د. محمد عمارة
هناك نَفَرٌ من المثقفين العلمانيين يتحسَّسون مسدَّساتِهم إذا سمعوا عبارة "الخلافة الإسلامية"، وذلك دون أن يَتدبَّروا أنَّ هذه الخلافة– عند الذين يَتطلُّعون إلى إحيائها– لا تَعْدُو أن تكون نظامًا سياسيًّا مشابهًا "للاتحاد الأوروبي"، الذي يتألَّف من دولٍ قُطْرِيّة، مفتوحة حدودها أمام جميع أبناء تلك الدول، مع اتحادٍ في الخطوط العريضة للسياسة في أَوْصَالِها الحيوية والفعالية، وهذا هو الشكل المعاصر للخلافة الإسلامية– المناظر للاتحاد الأوربي– حتى وإنْ لم نُسمِّها "خلافة".. لأن الخلافة– تاريخيًّا– لم تَعْنِ سوى الرابطة السياسية التي تحقِّق وحدة الأمة وتكامل دار الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية.
|