#1
|
|||
|
|||
اللامدرسية
هل تموت المدرسة ؟ في الوقت الذي يودّع فيه القرن العشرون الميلادي دنيا الوجود، يعكف كل أهل تخصص وفن على مراجعة إنجازاتهم، وأغرب ما مرّ بهم خلال هذا القرن غير العادي، ومن ضمن العاكفين على المراجعة أهل التربية والتعليم.وبالتأكيد فإن معشر التربويين يجمعون على أن من أغرب ما واجهوه خلال القرن العشرين، هو ظهور نفر من المفكرين، ادعوا على قلب الجسد التربوي.. المدرسة! والأغرب أن المدّعين لم يطالبوا باستصلاح هذا المتهم ـ المدرسة ـ أو تعديل سلوكه، أو الحد من سيئاته، بل كان الحكم الذي طالبوا به هو.. الإعدام!ولنا أن نتصور عالماً ودنيا بلا مدارس!النقمة على المؤسسات:رغم أن هناك إرهاصات للاتجاه اللامدرسي في كتابات المفكر الشهير جان جاك روسو (1712 ـ 1778م)، الذي رأى أن المدرسة والتعليم النظامي يفسدان الطبيعة الخيرة للطفل، وما تلا هذه الفكرة من أفكار فروبل وبستالوتزي وديوي الذين أكدوا على مبدأ تعليم الأطفال ما يرغبون فيه دون تقييد، إلا أن الهجوم العنيف على المدرسة في صورته المتطرّفة المطالبة بالإلغاء والإعدام تماماً قد كان في النصف الثاني من القرن العشرين على يد «إيفان إيلتش» ورفاقه.وكان نقد إيلتش للمدرسة ينطلق من إطار عام للنقد موجه أصلاً نحو الاتجاه المؤسسي في المجتمع الغربي، فإيلتش يؤكد أن المناخ المؤسسي يسحق الحرية الفردية ويبتلع شخصية المواطن لأسباب، من أهمها أن هذه المؤسسات قيدت حركة الناس بالبيروقراطية والمركزية والهرمية، ومن ثم فقد تحكمت في حياة الناس، والأدهى أن هذه المؤسسات التي أنشأها الناس لخدمتهم أصبحت في يد قلّة منهم، وعليه فلم تعد هذه المؤسسات خدميّة للجميع بل اقتصرت منفعتها على هذه القلّة.وفي حين أصبح هذا هو حال المؤسسات، فقد تزايد اعتماد الناس عليها بتزايد استهلاك الناس لما تنتجه، وبالتالي تحديد الفقر بأنه قلة استهلاك ما تنتجه هذه المؤسسات أو ما يوفره المجتمع من خدمات.واستمر نقد إيلتش ومن سار في دربه للمؤسسات حتى تولدت لديهم فكرة مفادها: «أن أفضل طريقة لإعادة بناء الحياة هي تقويض كل المؤسسات وجعل حياة الناس حرة!».كل هذا وكأن الأمور لا تعني شيئاً بالنسبة للتربويين، إلا أن القذيفة الأولى التي وجهها أصحاب هذا الاتجاه النقدي إلى ساحة التربية والتعليم تمثلت في فكرة أخرى تولدت عن الفكرة السابقة ومفادها: «أن المدرسة أخطر مؤسسة في المجتمع!!».قذائف في ساحة المدرسة:أطلق إيلتش ورفاقه سيلاً من الانتقادات الموجهة نحو المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية، وكان من أهم ملامح هذا النقد، أن المدرسة عندما تحدد سناً أدنى لدخولها إنما تمارس نوعاً من التفرقة لصالح الأطفال ضد الراشدين، وتتيح فقط لهؤلاء الصغار الاستفادة من الإنفاق الضخم المخصص للتعليم، كما أن الناس تتعلم خارج المدرسة أكثر مما تتعلمه داخلها، أي أن التعليم ليس نتيجة التدريس، بل إن المدرسين هم الذين يعطلون التعلم الطبيعي لدى التلاميذ نتيجة لعملهم الروتيني النمطي، والمدرسة بهذه الصفة تحكمت في عملية التنشئة الاجتماعية، وعملت على تنميط السلوك وتوحيد الاستجابات في تجاهل فاضح للفروق الفردية الطبيعية بين بني البشر، أما المعرفة في هذه المدارس فقد تحولت إلى سلعة معلبة معدة للاستهلاك، مما يجعل المدرسة غير قادرة على تخريج مفكر مبدع مبتكر، لأن المدرسة وهذه حالها أشبه ما تكون بمعقل لتدريب الطلاب على الانضباط والانقياد والتراتب الاجتماعي، أما المدرس في المدرسة فليس سوى سجّان وواعظ ومعالج يهيمن ويسيطر على تكوين شخصية التلميذ. ولم ينس إيلتش أن يذكّر بما تذخر به المدرسة من مواعيد وأنظمة وقوانين ولوائح.. من أمور رأى أنها تمارس فيها سلطة على التلميذ وتعيق حريته إن لم تئدها.وهاجم إيلتش بشدة المنهج المقرر في المدرسة، فهو في رأيه ليس كل ما ينبغي أن يتعلمه الطالب، بل إن هذا المنهج المقرر لا يعدو كونه مجموعة رزم من المعارف الجامدة، ولكي يتدرج الطالب في السلم التعليمي لابد له أن يثبت عن طريق الامتحان أنه قد التهم هذه الرزم بنفس الترتيب الذي وضعت به.وإلى جانب هذا المنهج المقرر يسلط إيلتش الضوء على منهج آخر يعمل خفياً في الظلام يساند المنهج المقرر، وهو ما يسمى أحياناً بالمنهج الخفي، يضم كماً كبيراً من القيم والمفاهيم والمعارف والاتجاهات التي تبث في الطلاب بطريقة غير مباشرة، وأخطر ما يبثه هذا المنهج، حسب رأي إيلتش، رسائل خفية تربط قيمة الإنسان بالتمدرس، بمعنى أنه من خلال المدرسة يصبح الإنسان ذا قيمة، وتتعاظم قيمة الإنسان بفترة بقائه في المدرسة والشهادات المدرسية التي ينالها وهكذا.. وينبه إيلتش إلى أنه مع تزايد الاهتمام بالشهادات المدرسية، ضاع كثير من العلوم والمهارات والأفكار وفرص الابتكار والإبداع، ووصل الإنسان إلى حالة شنيعة من الاغتراب المعرفي..وبالتقاء سيل انتقادات إيلتش وأصحاب هذا الاتجاه اللامدرسي بسيل النقاد السابقين للنظام التعليمي القائم في الغرب آنذاك ممن عرفوا بالماركسيين الجدد أو الفيبريين الجدد أمثال (بيير بورديو) و (باسرون) و (بولز) و (جينتس) و (كارنوي) و (باولو فليريري)، بالتقاء هذين السيلين تكون سيل جارف يتمثل في فكرة واحدة شديدة التطرف تؤكد على أنه «بالتخلص من المدرسة نتخلص من كل قيودها على العملية التعليمية!».إيفان إيلتش يتبنى اللامدرسية:ونحن نوغل في فلسفة هذا الاتجاه اللامدرسي، لنتمهل قليلاً ونتعرف على رائد هذا الاتجاه المتطرف الغريب، قبل أن نتعرف على البديل الذي قدمه عوضاً عن المدرسة.فإيفان إيلتش Ivan Illich يعتبر بحق أشهر رواد الاتجاه اللامدرسي في صورته المتطرفة التي تنادي بنفي المدرسة من الوجود، ليكون المجتمع كله هو المدرسة الكبرى للجميع، إلا أن هناك عدداً آخر من السائرين في نفس الاتجاه مهدوا له وساندوه، ومنهم «نيل» و «ب. جودمان» و «أ. ريمر» و «ج.