|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حب الذات الإلهية ونصرة خير البرية
حب الذات الإلهية ونصرة خير البرية تمهيد: قال الله -تعالى-: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]. وعن أنسٍ - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون اللهُ ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكرَهَ أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذَف في النار))؛ متفق عليه. فالحب غريزة فطرية أودعها الله في قلب كلِّ كائن حي، إن الله - سبحانه وتعالى - فضَّل الإنسان على سائر المخلوقات الحية، بأن هيَّأ هذه النفس البشرية بالاستعداد الفطري له؛ فالحب يتمحور في حب المرء لوالديه وأبنائه وزوجه، وأيضًا حب المسلم لأخيه المسلم؛ إذًا هنا ينبلج لنا محوران، هما: * أن الحب مستودعه ومكانه القلب. * غايته هي الوصول إلى الله، فمِن هذه الغاية يتضح لنا أن الحبَّ في اثنين لا ثالث لهما: 1- حب الله ورسوله. 2- حبٌّ في الله، والذي سيندرج تحت كل الأقوال والأفعال التي تقودنا إلى طاعة الله ورسوله، ومنها: حب الوالدين: قال اللهُ - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. من واجبات كل امرئٍ يتحلى بالإيمان بالله ورسوله: أن يحسن التعامل مع والديه، ويحسن التأدب معهما، ومعاونتهم ماديًّا ومعنويًّا، وأن يرأَفَ بهما ويرحمها، وألا يُسمعهما إلا القول اللَّين، والثناء عليهما، وأن يطيبَ الكلام معهما. حب الأبناء: قال الله -تعالى-: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46]. هم زهرة وزينة الحياة الدنيا، وقد أوجب لنا دينُنا الحنيف حسنَ تربيتهم التربية الصحيحة المستوحاة من هدي النبوة، وغرس روح الإيمان بالله وبرسوله في نفوسهم، وحثهم على سائر العبادات والصلاة؛ قال الله -تعالى-: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، والمودة والإحسان إليهم، وتزكيتهم على حب الله ورسوله؛ كيلا يكونوا فتنةً علينا؛ قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 15]. حب الزوج: أوجب الله على النساء طاعةَ الزوج في غير معصية لله، كما جاء به خير البرية، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحد، لأمَرْتُ المرأة أن تسجد لزوجها))؛ رواه الترمذي، فلا بد من تهيئة المناخ الأسري له، والصبر عليه، والعفو والصفح عنه؛ ابتغاءَ وجه الله الكريم. حب المسلم لأخيه المسلم: تجسيدًا لقول رسولنا الأمين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((سبعة يُظلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلقٌ بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني خاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه))؛ متفق عليه. لقد منَّ الله - سبحانه وتعالى - علينا نحن بني البشر بنعمة عظيمة؛ يجب علينا أن نصونها ونحافظ عليها، ألا وهي رابط الأخوة التي تتشعب في أخوة النسب، أخوة الدين، وكثير من روابط الأخوة في الله، هؤلاء جميعًا إخوان في الله، فيجب علينا أن نتحابَّ في الله؛ نجتمع عليه، ونفترق عليه. مِن هذه المراحل المتعددة في الحب نستخلص المعنى المتأصل في نفوس المؤمنين، المعنى الحقيقي غير المجاز، إلى أسمى وأنبل غاية هي حب الله ورسوله، حب الله واجب على كل فرد أن يلتجئ إلى الله بكل أقواله وأفعاله إلى الله موجهًا كل حركات وسكنات نفسه طاعة لله راجيًا ابتغاء وجه الكريم. بواعث ومواطن حب الله: أولاً: التصديق والإيمان بأركان الإيمان، وهي الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر؛ خيرِه وشرِّه. ثم الانقياد والتطبيق لأركان الإسلام؛ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت))؛ متفق عليه. وطاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والعمل الصالح الذي يقربنا زلفى إلى الله - سبحانه وتعالى - وحب ونصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - قال في كتاب دلائل النبوة للبيهقي: قد وضع الله رسولَه من دينه وفرضه وكتابه الموضع الذي أبان - جل ثناؤه - أن جعله علَمًا لدِينه بما افترض من طاعته، وحرَّم من معصيته، وأبان من فضيلته