|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
||||
|
||||
يوم القيامة يوم القيامة يوم القيامة، أو يوم الدين، أو اليوم الآخر، أو غيرها من الأسماء التي وردت في القرآن، هو يوم الحساب في العقيدة الإسلامية. وفيه نهاية العالم والحياة الدنيا ويجمع الله جميع الناس لمحاسبتهم على أعمالهم ومن ثم يكون مثواهم الجنة أو النار.
حيث يدخل الجنة - وهي النعيم في العقيدة الإسلامية - من كانت أعماله صالحة، ويعذب في جهنم - وهي الجحيم في الإسلام- من كانت أعماله سيئة في الحياة الدنيا. ويتناول القرآن والأحاديث وصف أحداث يوم القيامة وأهوالها، وعلامات اقترابها. كما يصف النعيم في الجنة والمتع التي يتمتع بها المرء هناك، كذلك يصف عذاب جهنم ومعاناة المذنبين فيها. يذكر في القرآن أن الله وحده يعلم موعد قيام الساعة، ولا يعلمها أحد من خلقه، وأن الساعة تأتي بغتة دون توقع من أحد. ويؤمن المسلمون السنة أن هناك علامات ليوم القيامة تنقسم إلى جزئين: العلامات الصغرى والعلامات الكبرى. ويذكر القرآن أهوال يوم القيامة، منها ما جاء في سورة التكوير: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ . آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-11-2012 الساعة 09:09 PM |
#17
|
||||
|
||||
على ضفاف الجنة مشعل بن عبد العزيز الفلاحي حديثي عن النعيم المرتقب هناك في الحياة الأخروية ، فإن كثيراً من النفوس لا يأسرها إلا رجاء ما عند ربها ، فتتطلّع للخير ، وتبحث عن أسرار العاقبة ، وكم تتمنى أن تسمع على الأقل حديث وعد ، وفسحة أمل ، نحو عيش السعداء ، فهيا أخي الشاب نلتقي وإياك هذه الليلة على ضفاف الجنة ، وحينما نقف وإياك هناك ، لك أن تتأمّل كثيراً ، وتحسب الفرق بين ما أهل الدنيا فيه وبين نعيم يعيشه الأصفياء والصالحون فقط دون غيرهم . يقول في وصفه ابن القيّم رحمه الله تعالى : وكيف يقدّر قدر دار غرسها الله بيده ، وجعلها متقرّباً لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرمه ورضوانه : فإن سألت عن أرضها وتربتها : فالمسك والزعفران ، وإن سألت عن سقفها : فهو عرش الرحمن ، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأظفر ، وإن سألت عن حصبائها : فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها : فلبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، وإن سألت عن أشجارها : فما فيها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب . وإن سألت عن ثمارها : كأمثال القلال ألين من الزبد ، وأحلى من العسل . وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل ، وإن سألت عن آنيتهم : فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير . وإن سألت عن سعتها : فأدنى أهلها من يسير في ملكه وقصوره وسرره وبساتينه مسيرة ألفي عام . وإن سألت عن خيامها وقبابها : فالخيمة الواحدة من درة مجوّفة طولاها ستون ميلاً من تلك الخيام . وإن سألت عن عرائسهم : فهن الكواعب الأتراب الآتي جرى في أغصانهن ماء الشباب ، فللورد والتفاح مالبسته الخدود ، وللرمان ماتضمنته النهود ، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور ، وللرقة واللطافة ما درات عليه الخصور ، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء القمر من بين ثناياها إذا ابتسمت . حمر الخدود ثغورهن لآلئن *** سود العيون فواتر الأجفان والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران ولقد روينا أن برقاً ساطعاً *** يبدو فيسأل عنه من بجنان فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك *** في الجنة العليا كما تريان إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ، وإذا حادثته فما بالك بمحادثة الحبين ، يرى وجهه في صحن خدها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره عظمها ولا جلدها ولا حللها ، لو اطلعت إلى أهل الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً ولا استنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتسبيحاً ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها للحي القيوم ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، ووصالها اشهى إليه من جميع أمانيها ، لاتزداد مع طول الأحقاب والأزمان إلا حُسناً وجمالاً ، ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالاً ، مبرأة من الحمل والولادة ، والحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط والبصاق ، والبول والغائط وسائر الأدناس . إن سألت عن السن فأتراب في أعدل سن الشباب ، وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر ، وإن سألت عن الحدق فأصفى بياض في أحسن حور ، وإن سألت عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان ، وإن سألت عن اللون فكأنه الياقوت والمرجان وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك : فهن العُرب المتحببات إلى أزواجهن ، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر لقصر قلت هذه الشمس متنقّلة في برج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيالذة تلك المعانقة والمخاصرة وحديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجن قتل المسلم المتحرّز إن طال لم يملل وإن هي حدّثت *** ودّ المحدّث أنها لم توجز اهـ كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى