اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2013, 12:39 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New منهج النبى (صلى الله عليه وسلم) فى بناء الأمة


[SIZE=5][COLOR=DarkRed]جاهد النبي ‏(‏صلى الله عليه وسلم‏)‏ منذ بعثه الله تعالى لهداية البشرية ونشر دعوة الإسلام، وإقامة دولة الإسلام على أسس العدالة والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد‏;‏ فبعد أن انتقل إلى المدينة لم تكن عملية بناء الدولة أمرًا سهلًا أو ميسورًا, فقد واجه عديدًا من المشكلات والعقبات التي لو صادفها غيره لأحبط ولقلت عزيمته; وفي هذا المناخ اهتدى الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى عناصر بناء الدولة في وقت مبكر من عمر الإنسانية, حيث أتى العام الأول من الهجرة وقد هداه الله إلى ضرورة تحديد إقليم الدولة التي يمارس فيه اختصاصه, وإقامة سلطة تحكم هذا الإقليم وإن ركزها فيه في بداية الأمر، لأن الدولة الجديدة تحتاج إلى تركيز السلطة وإقامة كيان مركزي يحكمه ويحدد أسسه. والصعوبة البالغة التي صادفته هي تلك المتصلة ببناء عنصر الشعب; لأن إقامة شعب موحد هو أساس قيام أي دولة وهو ما واجهه الرسول (صلي الله عليه وسلم) بقوة وعزيمة، ومن هنا كانت أهمية وضع الوثيقة النبوية الأولى لبناء الدولة, وهو ما عرف تاريخيا باسم الصحيفة التي حددت عناصر الدولة ووضعت أسسا ذكية لتوثيق العلاقات بين سكان المدينة، وهكذا نجد أنفسنا أمام لجنة تأسيسية هي كل بطون المدينة والمهاجرين إليها فضلاً عن قائدها ونبيها, تضع عقدًا اجتماعيًا ترسي فيه مبادئ دستورية, توضح أساس التعامل بين مختلف فئات المجتمع, وبينهم وبين الجماعات المجاورة لهم, إننا أمام عقد حقيقي. والواقع أن ما تضمنته وثيقة المدينة من مبادئ, إنما كانت بمثابة الخطوط الأساسية التي سارت عليها الدولة بزعامة رسولها (صلي الله عليه وسلم), لذا فشأنها شأن المبادئ الدستورية تضع الكليات وتترك المجال لأدوات وتشريعات أخرى لكي تضع التفاصيل, تلك التفاصيل التي أولاها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنايته طوال حياته, لذا فإن العديد من الأعمال والوثائق اللاحقة من القرآن الكريم والسنة القولية أو الفعلية أو التفسيرية قد تكفلت بوضع هذه التفاصيل وأوضحت المعني الحقيقي للمبادئ التي وردت بالوثيقة, لاسيما وأن الوحي لم يكن قد اكتمل بعد وقت كتابة الوثيقة, بل ظل ينزل على الرسول حتى وفاته, أي استمر قرابة عقد من الزمن بعد كتابة هذه الوثيقة, ولا شك أن الوحي قد تضمن أحكامًا جديدة، وعلم الرسول والمسلمين العديد من الأمور, وحسم لهم الكثير من المشكلات التي واجهتهم في المدينة. ومع ذلك فإن قوة الدولة وضعفها, وتقدمها وتأخرها, إنما تعتمد على عناصر أخرى, أهمها مدى تفوق السكان, والكم ليس هو العنصر الحاسم في هذا الصدد, بل الكيف هو الأهم, وقد كشفت تجربة الإسلام عن أهمية الكيف هذه, إذ غلبت قلة من الأفراد المتميزين في أخوتهم وعقيدتهم, كثرة ساحقة ذات حضارات أقدم وتجارب أوسع, وولجت هذه القلة أسباب التقدم العلمي والاقتصادي والثقافي باتحادهم وتعاونهم، من هنا فإذا كان يكفي لوجود الدولة أن توجد جماعة بشرية كافية فإن الدول تعطي أهمية كبيرة لضرورة وجود قدر من الانسجام والتجانس في هذه الجماعة, أي أن تكون أمة. والأمة تعني اصطلاحًا جمع من الناس يرتبطون بروابط مشتركة من وحدة ال*** والدين واللغة والعادات، مما لا شك فيه أن الدولة التي تقوم على أمة واحدة هي أفضل من الدولة التي تحتوي أكثر من أمة, كما أنه من الواجب أن تضم الأمة الواحدة دولة واحدة, لا أن نوزع الأمة الواحدة على أكثر من دولة. وهكذا شهدت أرض يثرب عملية بناء ضخم, فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يبحث عن إقليم الدولة, الإقليم الذي يأوي إليه؛ لكي يتمكن من نشر دعوة الإسلام, وبناء الأمة الإسلامية, وإظهار كلمة الله في الأرض, وجد الرسول ضالته في المدينة بعد أن استحالت إقامته وإمكان نشر دعوته بمكة المكرمة, لذا اهتم بأمر هذا الإقليم, فحدده وجعله حرمًا آمنًا لمن يأوي إليه, كما أقامه أهل يثرب سلطانًا دنيويًا إلى جانب كونه الزعيم الديني والنبي المرسل لهم, ومن ثم تولي شؤون دينهم ودنياهم في هذا الوادي الجديد، وإذا تتبعنا حياة