اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2015, 08:07 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي فالهمها فجورها وتقواها






فالهمها فجورها وتقواها


خالد رُوشه





النفس البشرية عجيبة من عجائب الخلق , وآية من آيات الله سبحانه , جل من أبدعها وتعالى من أبرأها , هي الصالحة التقية المطمئنة إذا تاقت إلى مولاها , وتعبدت إلى خالقها وانضبطت بضوابط شرع نبيها صلى الله عليه وسلم وتقاربت من صفاته , وهي الفاجرة الفاسدة المتمردة إن هي نأت وبعدت وانحرفت عن سبيل ربها المستقيم وتقاربت مع سبل الشيطان الرجيم .



والنفس البشرية عميقة عمق البحر الأعظم وخفية خفاء لا حدود له وواسعة الجنان مترامية الأركان , تحوي العالم بأسره , وتزيد , وكل امرؤ يحمل بين جنباته نفسه يستطيع أن يحيى بها في عالم مخصوص , ولكل نفس صفات وأوصاف , رغبات , وشطحات , وآمال , ولكل نفس خفايا ومناحٍ , ولكل نفس قدرة على المكر والخداع والتلون ز





فكل امرىء من حولنا يعيش في عالم نفسه , ويحيا في محيطها , ينضبط بضوابط عالمها , ويسير في مسالكها التي نظمت لها , حتى لكأنه أمة وحدة , فلربما يكون أمام الناس صالحا ونفسه تغلي بالشرور , وربما يكون أمام الناس خاشعا ونفسه تعاني داء الكبر , و لربما يكون أمام الناس متصدقا , ونفسه يملؤها الشح والبخل , ولربما يعمل العمل الحسن ورجاؤه من خلفه خبيث , ولربما يتكلم بالكلمة الحسنة يريد بها غرضا شريرا , أو ربما يصمت فلا يتكلم يريد بذلك عجبا وفخارا , حتى إنه في بعض الأحيان لينتقص نفسه وينتقدها ويسبها أمام الناس وهو يرجوا رفعتها وتعظيمها وأن يقال عنه عابد ورع .





ولذلك لا يحاسب الله الناس على مجرد أعمالهم الظاهرة بل على طهارة نفوسهم وسلامة قلوبهم , ولا يقبل سبحانه من النفوس إلا الزكية العابدة التقية التي غلبت هواها وكسرت شهواتها , مستقيمة على أمر الله سبحانه " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " . يقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم " .





وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة في ما يُرى للناس حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيما يُرى للناس حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .





إنه الرياء إذا والنفاق إذا الذي جعل ذلك الذي يعمل أعمالا تُرى للناس حسنة وهي في الحقيقة خبيثة , وفي الحديث " أول من تسعر بهم النار ثلاث , مجاهد , ومتصدق , وقارئ " , سعرت به النار لكونهم عملوا تلك الأعمال من أجل الناس شهرة ورياء ولم يريدوا بها وجه الله .





إنها أنفس هؤلاء التي كدستهم في النار , وإنها أنفس كثير من أهل الخيانة والكذب والنفاق , استطاعوا أن يخدعوا الناس بمظاهرهم , وقلوبهم أنتن من الجيف , ففضح الله سترهم , وكشف خبيئتهم , ولقاهم حسابهم أمام الخلائق أجمعين .



الصالحون أدركوا تلك الحقيقة , فسارعوا في تهذيب نفوسهم وتأديبها وكبح جماحها , والإمساك بزمامها وإقامتها على أمر الله , فعرفوا خفاياها , وأدركوا ماردها , فصاروا يحذرون الناس من مسالكها , فنصحوا الناس فقالوا : " خير الأعمال ما أكرهت عليه النفس " , وقالوا : " أن النفس كالطفل إذا ربيتها على حب الرضاعة تعودت وإن فطمتها تنفطم " , وقالوا : " إن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ", وقالوا : " إن هوى النفس قائدها إلى النار , ومكارهها قائدتها إلى الجنة "



وجماع تهذيب النفس وتربيتها أربعة أمور , أولها مراقبة الله الواحد الأحد , وثانيها كثرة ذكره , قياما وقعودا وثالثها تذكر الآخرة فلا تغيب , و رابعها عدم إجابتها فيما تحب إلا أن كان في مرضاة الله , قال سبحانه " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوي , واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوي " .


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:23 PM.