اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 08-12-2011, 02:14 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,789
معدل تقييم المستوى: 20
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

إياس : كليهما .. سيّان .. سواء احم احم أو د. مؤيّد .. المهم أني سأحصل على ما أريده في النهاية ، صعدتُ إلى الدور الثالث في المستشفى حيث مكاتب الدكاترة ، وبخطوات مُقدمة .. ومترددة في نفس الوقت ، طرقتُ الباب على مكتب د. مؤيد ، استأذنتُ منه فأذن لي بالدخول وتلقّاني كما يتلقى الأب ابنه ، بحق .. ذلك الدكتور من أروع من لا قيت في حياتي ، رحّب بي كثيراً وسألني عن أحوالي وعن أهلي وعن مستجدات حياتي وأخباري بعد القرار التأديبي من الجامعة وكيف هي نفسيتي ، والحقيقة أنه ما لقيني إلا سألني نفس الأسئلة ، لكن طبيعته الأبويّة تجعله يسأل دائماً هكذا ، وكذا كلّ معلّم ومربٍ يريد كسب طالبه وغرس ما يريد أن يغرس فيه ، لا بد أن يشعر الطالب أن من أمامه يحبّه ويكترث لحاله حتى يفتح له قلبه ليقرأه وليضع فيه ما يشاء ..

ابتدأني :
د. مؤيّد : آمرني يا ولدي .. ما الذي أتى بك الآن ؟ ما الذي تريد ؟


إياس : كُلفت ببحثٍ صغير حول العملية التي أجريتها أنت و د. خالد قبل سنوات ، كنتُ أبحث في المكتبة الجامعية ومكتبة المستشفى ، فلمّا علمت أنها لك أتيتك أنت لأسمع منك كيف أجريتها أنت ود. خالد .

إياس : بدأ الدكتور يشرح لي بحماس وروح الشباب السالفة أراها في عينيه المندفعتين ولسانه المنطلق الذي يغرف مما في قلبه من فخر لأداء تلك العملية الرائدة - وحُق له - ، تحدّث وتحدّث وتحدّث حتى ملّ هو من الحديث وأنا مُنصت مستمع مستمتع ، لم أكن أتوقع أن نمتلك قامة علمية كـ د. مؤيّد .

لمّا انتهى الدكتور من حديثه شكرته ثم طأطأتُ رأسي إلى الأرض وبدأت أحرك قدمي باضطراب ، ولم أخرج كما هي العادة عند نهاية الحاجة من القدوم على مكتبه ، فبادرني ..

د. مؤيّد : أهناك شيء تريد قوله يا ابني إياس ؟ ألديك مشكلة ما ؟ أتريد شيئاً ؟

إياس : نعم يا دكتور .. أود أن أسألك عن د. خالد ، أين هو الآن ؟ ولماذا ترك المستشفى الجامعي ؟ أعتذر إن كانت أسئلتي محرجة أو فضولية ، لكني معجب يا دكتور بشخصيته كثيراً ولا أجد أحداً أسأله عنه سوى رفيق قديم له .. كأنت !

د. مؤيّد : إيــه ! .. د. خالد ..

ثم التفت د. مؤيّد نحو نافذته .. رفع الستارة وأشار إلى مسجد كبير وسط المستشفى وقال :

د. مؤيّد : أترى ذلك المسجد ؟ لو لا د. خالد لما كان موجوداً هنا !

إياس : كيف يا دكتور ؟

د. مؤيّد : قصة طويلة جداً .. كان د. خالد صريحاً جريئاً لا يخاف في الله لومة لائم ، تم تكليفه من قبلنا نحن الأطباء بالعمل على رفع مشروع إلى إدارة الجامعة لبناء مسجد في المستشفى ، وبالفعل تحرّك د. خالد وخاطب المسؤولين بأسمائنا ، لكن طلبه رُفض بحجة عدم وجود مبالغ مالية كافية في ميزانية الجامعة ، لم يقف د. خالد هنا .. بل رفع الأمر إلى الوزارة ودخل على الوزير بنفسه ثم رفع الأمر إلى المقام السامي وتم له ولنا ما أردنا ، وبقينا ننتظر تفعيل الأمر ونزول المبلغ في ميزانية الجامعة .. وهذا ما حصل ، لكن إدارة الجامعة استغفلتنا واقتطعت نصف المبلغ تقريباً لتفعيل مشاريع أخرى على أساس بناء مسجد صغير ليس كما تم التخطيط له !
عندها ثارت ثائرة د. خالد .. واتهم إدارة الجامعة بالعبث واستغلال أموال الدولة في غير مكانها المخصصة له ، وزاد التراشق هنا وهناك وكبرت المسألة حتى انتهت بفصل د. خالد عن العمل في أي جامعة سعودية وإقالة مدير الجامعة من منصبه .
صحيح أن ما حدث للدكتور خالد يُعد إهانة لأكاديمي ، وصحيح أن فصله كان مؤلماً ، لكن بعد كل هذه السنوات التي مرّت عندما أرى حال د. خالد بعد أن افتتح عيادته الخاصة وصار يعمل بها ورزقه الله ما يكفيه وزيادة .. أعتقد جازماً أن الخيرة فيما اختاره الله !

إياس : عجيب ! هل للدكتور خالد عيادة خاصّة ؟

د. مؤيّد : نعم ..

إياس : معلومة جديدة يا دكتور ما كنت أعرفها ، كنت أظن أنه ترك المجال الطبي تماماً ، أتصدق يا د. مؤيّد أني أحـب هذا الدكتور بشكل لا يمكن أن تتصوره ، له في قلبي مكانة لا أدري كيف استحقّها !

د. مؤيّد : ههههه .. سبحان الله .. قبل أيام كان بيني وبين د. خالد اتصال هاتفي ، كان جُل ذلك الاتصال عنك أنت وعن سلوكك في الجامعة وعن رأيي فيك وفي طبيعة دراستك وأخلاقيّاتك .

إياس : عني ؟ أنا ؟

د. مؤيّد : نعم .. نعم .. أنت ، ولمّا أخبرته عن كوني المرشد الأكاديمي لك صار يسألني بتوسّع كبير عنك ، بصراحة ما زلت أستغرب من طريقة اتصاله وسؤاله وكأنه سيزوّجك أحد بناته ، أخبرته كل ما أعرفه عنك يا بني ، وأثنيت عليك كثيراً عنده ، هل ظنّي في مكانه ؟

إياس : هاه .. ل ل لا يا دكتور ، عموماً شكراً لك على إعطائي هذا الوقت الثمين يا دكتور .. شكراً !

...

ريّان : إذن أثنى عليك صديق والد خطيبتك .. عنده .. أعتقد أن هذه المحاورة هي التي فتحت لك باباً جديداً .. وذكرتك بها !

إياس : الحقيقة أنه بعد لقائي هذا بـ د. مؤيّد كان كل شيء حولي يذكّرني برؤى ، مكان جلوسي في غرفتي وأنا أفكّر فيها سابقاً .. كتبي الدراسية التي كثيراً ما سرحتُ أفكر بها وأنا أقرؤها .. مكان عملي الذي لا يفصلني فيه عنها سوى حاجز خشبي ، أتُصدق ؟ حتى الكافتيريا التي أحياناً أفطر فيها في وقت استراحة الكلية غيرت اسمها لتصبح (استراحة رؤى) .. والله العظيم !


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:31 PM.