|
||||||
| ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء ) |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي ولد والحمد لله يتمتع بذكاء ممتاز - والحمد لله - ولكنه بنفس الوقت شديد الخوف، ويحسب لكل حركة بطريقة تشاؤمية، فكيف أعزز شخصيته، وأقوي ثقته بنفسه؟ وأيضا عنده تولع شديد باللعب، بالألعاب الالكترونية، فكيف أخفف من ذلك؟ مع العلم أنه يكره الألعاب الحركية, وهو يميل إلى القراءة، ولا يحب الخروج من المنزل كثيرا، فما الحل؟ ولكم جزيل الشكر. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فأول ما نبدأ به هو حمدنا الله تعالى على حسن توفيقه إياك بهذا الاهتمام الكريم منك لولدك، الذي هو أمانة جعل الله تعالى بين يديك، ولا ريب أن الواجب على الوالدين هو القيام بكل ما يصلح هذه الوديعة التي استودعها الله تعالى إياهم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والزوج راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) متفق على صحته. وأما ما أشرت إليه من ذكاء ولدك ومع هذا فإنه شديد الخوف لأقل الأسباب، فإن الغالب أن هذا الخوف راجع لأسباب تربوية في الأسرة، كأن يكون الولد محط خوف من والديه، بحيث يظهر –وبدون قصد– خوفهما عليه لحبهما إياه، وربما بالغا في تدليله والقيام بطلباته حتى لو كان قادراً على القيام بها بنفسه، فمثلاً إذا وقع الولد على الأرض وقوعاً عادياً، فإن بعض الأمهات يبادرن بسرعة لرفعه وحضنه وإظهار الخوف عليه، بينما كان بالإمكان أن تقول له أمه مثلاً (قم يا حبيبي أنت ولد ذكي وقوي هيا قم واعطني قبلة منك) فمثل هذه العبارة قد جمعت بين تقوية عزيمة الولد ليتعود الاعتماد على نفسه، وجمعت أيضاً الحنان والمودة التي لا تفسد طبع الولد وتخرجه إلى حد الدلال الزائد عن حده. وقد قصدنا الإشارة إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور حالة من قلة الثقة بالنفس، والخوف الزائد، ومن هذا النوع ما يقع لولدك –حفظه الله تعالى ورعاه– وهذا الذي يقع له، أمر شائع جداً في الأطفال، لا سيما في هذا العصر الحالي. وأما طريق الخروج من هذا الأمر، فيحتاج منك إلى عدة أمور: أولها: الاستعانة بالله تعالى، وطلب المعونة منه، فعليك بالدعاء والتضرع ليعنيك الله على حمل هذه الأمانة، كما قال تعالى عن العبد الصالح: {قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. وثانيها: تقوية جانب الثقة بنفسه باعتماد الأسلوب التدريجي، فليس المطلوب هو تحويله فجأة وبسرعة، بل لهذا الأسلوب المتعجل نتائج سلبية غالباً، ولكن المطلوب تعديل الأسلوب معه تدريجياً، فمثلاً إذا كان يخاف من الحشرات كثيراً، فيمكن أن تقومي بإخراجها بلطف ممسكة إياها بمنديل ثم تقولين له مثلاً: (إن الأمر سهل انظر كيف أني أمسكها بالمنديل ثم أرمي بها) فهذا أسلوب إن تكرر يمكن أن يشجعه كثيراً حتى يصبح يمسك المنديل ويرميه بنفسه. ونحو هذا المعنى إن كان يخاف من الناس، كخوفه من أصحاب والده مثلاً، فيمكن أن يشجع على ذلك بتعاون بعض أصحاب والده، بحيث يركب مع زوجك في السيارة والولد في المقعد الخلفي ويتم الأمر وكأنه غير مقصود، بحيث لا يتعمد صاحب والده الكلام معه، وإنما يوجه الأحاديث اللطيفة إلى زوجك ليسمع الولد، وكأنه غير مقصود في الكلام، ثم يشترى له مثلاً قطعة حلوى يعطيها لوالده، ليناولها والده إليه، فهذا إن تكرر مرتين أو ثلاثة سيعتاد الولد على هذا الصاحب ويدخل عليه ويكلمه ويجالسه، ثم إن تكرر هذا مع