دينسون» و «ج.هولت» و «و.جلسر».وقد ولد إيفان إيلتش عام 1926م في روما، ودرس فيها الفلسفة واللاهوت في الجامعة الجريجورية، ثم توجه إلى سالزبورج وحصل فيها على الدكتوراه في التاريخ، وفي عام 1951م توجه إلى أمريكا وعمل قساً في نيويورك في منطقة تعج بمواطنين ايرلنديين وبورتريكيين فقراء، وقد كانت هذه الفترة أكثر المراحل تأثيراً في فكره، ثم توجه إلى بورتريكو وعمل مساعداً للجامعة الكاثوليكية ما بين 1956ـ1960م، وكان نشطاً للغاية فأنشأ مركزاً كبيراً لتدريب القساوسة الأمريكيين.وساهم إيلتش بعد ذلك في تأسيس «مركز توثيق العلاقات المتداخلة» في كيرناكافا بالمكسيك، ورغم دراسته المتعمقة للاهوت و اشتغاله بالعمل الكنسي إلا أنه أصاب الكنيسة الكاثوليكية بالكثير من سهام نقده، منتمياً لما عرف باليسار الديني أو لاهوت التحرير.وبداية نقده للمدارس كانت في مهاجمته لفكرة التعليم الإلزامي، وشاركه في دعوته الجديدة ايفرت ريمر، لكن هذا الأخير يهاجم المدرسة ككل وليس فكرة الإلزام في التعليم فقط.وقد بدأ تأثير ريمر منذ عام 1958م، حيث أصدر ريمر كتابه «موت المدرسة» ، الذي جعل إيلتش يراجع أفكاره التي كانت لا تشكك في جدوى فكرة التعليم الإلزامي، ثم يتحول إلى النقيض تماماً!وكان إيلتش منذ عام 1967م يلتقي مع ريمر في مركز توثيق الثقافات المتداخلة، وكانت تشترك في الحوار مع كليهما فالنتين بوريمان مديرة المركز التي ظلت تحث إيلتش على اختبار أفكاره في ضوء ظروف أمريكا اللاتينية وأفريقيا.بعد ذلك بلور إيلتش أفكاره في كتابه الذي أسماه «مجتمع بلا مدارس» وهذا الكتاب يشمل الدراسات التي ناقشها مع ريمر في مركز كيرناكافا عام 1970م، وفي فصله الأخير عرض تأملاته الخاصة بعد مناقشاته مع ايريك فروم.البديل عن المدرسة:إذا كان حريّاً بصاحب أي اتجاه نقدي أن يقدّم صورة بديلة للحال موضع النقد، فإن إيفان إيلتش لم يغفل عن هذا الأمر، فقدم صورة بديلة للمدرسة، قد تجد من ينظر إليها خصوصاً في عصرنا اليوم عصر ثورة المعلومات وثورة الاتصالات متمثلاً في أبرز مظهر لهاتين الثورتين وهو شبكة المعلومات العالمية أو ما عرف بالإنترنت.وقد سمى إيلتش مشروعه البديل بـ «شبكات التعليم»، وهي شبكات تدخل التقنية في تكوينها، تمثل وسائط يتعلم الناس من خلالها، وهذه الشبكات لا تحدد عمراً أدنى لمن يريد دخولها، وتتيح للمتعلم أن يختار نوع التعليم الذي يرغبه، وبالتالي سيحصل على أقران يلائمونه من حيث الميول والاتجاهات والرغبات، كما أن هذه الشبكات تتيح في نفس الوقت لمن يملك معرفة أو مهارة، أن يوصلها ويعلمها لمن يرغب فيها، كل هذا ولا أحد يفرض على المعلم ولا على المتعلم منهجاً بعينه أو وقتاً معيناً أو عمراً محدداً.. وبذلك يصبح التعليم خدمة متاحة للجميع في أي وقت كالهاتف أو التلفزيون على سبيل المثال.ولتوضيح الصورة أكثر يحدد إيلتش أربعة اتجاهات تصف معالم شبكات التعليم هي:1- عالم الأشياء كمصدر للمعلومات: فالأشياء من حول الإنسان هي المصادر الأساسية للتعلم، فلا ينبغي أن تحول مؤسسة كالمدرسة بين الإنسان وبين الأشياء من حوله، وتحدد مقدار وطريقة تعلمه عن طريق الحواجز التي تقيمها، وعلى هذا فنوعية البيئة وعلاقة الإنسان بها هما اللذان يحددان القدر الذي يتعلمه الإنسان منها، وهذا يتم بشرطين، أولهما: أن تكون البيئة الطبيعية في متناول الجميع وثانيهما: أن تكون هذه البيئة (الأشياء) غير مربوطة بمنهج دراسي معين بمعنى أن تكون في خدمة التعليم الذاتي.2 - تبادل الخبرات: فلا تقتصر مهمة التعليم على أولئك الذين يحملون مؤهلاً في التعليم ويسمون مدرسين أو معلمين، بل إن الاستفادة من هذه الشبكات ستكون مباشرة من أصحاب الخبرات ممن لا يعملون في مجال التدريس، وهذا يتأتى من خلال إنشاء بنك لتبادل الخبرات يتمثل في مراكز حرة لتبادل هذه الخبرات تعطي الفرصة فيها لذوي الخبرات والمهارات الجيدة لتعليم غيرهم داخل هذه المراكز نظير أجر، مع ضمانات قانونية تسمح بالتمييز على أساس المهارات المختبرة، وتراقب سوء استغلال الاختبارات لتأهيل من لا يصلح.3- تلاؤم الأقران: فإذا كانت المدارس تجمع عدداً من التلاميذ ذوي ميول واتجاهات ورغبات مختلفة في فصل واحد، وتفرض عليهم منهجاً واحداً، فإن التعليم اللامدرسي يسمح لكل فرد أن يحدد النشاط الذي يبحث فيه عن قرين يلائمه، ويتم تلاؤم الأقران من خلال شبكة للاتصالات سماها إيلتش «شبكة تلاؤم الأقران»، ومن خلالها يقوم المتعلم بتعريف نفسه عن طريق ذكر اسمه وعنوانه ووصف النشاط الذي يحتاج فيه إلى أقران، وسيرسل له الكمبيوتر أسماء وعناوين جميع أولئك الذين يشاركونه الاهتمام نفسه.4- المعلمون المحترفون: وهم معلمون غير أولئك المدرسين المألوفين في المدارس والذين يتخذون التدريس مهنة في حد ذاتها، بل هم معلمون من طراز خاص لديهم استعداد لإفادة الآخرين مباشرة، بما يملكون من نماذج الخبرة التي يمتلكونها في مجالهم، وهكذا مع اختفاء مدرسي المدارس العادية، تنشأ ظروف تحتم ظهور هؤلاء المعلمين ذوي النوعية الخاصة. وسيحتاج إنشاء شبكات التعليم بعض المصممين الإداريين، لكنهم أيضاً ليسوا من نوعية أولئك الذين يعملون في إدارة المدارس، والذين جل همهم انضابط الطلبة والعلاقات العامة، وتعيين المدرسين ومراقبتهم، كذلك لن يكون هنالك إعداد منهج أو طباعة وتوزيع كتب مدرسية وصيانة مرافق ومنافسات رياضية وتحضير دروس وضغط سجلات...إلخ.