هذه هي الجنة أخي الحبيب ، يل هذا جزء يسير من وصفها الفيّاض ، ولك أن تعيد قراءته بين الفينة والأخرى ، ، فإن ما نقله ابن القيّم رحمه الله هو خبر عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم جاء مستفيضاً في القرآن الكريم ، والسنة النبوية أحببت أن يصل إليك في شهر رمضان خاصة ، الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتتزيّن لأهلها ، فإن تاقت نفسك إلى دخولها ، والعيش في هذا النعيّم فذلك ما نتمناه ، وأنت صاحب القرار ، وأمرك بيدك ، لكن تأكد تماماً أن توبتك هي الطريق الوحيد الذي يوصلك إلى هذا العالم الروحاني العجيب ، وشهر رمضان هو أنسب الشهور ، وأعظم الأيام ، وأقرب الفرص التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار . فإن أبيت إلا الإصرار على جلسة الرصيف على الوتر السامر أو أمام شاشة الفضائيات ، أو حتى في ساحات المقهي فحسبي أنني أوصلت الرسالة في أوضح معنى ، وأجلى قيمة ، وتخيّرت لنشرها أعظم الأوقات ونفسك فقط هي التي تأبى الهداية ، وتُصر على الغواية ، وتحاول جاهدة في سبيل المعصية ، فأنّى لها الصلاح ، وكيف تعيش طعم الحياة الحقيقية ، وحينما تجد شيئاً من الآلام أو تشعر بشيء من القسوة ، أو تجد مس الضيق والكآبة فهي التي قررت هذا المصير دون ضغط أو إكراه من أحد ، وقد بذلت لك النصيحة في ثوب جديد ، وخطاب وئيد ، وحسبي أنني اجتهدت ولست مسؤولاً عن فشلك أو عدم نجاحك في رحلة الحياة على وجه العموم . |
#18
|
||||
|
||||
كيف تبني لك بيت في الجنة ..؟ الحمد لله رب العالمين كم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال . ثم هذه البيت معرض للبِلى والزوال ، والحرق والهدم ، والتشقق والتصدع ، وان سلم البيت من ذلك كله فلن يسلم صاحبه من الموت ، فكلٌ مسافر مع قافلة الراحلين كما قال الله عز وجل ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) . ويكون هذا الشخص قد تحمل الهموم والغموم والأرق والقلق ، ولربما سكب ماء وجهه ، طلباً القرض والدين ، وسائلاً الإمهال والتأجيل ، وفي النهاية هو يعلم أن هذا كله عرضٌ زائل ومتاعٌ حقير . ولذالك المؤمن تسموا نفسه ويتشوق ليبني له بيت وقصر في الجنة . وبيوت وقصور الجنة ليس كبيوتنا وقصورنا جاء في وصف بيوت الجنة كما في جاء في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم : ( الجنة بناؤها لبنة من فضة و لبنة من ذهب و ملاطها المسك الأذفر و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم) ( حم ت ) عن أبي هريرة رضي الله عنه . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3116 في صحيح الجامع. وهناك أيها الأحبة أعمال رتب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن من عملها فان الله يبني له بيت في الجنة من هذه الأعمال : 1- بناء المساجد • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ) (متفق عليه) • قال صلى الله عليه وسلم ( من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه (هـ) و البزار وابن حبان في ( صحيحه ) عن جابر. قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6128 في صحيح الجامع. 2- قراءة سورة الإخلاص • قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة) ( حم ) عن معاذ بن أنس . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6472 في صحيح الجامع. • وقال صلى الله عليه وسلم [ من قرأ { قل هو الله أحد } حتى يختمها عشر مرات ؛ بنى الله له قصرا في الجنة ] . السلسلة الصحيحة (2/126) قال الألباني ( حسن ) 3- الحمد والاسترجاع حال وقوع المصيبة في الولد • قال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده . فيقولون : نعم فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجعك فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ) . (ت) عن أبي موسى رضي الله عنه قال الألباني ( حسن ) انظر رياض الصالحين [1 / 362 ] 4- دعاء السوق • قال صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة و محا عنه ألف ألف سيئة و رفع له ألف ألف درجة و بنى له بيتا في الجنة) ( حم ت هـ ك ) عن ابن عمر . قال الألباني (حسن) صحيح الجامع (1/1118) 5- سد الفرج في صفوف الصلاة • قال صلى الله عليه وسلم [ من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة ورفعه بها درجة ] (حم هـ حب ك) عن عائشة. قال الألباني ( صحيح ) السلسلة الصحيحة [4/515]. (حسن) انظر حديث رقم: 1843 في صحيح الجامع. 6- المواظبة على السنن الرواتب • عن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة ) أخرجه مسلم. • عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر )رواه ابن ماجه قال الألباني ( صحيح ) .صحيح ابن ماجة وصحيح سنن الترمذي. قال الشيخ الألباني [وهو يفيد فضل المواظبة على السنن الرواتب] . 