ لنفسكِ، وحقيقة فإنَّ الكثيرَ مِن النساء العربيات يُصبْنَ بالإحباط واليأس لمجرد اقترابهنَّ مِن عُمر الأربعين، ويتعامَلْن مع أنفسهنَّ وأجسادهنَّ على اعتبار أنها في خريف العُمر، في حين نرى مِن الغربيات نضارةً ناتجةً عن شِدة اهتمامهنَّ بأنفسهنَّ وتعامُلهنَّ مع أجسادهنَّ بصورة مختلفةٍ تمامًا، فتبدو المرأةُ أصغر مِن عمرها بسنوات عديدةٍ، وتستشعر ذلك بالفعل. ولا يتطلب الاهتمامُ بهذه المرحلة العُمرية كثيرَ جهد أو وقتٍ، فالعنايةُ الجيدةُ بالطعام وإدخالُ بعض الأطعمة النافعة لها كـ"فول الصويا" للمُحافظة على كثافة العظام، والتحكم في ضغط الدم، وتقليل نسبة الكوليسترول، وممارَسة رياضة المشي بشكلٍ مُنظمٍ وفي الهواء الطَّلْق؛ بغرض تحسين المزاج، وتنشيط الدورة الدموية والمحافظة على رشاقتها، والتأكُّد مِن أخْذِ القدر الكافي مِن الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية، بالإضافة إلى العناية بالمظهر الخارجي والاهتمام بالبشرة والشكل العام - كلُّ ذلك لن يُعيد العُمر إلى الوراء، ولن يُغَيِّر مِن القدَر شيئًا، إلا أنَّ له بالغَ الأثر في حياتنا بشكلٍ عام. • حاولي أن تفصلي بين مشاعركِ وواجبات زوجكِ وحقوقه عليكِ، لن يكونَ ذلك يسيرًا على بشرٍ، إلا أنَّ المحاولة واجبةٌ، لما له عليكِ مِن حقٍّ عظيمٍ، فاستعيني على ذلك بتذكُّر فضلِه وخُلقه والتغاضي عما يُؤرق حياتكِ ويهدد سعادتكِ. • يقول المثَل: "الضَّرة مُرة، ولو كانتْ جرة"، ويطيب لي أن أذكرَ لكِ قصة المثل كما سمعتُها: كان لرجلٍ زوجةٌ طيِّبة قَدَّر اللهُ لها ألا تنجبَ، فألحَّتْ عليه بالزواج من أخرى إشفاقًا عليه، فلما أصرَّتْ، خرج وعاد بجرةٍ كبيرةٍ، ووضعَها على سريرٍ بإحدى الغُرف، وغطَّاها برداء امرأةٍ، وأخبر زوجتَه ألا تخاطبها، ولا تتعرَّض لها حتى يعودَ، فلم يلبثْ طويلًا حتى عادَ ليرى زوجته باكيةً حزينةً، فسألها عن السبب، فكان جوابُها: "لقد أهانَتْني زوجتُك وجَرَحَتْني، ولن أرضى إلا أن تُؤدِّبها، فدخل الزوجُ ليكسر الجرة أمام عينيها، فاستحيتْ، وقالتْ هذا المثَل"! لا تُنكر عاقلةٌ أنَّ زواج زوجِها بغيرها ابتلاءٌ، وفيه مِن الضرر ما فيه، لكن الذي يعلم السرَّ وأخفى أدرى بعبادِه، وهو أعلم بما يصلح لهم، ولو لم يدركوا ذلك؛ فالتعدُّد رغم مشكلاته إلا أنه يحلُّ مشكلات أكبر وأشد خطورة على طوائف المجتمع كافة، ولستُ هنا لأمتدح التعدُّد أو أُثبت شرعيته، فهذا معروفٌ، وحقٌّ مكفولٌ لكلِّ رجلٍ، شئنا أم أبَيْنا، ولا نستطيع أن ننكرَ ذلك، وما عجبتُ إلا لأنك قد ساوَيتِ - فيما