تأمــلات في سورة يوسف....

["أم طلحة"]

(1)

(( وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ..))





وقفة مع آية !

قال الله تعالى

في قصة الصديق العفيف نبي الله يوسف عليه السلام


(( وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ..))

[يوسف : 25]




"وَاسُتَبَقَا الْبَابَ"



من السابق ... ومن اللاحق؟




يوسف عليه السلام يفر و يجري من معصية الله


وامرأة العزيز تلاحقه و تجري وراء معصية الله

فلنسأل أنفسنا ..

مما نجري في دنيانا

و

وراء ماذا نجري؟


وهل نحن ممن تلاحقنا الشهوات

أم

نحن من نلاحقها ؟



فيا من تلاحقك المعاصي والشهوات اهرب منها كما فر يوسف

وصم آذانك عنها ولا تلتفت

فرُبّ أصم يحمد الله على صممه !


وإن كنت ممن يتحراها فقف واكبح جماح نفسك

فقطار الشهوات اذا لم تكبح فرامله أول من سيُقتل هو قائده !


-----------

" وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ "



من السابق...ومن اللاحق؟

الطاعة (يوسف عليه السلام) سبقت المعصية (امرأة العزيز)


وإلا لم تكن لتلحقه من ظهره !


فهل حب الطاعة في قلوبنا سابق لحب المعصية ؟


نسأل الله أن يجعلنا من السابقين المسارعين للخيرات

ويحفظنا بحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن

"منقول"

__________________

["أم طلحة"]

(2)
وقفة مع آيتين .. ألقتا الضوء على موقفين أحاطت فيه الفتنة اثنين من عباد الله الصالحين و كيف كان موقفهما


عفة يوسف

"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ 33 فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 34"

مثال واقعي وقدوة لكل من أراد العفة ...لكل من إحتج بعدم قدرته علي مقاومة الشهوات...فهاهو سيدنا يوسف -عليه السلام- تهيأت له كل الظروف لإيقاعه في الفاحشة ولكن إنه العفيف الذي تربي علي مراقبة الله في السر والعلن وقال كلمات في منتهي الروعة تصلح أن نرفعها شعارا لنا أمام الشهوات ألا وهي:

" قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"





حياء مريم

"فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا 17 قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا 18"
وجاء في تفسير :
{ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ْ} أي: كاملا من الرجال، في صورة جميلة، وهيئة حسنة، لا عيب فيه ولا نقص، لكونها لا تحتمل رؤيته على ما هو عليه، فلما رأته في هذه الحال، وهي معتزلة عن أهلها، منفردة عن الناس، قد اتخذت الحجاب عن أعز الناس عليها وهم أهلها، خافت أن يكون رجلا قد تعرض لها بسوء، وطمع فيها، فاعتصمت بربها، واستعاذت منه

يقصد أن الداعي أيضا عليها كان قويًا.. ولكنها لجأت إلى ركن شديد واستعاذت بالله

فالنساء شقائق الرجال... وطلب الاستعفاف مطلوب من الرجال والنساء على السواء.

الخلاصة:
فإذا اشتدت عليك الفتنة .. فالجأ إلى حصن "مَعَاذَ اللّهِ"

["أم طلحة"]

["أم طلحة"]

عمرك سمعت الأيه دى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف : 86]


قالها يعقوب عندما ضاقت عليه دنياه

قالها عندما فقد يوسف وأخيه أحب ابناؤه الى قلبه

وتآمر عليه باقى ابناؤه بالكذب عليه وخداعه

قالها عندما مزق الحزن قلبه

وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم

وبرغم كل ما فيه من بلاء

كان يحسن الظن بربه ويعلم انه يسمعه وانه سيجيبه

كان حسن الظن عند من حوله ضرب من الجنون والهلاك

{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} [يوسف : 85]

قالها فى وقف لن ينجيه فيه الا الله

وتأملوا أشكو وليس أدعو ففى المحن الدعاء مطلوب حتى يفرج الله عنا

ولكن هل جربت الشكوى اليه؟؟؟
وقلت



اذا ضاقت عليك من كل جانب

واذا اظلمت الدنيا فى عينك

اذا شعرت بالوحده وسط الناس

والحزن الشديد فى قلبك

اذا زادت همومك وزادت كروبك

اذا اجتمعت عليك الهموم وليس لك حول ولا قوه

اذا علمت ان احدا لن يسمعك وربما لو سمعك لن يفهمك ومؤكد لو فهمك فليس فى يده شىء اليه