غيره فسيختفي إن شاء الله تعالى. بالإضافة إلى الحكاية القصصية المؤثرة في نفسه، كأن تحدثيه مثلاً عن بطل من الأبطال، لا سيما إذا كان هذا مشاهداً بالرسوم كقصة طارق بن زياد وصلاح الدين رحمهما الله تعالى، أو كبعض مواقف خالد بن الوليد رضي الله عنه، ونحو أولئك من الأبطال الصالحين، بحيث تصبحين مشجعة إياه بعد ذلك كأن تلقبيه مثلاً بالبطل صلاح الدين، ونحو هذه الأمور التشجيعية المناسبة. ويدخل في هذا المعنى دخولاً أولياً، تقويه الجانب الديني لديه، وذلك بحثه على المحافظة على الصلاة –إن كان سنه يسمح بذلك– بل إن في محافظته على الصلاة في المسجد مع والده شد من عزيمته، وتقوية لقدراته الاجتماعية، لا سيما وهو يقف في الصف مع الناس المتغيرين المختلفين. وأما ميله للقراءة وعدم حب الخروج من المنزل كثيراً، فهذه ميزة وليست بعيب، فإمكانك استغلال هذه الخصلة الحسنة، بتوجيهه إلى المطالعة النافعة لا سيما إذا وجهتهه لحفظ القرآن الكريم مثلاً، أو تشجيعه على الكتابة والإنشاء الأدبي، لأن طبيعة ولدك هي طبيعة أدبية وليست طبيعة آلية وهي المسماة في الاصطلاح (الطبيعة الميكانيكية) فالطبيعة الأدبية هي التي لدى ولدك، وهذا لا يستدعي قلقاً ولا خوفاً، ولكنه يستدعي عناية وتوجيهاً وإرشادا وتثميراً لهذه الطبيعة. ونود لو كتبت لنا بعد شهرين من تطبيق هذه الأساليب، لنتابع النتيجة معك، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والهدى والسداد.
__________________
![]() |
|
#2
|
|||
|
|||
|
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخي الصغير يبلغ من العمر 6 سنوات, يدرس في أول ابتدائي، لديه مشكلة، وهي أنه لا يحب الذهاب إلى المدرسة، والخوف من الاختلاط بالأطفال في مثل سنه، ونجده يسأل عن يوم العطلة فقط حتى لا يخرج من المنزل, في صغره وقبل دخوله المدرسة التحضيرية كان يقضي وقته كله في مشاهدة الرسوم المتحركة، وكان يحب الحيوانات بمختلف أنواعها، ويشاهد الأشرطة الخاصة بها، وبسبب أننا كنا نسكن أمام طريق كبير كنا نخاف عليه من السيارات، فلم يكن يخرج للعب مع الأطفال، أي أنه لم يختلط مع الأطفال إلا نادراً إذا أحضر ضيوفنا أولادهم الصغار. المشكلة بدأت عندما دخل إلى التحضيري؛ حيث أنه في الأسبوع الأول، ولدرجة صمته غير المحتمل أصبح المعلمون يسألوننا إن كان يتكلم أو لا، وأحيانا كانوا يقولون إنه معقد بسبب عدم كلامه أو لعبه مع الآخرين، وبعد فترة استطعنا أن نتغلب على هذا المشكل، وأصبح يتكلم بشكل عادي مع معلماته وزملائه، وعادت لنا نفس المشكلة في السنة الأولى ابتدائي، وللأسف لم نستطع أن نتغلب عليها، رغم أننا ندرسه جيداً في البيت، وأنه يحفظ كل دروسه، ويجيد كتابة كل الأحرف والأرقام، إلا أنه عندما ذهب إلى المدرسة في الأيام الأولى لم يكن ينطق بأي حرف، ولا يرد على المعلم أو يتجاوب معه، وبعد أن ضغطنا عليه في البيت وطلبنا منه أن يخبرنا سبب صمته، قال إن صوته غير جميل، وأنه يخاف أن يخطئ، فشجعناه على التكلم، وعملنا على إزالة هذه الفكرة من رأسه. تجاوب معنا وأصبح يشارك ويعمل الفوضى أيضا, وعندما نبهناه عن الفوضى عاد إلى صمته مجددًا, كما أنه إذا سألته أمه وأخطأ ووبخته فإنه يرفض أن يعيد الإجابة. أعتذر لأني أطلت الحديث، ولكني أتمنى منكم أن تساعدونا لحل هذه المشكلة، وجلعه يخرج من صمته ويختلط بالأطفال ويحب المدرسة. ملاحظة: هو يتجاوب مع إخوته وأسرته بشكل طبيعي وعادي جدا في المنزل، ويلعب معنا في البيت، ولا يصمت كما يفعل في المدرسة. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن هذا الطفل –حفظه الله تعالى– لديه مشكلة بسيطة فهو من الواضح أنه لا يكره المدرسة، لكنه يحب أمان البيت، ويشعر أنه أكثر طمأنينة؛ وذلك لظروف موضوعية جدًّا، فكما تفضلت وذكرت هو لم تتح له الفرصة لأن يتفاعل خارج البيت، وذلك نسبة لمخاطر الطريق –كما ذكرت– وكذلك لمشاهدته الرسوم المتحركة، ربما بصورة متواصلة ولأوقات طويلة، وهو بلا شك استأثر بالكثير من الحماية الأسرية، وهذا يجعل الطفل لا يحب الذهاب إلى المدرسة. البعض يعتقد أن الطفل يخاف من المدرسة، وهذا ليس بصحيح، الطفل ليس خائفًا من المدرسة، لكن الأمر بالنسبة له مقارنات، فهو يقارن ما بين الأمان في البيت والأمان والراحة في المدرسة، وحين يحسب حساباته ويراجع نفسه يجد أنه من الأفضل له أن يبقى في البيت، ومن الناحية التشخيصية تسمى هذه الحالة بقلق الفراق، يخاف أن يفترق من البيت. العلة الثانية: وهي ما يسمى بالصمت التخيري، أي أن الطفل يتكلم في أوضاع معينة، ويصمت في أوضاع أخرى اختياريًا، هذه أيضًا مرتبطة حقيقة بحالة التواؤم الشديدة التي وجدها في البيت. أرجو أن لا تنزعج لهذا الأمر، والذي أريده أولاً: هو أن نشعر هذا الطفل بالأمان. ثانيًا: نعطيه شيئا من الاعتمادية على نفسه في البيت، فيجب أن يتعلم أن يجلس في غرفته مثلاً وحده فترة حتى وإن كانت قصيرة، دعوه يرتب ملابسه ويقوم بترتيب فراشه في الصباح، دائمًا نحفزه حول الأعمال الإيجابية التي يقوم بها، ونحاول أن نتجاهل موضوع السلبيات، نحببه في المدرسة وذلك من خلال أن نقارن بينه وبين أصدقائه مثلاً، وأن يكون هنالك نوع من الاتفاق مع المعلمين ليعطوه المزيد من الاهتمام والاطمئنان، ومن المهم جدًّا أن لا نساوم الطفل في أمر الذهاب إلى المدرسة، هذه يجب أن تكون واضحة جدًّا، فيجب أن يبدأ في تحضير حقيبته المدرسية وملابسه منذ الليلة التي تسبق الصباح الذي يذهب فيه إلى المدرسة، لا بد أن يعيش هذا الواقع. وأرجو أيضًا أن تدعموا نظام التحفيز والإثابة له من خلال تطبيق نظام النجوم، وهي طريقة معروفة جدًّا لدى الآباء والأمهات، توضع لوحة بالقرب من سرير الطفل مثلاً، ويتفق معه على عدد النجوم التي سوف يكتسبها حين يقوم بأي فعل إيجابي، وعدد النجوم التي سوف يخسرها في حالة التصرفات السلبية مثلاً كالتردد في الذهاب إلى المدرسة أو عدم ترتيب وتنسيق كتبه، وفي نهاية الأسبوع يعرف أنه سوف يستبدل عدد النجوم التي اكتسبها بشيء من الأشياء المحببة إليه، وليس من الضروري أن يكون هذا الشيء ماديًا أبدًا، قد يكون شيئًا معنويًا، مثلاً أن يجلس للتلفزيون فترة أطول، وهكذا. هذه هي الأسس التربوية التي تساعد هذا الطفل، وأرجو أيضًا أن تتاح له فرصة التفاعل مع الأطفال، أنا أقدر تمامًا أننا نعيش في زمنٍ من الصعب على الإنسان في كثير من الأحيان أن يأمن على أطفاله، لكن حاولوا أن تجدوا أطفالاً تطمئنون إليهم ودعوه يتفاعل ويتمازج معهم. أنا أؤكد لك -إن شاء الله تعالى- أن هذا الطفل ليس لديه أي مشكلة، هؤلاء الأطفال دائمًا يكونون من الأطفال النجباء والأذكياء جدًّا، فقط الذي أرجوه هو أن تعطوه شيئًا من الاعتمادية على نفسه، وبالطبع الأمر يتطلب الصبر والتدرج؛ لأن ما اكتسبه من تقارب ومودة يجب أن يفقدها أيضًا تدريجيًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
__________________
![]() |
![]() |
| العلامات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|