مهلاً إيلتشلم يكن إيفان إيلتش ليطرح أفكاره اللامدرسية في فراغ أو على آذان فيها وقر، بل وجد من يسمعه ما بين مؤيدين وهم القلة، وساخرين وهم الكثرة، ونقاد وهم الذين واجهوا نقده للمدارس وللمؤسسات عموماً، بنقد أكثر موضوعية وتعقلاً، وكان الخطاب النقدي الموجه إلى إيلتش واتجاهه اللامدرسي يخاطبه بمنطق العقل إذ جاء يقول:مهلاً إيلتش! فأنت تجرنا بدعوى إلغاء المؤسسات إلى فوضى عارمة لم يشهدها البشر منذ فجر التاريخ، وتذكرنا بأفكار كربوتكين التي تنادي بمجتمع بلا حكومة ونشاط إنساني بلا مؤسسات، إنك ـ يا إيلتش ـ بهذا تتجاهل عملية التنظيم التي لا يقدر عليها بحال من الأحوال الأفراد لوحدهم، وإذا كنت ولابد ناقماً فلا تكن نقمتك على المؤسسات في ذاتها، ولكن انقم على الأسلوب والطريقة التي تدار وتستغل بها سائر المؤسسات في المجتمع، والمدرسة ـ يا إيلتش ـ ليست أخطر مؤسسة في المجتمع، فهناك مؤسسات أخرى هي المسؤولة عن التأثير المباشر في حياة الناس، وأهمها المؤسسات الاقتصادية فكان الأجدى أن تبدأ بها، والمدرسة ـ يا إيلتش ـ أمثل مكان لتعلم المهارات الأساسية اللازمة للناشئين جميعهم، مهما كانت ميولهم كالقراءة والكتابة والحساب، وهي المكان الوحيد الذي يمكن أن يحقق ديمقراطية في تعلم هذه المهارات، وأنت ـ ياإيلتش ـ عندما تقول إن المدرسة تمارس تعصباً لصالح الأطفال، تتجاهل أن الطفولة أهم مرحلة في العمر، وتتناسى ما تثبته البحوث العلمية من أن ما يتعلمه الإنسان خلال هذه المرحلة هو أكثر ما يؤثر فيه طوال حياته، وفي أفكارك ـ يا إيلتش ـ تجاهل واضح لدور التنظيم في العملية التعليمية، فمن المستحيل الاستغناء عن التدريب المنهجي المنظم في عملية التعليم، فتعلم الحاسوب مثلاً في دورة منظمة أفضل وأسرع وأسهل من تعلمه عن طريق المحاولة والخطأ، ثم إنك ـ يا إيلتش ـ تغالي كثيراً وتبالغ في قضية الحرية الفردية، فمن أين للصغير ـ إذا تركنا له مطلق الحرية ـ أن يصل إلى الاختيارات السليمة؟ ومن أين له أن يعرف أسفل سلم المعرفة من أعلاه؟ من أين للصغير أن يعرف أن عليه أن يجيد عملية الضرب حتى يقوم بعملية القسمة. إن التدخل في التربية ذا أثر محمود وليس قمعياً أو تسلطياً دائماً، صحيح أنه ينبغي مراعاة جانب الحرية في التعليم، ولكن لتكن حرية الاختيار بين مجالات التعليم التي يهوى التلميذ أحدها، ويميل إليه، ثم ليأتي دور التنظيم ليهدي هذا التلميذ إلى طريق المعرفة ضمن المجال الذي اختاره بحرية، إنك ـ يا إيلتش ـ عندما تقدر الحرية تهمل النظام بالكلية، وتهب الطائر جناحاً واحداً وتحرمه الجناح الآخر، فالنظام والحرية جناحا طائر لا يعلو إلا بهما، وعليك أن تتذكر ـ يا إيلتش ـ والكلام عن الحرية، أن هناك طبقات فقيرة وطبقات كسولة تميل إلى حياة الخمول والدعة ذات رغبة خاصة في عدم التعلم إن ترك لها مطلق الحرية.وفيما يخص البدائل التي قدمتها عوضاً عن المدارس، ألا ترى ـ يا إيلتش ـ أن هذه البدائل صعبة التحقق خصوصاً في بلدان العالم النامي والمتخلف؟ أليست بدائلك هذه عرضة ووسيلة للهيمنة والسيطرة من قبل الدول القوية مادياً وعسكرياً على حساب المجتمعات والدول الفقيرة والنامية؟ أليست بدائلك هذه ـ وانتبه جيداً يا إيلتش ـ هي نوع من المؤسسات التي سعيت في البداية للقضاء عليها؟!!إن أفكارك ـ يا إيلتش ـ تشجع وبقوة على قيام النزعات التجهيلية، أضف إلى أن أمانيك بمجتمع لا مدرسي يلفها ويكتنفها الغموض من جميع نواحيها. ويتواصل النقد الموجه إلى الاتجاه اللامدرسي المتطرف الذي نادى به إيلتش ورايمر وسواهما، وبطبيعة الحال فإن مصدر هذا النقد ـ أو جله ـ كان من قبل المدرسين وسائر التربويين... ولا تعليق لي حول الأسباب!!ومهلاً معشر التربويينسأضع بين أيديكم ـ يامعشر التربويين ـ في البداية تساؤلات ذات علاقة بدعوى إيلتش، قلّبوها جيداً في أدمغتكم، وإذا كان ردكم عليها جميعاً بالإيجاب فواصلوا القراءة، وهذه التساؤلات من قبيل:- ألم يلق إيلتش حجراً في مستنقع الفكر الراكد حول المدرسة وجدوى العمل الذي تقوم به الآن؟- ألم يدع إيلتش ـ وقد يجد من يؤيده ـ إلى معاودة التفكير في دور المدرسة، كونها تنمط السلوك وتوحد الاستجابات مع اليقين بحقيقة وجود الفروق الفردية، كما أن المدرسة بهذا ت*** ملكة الإبداع والابتكار في أغلب الأوضاع؟- ألم تدعم ثورة المعلومات والاتصالات ـ خصوصاً الإنترنت ـ احتمال بروز شبكات التعليم التي حلم ونادى بها إيلتش.-ألم يسخر كثير من الناس يوماً من كتّاب أدب الخيال العلمي أمثال جول فيرن وهربرت ويلز وسواهما في نهاية القرن التاسع عشر عندما كتبوا عن الغواصات والطائرات والصواريخ والوصول إلى سطح القمر؟ ألم يصف الكثير من الناس هذه القصص بأنها نوع من التخريف؟!إن أجبتم ـ معشر التربويين ـ بنعم على التساؤلات السابقة، فليس أمامكم سوى خيارين:إما أن تؤكدوا بالفعل ـ لا بالقول ـ بطلان هذه الاتهامات لدوركم ودور المدرسة، بوضع أيدي الناس على نتاج هذه المؤسسة من مخرجات تتمثل في أفراد صالحين عاملين منتجين مفكرين مبدعين يحملون كل ما يحلم به المجتمع الإنساني من عادات واتجاهات وسلوكيات مرغوبة، وإما أن تتعلموا صنعة أو مهنة منذ الآن ـ ولكم بعد الظهر متسع من الوقت ـ بحيث لو امتد بكم العمر لتشهدوا يوم إعدام المدرسة، كان باستطاعتكم التحول إلى معلمين محترفين أو إداريين يقدمون خدماتهم من خلال «شبكات التعليم».المراجع:1ـ د. سعيد إسماعيل علي، فلسفات تربوية معاصرة، سلسلة عالم المعرفة (198) يونيو 1995، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.2- د. محمد عيسى فهيم، محاضرات في مادة فلسفة التربية
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
اللامدرسية (إنجليزية:Unschooling) هي شكل من أشكال التعليم يعتمد فيها التعلم على اهتمامات وميول ورغبات وأهداف المتعلم، ويشار إليها أيضا بالتعلم الفطري أو التعلم الاستكشافي أو التعلم الذاتي أو التعلم الموجه ذاتيا.