*****************
ستعلم انه ليس لك سواه
لانه لا يشفى المرضى غيره
ولا يرفع الهم سواه
ولا يذهب الكرب إلاه
فان كنت تشكو الذنوب فاشكو اليه فانه لا يغفرها الا هو
وان كنت تشكو الوحده فأشكو له فلا يملك غيره ان يذهب عنك ما تشعر
وان كنت تشكو ظلم من حولك فهو القادر عليهم وعليك
وهو القادر على هدايتهم وتأليف القلوب
وان كنت تشكو حلما بعيدا فمن ذا الذى يقدر على تحقيقه سواه
وان كنت تشكو حزنا قديما فمن يستطيع ان ينسيك الا هو
وان كنت تشكو مرضا فهو وحده الذى بيده الشفاء
وان كنت تشكو شيطانا أو نفسا آماره بالسوء فهو وحده قادر ان يصرف عنك كل سوء
وان كنت تشكو ابتلاءات متتاليات فمن بيده كشف الضر سواه!

وان كنت تشكو ضيق الحاجه فهو الرزاق الكريم يرزق من يشاء بغير حساب

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة : 118]

عندما تضيق عليك حتى نفسك

أعلم انه ليس لك الا هو


فهل شكوت اليه؟؟؟؟؟


أشكو إليك..يا من ترى حالى وتعلم شكوتى
أشكو إليك..يامن بيده زمام أمرى ومن بيده أن يفرج كربتى
أشكو إليك ..إلهى ضعفى وحزن قلبى وضيق صدرى وانعدام حيلتى
أشكو إليك ..وأنت أعلم منى بحالى وحال كربى وغربتى
أشكو إليك ..فمن لى ربى غيرك أنيسى فى وحشتى ووحدتى
أشكو إليك ..وأنت حسبى وأنت كل غايتى
أشكو إليك..فهل ترد علىِّ ربى شكوتى!!!
حاشاك أن تحبط رجائى فأنت تعلم حالتى ..

[amenelhoda]

جزاك الله خيرا

["أم طلحة"]

جزانا وأياكم .

[محمد محمد حجاج]

بارك الله فيكم وأحسن إليكم

[هانى الشرقاوى]

موضوع فى غاية الروعة يا أم طلحة
جزاك الله الجنة

[hoda 2012]

جزالك الله كل خييييييييير

["أم طلحة"]

جزانا الله واياكم كل خير.

["أم طلحة"]

الأمل وحسن الظن بالله


كثيرا ما تظلم الدنيا
كثيرا بالعقل و بالأسباب .............ينعدم الأمل إن صح التعبير


ولكن
نحن لا تحكمنا الأسباب
ولكن رب الأسباب
الذى لا يخيب فيه الرجاء


ليس معنى ذلك التواكل وترك الأسباب !!
فنحن مأمورين بالأخذ بها

ولكن

ماذا لو إنعدمت ؟؟
ماذا لو ليس لك حيلة ولا حول ولا قوة ؟؟


هنا

حسن الظن الذى لا يخيب
والأمل الذى لا يزول طالما مادامنا على قيد الحياة


************************************

فو تأملنا فى القصه سنجد الكثير من اللحظات العصيبة

عند إلقاء سيدنا يوسف فى الجب

وحيدا صار......
فى ظلمه الجب ...
وفى أعماقه..
وفى سكونه..

أين الأسباب ؟؟؟؟؟

ربما ( لو أراد الله ) تمر شهور ولا يأتى أحد للبير

ولكن اللطيف يبشره ويرسل له من يلتقطه من الجب

************************************

وعندما روادته أمرأه العزيز

المعصية من كل جانب
والأبواب مغلقة

أين الأسباب؟؟؟؟؟؟؟

يجرى على الباب المغلق !!...
.فاذا به يفتح على غير توقع
من ذا الذى أذن أن يُفتَح الآن ؟؟

************************************

وعندما دخل السجن

فى ضيق السجن ...
وأسره ولا سبيل للخروج ...

وقد نسوا أمره

أين الأسباب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ولكن العزيز الحكيم يدبر الأمر من فوق سبع سموات فتكون رؤيا السجنين وتكون رؤيا الملك
ليوجد الله سببا لم يكن يخطر على بال !!!!

********************************

اما سيدنا يعقوب فشأنه عجيب!!!

