|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الأجر الكبير على العمل اليسير
الأجر الكبير على العمل اليسير (1)
أ. محمد خير رمضان يوسف مختارات من الأحاديث الصحيحة مع شرحها مقدمة: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على نبيِّنا محمد، وعلى آله وأصحابهِ أجمعين، وبعد: فإن عنوانَ هذا الكتاب مستوحًى من قولِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَمِلَ هذا يَسيراً وأُجِرَ كثيراً". وذلك عندما أتاهُ رجلٌ من الأنصار، وتشهَّد شهادةَ الحقّ، ثم تقدَّم، فقاتل حتى قُتل... كما رواه مسلم في باب "ثبوت الجنةِ للشهيد". وهذه مجموعةٌ مختارة من الأحاديث الصحيحة، عليها شروحٌ وتعليقات موجزة، أوردتُها من مظانها من كتب شروح الأحاديث. وكان منهجُ الاختيار هو ما ذُكر فيه من الأجرِ الكثير على العملِ القليل... دون ما وردَ من مكفِّرات الذنوب والخطايا... التي صُنِّفت فيها كتبٌ أخرى. وستمرُّ بالقارئ أحاديثُ يَعجَبُ من كثرة ما ورد فيها من الثوابِ العظيم، على أعمالٍ أو أذكار قليلة، يقومُ بها أو يقولها المرء... لكنَّ رحمة الله أوسع، فهو الكريمُ الرحيم الذي يُعطي على غير ميزانِ العباد... وهو سبحانه يرغِّبنا في الجنة، ويدلنا على أقصرِ الطرق المؤدية إليها... وفي حديثٍ صحيح رواهُ الإمامُ أحمد في مسنده قولهُ -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ قلْ هوَ اللهُ أحدٌ حتى يختمها عشرَ مرات، بنَى الله له قصرًا في الجنة". فقال عمر بنُ الخطاب: إذًا أستكثرُ يا رسولَ الله. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أكثرُ وأطيب". وفي حديث آخرَ حسنٍ صحيح رواه الترمذي عن عبادة بن الصامت مرفوعًا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما على الأرضِ مسلمٌ يَدعو الله بدعوةٍ إلا آتاهُ الله إيّاها، أو صَرفَ عنه من السوءِ مثلَها، ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رَحِم". فقال رجل: إذًا نُكثر. قال: "الله أكثر". ولكن لا تنسَ أن "سلعة الله غالية"... فهي بحاجة إلى حسناتٍ كثيرة حتى تحظى بها... وهده الحسناتُ يضاعفها لك الله عزَّ وجل، ويبينُ لك رسوله -صلى الله عليه وسلم- كيف تحصلُ عليها أو تجمعها... وسترى في أول حديث كيف أن أحدَ صحابة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بحلقة ذكر، أو مجلسٍ من مجالس العلم، حدَّثهم فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحديث ذكَرَ فيه عملاً سهلاً ميسَّراً عليه أجر عظيم، فقال ذلك الصحابي: "ما أجود هذه"!. ويسمع عمر الفاروق - رضي الله عنه - كلمته تلك، فيعرف أنه لم يحضر أول الجلسة، فيذكِّره بثواب أعظم على عملٍ أيسر، ذكرهُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك الحديث. بل إن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - الذي روى أحاديث كثيرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذُكرَ له أن أبا هريرة يروي حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه بيانٌ بذكرِ ثوابٍ عظيم على عملٍ قليل... فيعجَبُ ابنُ عمر، ولا يملك إلا أن يقول: "أكثرَ علينا أبو هريرة"!!. يعني أنه خاف لكثرة روايات أبي هريرة من أن يكونَ قد اشتبه عليه الأمر، واختلط عنده حديثٌ بحديث! ثم يبعثُ إلى أمِّنا عائشة رضي الله عنها، فيسألها، فتصدِّقُ أبا هريرة! عند ذلك يؤوب ابنُ عمر... ويندمُ على ما فاتهُ من هذا الخير العظيم!! إنها رحمة الله الواسعة لعباده... يبينُ لهم طريقَ الجنة وما يلزمهم فيها من زاد: في جانبِ العزيمة والصبر. وفي جانبِ السهولة والعمل القليل. حتى بيَّن - عليه الصلاة والسلام - أن المرء قد ينال منازلَ المجاهدين وهو جالسٌ في أرضه... إما بالنية الخالصة، أو بما يوازيها من الأعمال الصالحة... وستعرفُ خلال هذه الأحاديث المنتقاة - أخي المسلم - أن أقصر طريق إلى الجنة هو الشهادة!. فهنيئاً لمن رُزِقها... وهنيئاً لمن تمنّاها بصدقٍ ودعا الله أن يكون من أهلها... أدعو الله تعالى أن أكونَ منهم. وستعرفُ أيضًا أن أثقلَ شيء في ميزان العبد يوم القيامة هو "الخُلق الحسن"، كما في آخر أحاديث هذا الكتاب... وهو أكثر ما يُدخل الناسَ الجنة... مع التقوى. وأشيرُ في خاتمة هذه المقدمة إلى أن إخلاص القول والعمل لله وحده، ومطابقتهما للشريعة، هما شرطا قبول الأعمال... فليكنْ معك هذا الميزانُ أينما كنت وحيثما حللت... وتوجَّه إلى ربكَ في خشوع وخضوع... وانظر من أين اكتسبتَ طعامك وشرابك وملبسكَ لتعرفَ موقعَ دعائك من استجابةِ ربك... وادعُ الله أن يديمَ عليك نعمة الذكرِ والشكرِ والعبادة... وأنْ يُعينك على أدائها، فإن إقبالك عليها أيضاً من فضل الله وتوفيقه... وإن هناك كثيرين يعرفون ثوابَ هذه الأعمال، ولكنهم لا يوفَّقون لأدائها... على الرغم من سهولتها!!. وادعُ الله أن يرزقني وإياك الشهادة... فإنها - كما قلت - أقصرُ طريق إلى الجنة. والحمد لله ربِّ العالمين. ♦ ♦ ♦ مقدمة الطبعة الثالثة الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: فقد ذكرتُ لإخوةٍ لي في أكثرَ من مجلس، أن من يقرأ هذا الكتاب، يمكنُ أن يستفيدَ منه ويجمعَ ملايينَ الحسناتِ في دقائق معدودة! إذا وفَّقه الله لذلك، وكان أهلاً لفضلهِ ورحمتهِ وكرمه، ومن لم يكن أهلاً لذلك صُرِفَ عنه؛ لعدمِ رغبته فيه، ولعدمِ إقبالهِ عليه، بغفلته عنه، أو صرفِ همَّتهِ إلى الدنيا وأهلها ومتاعها. وإن هناك كثيرينَ يعرفونَ الأجرَ والثوابَ على الأعمال، والفضائل والحسنات، ولكنهم لا يهتمون بها، ويفضلونَ عليها اللهوَ واللعب، والمالَ والمتاع، فلا يوفَّقون للأعمال الصالحة. ونعوذُ بالله من هذه الحال. وهذه طبعةٌ ثالثةٌ لهذا الكتابِ المبارك، الذي أوردتُ فيه مجموعةً طيبةً من الأحاديثِ الصحيحة والحسنةِ مع شرحها، وقد زدتُ فيها (16) حديثًا مما يوافق عنوانه. والله يهدي من يشاء إليها، والعمل بها، أو ببعضها، وهو السميعُ العليم. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|