7- من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وجاهد • قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و هاجر ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة و أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و جاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا و لا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت ) ( ن حب ك ) عن فضالة بن عبيد . قال الألباني ( صحيح ) صحيح الجامع [1 / 235 ] 8- ترك الجدال ولو كان محقا • قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا .....) (د-ت-جه) قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [3 / 6 ] 9- ترك الكذب ولو كان مازحا • قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا....) (د-ت-جه)عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [3 / 6 ] 10- حسن الخلق • قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) (د-ت-جه)عن أبي أمامة رضي الله عنه قال الألباني ( حسن ) صحيح الترغيب والترهيب [3/6 ] ومن يبني له بيت فإنه يجمّل بيته بالأشجار والنخيل وهذه النخيل عرضة للتلف ومن أراد أن يجمّل بيوته وقصوره في الجنة بالأشجار والنخيل فليقل: ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا لي قال ألا أدلك على غراس خير لك من هذا قال بلى يا رسول الله قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) ( هـ ك ) عن أبي هريرة قال الألباني : صحيح • وقال صلى الله عليه وسلم (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء و أنها قيعان و أن غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ( ت) (طب) عن ابن مسعود. قال الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 3460 في صحيح الجامع عن ابن مسعود . • وقال صلى الله عليه وسلم (من قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر غرس الله بكل واحدة منهن شجرة في الجنة) قال الألباني (صحيح) أنظر السلسلة الصحيحة(6/890) • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " . (ت حب ك) عن جابر. قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 6429 في صحيح الجامع. ومن أراد أن الله يجعل له كنوز في الجنة فليقل: لا حول و لا قوة إلا بالله • قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه ( ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال بلى يا رسول الله ، قال تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله ) (حم ن هـ حب) عن أبي ذر. قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 7820 في صحيح الجامع.وأصله في الصحيحين • وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول : لا حول و لا قوة إلا بالله ) ( ك ) عن أبي هريرة . قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2614 في صحيح الجامع. • وقال صلى الله عليه وسلم ( أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنز الجنة ) (هـ) قال الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 7907 في صحيح الجامع. وعن أبي هريرة رضي الله عنه حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه . وأخيراً: هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين . كتبه/ عيسى بن حسن الذياب
|
#19
|
||||
|
||||
القضاء والقدر
يؤمن المسلمون السنة أن كل شيء مقدر سلفًا من قبل خلق البشر وذلك لأن الله وحده يعلم ما سيكون، وفقًا لما جاء في الكتاب والسنّة وما استدل به علماء الدين الإسلامي. وعلى الرغم من أن الأحداث مقدرة سلفًا، إلا أن الإنسان يملك إرادة حرة في أن لديه الاختيار بين الصواب والخطأ، وبالتالي فهو مسؤول عن تصرفاته لأنه لم يطلع على ما قد قُدِّر، وكل تلك الأقدار قد تم كتابتها عند الله في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق أو خلق آدم. ولهذا فإن السُنة يحصرون دور الإرادة الحرة الفردية في سياق علم الله، والمعرفة المسبقة لجميع الأشياء. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-11-2012 الساعة 09:10 PM |
#20
|
||||
|
||||
القضاء والقدر هاشم محمدعلي المشهداني قال تعالى: كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [البقرة:216]. سبحان من وسع علمه كل شيء، سبحان من جعل أمر المؤمن كله خير ولن يكون العبد مؤمنا حتى يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره. فما الإيمان بالقضاء والقدر؟ وما هي أنواع القدر؟ وما صفات المؤمن بقضاء الله وقدره؟ وما أثر الإيمان بالقضاء والقدر؟ أما القضاء لغة فهو: الحكم، والقدر: هو التقدير. فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه. والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع. وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه: الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه. وينبغي أن تعلم : أن مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع: العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد. فالعلم: أن تؤمن بعلم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها، قال تعالى: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة [يونس:61]. والكتابة: أن تؤمن أنه سبحانه كتب ما علمه بعلمه القديم في اللوح المحفوظ، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [الحديد:22]. والمشيئة: أن تؤمن أن مشيئة الله شاملة فما من حركة ولا سكون في الأرض ولا في السماء إلا بمشيئته، قال تعالى: وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان:30]. الإيجاد: أن تؤمن أن الله تعالى خالق كل شيء، قال تعالى: الله خالق كل شيء [الرعد:16]. لا يجوز لأحد أن يحتج بقدر الله ومشيئته على ما يرتكبه من معصية أو كفر، وقد أورد رب العزة