|
#1
|
||||
|
||||
![]() الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين المادة والروح
لقد خلق الله - سبحانه وتعالى - الإنسان من مادة وروح ، وأَمدَّهُ بكل أسباب الحياة في جانبيها المادي والروحي، فهيأ للجسم البيئة الصالحة التي يعيش فيها على وجه الأرض، وهيأ سبحانه للجانب الروحي غذاءه من الوحي الذي نزل إلى الإنسان عل يد الرسل، فالإنسان في مفهوم الحضارة الإسلامية هو ذلك الكائن المادي والروحي ، وأن حياته الصالحة المستقيمة هي تلك التي يُرَاعَى فيها هذا الجانب وذلك، ويظهر جلياً في تعاليم الإسلام وتشريعاته، فإلى جانب الدعوة إلى الإيمان والحرص على العبادة، نجد الدعوة إلى الأخذ بالأسباب المادية للحياة قال تعالى: ![]() ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ٢ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ٣ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٤ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ![]() ![]() ![]() ![]() وعلى هذا الأساس أقام المسلمون صرح الحضارة الإسلامية بمعطياتها الروحية والمادية، وحققت للإنسانية أقصى درجات طموحها في تلك العصور التي كان فيها العالم من حولها يعيش خواءً روحياً وأخلاقياً ، وتخلفاً واضحاً في صناعة الحياة. فكل نشاط مادي في ظل الحضارة الإسلامية له غاية أخلاقية، وفيه جانب روحي٣١ قال ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() الحضارة الإسلامية حضارة الأمانة
تميزت الحضارة الإسلامية عن غيرها من أنواع الحضارات بأنها حضارة أمانة مطلقة، فعندما قام علماء المسلمين بترجمة ونقل الكثير من علوم اليونان والفرس والهنود وغيرهم، فإنهم لم ينسبوا ما نقلوا لأنفسهم، وإنما إلى أصحابه الذين نقلوا عنهم، فهم يقولون أن هذا الأمر عند حالينوس كذا، وإن أرسطو قال كذا، عملاً بقوله تعالى: ![]() ![]() ![]() وهنا يبدو الفرق واضحاً بين رواج الحضارة الإسلامية من ناحية، وعلماء اليونان الذين نقلوا كثيراً عن غيرهم ونسبوه إلى أنفسهم من ناحية أخرى، وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن اليونانيين استقوا كثيراً من علومهم من قدماء المصريين ، ولم يشر اليونانيون لمصادر معلوماتهم ، وأثبتوها على أنها من اكتشافهم، وحتى الكثير من علماء أوروبا عندما أخذوا الحضارة الإسلامية فقد نسبوا كثيراً من الاكتشافات لأنفسهم، غير أن المخلصين منهم أثبتوا هذا الحق لعلماء المسلمين٣٤. |
#3
|
||||
|
||||
![]() الحضارة الإسلامية حضارة العدل ألزمت أسس الحضارة الإسلامية قادة المسلمين ، وقضاتهم ، وحكامهم بمراعاة العدل في المعاملة بين المسلمين، دون تمييز بين عناصرهم ، وفئاتهم ، وقومياتهم ، وطبقاتهم ؛ فالمسلمون كلهم سواء أمام الحق، وبين يدي القضاء، وإيجاد فرص العمل المتكافئة للجميع، وفي اقتباس العلم والمعرفة، فالتفاضل الذي تدعو إليه الحياة يقوم على التمايز بين الأفراد بخصائصهم الفردية الفطرية والمكتسبة٣٥. وشواهد مراعاة العدل بين الناس في نصوص الشريعة الإسلامية كثيرة جدّاً ؛ لنأت منها بالكليات الكبرى:
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-03-2012 الساعة 10:37 PM |
#4
|
||||
|
||||
![]() منجزات الحضارة الإسلامية لقد بينا فيما سبق خصائص الحضارة الإسلامية ، والآن ننتقل بك إلى بيان منجزات الحضارة الإسلامية في شتى مجالات العلوم الطبيعية. لقد اعتنى المسلمون بالعلوم الطبيعية؛ حيث قاموا بترجمة المؤلفات اليونانية، ولكنهم لم يكتفوا بنقلها، بل توسعوا فيها، وأضافوا إليها إضافات هامة ؛ تعتبر أساس البحث العلمي الحديث، وقد قويت عندهم الملاحظة، وحب التجربة والاختبار، وفيما يلي نتحدث عن أهم المنجزات العلمية في الحضارة الإسلامية: ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() علم الطب من فروع الطبيعيات صناعة الطب، وهي صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض ويصح؛ فيحاول صاحبها حفظ الصحة ، وبرء المرض بالأدوية والأغذية، بعد أن يتبين المرض الذي يخصُّ كل عضو من أعضاء البدن، وأسباب تلك الأمراض التي تنشأ عنها، وما لكل مرض من الأدوية٤٢. والدافع الرئيسي لاهتمام المسلمين بالطب والإبداع فيه الإشارات الطبية التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وهي كثيرة منها: قول الله سبحانه وتعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() وقد توصل الأطباء المسلمون إلى أراء جديدة في الطب تخالف أراء القدماء في معالجة كثير من الأمراض، واستخدموا في مستشفياتهم الكاويات في الجراحة، ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف أو معالجة الحميات، وعالجوا الأورام الأنفية وخياطة الجروح، وقطع اللوزتين، وشق أوراق الحلق، وقطع الأثداء السرطانية، وإخراج الحصاة من المثانة، وجراحة الفتق وجراحة العيون، وإخراج الجنين بالآلة، وإخراج العظام المكسورة، واستخدام المرقد (البنج أو المخدر)، كما فرقوا بين الحصبة والجدري. وقد عرف المسلمون الأوائل التخصص، فلم يسمحوا لأحد بممارسة الطب إلا بعد نجاحه في امتحان في كتب التخصص المعروفة، للتأكد من سعة ثقافة الطلاب النظرية والعملية، وللوثوق من مهارتهم ومقدرتهم على التشخيص والعلاج، قبل أداء اليمين، وحصولهم على شهادة مكتوبة تحدد لهم الأمراض التي يمكنهم مواجهتها وعلاجها. ومن التخصصات التي عرفها المسلمون طب الأمراض الباطنية، والجراحة، وطب العظام، وطب النساء، وطب الأطفال، وطب الأسنان، والطب النفسي والعقلي٤٥. منجزات الأطباء المسلمين : أضاف الأطباء المسلمون إلى ما ترجموه وورثوه عن اليونان وغيرهم فألفوا ، وابتكروا منجزات جديدة من أهمها:
|
#6
|
||||
|
||||
![]() علم الصيدلة
سماه العرب الصيدلة والصيدنة، والقائم به يُعرف بالصيدلي (أو الصيدناني) كما سمي بعلم المفردات أو العقاقير أو الأدوية٤٦. لم يكن عند اليونان الذين تأثر المسلمون بطبهم بصفة عامة أي التفريق بين الطب والصيدلة كعلم ومهنة، فأول من قام بهذا التفريق هم المسلمون؛ حيث جعلوا الصيدلة علماً مستقلاً٤٧. وقد اعتبر المسلمون المؤسسون الحقيقيون لهذا العلم، حيث إنهم ارتقوا به من تجارة العقاقير إلى علم أنشأوا له المدارس لتعليمه، والصيدليات لبيعه، كما وضعوا كتباً خاصة لتركيب الأدوية سموها (الأقراباذين) وكلمة أقرباذين كلمة يونانية الأصل، معناها (التركيب) أي تركيب الأدوية، وهي في عرفنا الحديث تقابل علم طبائع الأدوية وخصائصها المسمى بالفارماكولوجيا٤٨. وقد استنبط علماء المسلمين أنواعاً كثيرةً من العقاقير تدلنا على ذلك أسماؤها العربية، التي لا يزال بعضها مستعملاً لدى الغربيين، كما اكتشفوا أدوية جديدة منها: السنابكة، الكافور، الحنظل وجوز الهند٤٩. والسبب في تقدم الصيدلة عند المسلمين اتباعهم لتوجهات وإرشادات الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة التي جاء فيها ذكر بعض الأدوية كقول عز وجل: ![]() ![]() ![]() ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() علم الكيمياء
بعد أن عرفنا دور علماء المسلمين في علم الطب والصيدلة ننتقل بك الآن لتتعرف على دورهم في علم الكيمياء. اعتمد علماء المسلمين في معرفتهم لعلم الكيمياء على الكتب المترجمة من اليونانية، وعلى كتب علماء الإسكندرية بالذات، ولكنهم لم يقفوا عند حد نقل كتب القدماء، بل قاموا باكتشافات مهمة، فهم الذين أسسوا الكيمياء الحديثة بتجاربهم وملاحظاتهم الدقيقة ، ومستحضراتهم الهامة٥٢. ومن إضافاتهم الهامة في الكيمياء اكتشافهم القلويات، وروح النشادر، ونترات الفضة ونترات الصودا، وغير ذلك من أنواع المواد الكيمياوية مما تقوم عليه كثير من الصناعات الحديثة من صناعة الصابون، والورق والحرير٥٣. ومن أهم كتب الكيمياء التي ألفها علماء المسلمين : كتاب الأسرار ، وكتاب سر الأسرار، وكتاب الاستتمام.٥٤ |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|