رأيتُ - بين التعدُّد وبين تعرف زوجكِ على النساء وإقامة العلاقات معهنَّ، وشتَّان بينهما أيتها الفاضلة، فالأُولى قد حلَّلها الله له بلا نزاعٍ أو خلافٍ، والثانيةُ قد حرَّمها عليه بلا أدنى شك، وإن كانتا قد تساوَتَا عندكِ وتقارَبتَا في نظركِ، فليس الأمر كذلك عند رب الأرض والسموات، ولا يَسَعُني إلا أنْ أقولَ لك: إن كان الشيءُ الوحيد الذي سيثني زوجكِ وينهاه عن المُحرَّمات هو التعدُّد، فلا تجعلي للشيطان عليه سبيلًا، ولا تكوني عونًا للشيطان عليه، وعليكِ حينها أن تَتَحَلَّيْ بالصبر وأن تتواصي به، ولتعلمي أن لكِ مِن الأجر على قدر صبركِ واحتسابكِ، وربُّكِ لا تضيع عنده مثقالُ حبَّة خردل من خير أو شرٍّ؛ ﴿ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]. • لا يعيب المرأة ولا الرجل أن تكونَ أكبر منه، والتاريخُ يزخر بزواجاتٍ ناجحةٍ، وصورٍ مُشرقةٍ، فاقتْ فيها المرأةُ زوجَها عُمرًا، ولم يكنْ ثَمَّة مُشكلة، إلا أنَّ عصرنا الحاضر قد مُلئ بالفِتَن، وتشبَّع بالرذائل، ولم يعد المجتمع يرحم صغيرًا ولا كبيرًا، فلن تسلمَ المرأة إن هي تزوجتْ برجلٍ يصغرها عُمرًا مِن الأحاديث، ولن تُعفى مِن الأقاويل، ولن ينجو الزوجُ مِن التعليقات الساخرة والكلمات اللاذعة التي لا هَمَّ لها إلا الثرثرة؛ فماذا عليها أن تفعلَ لتحمي نفسها وزوجها مِن شُرورٍ باتتْ تحدق بهم وتضعهم تحت المجهر؟ عليها أن تهتمَّ بزوجِها وتحتويه، وتجعل منه أميرًا في بيته، سُلطانًا في قلبها، تُدَلِّـلُه وتحيطه بالحبِّ والرعاية، تبني سورًا عاليًا بينهما وبين مَن حولهما مِن الطفيليين والفضوليين ممن يبكون على ذلك الرجل أو يَتَباكون لأجل أن ينفروه مِن زوجه ويزينوا له غيرها، بالحلال أو الحرام! فإن هي فعلتْ ولم يكن ثمة مَفر مِن ألسنة الناس، أو من أي طريق جاء منه القَدَر، فليس لها إلا أن تُسلِّم له، وترضى به، وتحمد الله في السرَّاء والضَّرَّاء. • قد يكون في زواجه بغيرك أَلَمٌ لكِ، لكن ثقي أنَّ ألم الطلاق سيكون أشدَّ وأقوى، وانظري - إن شئتِ - في حال المُطلقات مِن حولكِ، وسليهنَّ إن كانتْ حياتهن في بيوتهن أقل ألمًا مما هنَّ فيه الآن؟ بالطبع هناك حالاتٌ لا تحتمل البقاء مع الزوج، لكني أتحدَّث عن حالات تتسرَّع فيها المرأةُ بطلب الطلاق؛ لزواج زوجها أو لأي سبب غير ضروريٍّ. بخصوص طلبِه أن تبيعي بيتكِ لتبتاعَا غيره، فأنتِ أدرى بما قد ينفعكِ، ولكن لا تنسي الاستخارة، وابحثي الأمر من عِدَّة جهات، فالصورةُ غير واضحة أمامي. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|