ذلك في كتابه ورد عليهم فقال: سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شي كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون [الأنعام:148]. أي هل اطلع المدعي على علم الله فعلم أنه قد قدر له أن يفعل ففعل، علما أن قدر الله غيب لا يعلمه إلا الله سبحانه فلا يصح أن يقول أحد : كتب الله علي أن أسرق فأنا ذاهب لتنفيذ قدره، فهل اطلع على اللوح المحفوظ فقرأ ما فيه. إن على العبد المؤمن حقا أن ينفذ أوامر الله وأن يجتنب نواهيه وليس المطلوب أن يبحث عن كنه مشيئة الله وعلمه فذلك غيب ولا وسيلة إليه. وعقولنا محدودة والبحث في ذلك تكلف لم نؤمر به، بل قد جاء النهي عنه. يقول الإمام الطحاوي رحمه الله: وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان. وفي الحديث: ((خرج علينا رسول الله ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تقفأ في وجهه حب الزمان من الغضب، فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم))([1]). وأما أنواع الأقدار: فلقد قسم العلماء الأقدار التي تحيط بالعبد إلى ثلاثة أنواع : الأول: نوع لا قدرة على دفعه أو رده ويدخل في ذلك نواميس الكون وقوانين الوجود، وما يجري على العبد من مصائب وما يتعلق بالرزق والأجل والصورة التي عليها وأن يولد لفلان دون فلان. قال تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم [يس:38]. كل نفس ذائقة الموت [آل عمران:185]. ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير [الحديد:22]. إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر [الرعد:26]. إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون [الأعراف:34]. في أي صورة ما شاء ركبك [الانفطار: 8]. ومن ثم فهذا النوع من الأقدار لا يحاسب عليه العبد لأنه خارج عن إرادته وقدرته في دفعه أو رده. الثاني: نوع لا قدرة للعبد على إلغائه ولكن في إمكانه تخفيف حدته، وتوجيهه ويدخل في ذلك الغرائز والصحبة، والبيئة، والوراثة. فالغريزة لا يمكن إلغاءها ولم نؤمر بذلك وإنما جاء الأمر بتوجيهها إلى الموضع الحلال، الذي أذن الشرع به وحث عليه وكتب بذلك الأجر للحديث: ((وفي بضع أحدكم أجر))([2]). والصحبة لا بد منها فالإنسان مدني بطبعه، وإنما جاء الأمر بتوجيه هذا الطبع إلى ما ينفع: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة:119]. والبيئة التي يولد فيها الإنسان ويعيش، لا يمكن اعتزالها ولم نؤمر بذلك وإنما يقع في القدرة التغير والانتقال إلى بيئة أكرم وأطهر، والرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أوصاه العالم حتى تصح توبته أن يترك البيئة السيئة إلى بيئة أكرم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء([3]). وهنا لا يكون الحساب على وجود ما ذكرناه من غريزة وصحبة وبيئة وإنما على كيفية تصريفها وتوجيهها. الثالث: نوع للعبد القدرة على دفعها وردها، فهي أقدار متصلة بالأعمال الاختيارية والتكاليف الشرعية فهذه يتعلق بها ثواب وعقاب وتستطيع ويدخل في قدرتك الفعل وعدم الفعل معا، وتجد أنك مخير ابتداءً وانتهاءً. فالصلاة والصيام باستطاعتك فعلها وعدم فعلها، فإذا أقمتها أثابك الله وإذا تركتها عاقبك، والبر بالوالدين باستطاعتك فعله بإكرامهما وباستطاعتك عدم فعله بإيذائهما. وكذا يدخل في ذلك رد الأقدار بالأقدار. فالجوع قدر وندفعه بقدر الطعام. والمرض قدر ونرده بقدر التداوي، وقد قيل: ((يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها أترد من قدر الله شيئا؟ فقال رسول الله : هي من قدر الله))([4]). وهذا النوع الثالث هو الذي يدخل دائرة الطاقة والاستطاعة، وهنا يكون الحساب حيث يكون السؤال: أعطيتك القدرة على الفعل وعدم الفعل، فلِمَ فعلت (في المعصية) ولِمَ لم تفعل (في الطاعة) كما يدخل الجانب الثاني من النوع الثاني في توجيه الأقدار كما ذكرنا في النوع السابق فانتبه. وأما صفات المؤمن بقضاء الله وقدره: فهناك صفات لابد للمؤمن بقضاء الله وقدره منها: أ- الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وذلك بأن الله سبحانه لا شيء مثله، قال تعالى: ليس كمثله شيء [الشورى:11]. لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته وقد قال العلماء: ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك فلا تشبيه ولا تعطيل، أي لا نشبه الله بأحد من خلقه ولا ننفي صفات الله تعالى. ب- الإيمان بأن الله تعالى موصوف بالكمال في أسمائه وصفاته. وفسر ابن عباس قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28]. حيث قال: الذين يقولون: أن الله على كل شيء قدير. ج- الحرص: وهو بذل الجهد واستفراغ الوسع وعدم الكسل والتواني في عمله. د- على ما ينفع: حرص المؤمن يكون على ما ينفعه فإنه عبادة لله سبحانه. هـ- الاستعانة بالله: لأن الحرص على ما ينفع لا يتم إلا بمعونته وتوفيقه وتسديده سبحانه. و- عدم العجز: لأن العجز ينافي الحرص والاستعانة. ز- فإن غلبه أمر فعليه أن يعلق نظره بالله وقدره والاطمئنان إلى مشيئة الله النافذة وقدرته الغالبة وأن الله سبحانه أعلم بما يصلحه، أحكم بما ينفعه، أرحم به من نفسه، وأن الله لا يقدر لعبده المؤمن إلا الخير. وذلك مصداق قول النبي : ((المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان))([5]). وأما أثر الإيمان بالقضاء والقدر: فإن الإيمان بالقضاء والقدر له آثار