اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #5  
قديم 31-12-2011, 11:26 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

لماذا بني الإسلام الأخوة على أساس الإيمان دون النسب و ال*** ؟
إن الإسلام لم يبن الأخوة على النسب و ال*** لكونهما مبنيين على الالتقاء الجسدي المادي و هو لا يكون جماعة قوية متماسكة ،تصمد لعواصف التمزق و التفرق ،و رياح الاختلاف و التنازع ،لا سيما إذا كان الاختلاف في الفكر و التصور ،و العقيدة و المنهج ،و من المشاهد المتكررة ، إن أبناء النسب يتقاتلون متى اختلفت عقائدهم و أهدافهم ،و تضاربت أفكارهم و مذاهبهم ،بينما يتعامل أبناء الدين و العقيدة ،و يتعاونون فيما بينهم و إن اختلفت أنسابهم و ألوانهم ،و تغايرت أوطانهم و لغاتهم. و لأجل هذا أقام الإسلام أخوة البشر على الإيمان ،لأن الإيمان رابطة قوية ،تستولي على الروح و الضمير ،فتجعله خاضعا لصوتها، أضف إلى ذلك ، أنها لا تحد بالحدود النسبية و اللونية ، و لا بالحدود القومية و الوطنية ، و لا بالحدود الإقليمية و الجغرافية ،و إنما تتجاوزها بحذافيرها و تشمل أقطار الأرض كلها ، لأنها تهدف إلى إقامة مجتمع بشري عالمي ،يسوده الإخاء و المودة.


2/ مقومات الأخوة الإسلامية :
إذا كان العمران بلا عمود ينهد ،فكذلك الأخوة الإسلامية تصاب بالخروق إذا فقدت الأساس الذي تقوم عليه ،و الذي يمدها بالثبات و الاستقرار،و لو ذهبنا نعدد مقومات هذه الأخوة ،لا نحصيها كثرة ،و لكن سنوجزها في الآتي:
أ-المحبة و الولاء: لا يمكن أن تتحقق أخوة الإسلام إلا إذا أحب المسلم أخاه المسلم محبة صادقة تصدر من القلب و الضمير ، فتترجمها الجوارح و الأعضاء ،يسلم عليه إذا لقيه ،و يساعده إذا احتاج إليه ،و يكرمه إذا نزل عنده و يجلب إليه الخير كله ،و يدفع عنه الشر كله ،حتى انه من كثرة حبه له ينزله منزله نفسه ، أو أقرب الناس إليه.
الأمثلة على ذلك:
مثال من القرآن الكريم ، قوله تعالى : واصفا حال الأنصار مع من هاجر إليهم من مؤمني مكة ((و الذين تبوؤا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة)) روى عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال : (لما قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني و بين سعد بن الربيع ، فقال سعد لي : أي أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ،فانظر شطر مالي فخذه ،و تحتي امرأتان ، فانظر أيهما أعجب إليك حتى أطلقها ) أي حب أعظم من هذا ، أن يطلق لك أخوك زوجته ، و كريمته حتى تتزوجها و أي إخاء أمتن من أن يشاطرك أخوك ماله و جهده
ب -الصبر و احتمال الأذى : المؤمن يصبر محتسبا لما يجده من إخوانه من جفاء و غلظة ،و يتحمل كل ما يلقاه منهم من إساءة و أذى قولي أو فعلي ، حفاظا على الأخوة ، و حرصا على بقائها و استمرارها، فلو ذهب ينتقم من كل من أساء إليه ،ويدفع سيئته بمثلها، ربما لا ينتهي الدور ،خصوصا إذا كان المنتقم ، أضعف من المنتقم منه ، و لا أحد يعينه على قضاء وطره منه ، فيصبح الناس في دوامة ال*** و البطش ،و هذا أشد خطورة من مصلحة الانتقام. قال تعالى عن هذا (و لا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ، فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه و لي حميم ، و ما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم))
ج- حفظ السر و ترك الفضيحة ،و المؤمن ستار لعيوب أخيه ،مهما بلغت من الخطورة غايتها ،ما لم يكن مجاهرا بها ،مفتخرا بالتلبس بها ،حتى يصون كرامة أخيه ،و يمنعها من التردي و الانحطاط لو افتضح أمام الناس ، و لذلك قال تعالى : ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون)) و قال صلى الله عليه وسلم : (لا يستر عبد عبدا في الدنيا ، إلا ستره الله يوم القيامة )
ما السر في منع الإسلام إعلان العيوب و إشهارها ؟ لقد منع الإسلام إعلان العيوب و إشهارها ،و اعتبر الإعلان نفسه جريمة أخرى ، منفصلة عن جريمة مرتكب المعايب و الذنوب لأمرين:
أ-إتاحة الفرصة للمذنب أن يراجع نفسه و يتوب إلى الله ، فلو افتضح أمره ،و انكشف ذنبه ،فقد ضاع الحياء من وجهه ، و ربما أغراه الافتضاح و التشهير على السير قدما في المعايب و الرذائل. أما لو ظل عيبه مستورا ،فإن الاحتفاظ بسمعته ،و سيرته يبقى قائما لديه ،و لذلك نصح الإسلام بعدم كشف العيب ،فقد روى معاوية –رضي الله عنه –قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (انك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ) و روى عقبة ابن عامر –رضي الله عنه –مرفوعا (من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤودة )
ب-منع انتشار الفساد في الأرض ، فإعلان العيوب و العورات دون أن يصحبه العقاب ،يفسد الجو الاجتماعي ،و يغري الناس بارتكابها ،و كان ذلك الإعلان بمثابة تنبيه و تعليم للأشرار و كثيرا ما يصرح الفساق بأن ما ارتكبوه من الذنوب ،لم يكن إلا نتيجة لما تعلموه من خلال خبر كتبته صحيفة ، أو بثته إذاعة ، أو عرضه تلفاز ، أو تناقلته ألسنة الناس.
حالات يجب ستر العورة فيها ، أوجب الإسلام ستر العورة و العيب في الحالات التالية:
أ- الزنا الذي لم يبلغ نصاب الشهود فيه أربعة أشخاص.
ب-أن يكون الذنب –من حيث أثره –يخص المذنب و لا يتعداه إلى غيره.
ج-أن يكون الإعلان له يؤدي إلى فساد أكبر ،و ضرر أوسع.
د-أن يكون الإعلان سببا لإسقاط ثقة الإنسان ،الذي ينتفع الناس بثقته.
ه-أن يكون المذنب مستفتيا ،يبحث عن حكم الشرع في ذنبه ،و طريق التوبة منه
حالات يجب كشف العورة فيها: و يجب كشف العورة فيما عدا الحالات السابقة و خاصة إذا كان المذنب مجاهرا بذنبه ،عارفا لحكم الله ،و يعقاب عليه حتى لا يتشجع الناس على اقترافه.
تميز رابطة الأخوة الإسلامية على غيرها من الروابط: إن رابطة الأخوة الإسلامية عميقة الأثر في كيان الجماعة ، لا تعدلها رابطة أخرى من ال*** أو اللغة أو الوطن ، أو الجوار أو المصلحة المادية المشتركة ، بل إن هذه الروابط مجتمعة ،مهما يكن أثرها الظاهري من كف الأذى ،و بذل المعروف ، تظل روابط سطحية ، لا تزال تتخللها الفجوات و الثغرات ، حتى تشدها رابطة الأخوة الروحية ،و القيم العليا ، فهنا تعود الكثرة وحدة.

__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:00 PM.