اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2014, 04:53 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نقط المصحف وشكله
يقال : إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان ، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط ، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك ، ويقال : إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، وذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر والله أعلم .

وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا ، وقيل : بل أول من فعله المأمون ، وحكى أبو عمرو الداني عن ابن مسعود أنه كره التعشير في المصحف ، وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا .

وقال مالك : لا بأس به بالحبر ، فأما بالألوان المصبغة فلا . وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات ، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا .

وقال قتادة : بدأوا فنقطوا ، ثم خمسوا ، ثم عشروا . وقال يحيى بن أبي كثير : أول ما أحدثوا النقط على الباء والتاء والثاء ، وقالوا : لا بأس به ، هو نور له ، أحدثوا نقطا عند آخر الآي ، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم .

ورأى إبراهيم النخعي فاتحة سورة كذا ، فأمر بمحوها وقال : قال ابن مسعود : لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه . قال أبو عمرو الداني : ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها .

ثم قال البخاري ، رحمه الله : كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم .

قال مسروق عن عائشة ، عن فاطمة ، رضي الله عنها ، أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي . هكذا ذكره معلقا وقد أسنده في موضع آخر .

ثم قال : حدثنا يحيى بن قزعة ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عبيد الله ، [ ص: 51 ] عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وأجود ما يكون في شهر رمضان ؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة ، وهذا الحديث متفق عليه وقد تقدم الكلام عليه في أول الصحيح وما فيه من الحكم والفوائد ، والله أعلم .

ثم قال : حدثنا خالد بن يزيد ، حدثنا أبو بكر ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة ، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه ، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض .

ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من غير وجه عن أبي بكر - وهو ابن عياش - عن أبي حصين ، واسمه عثمان بن عاصم ، به . والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة : مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى ، ليبقي ما بقي ، ويذهب ما نسخ توكيدا أو استثباتا وحفظا ؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره - عليه السلام - على جبريل مرتين ، وعارضه به جبريل كذلك ؛ ولهذا فهم - عليه السلام - اقتراب أجله ، وعثمان ، رضي الله عنه ، جمع المصحف الإمام على العرضة الأخيرة ، وخص بذلك رمضان من بين الشهور ؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه ؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه ، ومن ثم اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن ، كما تقدم ذكرنا لذلك .
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-06-2014, 04:55 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نزول السكينة والملائكة عند القراءة

وقال الليث : حدثني يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أسيد بن الحضير قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس ، فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت فسكت فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فانصرف ، وكان ابنه يحيى قريبا منها ، فأشفق أن تصيبه ، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ يا ابن حضير . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي وانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة ، فيها أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها قال : أوتدري ما ذاك ؟ . قال : لا ، قال : الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت [ ص: 55 ] ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم . قال ابن الهاد : وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب عن
أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير .

هكذا أورد
البخاري هذا الحديث معلقا ، وفيه انقطاع في الرواية الأولى ، فإن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني تابعي صغير لم يدرك أسيدا لأنه مات سنة عشرين ، وصلى عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما . ثم فيه غرابة من حيث إنه قال : وقال الليث : حدثني يزيد بن الهاد ولم أره بسند متصل عن الليث بذلك ، إلا ما ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في الأطراف أن يحيى بن عبد الله بن بكير رواه عن الليث كذلك .

وقد رواه الإمام أبو عبيد في فضائل القرآن فقال : حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير ، عن الليث ، عن
يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أسيد بن حضير ، فذكر الحديث إلى آخره ، ثم قال : [ قال ] ابن الهاد : وحدثني عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد ، عن أسيد بن حضير بهذا .

وقد رواه
النسائي في فضائل القرآن ، عن محمد بن عبد الله بن [ عبد ] الحكم عن شعيب بن الليث ، وعن علي بن محمد بن علي ، عن داود بن منصور ، كلاهما عن الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن يزيد بن عبد الله ، وهو ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد ، عن أسيد ، به . ورواه يحيى بن بكير ، عن الليث كذلك أيضا ، فجمع بين الإسنادين . ورواه في المناقب عن أحمد بن سعيد الرباطي ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يزيد بن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد ، أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده ، الحديث . ولم يقل : عن أسيد ، ولكن ظاهره أنه عنه ، والله أعلم .

