أخيرا لبس ثوبا جديدا بعد أن نزع بصعوبة ثوبا قديما التصق بجسمه لسنوات عديدة لم يفكر في تغييره فكان على قناعة أنه وحده الذي يمنحه الدفء لكن هيهات هاهو الآن يرتدي ثوبا أبيض ويسير بعد الفجر ولكن كلما سار خطوة تساقطت قطرات الندى على الثوب جرى وراءه أطفال القرية الحاقدون على ثوبه الجديد زاعمين له أن قطرات الندى بقعا وأن ثوبه قبيح وأن قطرات الندى لن تتبخر في البداية لم يصدقهم غضب وثار وجرى إلى النهر نظر في صفحته لم يرى ثوبه برونقه الذي تخيله فقد كان النهر ملوثا بمخلفات القرية التي تراكمت فيه بينما ماء النهر لم يتجدد لسنوات تساءل
ترى ماذا أفعل ان ثوبي الجديد يفقد رونقه ؟
لم أتعود على لبس الأبيض سأحاول إصلاحه بغسله بقطع طين تماما كما كنت أفعل مع ثوبي القديم ولكن الثوب زاد اتساخا كلما وضع عليه الطين يارب إني ثوبي يزداد قبحا
وأخيرا استسلم سأستعين بأطفال قريتي فهم أول من نبهني لتلوث ثوبي أسرع إليهم فأمسك كل منهم قطعة طين وأخذ يغسل الثوب صاح بهم لن ينظف لقد جربت ذلك مرارا ولم ينظف الثوب ولكنهم استمروا حتى زاد اتساخ الثوب ثم قاموا يشيرون إليه وهم يضحكون ويسخرون
وقف في وسطهم حزينا ثوبه قبيح ولم ينطق لسانه عاد سريعا إلى كوخه وجد الثوب القديم مازال معلقا فيه عاد وارتدى ثوبه القديم فلا يليق بمن يحني ظهره في الأرض أن يلبس الأبيض عاد لأصحابه ولكنهم ظلوا يشيرون إليه وهم يضحكون