اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2013, 10:51 PM
مواطن بسيط مواطن بسيط غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
العمر: 52
المشاركات: 280
معدل تقييم المستوى: 12
مواطن بسيط is on a distinguished road
Impp الجمال وسيلة اختبار


الجمال

وسيلة اختبار


هذه الحياة مرحلة.. وهي زمن اختبار.


اختبار نظري، واختبار عملي، اختبار يخضع له فكر الإنسان وعقله كما تخضع له عواطفه ومشاعره، ويخضع له ظاهره كما يخضع له باطنه.


والإنسان يؤدي هذا الاختبار بكل كيانه، والمدة المتاحة له هي الحياة التي كتبت له على ظهر هذا الكوكب.


﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾[1].


ومواد الابتلاء منوعة، قد تكون في ميدان الخير كما تكون في ميدان الشر، ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾[2].


وفي إطار الابتلاء بالخير كانت الزينة.. والجمال..


قال تعالى: ﴿ إِنا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾[3]. فقد زينت الأرض بما عليها لتكون مادة في الاختبار..


جاء في الظلال:
".. فقد جعلنا ما على الأرض من زخرف ومتاع.. جعلناه اختبارًا وامتحانًا لأهلها ليتبين من يحسن منهم العمل في الدنيا..".


وفي تأكيد هذا المعنى يأتي قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾[4].


أي لا تمدن عينيك إلى زهرة الحياة الدنيا التي متعنا بها أصنافًا منهم، فإنما نمتعهم بها ابتلاء.


والتعبير بـ﴿ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ يوحي بالمظهر الجمالي، الذي أضحى مادة الاختبار. والاختبار في مادة الخير والجمال والزينة ليس أمرًا سهلاً كمان يبدو للوهلة الأولى بل ربما كان بحاجة إلى صبر أكبر وعزيمة أقوى.


قال سيد قطب - رحمه الله -:
"إن الابتلاء بالخير أشد وطأة، وإن خيل للناس أنه دون الابتلاء بالشر.. كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف. ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة. ويكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم الجامحة في أوصالهم. كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الثراء والوجدان، وما يغريان به من متاع، وما يثيرانه من شهوات وأطماع.."[5].


وهكذا ينوه القرآن الكريم باعتبار الزينة مادة ابتلاء لما لها من أثر على النفس، وضبط النفس تجاه هذه المؤثرات بدافع الإيمان يعني انتصار العقيدة والتزام جادة الحق.


وليس هذا "دعوة للزهد في طيبات الحياة، ولكنها دعوة إلى الاعتزاز بالقيم الأصيلة الباقية وبالصلة بالله والرضى به"[6].

وقد تكون الزينة هي المنزلق الذي يسبب الإخفاق في هذا الاختبار بما لها من سلطان على النفوس، هذا السلطان الذي اعتمد عليه إبليس اعتمادًا كليًّا في إغواء بني آدم، ويبدو أن هذا الأمر كان معروفًا لدى إبليس قبل إخراجه من الجنة وقبل هبوطه مع آدم إلى الأرض.


﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾[7].


﴿ لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ إنها مكان اللقاء الجديد.. بعد أن أخرجوا من الجنة، ﴿ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ .. فالزينة هي طريق الغواية.


"وبذلك حدد إبليس ساحة المعركة، إنها الأرض.. وحدد عدته فيها، إنه التزيين، تزيين القبيح وتجميله، والإغراء بزينته المصطنعة على ارتكابه وهكذا لا يجترح الإنسان الشر إلا وعليه من الشيطان مسحة تزينه وتجمله وتظهره في غير حقيقته وردائه...[8]".


وعمل الشيطان يتناول الجانب السلوكي للإنسان، فهو يزين العمل السيء ويلبسه لباس الحسن والجمال.. والعمل المزيَّن هو من صنع الإنسان نفسه.. إنه أسلوب واحد.. وطريقة واحدة.. للغواية.


﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾[9].


﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾[10].


﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[11].


إن الشيطان يمارس عمله الذي توعَّد به بني آدم.


والتزيين - هنا - من باب الخداع والتمويه الذي هو صنعة الشيطان، وهناك عوامل أخرى ساهمت في انجاز مهمته:
منها: غرور الإنسان وإعجابه بنفسه وكل ما يصدر عنه... ولذا يجد الشيطان من هذا الباب مدخلاً، والولوج منه سهل ميسور.


ومنها: أن العيون لا تكون في الظلام قادرة على تبين الأشياء، والذي لم يهتد بهدي الله.. هو في الظلام، ولهذا لن يكون في رؤيته نفاذ إلى حقائق الأشياء، بل ستكون من خلف غشاوة الضلال التي سيطرت على عقله فأصبح يرى الأمور من خلالها.


وبهذه العوامل المساعدة تتم عملية التزييف تحت ستار من الزينة الخادعة. ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾[12].

وإذا كانت الزينة وسيلة اختبار، وكانت هي الباب الذي يلج منه الشيطان فذلك دليل على رصيدها الكبير في التأثير على النفوس.

[1] سورة الملك. الآيتان 1و 2.

[2] سورة الأنبياء. الآية 35.

[3] سورة الكهف. الآية 7.

[4] سورة طه. الآية 131.

[5] الظلال، في تفسير الآية 35 من سورة الأنبياء.

[6] الظلال، في تفسير الآية 131 من سورة طه.

[7] سورة الحجر [32 - 40].

[8] في ظلال القرآن.

[9] سورة العنكبوت [38].

[10] سورة النمل [24].

[11] سورة النحل [63].

[12] سورة الجاثية [23].


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-09-2013, 02:02 AM
الصورة الرمزية أحـمد قرنى
أحـمد قرنى أحـمد قرنى غير متواجد حالياً
معلم حاسب آلى
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 2,459
معدل تقييم المستوى: 17
أحـمد قرنى has a spectacular aura about
افتراضي

جزاكم الله خيراً
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:27 PM.