وقال أبو عبيد : حدثني عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن ابن شهاب ، عن ابن كعب بن مالك ، عن
أسيد بن حضير : أنه كان على ظهر بيته يقرأ القرآن وهو حسن الصوت ، ثم ذكر مثل هذا الحديث أو نحوه .

حدثنا قبيصة ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أسيد بن حضير قال : قلت : يا رسول الله ، بينما أنا أقرأ البارحة بسورة ، فلما انتهيت إلى آخرها سمعت [ ص: 56 ] وجبة من خلفي ، حتى ظننت أن فرسي تطلق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ أبا عتيك [ مرتين ] قال : فالتفت إلى أمثال المصابيح ملء بين السماء والأرض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ أبا عتيك . فقال : والله ما استطعت أن أمضي فقال : تلك الملائكة نزلت لقراءة القرآن ، أما إنك لو مضيت لرأيت الأعاجيب .

وقال
أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق سمع البراء يقول : بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة إذ رأى دابته تركض ، أو قال : فرسه يركض ، فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تلك السكينة نزلت للقرآن ، أو تنزلت على القرآن . وقد أخرجه صاحبا الصحيح من حديث شعبة . والظاهر أن هذا هو أسيد بن حضير - رضي الله عنه - فهذا ما يتعلق بصناعة الإسناد ، وهذا من أغرب تعليقات البخاري ، رحمه الله ، ثم سياق ظاهر فيما ترجم عليه من نزول السكينة والملائكة عند القراءة .

وقد اتفق نحو هذا الذي وقع
لأسيد بن الحضير لثابت بن قيس بن شماس كما قال أبو عبيد :

حدثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم ، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له : ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال : فلعله قرأ سورة البقرة . قال : فسئل ثابت فقال : قرأت سورة البقرة .

وفي الحديث المشهور الصحيح : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه فيما بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم عن
أبي هريرة .

ولهذا قال الله تبارك وتعالى : (
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) [ الإسراء : 78 ] ، وجاء في بعض التفاسير : أن الملائكة تشهده . وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ، فيعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلون ، وتركناهم وهم يصلون .
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-06-2014, 04:56 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

فضل القرآن على سائر الكلام

حدثنا
هدبة بن خالد أبو خالد ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، حدثنا أنس بن مالك ، عن أبي موسى ، رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، طعمها طيب وريحها طيب . والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة ، طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها . وهكذا رواه في مواضع أخر مع بقية الجماعة من طرق عن قتادة به .

ووجه مناسبة الباب لهذا الحديث : أن طيب الرائحة دار مع القرآن وجودا وعدما ، فدل على شرفه على ما سواه من الكلام الصادر من البر والفاجر . ثم قال : حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن سفيان ، حدثني
عبد الله بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما أجلكم في أجل من خلا [ ص: 58 ] من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط ؟ فعملت اليهود فقال : من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر ؟ فعملت النصارى ، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين ، قالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ! قال : هل ظلمتكم من حقكم ؟ قالوا : لا . قال : فذلك فضلي أوتيه من شئت .

تفرد به من هذا الوجه ، ومناسبته للترجمة : أن هذه الأمة مع قصر مدتها فضلت الأمم الماضية مع طول مدتها ، كما قال تعالى : (
كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [ آل عمران : 110 ] .

وفي المسند والسنن عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم توفون سبعين أمة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله . وإنما فازوا بهذا ببركة الكتاب العظيم الذي شرفه الله تعالى على كل كتاب أنزله ، جعله مهيمنا عليه ، وناسخا له ، وخاتما له ؛ لأن كل الكتب المتقدمة نزلت إلى الأرض جملة واحدة ، وهذا القرآن نزل منجما بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به وبمن أنزله عليه ، فكل مرة كنزول كتاب من الكتب المتقدمة ، وأعظم الأمم المتقدمة هم اليهود والنصارى ، فاليهود استعملهم الله من لدن موسى إلى زمان عيسى ، والنصارى من ثم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم استعمل أمته إلى قيام الساعة ، وهو المشبه بآخر النهار ، وأعطى الله المتقدمين قيراطا قيراطا ، وأعطى هؤلاء قيراطين قيراطين ، ضعفي ما أعطى أولئك ، فقالوا : أي ربنا ، ما لنا أكثر عملا وأقل أجرا ؟ فقال : هل ظلمتكم شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : فذلك فضلي أي : الزائد على ما أعطيتكم أؤتيه من أشاء كما قال تعالى : (
ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) [ الحديد : 28 ، 29 ] .
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-06-2014, 05:05 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان

قال [ الحافظ ]
أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي ، حدثني أبو صالح وعكرمة ، عن ابن عباس قال : قال علي بن أبي طالب : يا رسول الله ، القرآن يتفلت من صدري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته ؟ قال : قال : نعم بأبي وأمي ، قال : صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب و " يس " ، وفي الثانية بفاتحة الكتاب و " حم الدخان " ، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب و " الم تنزيل السجدة " ، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه ، وصل على النبيين ، واستغفر للمؤمنين ، ثم قل : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري ، وتطلق به لساني ، وتفرج به عن قلبي ، وتشرح به صدري ، وتستعمل به بدني ، وتقويني على ذلك ، وتعينني على ذلك ، فإنه لا يعينني على الخير غيرك ، ولا يوفق له إلا أنت ، فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تحفظه بإذن الله وما أخطأ مؤمنا قط . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بسبع فأخبره بحفظ القرآن والحديث ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مؤمن ورب الكعبة ، علم أبو الحسن علم أبو الحسن هذا سياق الطبراني .

وقال أبو عيسى الترمذي في كتاب الدعوات : حدثنا أحمد بن الحسن ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، حدثنا
الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس ، عن ابن عباس أنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال : بأبي أنت وأمي ، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الحسن ، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينفع بهن من علمته ، ويثبت ما تعلمت في صدرك ؟ قال : أجل يا رسول الله ، فعلمني ، قال : إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه : ( سوف أستغفر لكم ربي ) [ يوسف : 98 ] ، يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات ، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و " حم الدخان " ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و " الم " تنزيل السجدة ، وفي الركعة [ ص: 94 ] الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد ، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله ، وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ، أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تغسل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يا أبا الحسن ، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله تعالى ، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط . قال ابن عباس : فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء [ علي ] رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس ، فقال : يا رسول الله ، والله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها ، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث ، فإذا رددته تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث ، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن .

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث
الوليد بن مسلم . كذا قال ، وقد تقدم من غير طريقه . ورواه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد ، ثم قال : على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج ، فالله أعلم - فإنه في المتن غرابة بل نكارة ، والله أعلم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا
وكيع ، حدثنا العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها ، وإن تركها ذهبت .

ورواه - أيضا - عن محمد بن عبيد ويحيى بن سعيد ، عن عبيد الله العمري به .

ورواه - أيضا - عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا نحوه .

وقال البزار : حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا حميد بن حماد بن أبي الخوار ، حدثنا مسعر ، عن
عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحسن قراءة ؟ قال : من إذا سمعته يقرأ رؤيت أنه يخشى الله ، عز وجل .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .

وقال أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قلبك حثي الإيمان ، وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن .

وبهذا الإسناد : أن رجلا جاء بابن له فقال : يا رسول الله ، إن ابني هذا يقرأ المصحف بالنهار ويبيت بالليل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تنقم أن ابنك يظل ذاكرا ويبيت سالما .

وقال أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا ابن لهيعة ، عن حيي ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان .

وقال أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثر منافقي أمتي قراؤها .

وقال أحمد : حدثنا
وكيع ، حدثني همام ، عن قتادة ، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه .

ورواه - أيضا - عن غندر ، عن شعبة ، عن قتادة به . وقال الترمذي : حسن صحيح .

وقال
أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، حدثنا أبي ، حدثنا عيسى بن يونس ، ويحيى بن أبي الحجاج التميمي ، عن إسماعيل بن رافع ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه ، غير أنه لا يوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله ، وصغر ما عظم الله ، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه ، أو يغضب فيمن يغضب ، أو يحتد فيمن يحتد ، ولكن يعفو ويصفح ، لفضل القرآن .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عباد بن ميسرة ، عن الحسن ، عن
أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة .

وقال البزار : حدثنا محمد بن حرب ، حدثنا يحيى بن المتوكل ، حدثنا عنبسة بن مهران عن الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة ، عن
أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مراء في القرآن كفر . ثم قال : عنبسة : هذا ليس بالقوي . وعنده فيه إسناد آخر .

وقال
الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو بكر ، حدثنا ابن إدريس ، حدثنا المقبري ، عن جده ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه .

وقال
الطبراني : حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني ، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن الحارث الذماري ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن فضالة بن عبيد ، وتميم الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك ، عز وجل : اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه ، يقول ربك : اقبض ، فيقول العبد بيده : يا رب أنت أعلم . فيقول : بهذه الخلد وبهذه النعيم .

وروى الحافظ
ابن عساكر في ترجمة معقس بن عمران بن حطان قال : قال : دخلت مع أبي على أم الدرداء ، رضي الله عنها ، فسألها أبي : ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ ؟ قالت : حدثتني عائشة قالت : جعلت درج الجنة على عدد آي القرآن ، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة كان على الثلث من درجها ، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها ، ومن قرأ كله كان في عليين ، لم يكن فوقه إلا نبي أو صديق أو شهيد .

وقال
الطبراني : حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن ماهان الأزدي ، حدثني فائد مولى عبيد الله بن أبي رافع ، حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي ، عن أبيها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة .

وروى
الطبراني من حديث بقية ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن المهاصر بن حبيب ، عن عبيدة المليكي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : يا أهل القرآن ، لا توسدوا القرآن ، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار ، وتغنوه وتقنوه ، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون ، ولا تستعجلوا ثوابه ، فإن له ثوابين .

وفي حديث عقبة بن عامر نحوه ، كما تقدم .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق .

تفرد به . قيل : معناه : أن الجسد الذي يقرأ القرآن [ لا تمسه النار ] .

وفي سنن ابن ماجه من طريق المغيرة بن نهيك ، عن عقبة بن عامر مرفوعا : من تعلم القرآن ثم تركه فقد عصاني .

وفي حديث رواه أبو يعلى من طريق ليث ، عن مجاهد ، عن أبي سعيد مرفوعا :
عليك بتقوى الله ، فإنها رأس كل خير ، وعليك بالجهاد ، فإنه رهبانية الإسلام ، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ، فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء ، واخزن لسانك إلا من خير ، فإنك بذلك تغلب الشيطان .

وهكذا أذكر آثارا مروية عن ابن أم عبد أحد قراء القرآن من الصحابة المأمور بالتلاوة على نحوهم

روى
الطبراني ، عن الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، قال ابن مسعود : كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض .

ومن طريق شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن مرة قال ابن مسعود : من أراد العلم فليتبوأ من القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين . ومن طريق سفيان وشعبة ، عن ساعد بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : إن هذا القرآن ليس فيه حرف إلا له حد ، ولكل حد مطلع .

ومن حديث الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد عن سيار أبي الحكم ، عن ابن مسعود أنه قال : أعربوا هذا القرآن فإنه عربي ، وسيجيء قوم يثقفونه وليسوا بخياركم .

والثوري ، عن عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود قال : أديموا النظر في المصحف ، وإذا اختلفتم في ياء أو تاء فاجعلوها ياء ، ذكروا القرآن فإنه مذكر .

وقال عبد الرزاق ، عن إسرائيل ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن شداد بن معقل ، سمعت ابن مسعود يقول : أول ما تفقدون من دينكم الأمانة ، وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة ، وليصلين قوم لا خلاق لهم ، ولينزعن قوم من بين أظهركم . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبتناه في مصاحفنا ؟ قال : يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء - وفي رواية : لا يبقى في مصحف منه شيء - ويصبح الناس فقراء كالبهائم . ثم قرأ عبد الله : (
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) [ الإسراء : 86 ] .

وقال
الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثني شعبة ، عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله ، عن أبيه قال : من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز .

قال هشام عن الحسن : إنه بلغه عن ابن مسعود مثل ذلك .

ومن طريق الأعمش ، عن أبي وائل قال : كان
عبد الله بن مسعود يقل الصوم ، فيقال له في ذلك ، فيقول : إني إذا صمت ضعفت عن القراءة والصلاة ، والقراءة والصلاة أحب إلي .
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:56 AM.