تتطابق اللامدرسية مع أشكال التعليم المنزلي الأخرى في أن النظام التعليمي للطالب ليس موجها من قبل معلمين أو مناهج دراسية، ومع ذلك فإن للطالب اللامدرسي حرية الانتفاع من المعلمين أو الإطلاع على الكتب الدراسية فهو المسئول والمتحكم التام في الطريقة التي يتعلم بها، وهو من يختار كيف وأين وماذا ولماذا يتعلم، وما يفعله والديهم يقتصر على تيسير الظروف والبيئة المحيطة بهم فهم يوفرون لهم المصادر المختلفة ويقدمون لهم النصائح إذا طلبوا منهم ذلك ويكونون في عونهم متى أرادوا. واللامدرسية بصفة عامة تبدأ مع الفضول الفطري للطفل وتتسع من هنا كامتداد لاهتماماته ورغباته الخاصة. أول من استخدم مصطلح اللامدرسية هو الكاتب الأمريكي جون هولت، الذي ألف العديد من الكتب والمطبوعات حول التعليم منها مجلة مهتمة باللامدرسية تدعى Growing Without Schooling أو تنشئة بدون مدرسة محتويات [أخف] 1 الفلسفة العامة 1.1 التعليم التقليدي 1.2 فلسفة المعرفة عند اللامدرسيون 1.3 العلاقات الاجتماعية 2 القبول بالجامعات 3 النقد الموجه لللامدرسية 4 مراكز الدعم 5 مؤيدون بارزون لللامدرسية 6 وصلات خارجية 7 مقالات إضافية [عدل]الفلسفة العامة [عدل]التعليم التقليدي اللامدرسيون بصفة عامة يؤمنون بأن حب الاستطلاع شيء غريزي وأن الأطفال يحدسون ما هو ضروري بالنسبة لهم لكي يصبحوا أفرادا راشدين. الكثير منهم يؤمن بأن المدارس العامة التقليدية تمأسس البشر وتطبق عليهم منطق المصانع "مقاس واحد يناسب الجميع" وأنها ليست جديرة باستغلال أوقات هؤلاء الأطفال لأنها تحصر مهاراتهم الادراكية في نطاق معرفي واحد وتطالبهم بتعلم موضوع محدد بأسلوب محدد وبخطوات محددة وفي وقت محدد بغض النظر عن اهتمامات الطفل وأهدافه واحتياجاته الحالية أو المستقبلية أو درايته المسبقة بالموضوع محل التعلم. الكثير من اللامدرسيين يتفقون مع جون هولت في قوله "شعور الأطفال بالقلق من كونهم في موضع الاختبار يخلف عنه رهبة من الفشل والعقاب والخزي مما يحد بشدة من قدراتهم على التصور والتذكر ويطيح بهم بعيدا عن المادة موضع التعلم ليحيل الأمر إلى مجرد خطط واستراتيجيات للتحذلق على المدرسين والسعي لإقناعهم بأنهم يعرفون ما لا يعرفونه حقا". [عدل]فلسفة المعرفة عند اللامدرسيون يؤمن اللامدرسيون بأن تعلم موضوع محدد أقل أهمية من أن يتعلم المرء "كيف يتعلم" أو على حد تعبير آليك بورن "من الممكن أن تحشو العقل بملايين الحقائق والمعلومات لكنه مع ذلك سوف يظل غير متعلم" أو بتعبير جون هولت "بما أننا لا نعلم نوعية المعرفة التي سوف تكون ملحة في المستقبل فمن الحمق تدريسها مقدما والأحرى بنا أن نبث الإيمان في نفوس محبي المعرفة بقدرتهم على تعلم ما ينبغي تعلمه في أي وقت". في الواقع، لا يؤمن معظم اللامدرسيون بأن هناك فرع محدد من المعرفة يجب على المرء أن يتخصص فيه ويكرس له حياته بأسرها. بل يؤمنون بأن الأطفال إذا أتيحت لهم الفرصة لكي ينفتحوا بقدر كافي على العالم سوف يرون بوضوح ما هو المهم بالنسبة لهم ولغيرهم. وسيصنعون لأنفسهم مسارا أفضل من الذي يمكن أن يصنعه لهم أي شخص آخر [عدل]العلاقات الاجتماعية دوافع اللامدرسيون ليست تعليمية بحتة فهناك أيضا دوافع اجتماعية، فكثير منهم يرى أن نظام الفصل العمري المتبع في المدارس والذي يقضي بعزل الفئات العمرية الغير متماثلة عن بعضها البعض، يؤسس لبيئة اجتماعية غير صحية ويشعرون بأنه من الأفضل لأبنائهم أن يحتكوا بأناس من مختلف الأعمار والخلفيات في سياقات متنوعة. و يعتقد دائما أن الأطفال اللامدرسيون أكثر نضجا من نظرائهم المدرسيين ويعتقد الكثير من الناس أن هذا ناتج عن الفرص الكثيرة التي تتاح لهم للتواصل مع قطاع عريض من الناس. [عدل]القبول بالجامعات طبقا لمقال التعليم المنزلي : العودة للمستقبل فإن معظم الجامعات تقبل اللامدرسيين. المقال ينص على أنه "في حالة غياب وثيقة إنهاء المرحلة الثانوية أو نسخة منها فإنه بإمكان المتقدمين عوضا عن ذلك، أن يقدموا عينات أو نماذج من أعمالهم، خطابات توصية أو درجات اختبارات ستانفورد " بعض الجامعات تعتير اللامدرسيين كنزا قيما وذلك لأن لديهم شغف كبير بالمعرفة وحب التعلم. [عدل]النقد الموجه لللامدرسية بعض الأطفال تعوزهم البصيرة لتعلم الأشياء التي سوف يحتاجون معرفتها في حياتهم بعد الكبر. قد توجد هناك ثغرات في تعليم الطفل ما لم يوجد محترفين تعليميين يتأكدون من أن المادة قد غطيت بالكامل. لأن المدارس توفر مصدرا جاهزا للأصدقاء بينما قد يصعب على الأطفال الذين لا يرتادون المدرسة أن يكونوا الصداقات أو يطوروا مهاراتهم الاجتماعية أكثر من نظرائهم بالمدرسة. لأن المدرسة تجمع خليطا من التلاميذ الصغار والراشدين في مكان واحد، بينما قد يصعب على الأطفال خارج المدرسة أن ينفتحوا مباشرة على أفراد ذوو ثقافات مختلفة وينحدرون من طبقات اجتماعية متباينة على عكس الحال في المدرسة. بعض الأطفال ليس لديهم حافز لتعلم أي شيء، وفي الغالب سوف يقضون أوقاتهم في مساعي غير تعليمية ما لم يجبروا على فعل أي شيء آخر. ربما قد لا يقدر كل الآباء على خلق بيئة موازية للمدرسة أو ربما ليس لديهم الصبر والمهارات المطلوبة لاستثارة فضول الطفل وتشجيعه. لأنهم غالبا ما تعوزهم شهادة ثانوية من مدرسة معتمدة، لذا فقد يكون من الصعب عليهم الالتحاق بإحدى الكليات أو التقديم على وظيفة فيما بعد. الأطفال الذين يديرون تعليمهم بأنفسهم قد لا تتوفر لديهم القدرة على قبول التوجيه من الآخرين. [عدل]مراكز الدعم تعتبر مراكز التعليم المنزلي والتعليم اللامدرسي والتعليم الموجه ذاتيا ظاهرة حديثة نسبيا، معظم هذه المراكز تأسست بواسطة (ومن أجل) أشخاص متعلمين منزليا أو لا مدرسيين. بينما مراكز أخرى ك "نورث ستار : التعليم الموجه ذاتيا للمراهقين" الواقع في امهيرست بماساتشوستس، تجتذب أناسا ليسوا حاليا من اللامدرسيين لكن لديهم رغبة في تجربة شكل جديد من التعليم. [عدل]مؤيدون بارزون لللامدرسية كاترين بيكر ساندرا دود باتريك فارينغا جويس فيترول فاليري فيتزنريتر جان فورشن-وود جون تايلور جاتًو هيلين هيجينر جون هولت جان هانت ايفان اليتش جريس لويلين