الرسول في المدينة نجده قد اهتم بالنسبة للعوامل الدينية بالمآخاة بين المهاجرين والأنصار, ووضع الوثيقة التي نتحدث عنها وهي وثيقة دستور المدينة, وبناء المسجد الذي اعتبر وحدة دينية واجتماعية وسياسية في نفس الوقت, وفرض الآذان وصلاة الجماعة، من هنا كانت الأهمية الفائقة لهذه الوثيقة, إذ بدأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) أعمال التنظيم والتشريع بها, فقد تضمنت وضع اللبنات الأساسية لبناء المجتمع الإسلامي, ولتحديد علاقة المسلمين بغيرهم ممن يعيشون معهم في المدينة, ثم علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى, أو الجماعات الأخرى الموجودة خارج المدينة، وهكذا كانت المشكلة صعبة أمام الرسول (صلى الله عليه وسلم) فليس الأمر يتصل بجماعات متنافرة لم تتعود على الخضوع لسلطة أو الالتفاف حول شخص بحسب, بل إن الأمر يتصل بعناصر غير متجانسة وبقوم غير قومه, ومنهم يهود ووثنيون, ومنهم أيضًا المسلمون المهاجرون من مكة, ومن الأنصار أهل المدينة. وإذا كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد قام بعملية من أهم العمليات التي جرت في العالم, وهي عملية المؤاخاة والتكافل الاجتماعي بين المهاجرين والأنصار, وجعلهم أمة واحدة من دون الناس, فإنه قد أسس للسلام الاجتماعي بكتابة هذه الوثيقة التي وضحت الحقوق والواجبات المتبادلة بينهم من ناحية, وطبيعة العلاقة بينهم وبين العناصر الأخرى التي يتشكل منها شعب المدينة من ناحية أخرى، كان هذا الإخاء عملية فريدة في التاريخ الإنساني كله, والعجيب أنها تمت بشكل قانوني, لقد دعا الرسول أصحابه من المهاجرين والأنصار, وأخذ يؤاخي بينهم كل باسمه, ولم يستثن نفسه من القاعدة فآخى بينه وبين علي ابن أبي طالب, وأصبح هذا العمل بالشكل التعاقدي، ومن إنجازاته (صلى الله عليه وسلم): إحداث التصالح بين قبيلتي الأوس والخزرج تحت لواء العقيدة الجديدة, وموادعة اليهود وعمل على ترغيبهم على الدخول في الدين الجديد, باعتبار أنهم أصحاب كتاب, وأنه خاتم المرسلين والأنبياء, ويبدو أنهم كانوا يتطلعون إلى مبعث نبي جديد في هذه الفترة، كانت العلاقة بينهم وبينه في هذه الفترة في أزهى صورها، وجلسوا إليه في فناء منزل (دمنة بن الحارث) في ظلال النخيل وهو يقرأ عليهم الصحيفة. لا شك أن الوثيقة تعد نقطة بدء في عملية مهمة, تعد من أهم أحداث التاريخ; لأنها عملية بناء للرجال, وهي أشد أعمال البناء علي الإطلاق. لقد تعب الفلاسفة والحكماء وهم يتصورون مجتمعًا مثاليًا يقوم على التآلف والتآخي بين أفراده فما نجحوا سوي في الكتابة والتصور, أما بناء أمة متجانسة قوية, وتأسيس جماعة بهذه الروح التي عجب منها كافة من تصدى للكتابة في التاريخ الإسلامي, فهو أمر خص الله سبحانه وتعالي به نبيه (صلى الله عليه وسلم). لذا غير (صلى الله عليه وسلم) الرابطة القبلية, وأبدلها برابطة جديدة, قوامها المساواة بين الناس كل الناس, وعدم التمييز بينهم، بسبب ال*** أو اللون, أو الدين وجعلها أساسًا في الدولة الجديدة. بعبارة أخرى: لم يعتبر الإسلام في تكوين الدولة الجديدة, ال***ية, أو العنصرية ولا حتى التوطن في بلد معين, وإنما وحد بين الجميع بالفكرة أو العقيدة التي يعتنقها الكل عن رضا وإيمان. ولقد تمت هذه المهمة الضخمة بالنجاح, ولما انتقل محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى جوار ربه, كانت السكينة ترفرف علي أكبر جزء من شبه الجزيرة العربية بصورة لم تكن القبائل العربية تعرفها من قبل, مع شدة تعلقها بالتدمير وأخذها بالثأر, وكان الدين الإسلامي هو الذي مهد السبيل لهذا الائتلاف، فهلا تعلمنا الإخاء والتكافل والرحمة والرفق والذكاء الاجتماعي والتخطيط الاستراتيجي من رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، خصوصًا في هذا الوقت المهم والمحوري من تاريخ أمتنا.
__________________

آخر تعديل بواسطة عمر ابو قطرة ، 26-06-2013 الساعة 12:09 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-06-2013, 12:08 AM
الصورة الرمزية عمر ابو قطرة
عمر ابو قطرة عمر ابو قطرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 39
المشاركات: 1,204
معدل تقييم المستوى: 17
عمر ابو قطرة is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:45 AM.