كريمة منها: الأول: القوة: وذلك سر انتصار المسلمين في معاركهم مع أعداء الله، ومعظمها كانوا فيها قلة ولكنهم أقوياء بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر حيث تربوا على قوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا [التوبة:51]، وللحديث: ((من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله))([6]). يقول أبو بكر لخالد بن الوليد : (احرص على الموت توهب لك الحياة). ويبعث خالد بن الوليد إلى رستم يقول له: (لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة). ثانيا: العزة: فالمؤمن عزيز بإيمانه بالله وقدره فلا يذل لأحد إلا لله سبحانه لأنه علم وتيقن أن النافع الضار هو الله، وأن الذي بيده ملكوت كل شيء هو الله. وأنه لا شيء يحدث إلا بأمر الله: ألا له الخلق والأمر [الأعراف:54]. فالخلق خلقه، والأمر أمره، فهل بقي لأحد شيء بعد ذلك؟ ثالثا: الرضى والاطمئنان: فنفس المؤمنة راضية مطمئنة لعدل الله وحكمته ورحمته ويقول عمر : (والله لا أبالي على خير أصبحت أم على شر لأني لا أعلم ما هو الخير لي ولا ما هو الشر لي). وعندما مات ولد للفضيل بن عياض رحمه الله: ضحك، فقيل له: أتضحك وقد مات ولدك؟ فقال: ألا أرضى بما رضيه الله لي. وقد ميز الله بين المؤمنين والمنافقين في غزوة أحد، فالاطمئنان علامة، والقلق وسوء الظن بالله علامة النفاق، قال تعالى: ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية [آل عمران:154]. رابعا: التماسك وعدم الانهيار للمصيبة أو الحدث الجلل، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم [التغابن:11]. قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. وقال ابن عباس: (يهدي قلبه لليقين فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه). فلطم الوجوه، وشق الجيوب، وضرب الفخذ، وإهمال العبد لنظافة الجسد، وانصرافه عن الطعام حتى يبلغ حد التلف، كل هذا منهي عنه ومناف لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر. ولله در الشاعر: إذا ابتليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لأمرىً حيلة فيما قضى الله اليأس يقطع أحيانا بصـاحبه لا تيأسـن فنعـم القـادر الله خامسا: اليقين بأن العاقبة للمتقين: وهذا ما يجزم به قلب المؤمن بالله وقدره أن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا، وأن دوام الحال من المحال، وأن المصائب لا تعد إلا أن تكون سحابة صيف لابد أن تنقشع وأن ليل الظالم لابد أن يولي، وأن الحق لابد أن يظهر، لذا جاء النهي عن اليأس والقنوط: ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون [يوسف:87]. لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا [الطلاق:1]. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز [المجادلة:21]. ([1])رواه أحمد . ([2])مسلم . ([3])رواه البخاري . ([4])زاد المعاد ج3 ص36 . ([5])مسلم . ([6])ابن أبي الدنيا.
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 06-11-2012 الساعة 09:05 PM |
#21
|
||||
|
||||
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-11-2012 الساعة 09:12 PM |
#22
|
||||
|
||||
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-11-2012 الساعة 09:15 PM |
#23
|
||||
|
||||
|
#24
|
||||
|
||||
|
#25
|
||||
|
||||
|
#26
|
||||
|
||||
أحبابنا في الله: الإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة، فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، والنظم العادلة. إنه الدين الذي ينبغي لنا أن نفتخر به، وأن نتشرف بالانتساب إليه، فمن لم يتشرف بهذا الدين ويفخر به ففي قلبه شك وقلة يقين.
إن الحق يخاطب حبيبه قائلاً: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْـأَلُونَ [الزخرف:44]. أي: شرف لك وشرف لقومك وشرف لأتباعك إلى يوم القيامة. وممـا زادني شـرفاً وتيهـاً وكدت بإخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً إن الشرف أن تكون من عباد الله الصالحين، وأن تعمل الصالحات وتجتنب المحرمات. إن الشرف أن تدعو لهذا الدين، وأن تتبع سنة خير المرسلين ، لقد أدرك سلفنا الأول عظمة هذا الدين، فقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة لهذا الدين. لقد كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية آمالهم، فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه الذي يقول له النبي : ((مرحباً بالذي عاتبني فيه ربي)) – لما أتى داعي الجهاد في سبيل الله، وارتفعت راية الإسلام، ونادى النفير للجهاد، فيقول له الصحابة: إنك معذور، أنت أعمى، وذلك لقوله تعالى: لَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰ [الفتح:17]. فيجيبهم: لا والله، والله يقول: ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً [التوبة:41]. فلما حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف مكانه حتى قتل، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه. وهذا فارس آخر من فرسان الإسلام العظام، الذين تربوا على يد محمد ، فقدموا للبشرية الشرف العظيم في انتمائهم للإسلام وتشرفهم به، إنه جليبيب رضي الله عنه، ذلك الصحابي الذي لم يكن يملك من الدنيا إلا الإيمان الذي ملأ قلبه، فأضاء له الدنيا. جاء جليبيب إلى رسول الله ، فتبسم عليه الصلاة والسلام لما رآه، وقال: ((يا جليبيب أتريد الزواج))؟ فقال: يا رسول الله، من يزوجني ولا أسرة عندي ولا مال ولا دار ولا شيء من متاع الدنيا؟! فقال عليه الصلاة والسلام: ((اذهب إلى ذلك البيت من بيوت الأنصار، فأقرئهم مني السلام، وقل لهم: إن رسول الله يأمركم أن تزوجوني))، فذهب وطرق عليهم الباب، فخرج رب البيت، ورأى جليبيباً، فقال له: ماذا تريد؟ فأخبره الخبر، فعاد إلى زوجته، فشاورها، ثم قالوا: ليته غير جليبيب، لا نسب ولا مال ولا دار، فشاروا الفتاة، فقالت: وهل نرد رسول رسول الله فتزوج بها. وحضر النبي غزوة من الغزوات، فلما كتب لهم النصر قال النبي لأصحابه: ((هل تفقدون من أحد))؟ قالوا: نعم، فلاناً وفلاناً وفلاناً، ثم قال : ((لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه))، فطلب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي فوقف عليه، فقال: ((قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه))، ثم وضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي ، ثم حفر له ووضع في قبره. [المسند: 4/422، مسلم: 4/1918]. فانظروا – رحمكم الله – إلى هذا الرجل الذي يفتخر به النبي ، ويضع ساعده الشريف وسادة له حتى يحفر له القبر إكراماً له، مع أنه من الفقراء في المال، لكنه من الأعزاء بالإسلام المتشرفين بالانتساب له. |
#27
|
||||
|
||||
الجهاد
يعتبر الجهاد في سبيل الله أحد الفروض الإسلامية ويُسميه البعض الركن السادس للإسلام، ويُقسم الجهاد إلى نوعين: الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، والجهاد الأصغر وهو القتال في سبيل الله. بالنسبة للجهاد العسكري، يُعرفه البعض بأنه يهدف فقط لحماية الأمة الإسلامية والتصدي للعدوان الخارجي عليها، أو لمحاربة المرتدين أو المتمردين أو الدول التي تضطهد المسلمين، أو التي تعرقل الدعوة الإسلامية بينما يرى البعض أن الهدف من الجهاد هو الغزو وتوسعة الأراضي الخاضعة لحكم الدولة الإسلامية. معظم المسلمين اليوم يفسرون الجهاد على أنه وسيلة للدفاع عن المسلمين والمقدسات الإسلامية، إضافة لنشر الشريعة الإسلامية وتطبيقها. والقتال في سبيل الله فرض كفاية على المسلمين، أي أنه يكفي قيام البعض به ليسقط عن البقية؛ ولكنه فرض عين على الحاكم وأصحاب السلطة. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-11-2012 الساعة 09:16 PM |
#28
|
||||
|
||||
الجهاد في سبيل الله علي بن عبدالعزيز الراجحي تعريف الجهاد : الجهاد لغة : مصدر من الجهد والجهد بفتح الجيم وضمها وهما الطاقة والمشقة ، تقول : جهد دابته وأجهدها : بلغ جهدها وحمل عليها في السير فوق طاقتها . والاجتهاد : بذل الوسع والمجهود . أما في الشرع ، فله إطلاقان : أ ـ إطلاق خاص ، ويراد به : بذل الجهد في قتال الكفار والبغاة . ب ـ إطلاق عام ، وقد عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية. ـ رحمه الله ـ بقوله: ( الجهاد حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحب الله من الإيمان والعمل الصالح ، ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان ). (مجموع الفتاوي 10 /191) وعلى هذا ، فكل ما يبذله المؤمن من جهد في الإيمان بالله تعالى وطاعته، ومقاومة الشر والفساد والانحراف ، ومجاهدة النفس في استقامتها على دين الله تعالى، ومجاهدة الشيطان لدفع وسواسه ، كذلك من الجهاد في سبيل الله . أقسام الجهاد : ينقسم الجهاد باعتبار إطلاقه إلى ما يلي : 1- مجاهدة النفس ، ويكون بالتزود من العلم الشرعي الذي ينير البصيرة ، ويوضح الطريق ثم بمجاهدتها للاستقامة على العمل الصالح المبني على العلم الصحيح . ومن جهاد النفس : مجاهدتها بكبح أهوائها وغرائزها التي تجنح بالإنسان إلى الانغماس في الشهوات المحرمة ، يقول تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) . (سورة العنكبوت آية 69) . ومن جهادها أيضاً : بذل المال في وجوه الخير بعامة ، وفي إعداد القتال بخاصة ، يقول تعالى : ( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ). (سورة الأنفال آية 60) 2- مجاهدة الشيطان ، ويكون بدفع ما يلقي الشيطان في النفس من الشبهات المضلة ، والشهوات المحرمة . 3- مجاهدة الفساق ، ويكون بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وتوجيههم وإرشادهم ونصحهم بالتي هي أحسن . 4- مجاهدة المنافقين ، ويكون بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، ودحض شبهاتهم وإرجافاتهم ، وبيان زيف ادعاءاتهم . 5- مجاهدة الكفار بدعوتهم وقتالهم.ينظر : ( زاد المعاد لابن القيم 3/5 ) . فضل الجهاد في سبيل الله : الجهاد في سبيل الله الذي هو قتال الكفار ذورة سنام الإسلام ، وبه قام هذا الدين ، وارتفعت رايته ، وهو من أعلى القربات ، وأجل الطاعات ، شرع لإعلاء كلمة الله تعالى ، وتبليغ دعوته للناس كافة ، والآيات الكثيرة ، والأحاديث النبوية دالة على هذا الفضل ، يقول تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) (سورة التوبة آية 111) ويقول تعالى ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) (سورة التوبة الآيات 20 ـ22 ) ويقول تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ). (سورة آل عمران الآيات 169 ـ 171) . وروى الشيخان عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي العمل أفضل ؟ فقال : ( إيمان بالله ورسوله ) ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : ( الجهاد في سبيل الله .. ) الحديث (أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الإيمان ، باب من قال إن افيمان هو العمل 1/77 برقم 26 ، وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان ، باب كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال 1/88 برقم83 ) . وأخرجا أيضاً عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً : ( لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ). (أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب الغدوة والروحة في سبيل الله 6/13 برقم2792 ، وأخرجه مسلم ، كتاب الإمارة ، باب فضل الغدوة والروحة 3/1499 برقم 1880 ) . حكم الجهاد : اتفق علماء المسلمين على أن جهاد الكفار وقتالهم لنشر دين الله فرض ، ولكنه فرض كفاية ، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين ، وذلك لقوله تعالى : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ) . (سورة النساء آية 95) قال ابن قدامة رحمه الله : ( وهذا يدل على أن القاعدين غير آثمين مع جهاد غيرهم). (المغني 13/6). وقال تعالى ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) (سورة التوبة آية 122) فنفى الله تعالى أن ينفر المسلمون للجهاد كافة ، وحض على أن ينفر من كل فرقة منهم طائفة تقوم بفرض الجهاد الذي يسقط عن الطائفة الباقية . الحالات التي يتعين فيها الجهاد : ذكر العلماء أن الجهاد يتعين على الشخص في حالات ثلاث : 1- إذا تقابل الصفان ، فيحرم على من حضر الانصراف ، يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار* ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ). (سورة الأنفال آيات 15 ، 16) . 2- إذا نزل الكفار ببلد معين ، تعين على أهله قتالهم ودفعهم ، فالدفاع عن النفس واجب ، قال تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذي يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) (سورة البقرة آية 190) . 3- إذا استنفر ولي الأمر قوماً لزمهم النفير ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير ) (سورة التوبة آيات 38 ، 39) متى يكون القتال جهاداً في سبيل الله ؟ لا يخرج القتال عن مقصدين : 1- أن يكون تلبية لأمر الله ، وتضحية في سبيله ، ونشراً لعقيدة التوحيد ، ودفاعاً عن حياض الإسلام وديار المسلمين وإعلاء لكلمة الله ، فهذا الجهاد في سبيل الله . 2- أن يكون خلاف ذلك المقصد ، كأن يقاتل شجاعة ، أو حمية أو قومية ، أو طلباً لمال ، ونحو ذلك من الشعارات والمذاهب الباطلة ، فهذا لا يكون في سبيل الله . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ قال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله ). (أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا 6/28 ، برقم 2810 ، وأخرجه مسلم كتاب الإمارة ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا 3/1512 برقم 1904 ) الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة :
من حكمة الله تعالى أن جعل الصراع بين الحق والباطل باقٍ إلى يوم القيامة ، وما دام هذا الصراع موجوداً فالجهاد موجود ، لا يحد بوقت معين ، فمتى وجد الباطل والضلال والكفر ، فالجهاد ماض ، وفضيلته باقية بحسب كل زمان ومكان ، قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) (سورة البقرة آية 217) وعن جابر رضي الله عنه مرفوعاً ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) . ( رواه مسلم في الإمارة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة .. ) 3/1524 رقم 1923. وقال صلى الله عليه وسلم ( الخير معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) (رواه البخاري رقم 2849 ، ومسلم رقم 1871 ) . |
#29
|
||||
|
||||
و لسوف يعطيك ربك فترضى
عبدالعزيز بن محمد أمين بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده السلام عليكم و رحمة الله و بركاته للهموم وجوه كثيرة أسوأها الوقوف عند حافة اليأس و فقدان الأمل وفي الآونة الأخيرة زار قلبي ضيف ثقيل لا يكاد يبرح مقامه فقد ابتليت بأمر أرهقني فالغم لازمني و الحزن صاحبني و الهم أحرق مقلتي و الدمع أغرقني... الفرح إن حضر يوما غاب بقية أيامي, القلب بحرارة يشتكي و ينادي الذي أهمني و لكن لا حياة لمن ينادي فبقي الألم يواسيني و الظلام يحضنني... نظرت للسماء شاكيا همي ألتمس رؤية الحمام لكني وجدتها مليئة بالغمام كأنها محملة بالغموم و كافة أنواع الهموم... و نظرت للأرض باكيا قلبي وجدت الحب فيها سرابا و القلوب مملوءة حقدا و عذابا... فقدت ما أريد و أقام في قلبي كل هم كئيب و فقدت الكنز الثمين و كدت أفقد اليقين إلا أني رفضت الإنكسار و وجهت وجهي للعزيز الغفار له الحمد و الثناء مقتديا بالأنبياء... فتحت المصحف فسبحان الله وقع بصري على الآية: "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" هاج قلبي و ضج و أحسست بأن الخطاب موجه لي: "يا أيها المهموم الكسير يا أيها المغموم الحسير... يا أسير الحزن أبشر ثم أبشر ثم أبشر فما ودعك ربك... إذا غطى ظلمة الحزن بجلبابه نهارك و أطبق الغم بجناحيه عالمك فلسوف نعطيك و نرضيك... إن عصفت بك عواصف الهم و زلزل قلبك الغم و أغرقك أمواج الحزن و اجتمعت عليك المصائب و نوائب الدهر و كثر عليك المصاعب فاهتف باسم رب المشارق و المغارب و سيزول كل تلك المتاعب... إن ضاق صدرك بالهموم و الغموم فاهتف يا حي يا قيوم فسترضى بالمقسوم... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى يا عبدالعزيز ربك أعلم بك منك و أعلم بمصابك و بلواك و يعلم متقلبك و مثواك و مأواك و يسمع دعائك و نجواك ... إذا ألم البلوى قصم ظهرك و أوهن جسمك فسيكشف غمك و ينقض ظهرك... إن داهمك أمر عظيم سيكفيك ربك العظيم... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن باعدك الأصحاب فرب الأرباب أدناك و اختارك من خلقه و ابتلاك... إن لم ينفعك الأقارب و الأنساب و تقطعت بك الأسباب فما ودعك ربك و ما قلاك... إن فقدت عزيز و إن فارقك حبيب فنحن منك قريب و أقرب من حبل الوريد... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إذا الهم طغى و بغى و كل من صاحب رجوته اتبع هواه فهوى و غوى و ودعك و قلى و لم تعرف كيف تستقيم على طريقتك الأولى و الفرح اختفى و تولى فاذكر شديد القوى محيى الموتى الذي أنشأك النشأة الأولى فهو قادر على أن يعيدك سيرتك الأولى إن وجدك عبدا إذا ذكر ربه صلى و نهى النفس عن الهوى و كان على الهدى... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن ابتليت بمصيبة تحل النقم و ذنوب تغير النعم و حرمان ورث الندم و إن زللت للحصول على مريدك و ذكرتنا فنحن نغفر الزلة ونضع عنك وزرك و إن أذلك مريدك فنحن نجبر تلك الذلة و ننقض ظهرك و نشرح صدرك و نرفع لك ذكرك... إن همت نفسك بالمعصية و ابتليت بارتكاب السيئة فأكرمناك بفعل الحسنة و محونا عنك الخطيئة... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن كنت في أمرك في حيرة عمياء و أذن الآخرين عن سماعك صماء و أصابتك الضراء فاعلم أن ربك يسمع و يرى و لسوف يعطيك ربك فترضى وليذيقنك نعماء بعد ضراء... إن لم يفهمك إلا القلة فسنجعلهم لك نعم الخلة و لسوف نعطيك و نرضيك ألم نجنبك فعل الرذيلة و أكرمناك بالأخلاق الكريمة الفضيلة!؟ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن أحاطك الشيطان و لم تجد من يعطيك الحنان فتذكر الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء المنان خالق الأكوان الذي أغرقك بالنعم على مر الأزمان فاعتصم بالقرآن فهو الركن إن خانتك أركان و لسوف يعطيك ربك ما لم يكن في الحسبان و كل منه إحسان... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إذا ابتغيت أمرا و لم تبلغه و منعك الآخرون فما كان عطاء ربك محظورا بل ممنوح يغدو و يروح... إن طلبت ذوي الشأن و ردوك فتذكر ربك الذي كل يوم هو في شأن يعز و يزل يضيق و يوسع يبتلي فلان بالمحنة و يدفع عن علان النقمة و ذلك منه منة. يقي الإنسان شر نفسه و سلمه من شرور خلقه يسهل الشديد و منجز الوعيد... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن كان حب المرضى من الورى بحب ليلى و سلمى و ندى و منى ذاك الحب الداني لنرزقنك قلبا يسري شوقا للقاء ربك الأعلى و لنكرمنك بالحب الراقي كمثل النبي موسى حين قال: "وعجلت إليك رب لترضى" وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن كنت في زمرة المحزونين ذوي القلوب المنكسرة الخاشعة الصادقة فالله يغيث المنكوبين و ينصر المستضعفين و الصادقين و يجيب دعوة المضطرين رب إذا سئل لا يرد سائله و إذا رجي لا يخيب رجاءه أهل التقوى و أهل المغفرة... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى إن أظلمت أمامك الدروب و اشتدت الخطوب و الكروب فاذكر علام الغيوب بالخضوع و الخشوع ليشع قلبك نورا و يمتلئ صدرك سرورا و حبورا فمنك الدعاء و منه الإجابة فهو ربك الأعلى و لسوف يعطيك فترضى... إن انقطعت الآمال و أكثرت السؤال و شكوت لربك الحال ليبدلنك الحال... وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى يا عبدالعزيز سبح اسم ربك الأعلى و لسوف يعطيك ربك فترضى... إن ضاق صدرك وسعناه و إن مرضت شفيناك و إن ابتليت عافيناك... إن أخطأت فذاك طبع الإنسان و الكامل الله الرحمن... حينها اغتنمت الثلث الأخير في غياهب السحر تحت ظلال الصمت حين ينزل رب العزة نزولا يليق بجلاله لزمت الإستغفار و دعوت العزيز الجبار بسهام الليل مستخدما بريد الإنكسار بعثت شكوتي إلى محكمة العدل في السماء ورفعت يدي و بسطت إليه أكف الضراعة أشكو همي و بثي و حزني إلى قاضي السماء من قاضي الأرض الذي عاملني بجفاء و أنا غارق بدموعي بكل جهد و عناء... قلت: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم يا رب أدعوك دعاء الغريق في بحر همومه الذي لا يجد كشف ما هو فيه إلا أنت فيا رب لا تترك عبدك هالكا... اللهم يا الله برحمتك أستغيث و من غيرك أستغيث اللهم أغلقت الأبواب إلا بابك و خاب الرجاء إلا في جنابك و إنقطعت الآمال إلا فيك و خشعت الأصوات إلا صوتك, اللهم يا مقلب القلوب اللهم يا علام الغيوب اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"... فلم أزل أناجي ربي حتى سمعت بخاطري (و لسوف يعطيك ربك فترضى) فتبسمت رغم معاناتي و علمت أن ربي سيحقق العدل لي و ينهي ماساتي و لسوف يعطيني فيرضيني إن شاء... سكن دمي و جف عرقي... رق عظمي و ضعف... و هدأ قلبي و صمت ... |
#30
|
||||
|
||||
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاسلام, دين, نبينا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|