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي جامعة الملك سعود كلية التربية الفلسفة اللامدرسية إعداد الطالب : بدر حمود عبدا لله التو يجري إشراف الدكتور: عثمان محمدعثمان المنيع بسم الله الرحمن الرحيم الفلسفة اللامدرسية لقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الأصوات التي نادت بإلغاء المدرسة ونادوا بتطبيق فكرة اللامدرسية باعتبارها اتجاه حتمي للتطور الاجتماعي والتربوي . الفكرة الرئيسية : تنادي الفلسفة اللامدرسية بعدم الاعتماد الكلي على المؤسسات التعليمية في عملية القيام بمهمة التربية والتثقيف .وهناك أراء تدعو إلى تصفية المدرسة كمؤسسة اجتماعية وتجريد المجتمع من المدرسة ,وإلغاء التعليم الإلزامي , وإحياء شبكات معرفية جديدة . النشأة وأهم العلماء: -من الإنصاف أن ننبه إلى أن موجة الهجوم على المدرسة كانت لها إرهاصاتها في القرن الثامن عشر على يد المفكر الشهير (جان جاك روسو) 1712-1778م فقد رأى أن التعليم النظامي الذي تقدمه معاهد التعليم يفسد الأطفال بما يبثه فيهم من قيم اجتماعية هي في معظمها لاتشكل صفاء الحياة الاجتماعية من الكذب والغش والنفاق والإتكالية والمداهنة والخداع وإن أفضل مايمكن أن نؤديه من خدمة لأطفالنا أن ندعهم يواجهون الطبيعة مباشرة . -وفي سنة (1921)م ولد باولو فريري في البرازيل وهو من دعاة التعليم اللامدرسي . - وفي سنة (1926)م ظهر أشهر دعاة اللامدرسية وهوايفان إليتش , والذي دعا إلى إلغاء المدرسة وهو الاتجاه الذي ينادي بإلغاء هذه المؤسسة النظامية ليكون المجتمع كله هو المدرسة الكبرى للجميع. وقد أنتج كتابان في ذلك وهما ( مجتمع بلا مدارس ),(ماذا بعد اللامدرسية ) . - ومن علماء اللامدرسية ( ايفرت ديمر) وله كتاب باسم ( وفاة المدرسة ), ومايكل هوبرمان , و(جاستون تاسيناري) من إيطاليا, و(جورجين زيمر)من ألمانيا الغربية. - وتتلخص اللامدرسية عند إليتش في علمنة العملية التعليمية (التدريب والتعليم) بحيث تصبح إبداعية استكشافية تهتم بالنموالشخصي تلقائية اختيارية وليست تحكمية تتم عن طريق التعلم العرضي أو غير الشكلي . لماذا طالب إليتش بإلغاء المدرسة : يهاجم إليتش ب*** المدرسة ونظم التعليم التقليدية السائدة, ويقول إن المدرسة كما يعرفها (مؤسسة تتطلب حضورا متفرغا لمجموعة عمرية معينة ,في فصول دراسية يشرف عليها مدرسون لدراسة مناهج متدرجة ) وتدعى المدرسة التي تقوم بأربع وظائف : الرعاية والانتقاء الاجتماعي والتلقين والتعليم . ولكن المدرسة عندما تقوم بالوضائف الثلاث الأولى تقضي على أمل تحقيق الوظيفة الرابعة . وبعبارة أدق فإن المدرسة لاتقوم بالوظيفة الأساسية التي تتصورأنها قد وجدت من أجلها وهي "التعليم" وإن أهم مايستطيع الإنسان أن يفعله في الوقت الحاضر هو أن يسترد مسؤولية تربية أبنائه وأن يقوم بمكافحة المدرسة. وهناك عدة أسباب لإلغاء المدرسة وهي كالتالي : 1- ضخامة الإنفاق على التعليم وعدم اتفاقه مع العائد. 2- التعليم المدرسي لايحقق العدالة الاجتماعية: يتحيز التعليم المدرسي عادة ضد الفقراء , ويفيد منه أبناء الأغنياء بدرجة أكبر . 3- المدرسة لا تحقق التعلم : كما أن المدرسة لا تحقق العدالة الاجتماعية فإنها لاتحقق التعليم . ماتفعله المدرسة هو تقسيم عملية التعليم إلى مراحل تعطى في نهايتها شهادات ويتم توزيع الأدوار الاجتماعية على أساس الحصول على هذه الشهادات . معنى هذا أن تحديد الأدوار الاجتماعية (مكانة الإنسان ووظيفته في المجتمع لا يتم في الحقيقة على أساس المعرفة والتعلم ,وإنما على أساس الشهادة التي نحصل عليها). 4- كفاءة وأساليب التعليم غير المدرسي . 5- نحن نعيش عصر المدرسة : فجميع وسائل التوجيه الاجتماعي تشحن الجميع للالتحاق بالمدرسة والحصول على أعلى الدرجات , ثم على الشهادات , والتضحية بقيم وميول وقدرات واهتمامات في سبيل الكتاب والشهادة من جهة, وفي سبيل الفوز برضى الأهل والمجتمع من جهة أخرى ,وقد تأتي النتائج العملية مخيبة لكل هذا الجهد والعناء. 6- المدرسة أنشئت للطلاب متوسطي التحصيل : ومن هنا فالفئات التي تتضح فيها مظاهر النبوغ الرياضي والعلمي , لا ترضى عنهم المدرسة , فيضطرون للتسرب منها. 7- الطابع التكراري النمطي الممل للحياة المدرسية. وسائط التربية اللامدرسية التقليدية : 1- الأسرة كمؤسسة تربوية0 2- دور العبادة0 3- جماعة الأقران 0 4- المؤسسات الإعلامية ودورها التربوي . 5- المكتبات العامة والمعارض والمتاحف. النقد الموجه للامدرسية : 1- أراء بعض زعمائها أقرب إلى الفوضوية التي ترجع أصولها إلى أراء تنادي بمجتمع بلا حكومة ونشاط إنساني بلا مؤسسات . 2- حكمت على المدرسة بالإعدام بدل أن تنادي بإصلاحها . 3- دعوة وهمية غير قابلة للتطبيق . 4- بعض الأطفال تعوزهم البصيرة لتعلم الأشياء التي سوف يحتاجون معرفتها في حياتهم بعد الكبر. 5- بعض الأطفال ليس لديهم حافز لتعلم أي شيء , وفي الغالب سوف يقضون أوقاتهم في مساعي غير تعليمية. 6- ارتكازالنموذج المقترح لاستخدام التكنولوجيا المتقدمة يحتاج إلى متخصصين ذوي مهارات عالية وهم عملة نادرة في المجتمعات النامية التي تحتاج قبل غيرها إلى تطور أنظمتها التعليمية بل قد يؤدي استخدام مثل هذه الأجهزة إلى نوع من السيطرة تمارسه الدول المنتجة لهذه التكنولوجيا على الدول المستوردة لها. الخاتمة : يتضح لنا مما سبق أن اللامدرسين قد حاولوا كشف الواقع التعليمي المعاش بيننا بعرض سلبياته ومساؤه وعرض البديل لتلك المدرسة التي قد تحتوي على بعض العيوب التي هاجمتها اللامدرسية مثل سيطرة بعض الأراء على مايفرض في الواقع التعليمي , فدعوة اللامدرسيين لإلغاء المدرسة ونسفها أمر غير مقبول تماما فالمدرسة وإن حدث فيها بعض العيوب فإن الحل ليس بنسفها بل بتطويرها وإخضاعها لما يريده المجتمع وتوفير الفرص الديمقراطية للجميع للتعلم فمن الممكن أن تسمح المدارس بفتح معاملها ومرافقها المختلفة بعد نهاية اليوم الدراسي لمن يريد الاستفادة , وكذلك تعيين معلمين مرشدين لتوجيه الطلاب لما يرغبون به والاهتمام بقضية التعلم الذاتي . المراجع: 1- فلسفات تربوية معاصرة , تأليف :د- سعيد إسماعيل علي . 2- دراسات في فلسفة التربية , تأليف : د- سعيد إسماعيل علي ,ومحمد نبيل نوفل , حسان محمد حسان . 3- أصول التربية , تأليف : أحمد علي الحاج محمد. 4- الأصول الفلسفة للتربية , قراءات ودراسات , تأليف : د- علي خليل مصطفى أبو العينين , ومحمد عبد الرزاق ويح , هاني محمد يونس بركات .
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
التعليم اللامدرسي ( بدون المدارس ) «2» .