بما قرن بالإيمان برسوله مع الإيمان به؛ قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [النور: 62]، فجعل كمال ابتداء الإيمان الذي ما سواه تبعٌ له الإيمانَ بالله، ثم رسوله. فلا بد لنا نحن أمة الإسلام أن نجعل حب ونصرة رسول الله أولى الغايات وأنبل الأهداف في حياتنا؛ قال الله -تعالى-: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21]. حبُّه -صلى الله عليه وسلم- بالاقتداء بهديه، واتباع سنته، وألا يكون حبُّه قولاً باللسان فقط، بل فعلاً وإحسانًا؛ عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمِنُ أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))؛ أخرجه البخاري. ثم لا بد أن تلهَج الألسنُ بالصلاة عليه؛ قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. وألا نكون شحيحي النفس؛ امتثالاً لقول قائد الغر المحجلين -صلى الله عليه وسلم- عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((البخيل من ذُكِرت عنده، فلم يُصلِّ عليَّ))؛ رواه الترمذي. والدفاع عن رسول الله ونصرته؛ قال الله -تعالى-: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40]. نصرتُه بكل ما نملِكُ من معينات النصرة، والدفاع عن كل الإساءات التي يخوضها أعداء الدين كل فينة وأخرى، يحاولون أن يستبيحوا بيضة الإسلام، فلا بد لنا عباد الله أن نهُبَّ جميعًا لنصرته؛ لأن الإساءة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرمة من المحرمات، ونصرته تكون لنا شيبًا وشبابًا، رجالاً ونساءً، وهذه بعضٌ من معينات نصرة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: 1- الاعتصام بسنته، والاقتداء بهديه، وغرس روح محبته في النفوس. 2- الإكثار من تزويد أنفسنا بسيرته العطرة، وجعلها ديدنًا لنا في حياتنا، وسنة نقتدي بها في كل جوارحنا. 3- نشر سيرته الخالدة "مولده، نشأته، معجزات نبوته، غزواته، زوجاته، هجراته، موته" إلى كل العالم الإسلامي؛ الذي يضم بكل تأكيد عشرات الملايين في دول العالم الإسلامي الذي يمتد من إندونيسيا في شرق آسيا شرقًا إلى السنغال في غرب إفريقيا غربًا، ومن كازاخستان في شمال آسيا إلى تنزانيا وسط إفريقيا جنوبًا. 4- حث المسلمين في وطننا العربي كي يجنحوا إلى ترجمة هذه السيرة العطرة إلى كل لغات العالم؛ علَّه يهتدي بها قادة الضلالة إلى الحق الرشيد؛ تصديقًا لقول رسولنا الهادي: ((لأنْ يهدي اللهُ بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النَّعم))؛ رواه مسلم. 5- مقابلة كل الإساءات التي ترد على رسول الله بكل وسائل الاحتجاجات السلمية، وردود الأفعال ضدها، وَفْق قِيم الإسلام، وتعاليم الإسلام السمحة، عسى أن ينجذب مروجو الإساءة إلى اعتناق الدين الحنيف؛ كما فعل (أرنود فاندور)، الذي أسهم في إنتاج الفيلم المسيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر في صحيفة عكاظ بتاريخ 11/6/1434هجرية العدد 4326 أنه بعد أن شاهد ردود الأفعال ضد إنتاج الفيلم بدأ يبحث عن حقيقة الإسلام، وسرِّ حب المسلمين لدينهم ورسولهم الكريم. نصرته تكون بمنع الإساءة التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، والمواقع الأخرى، كما ذكرها دكتور خالد عبدالرحمن الشايع في حديثه لقناة المجد: كيف تسهم في منع الإساءة إلى رسولنا الكريم؟ ذلك باتباع الخطوات الآتية على حسابك أو على رابط الصفحة بالآتي: • يدخل إلى الصفحة التي تخالف الدين والشرع. • إبلاغ عن إغلاق الصفحة. • ذكر سبب الإبلاغ عن الإغلاق. • تصلك رسالة تفيد استلام البلاغ، وسوف تكون - بإذن الله - ساهمت في نصرة خير البرية. ختامًا هيا عباد الله، العمر يمر، والأيام تنقضي، فلا يبقى إلا العمل الصالح، فهيا نعطر أرواحنا، ونسمو بأنفسنا إلى غايات الحق المنشود في حب الله ورسوله؛ حتى يكون لنا زاد نرتحل به إلى عالم الخلود، وأن يمن الله علينا بأن نكون مع صاحب اللواء المعقود والمقام المحمود؛ بأن نحظى بشفاعته، وأن نشرب من الحوض المورود، والولوج زمرًا معه إلى جنات الخلود، وصلى الله على محمد، وعلى آل بيته الطاهرين، وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|