* ـ التعليم المنزلي في السويد وبعض التعليقات الخاصة ـ عبدالله المهيري. • مثال للتعليم المنزلي من السويد : شاهد فيلم فيديو عن التعليم المنزلي في السويد، 12 دقيقة وباللغة السويدية وهناك ترجمة نصية بالإنجليزية. الطفل في الثامنة من عمره ويتعلم في منزله الذي يقع في غابة غرب السويد، تعلمه أمه وهناك منهاج لكنه مرن وقابل للتغيير وليس هناك وقت محدد للتعليم، ما يثير فضول الطفل يتعلمه بنفسه من خلال الكتب وأي مصادر متوفرة في منزله أو من خلال الضيوف الذين يزورونه، كل مناسبة وكل ضيف وكل يوم هو فرصة للتعلم، فمثلاً إذا زارهم ضيف من هولندا تكون هذه فرصة لتعلم كل شيء عن هولندا، وإذا جائهم بدراجة هوائية فهذه فرصة لتعلم كل شيء عن الدراجات الهوائية. الطفل يخرج من منزله ليتعلم البيئة من حوله فيعرف النباتات والأشجار وما يمكن أن يؤكل من هذه النباتات، يتعرف على الحشرات وأنواعها ويكتشف كل يوم شيئاً جديداً، التعليم المنزلي في السويد ليس مشهوراً فهناك تقريباً 100 طفل يتعلمون بهذا الأسلوب - عدد سكان السويد 9 مليون تقريباً - واتخاذ قرار تعليم الطفل في المنزل هو قرار صعب جداً في السويد وفي الحقيقة قرار صعب في أي مكان آخر، لكنه في أمريكا مثلاً أكثر شهرة فهناك عدد أكبر بكثير من الأطفال الذين يتعلمون في المنازل. أم الطفل اتخذت قرار تعليم طفلها بنفسها بعد تفكير طويل وهي مهتمة بعملية التعليم ولديها فضول لمعرفة ما الذي يجعل الناس يتذكرون بعض الأشياء ولا يتذكرون غيرها، لم يكن تعليم الطفل سهلاً، فهناك مجالات يمكن للأم تعليمها بينما هناك مجالات أخرى لا تستطيع فيها مساعدة الطفل، لكن في المقابل ترى أن طفلها ذكي ويمكنه التعلم لذلك رأت أن تسير ببطئ في المواضيع التي لا تستطيع تعليمها بشكل جيد. تقول الأم بأنها تريد لطفلها أن يشعر بالأمان وتريد أن توفر له بيئة يتعلم فيها بحرية ويصنع أي شيء يريده بحرية، لا أحد يقاطعه أو يجبره على شيء فهو يتعلم بحسب قدراته وفضوله ورغبته في التعلم، وتفكر الأم في طلاب المدارس، تقول بأن اليوم جميل وتريد لطفلها أن يخرج للطبيعة ويتفاعل معها ويتعلم منها، لا يمكن فعل ذلك عندما نسجن الطلاب في الصفوف، وتريد لطفلها أن يتفاعل مع الناس وليس فقط زملائه الطلاب، تريده أن يتفاعل مع الكبار والصغار والناس من كل الأعمار. مصور الفيلم هو معلم سويدي قضى سنوات طويلة في مجال التعليم ويرى أن التعليم بحاجة ماسة للتغيير، ويقول بأن رأيه هذا يخالف الرأي العام وقضية التعليم قضية ساخنة في السويد .. قضية التعليم ساخنة في كل مكان تقريباً ويوماً بعد يوم أكتشف أن مشاكل التعليم تتكرر ليس بين بلداننا العربية فحسب بل بين بلدان الغرب والشرق، مشاكل التعليم عالمية .. لكن .. هناك دائماً لكن ! اليس كذلك ؟ * ـ تعليقات : • أحمد يقول : السلام علكيم ورحمة الله وبركاته اعجبتني فكرة التعليم المنزلي .. وهي فكرة ممتازة تحتاج فقط تحتاج إلى إطار عام ينظمها دون التدخل في فاصيلها وكذلك آليه متابعة لا تكون متسلطة .. ويا أخي عبدالله أباءنا ومن قبلهم تعلموا من الحياة ومن المشاهدة ما لم نتعلمه في الجامعات ! بارك الله فيك ووفقك لكل خير. أحمد يقول .. جميل جداً أنا مؤمن أن التعليم الذاتي أفضل بكثير من التعليم في المدارس وخصوصاً لدينا نحن دول الخليج والعرب لما للتعليم لدينا من سلبيات كثيرة جداً لا تحصى وتتغلب في كثير من الأحيان على الإيجابيات، تخيل معي هذا الطفل وهو يتعلم مع والديه وفي منزله وفي المجتمع القريب من حوله، وبين طفل آخر يتعلم في مدرسة، مثلا دعنا نفكر بالأفكار والسلوكيات لهذا الطفل مقارنة مع غيره من حيث الجرأة وتوسع آفاق العلم لديه والتفكير، أكاد أجزم أنه سيكون تفكيره أكبر ممن هم في مثل عمره، أضرب لك مثال، تخبرني أختي الصغر (ثاني ثانوي) أنها تجد حاجز غريب فيما بينها وبين زميلاتها تشعر أن عقولهم صغيرة وتفكيرهم سطحي، يحدث هذا مع الجميع، فتضطر مثلا للكلام معهم على نفسهم ومستوى تفكيرهم وثقافتهم بالنسبة للآخريات ستتأثر كل واحده بالأخرى، لنخرج بالنهاية بجيل متشابه بالأفكار سطحي، غير جريئ أبداً، محدود التفكير، ويتعامل فقط مع من هم في مثل عمره .. أما في مثالنا مع الطفل سيكون أكثر جرأة مع الكبار، يفكر بتفكير أكثر واقعيه وبدون سطحيه، محب للأطلاع والقراءة، لا يشعر أن التعليم شيء ممل ولن يقف يوماً ما ويقول "لقد أكملت تعليمي !" بل سيستمر حبه للتعليم مدى الحياة .. أنا شخصياً لم أستفد من تعليمي الدراسي بشيء كل المعلومات نسيتها ما أثر فيّ هو أحد المدرسين الرائعين في المرحلة الإبتدائية لا أنكر أني إستفدت أيضاً من دروس الدين وتأصيل عقيدة التوحيد منذ الصغر في الإبتدائي .. عموماً آكل عيشي الآن من ما كسبته من تعليم ذاتي وحب إطلاع في تصميم وبرمجة المواقع، لم أستفد من شهاداتي في مجال العمل والوظيفة مثلاً، أيضاً التعليم الأكاديمي يكرهك في الكتاب والقراءة بشكل عام على عكس التعليم الذاتي الذي يحببك بالقراءة وإستخراج المعلومة بنفسك من عدة مصادر بعكس القوالب التي تصب صب في عقولنا في التعليم الأكاديمي، آسف جداً على الإطالة، وبالمناسبة أنا مازلت في المرحلة الأولى في الجامعة، أذهب للجامعة فقط حتى لآ أحرم من المواد أما كتحصيل علم (الله العالم !) .. إستاذي عبدالله .. متابعك من آيام الثانوي من 4 أو 5 سنوات ممكن حتى أني تشربت أفكارك ! لكني لا أعلق كثيراً على تدويناتك .. لكل جزيل الشكر على ما تقدمه. • أحمد حمودة يقول : ألا ترى يا أخ عبدالله أن التعليم المنزلي يحرم الطفل من مميزات التعامل مع المجتمع في رأيي أن الوالدين الذين يتخذون هذا القرار هم خائفون على اولادهم بشكل زيادة عن اللزوم ففي الحقيقة هم يخافون على اولادهم من العالم الخارجي لذا يعتقدون في قدرتهم على توفير رعاية وتعليم في المنزل احسن مما يحصل عليه الطفل في المدرسة وهذا الصراحة مستحيل حدوثه إلى حد كبير، ومع ذلك أن الطفل الذي يتعلم في المنزل له مستقبل مهني في الخارج احسن من الطفل الذي يتعلم في المنزل في الدول العربية هنا فأن الحقيقة المؤسفة تؤكد أن التعليم المنزلي لا ينفع تماماً في الدول العربية لأن في الأخر لن يكون معك شهادة لتعمل بها، اتفق تماماً مع تعليق الأخ أحمد، مشكور على طرح هذا الموضوع الشيق للمناقشة. • عبدالله المهيري يقول .. أحمد : في بعض الدول مثل أمريكا وأستراليا - إن لم تخني الذاكرة - هناك قوانين تنظم هذا النوع من التعليم وتجعله رسمياً ومعترفاً به على أساس أن يختبر الطفل من قبل جهات أكاديمية في كل عام، هذا ما فهمته ولعلي أكون مخطئاً هنا. - أحمد : التعليم الرسمي لم يأخذ شكله الحالي إلا قبل 150 سنة تقريباً وهذه مدة ليست طويلة، وكثير من أسس التعليم الرسمي وضعت لتناسب المجتمع الصناعي والثورة الصناعية ولم تتغير حتى اليوم، وهناك توجه عالمي نحو تمحيص هذا التعليم ومحاولة تغييره لكي يكون مناسباً أكثر للمتعلمين وللمجتمع بشكل عام، أشكرك على المشاركة. - أحمد حمودة : أول ثلاث تعليقات كلها من أحمد .. ألم تقرأ أخي الكريم ما قلته عن تفاعل الطفل مع الكبار والصغار ؟ ثم ألا ترى أن الطالب في المدرسة يتعامل مع أقرانه من الطلاب ومع المعلمين وهؤلاء لا يمثلون المجتمع بأكمله، فهناك الصغار والكبار، هناك عامل النظافة والعامل في المتجر والموظف في المكتبة وشرطي المرور في الشارع وغيرهم، وهؤلاء لا تجدهم في المدارس، فعن أي تفاعل مع المجتمع نتحدث ؟ لماذا جعلنا المدرسة هي المكان الوحيد المناسب للطفل لكي يتعامل مع المجتمع ؟ ثم قضية أخرى هنا، البعض يؤمن بأن المدرسة أسوأ مكان لأي طفل، لأنها لا تعلم بقدر ما تغير عقليات الأطفال فتجعلهم شخصيات عادية متوقعة لا روح فيها ولا إبداع، هؤلاء ويرون المدرسة مكاناً يضع فيه الآباء أطفالهم تحت رحمة غرباء، المعلم مهما كان فهو شخص غريب لا تعرفه، وحتى لو كان مجداً ومخلصاً، كم من الوقت يستطيع أن يخصصه لكل طفل في المدارس المزدحمة ؟ دقائق معدودة كل يوم لا تكفي لتكوين علاقة صحية. ثم لماذا من المستحيل أن تقدم الأسرة رعاية وتعليماً أفضل من المدرسة ؟ ما الذي يجعلك تفترض أن المدرسة تقدم الأفضل ؟ هناك تجارب حول العالم تثبت أن الأسرة يمكنها أن تقدم الأفضل، هناك كتب ومجتمعات إلكترونية للتعليم المنزلي، وهناك تجارب ناجحة وفاشلة، لن أقول أن التعليم المنزلي هو الحل الوحيد والأكيد لكل مشاكل التعليم، لكنني أقدمه كبديل يناسب البعض، وبديل يناسب الكل إذا فكرنا بتحويل حياتنا خارج المدرسة والجامعة إلى حياة تعلم وتعليم دائمين، إذهب إلى المدرسة لتأخذ الشهادة وحاول أن تحصل على علامات جيدة، لكن خارج المدرسة تعلم بنفسك واقرأ واكتشف متعة التعلم الذاتي. نقطة الخوف من العالم الخارجي مهمة جداً هنا، كثير من أطفال التعليم المنزلي لم يذهبوا إلى المدارس لمشاكل ال*** والعنصرية في المدارس، لا يمكن أن نهون من هذه المشاكل ولا يمكن للآباء أن يرسلوا أبنائهم إلى مدارس يعرفون أنها ستضر أبنائهم، في المقابل يوفر الآباء تفاعلاً مع المجتمع أكثر تنوعاً مما يجده الطالب في المدرسة، فالطفل يتعلم مع أبناء الجيران ويتعرف عليهم ويلعب معهم، ويذهب إلى المؤسسات الرسمية والخاصة المحيطة به ويتعامل معها ويتعرف عليها ويتعلم، هذا لا تجده في المدارس. معك في نقطة الدول العربية والشهادات، هذه نقطة بحاجة لتغيير في قوانين الدول لكي نجعل التعليم المنزلي رسمي كما هو الحال في أمريكا واليابان وأستراليا وغيرها من الدول، بعض الجامعات لا تشترط على المتقدمين لها أن يملكوا أي شهادة أو خبرة، عليهم فقط تجاوز امتحان القبول الذي يكون كتابياً وفي بعض الأحيان شفهياً، وهكذا يمكنهم دخول الجامعات بغض النظر عن أعمارهم وما تلقوه من تعليم في السابق. • يقول fannr : فكرة جميلة وكل شيء له إيجابياته وسلبياته .. عبدالله شو رايك تتبنى هالمشرووع. • نوران يقول : موضوع جميل والمناقشات أثرته أكثر، هذا الطفل سيخرج بارع اجتماعياً ومتّقد الذكاء ودقيق الملاحظة. ولكن ملاحظتي هنا : كيف يستطيع المنزل أن يوفّر له معمل كيمياء وفيزياء مثلاً ؟ ما هو الشعور الطفل وهو غريب وسط بقية زملاؤه الذين يستيقظون صباحاً ويذهبون ويعودون من ذات المكان معاً بذكريات واحدة ؟ هل تستطيع الأم أن تشرح له كل المواد حقاً ؟ ماذا عن مداخلات الزملاء التي تثري الشرح ؟ أحب أن أتعلّم من هذه الأم طريقة تنمية شخصية طفلها، أما التجربة فعليها علامات استفهام، وأرجو أن نرى تعليماً لائقاً يوماً ما. • ابن اليمان يقول : بسم الله الرحمن الرحيم الحقيقة إن لكل من النوعين إيجابياته وسبيلته, كما ذكر نوران, لكن ما رأيكم في المزج بين الطريقين, قد تتلاشى سلبيات أحدهما. لكن المعلم هل لابد من وجود المعلم, أرى أن وجوده ضروري, وقد يكون المعلم كتاب أو غيره. • بسام يقول : ارى أنه من الجميل أن يبدا الإنسان مرحلة الطفولة بين احضان الطبيعة، هذا شيء مفيد صحياً للطفل، لكن اخي عبدالله، لا يمكن للإنسان أن يتخلى بهذه البساطة عن كل ما صنعه منذ اجيال عديدة، طفل مثل هذا اشك أن يكون قادر على الالمام بفنون التسيير مثلاً، اشك أن يكون له ذكاء اجتماعي أكثر من اقرانه الذين يخالطون كل يوم العشرات من زملاء الدراسة .. أكثر العلاقات الاجتماعية التي صنعناها، مصدرها المدرسة، كلنا لا يزال في اتصال مع زملاء الدراسة القدماء، المنافسة أخي عبدالله هل هذه الفتاة تتعلم للتفوق على نفسها فقط، هذا غير كافي، المنافسة هي اهم دافع للتميز والتفوق .. أشكر على هذا الطرح الرائع والملهم. • مكتوم يقول : يولد الأطفال عباقرة، حتى اللحظة التي يدخلون فيها إلى المدرسة. • عبدالله المهيري يقول fannr : لست متزوجاً، وقد قلت من قبل أنني سأعلم أبنائي بنفسي إن رزقت بهم، قرار صعب عليهم وعلي، هذا إن رزقت بهم. - نوران : كيف توفر المدرسة معامل فيزياء وكيمياء ؟ عندما يكون في الفصل 30 طالباً وفي المدرسة مئات الطلاب لن يحصل الطالب إلا على دقائق قليلة لفعل أي شيء في مختبر المدرسة، وفي هذه البيئة لا يمكنه أن يخطأ لأن الخطأ سيكون مكلفاً اجتماعياً، وقد قلت في موضوعي أن الأم لا تحسن شرح كل شيء لذلك تعتمد على ذكاء طفلها فتجعله هو من يتعلم بنفسه فلا حاجة له بالآخرين إلى كدليل ومرشد، أما مدخلات الزملاء، فقد قضيت أكثر من 12 عاماً في التعليم المدرسي - رسبت 4 مرات بالمناسبة - ولا أجد أي فائدة في مدخلات الزملاء، تعليمنا لا يشجع الطلاب على مساعدة بعضهم البعض، تعليمنا نفسه عليه علامات استفهام. - ابن اليمان : كما قلت في الموضوع، يمكن لأي شخص أن يجمع بين الطريقتين بأن يذهب للمدرسة للحصول على الشهادة فقط، ويتعلم ما يشاء خارج المدرسة وفي كل وقت آخر. - بسام : عندما قرأت السطر الأول من ردك قلت لا إرادياً وبصوت عالي "لكن" وضحكت حقاً عندما وجدتها في السطر الثاني من ردك، كنت أتوقعها، بيني وبينها عداوة ما صنعته الأجيال ليس بالضرورة هو الأفضل، لماذا تفترض أو نفترض أن التعليم الرسمي بشكله الحالي هو الأفضل وهو الأنسب ؟ لماذا نفترض أن المدرسة هي المكان الطبيعي والأنسب للتعليم ؟ أنا أشكك في فائدة التعليم الرسمي بشكله الحالي لسلبياته الكثيرة، فهو لا يعلم ولا يبني شخصية والنتائج نراها كل عام، بعد 12 عاماً من التعليم طلاب لا يعرفون قراءة جملة بشكل صحيح ولا يستطيعون كتابة مقالة يجمعون فيها أفكارهم وينسقونها، ويحتاجون لإعادة تأهيل في الجامعة لأن التعليم هناك مختلف عن المدرسة. لماذا تفترض أن علاقاتنا الاجتماعية مصدرها المدرسة ؟ بالنسبة لي مصدرها الأساسي هي المنطقة التي أعيش فيها، ولا أتصل بأي من زملاء الدراسة، لن أعمم تجربتي وأقول أن كل الناس مروا بتجربتي. أما المنافسة، فهذه موضوع لوحدها، المنافسة في المدرسة تكون على ماذا ؟ لا فائدة من التنافس إن كان الهدف غير صحيح أو الوسيلة غير صحيحة، التنافس على العلامات والتفوق لا يعني أبداً وبأي شكل أن الطالب الأول أفضل من الطالب الأخير، العلامات الدراسية لا تعني بالضرورة تفوق الشخص وهناك أمثلة كثيرة لطلاب يعتبرون فاشلين دراسياً لكنهم يملكون مهارات وشخصية لا يملكها الطالب المتفوق. أسأل مرة أخرى : لماذا نفترض أن التعليم بشكله الحالي هو الأفضل ؟ لماذا نفترض أن الغرباء سيعلمون أطفالنا بشكل أفضل مما نستطيع أن نفعله نحن ؟ شخصياً لدي إيمان بأن النظام التعليم الحالي ضرره أكثر من نفعه، لكن لا ألوم أنظمة التعليم لوحدها لأن المشكلة سياسية واجتماعية واقتصادية أيضاً. - مكتوم : صدقت، هل تستطيع أن تتخيل حال الطفل بعد 12 عاماً من الدراسة ؟ ألا تتحسر على ضياع أعمارهم في ما لا يفيد بينما تقرأ عن أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم ويعرفون القراءة والحساب ويستمتعون بحياتهم بشكل طبيعي وهذا كله قبل دخول المدرسة. • نوفل يقول : التعليم بحاجة الى تغيير ؟ طبعاً نظام الدروس الكلا**** أصبح متجاوزاً بل أن كبريات الجامعات انخرطت في أنظمة الدراسة عن بعد وأيضاً الدراسة الليلية وفي اخر الأسبوع في المغرب حيث أعيش هناك طريقة للدراسة وأن كانت في بداياتها تتيح للطالب دراسة الماجيستير دون الحاجة لدبلومات قبلية مثل الليسانس والباكالوريا وتكفي سنوات من الخبرة في المجال الذي يرغب فيه الطالب وحد أدنى في معرفة المواد والنجاح في الاختبار الشفوي حتى يحصل الطالب بعد سنوات الدراسة التي تكون عادة بارت تايم (في نهاية الأسبوع) على دبلوم معترف به أكاديميا، فيما يخص التعليم المنزلي كما طرحته وكما هو في الفيلم الوثائقي فهو مليء بايجابيات كثيرة أنت طرحتها لكن هناك سلبيات كعدم الاحتكاك بالأقران وهو ما يحدد هوية الطفل وأيضاً عدم الاحتكاك بالعالم (الأساتذة - المدير - الناس في طريق المدرسة .. الخ) وهو ما يجعل شخصية الطفل متقوقعة على العالم الذي يعيش داخله، لأني أرى أن التحديات - مهما كانت سلبية - التي يواجهها الطفل تصقل شخصيته في المستقبل الدور على الأسرة لتوجيهه نحو الصواب .. أشكرك على الطرح، تحياتي. • عبدالله المهيري يقول نوفل : الاحتكاك بالأقران يمكن معالجته بطرق مختلفة، أما عدم الاحتكاك بالعالم، فالمدرسة ليست العالم بل جزء صغير منه، الاحتكاك بالبيئة الخارجية تصبح محصورة في جدران المدرسة بشخصيات تتكرر كل عام ولا أرى في هذا صورة للعالم الخارجي. أما التحديات، فهي تصقل شخصية الإنسان ولا شك في ذلك، ليس من بينها العنصرية، ال***، التحرش ال***ي، تعلم الألفاظ النابية وساقط الأخلاق، هذه تجارب سلبية قد تدمر الطفل وهي متوفرة بشكل جيد في المدارس. • نواف يقول : عاد ابن المهيري إلى موضوع تعليم المنازل، أهنيك على اصرارك وأن اختلفت معك بالرأي وتكلمنا في هذا الموضوع مراراً وتكراراً في مدونتك السابقة (سردال) لذا لا فائدة من تكرار المحتوم .. امنياتي لك بالتوفيق في إيجاد المرأة الودود الولود التي توافق على أفكارك وتنجب لك الذرية الصالحة بإذن الله. • عبدالله المهيري يقول نواف : الهدف ليس أنا فقط، لدي إيمان بأن تعليمنا الرسمي بشكله الحالي يدمر إبداعات الطلاب وطاقاتهم ويجعلهم أناساً دون المستوى المتوسط في قدراتهم وتطلعاتهم، هذه لوحدها جريمة ضد الإنسانية، لم يعد الأمر متعلقاً بي، وعلى أي حال لن أستفيد من قرار قبول التعليم المنزلي بشكل رسمي، لأنني وصلت إلى مرحلة من العمر تجعلني أفكر جدياً في عدم الزواج، الهدف هو طرح الموضوع مراراً وتكراراً حتى أجعل البعض يفكرون في إمكانية أن يكون التعليم المنزلي بديلاً، والأفضل من ذلك أن أجعل البعض يعيد مسائلة كل شيء حول تعليمنا الرسمي بشكله الحالي، التقيت بعدد لا بأس به من الناس ممن يظنون أن تعليمنا بشكله الآن هو أفضل تعليم، هز هذا الإيمان بتعليمنا نتيجة أكثر من كافية بالنسبة لي. • رحيل يقول : التعليم المنزلي محتاج بيئة مناسبة، مثلا عندنا في الإمارات في أسرة نمطية، إذا قررنا نفر الطالب في الطبيعة الصبح شو بيسوي ؟ بيصيد الجرابيع في الصحرا ولا بيتفرج على الازفلت والعمارات ؟ ولا بيسير يتأمل الطبيعة في المول ؟ شئ أهم هم الأهل، يعني عندنا الأهل ما يتفيجون ييلسون يقرون كتاب مع أولادهم يحببونهم في القراءة فما بالك بالتعليم المنزلي ؟ ولا برايك شو بتسوي الأم عندنا ؟ بتقول للبشكارة درسيه ولا يا ويلج، وآخر شي بيطلع الولد فاهم مثله مثل ولد فلبيني ولا سيلاني حسب نظام تعليم بلد البشكارة. تعليمنا فيه نواقص وايده تنغص على الطالب العملية التعليمية لكن النواقص إللي فيه ما تيي قد نص البلاوي اللي فبيوتنا واللي ممكن تدمر التعليم، خللها على الله ! لكن هالشي ما يمنع أن لو عندك الوعي والإرادة أنك تعلم عيالك فالبيت والله يعين حرمتك عليك أنت وعيالك بتطلعون عينها مالها فكة منكم حتى وقت الصبح ! • غير معرف يقول : الفكرة جيدة وأكبر ايجابياتها هي مخالطة الاشخاص التي تدمر كل ما تم بنائه في سنوات الطفل الخمس، وأن كان هذا التدمير يختلف بأختلاف شخصية الطفل وطبيعة تربيته إلا أنه سيتاثر بشكل أو بأخر لكن عندما نختار التعليم المنزلي قد أقول قد نستطيع أن نختار أو بالأصح نشارك في اختيار من يخالطون لكن هل من السهل أن نجد اشخاص يخالطهم بحسب مقايسنا ! نعم التعليم يحمل عيوباً كبيرة لكن لا يزال الوقت مبكراً على التعليم المنزلي .. لكن لا مانع لدي من أن تكون المسألة اختيارية، وتخضع لأختبارات مدروسة شكراً لك ودمت بحفظ المولى. • يقول RiddleR : التعليم في المنزل يا عبدالله ؟! شاهدت فيلماً بعنوان "Bubble Boy" يؤكد على فكرة أن التعليم في المنزل له عيوباً كبيرة، عندها لن يجد الطفل مبرراً للاختلاط وخاصة في عصر أصبح فيه الأطفال يلتصقون بالحواسيب ! • عبدالله المهيري يقول رحيل : الأسرة التي "تفر" ابنها أو ترميه للخادمة ليست هي الأسرة الحريصة كفاية لكي تصل إلى مستوى من الوعي يجعلها تقرر تعليم الطفل في المنزل، الأسرة التي تتخذ هذا القرار واعية كفاية ومتعلمة وسيكون أحد أفرادها متفرغاً لهذا الأمر، الأم أو الأب، وفي بعض الحالات يمكن للإثنين التفرغ إذا كانت الأسرة غنية كفاية، ومرة أخرى، الأمر ليس متعلقاً بي أنا فقط. - غير معرف : أشكرك، المسألة حالياً ليست اختيارية، يمكن للأسرة أن تختار التعليم المنزلي لكن هذا سيكون على حساب المستقبل الوظيفي للطفل، لذلك الاختيار سيكون غالباً هو السير مع التيار وإرسال الأبناء للمدرسة، لا بد من تغيير نظام الامتحانات والشهادات لكي تتيح لأي شخص تجاوز المراحل الدراسية أو على الأقل الاعتراف بالتعليم المنزلي رسمياً. - RiddleR : نعم التعليم في المنزل، ما الذي لعب بعقولنا لدرجة أن نستغرب حتى الفكرة ؟ التعليم في المنزل هو الأصل حتى قبل دخول المدرسة، أما بخصوص الفيلم الذي ذكرت، لم تذكر أنها عن قصة صبي فقد نظام المناعة في جسمه ولذلك عليه أن يعيش في فقاعة تحميه من الملوثات والجراثيم، أي أنه مجبر على البقاء في المنزل، ومنذ متى أصبحت الأفلام مقياساً ؟ ظننت لأول وهلة أنك تشير لفيلم وثائقي، هناك كتب ودراسات حول التعليم المنزلي في مختلف البلدان، وهذه تشير بوضوح لنجاح تجارب وفشل تجارب أخرى، تشير إلى أن التجارب الناجحة يخرج منها أناس لديهم شخصيات أفضل بكثير مما تنتجه المدرسة واجتماعية ولديها ثقافة أوسع من ثقافة طلاب المدارس والجامعات، علينا أن نعرف لماذا نجحت تجارب وفشلت أخرى، بدلاً من إلقاء حكم عام على الفكرة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|