يؤخذ ابنه وقره عينه ويخبروه بموته !!!
ولكن لأنه مبشر بعودته
يقينه أكبر مما تراه عيناه
حسن ظنه أقوى من الواقع الأليم

وبرغم الحزن الذى يألمه ويعتصر فؤداه
وبرغم البكاء الذى أذهب بصره
وبرغم انعدام الحيلة وضعف القوة والكبر
فإن اليقين لا يضعف

فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون


وهو على هذه الحال تنزل النازله الثانيه
ابنه الثانى يفقده ايضا !!!!

هل قال خاب ظنى بربى ؟؟
ظننت إنه سيرجع لى ولدا فأخذ الأخر ؟؟؟

لا وحاشاه أن يقول

بل قال

عسى الله أن يأتينى بهم جميعا

مازاده الإبتلاء ألا زيادة فى اليقين وحسن الظن


وكأنه يعلن بقوة

ربى لا يمنع إلا ليعطى

تمر الأيام..........
والأسباب تنعدم.......

وحسن الظن لا يخيب أبدا

وبرغم أن حسن الظن كان جنونا بمقايس العقل
كما قال ابناؤه

{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}
[يوسف : 85]


ولكن من ذا دعااااه فخذله
ومن ذا الذى رجااااه فوكله الى نفسه

ليعود إليه
ولديه
و
بصره
ويقر الله عينه

بملك ابنه
و
تآلف قلوب ابناؤه


فما أرحمك ربى

فهل نحسن الظن بالله ؟؟؟
أم إن إنقطاع الأسباب جعلنا نشعر باليأس والإحباط ؟؟؟


إن إنقطعت الأسباب ...........
فهو رب الأسباب
وإذا سُدَت الأبواب .......
فبابه مفتوح للسائلين
وإن عجزت القدرات والخبرات.....
فلا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء


فقط
فلنتذكر

استعن بالله ولا تعجز

اللهم ارزقنا حسن الظن بك
وحسن التوكل عليك
وحسن اليقين بما عندك
وحسن الايمان بك

والهمنا الصبر عند البلاء
والرضا بعد القضاء
واليقين عند الدعاء
وبأنه لا يخيب فيك الرجاء

["أم طلحة"]

".... كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ "

سبحان الله من صرف عنه السوء و الفحشاء؟
الله عز وجل!

تخيل أنك تمشي في طريق ملئ بالموبقات و الفتن ومناظر مقذذة وإذا بأشياء تتحين مرورك بجانبها عن اليمين وعن الشمال كي تتخطفك لمستنقع الرذيلة والفواحش


و رغم كل ذلك تمضي في طريقك بسلام ولا تقربك هذه الموبقات
كأن بينك وبينها حجاب !
مصروفة عنك
كلما تقترب منك .. ترتد مرة آخرى


هكذا هو حال الإنسان المؤمن الطاهر

من منا لا يتمنى هذا الإحساس الذي يفوق الوصف؟

إحساس إنسان طاهر
لا تدنسه فاحشة .. ولا تخطفه فتنة
وإن اقتربت منه تبعد مرة

فاستعفف و تطهّر واسأل الله أن يطهّر ظاهرك و باطنك
وإذا رأى الله من قلبك حب الطهارة طهرك واستخلصك ولو كنت في بحر من الفواحش!

"إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين"

["أم طلحة"]

" ...وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي... "

من أرفع الأخلاق وأسماها خلق التغافل

"تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"

ولنا مع الآية السابقة 3 وقفات:

1- " السِّجْنِ "

من لطائف الكلام والردود الأنيقة التي تدل على كرم صاحبها وسمو نفسه قول سيدنا يوسف
- عليه السلام - فيما قصه القرآن الكريم مما جرى بينه وبين أخوته قوله تعالى :
" وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" 100 يوسف
ولم يقل - عليه السلام -
"أخرجني من الجب "

* تكرماً لئلا يُخجل أخوته !
* و صفحاً عن ذكر ما تعلق بقول إخوته
* وتناسياً لما جرى منهم

وهنا قمة الأدب من سيدنا يوسف - عليه السلام - بعد أن قال لهم " لاتثريب عليكم" !

ولما عادوا إليه المرة الثانية صفح عنهم ولم يذكِّرهم بما فعلوا بل قال:
أخرجني من السجن .. بدلاً من الجب

ولو قالها لجدد لهم ما عملوا به

ولذا يقال:
ذكر الجفاء وقت الصفاء ..جفــاء !!

2- " وَ جَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ"
لم يقل "أنا الذي جئت بكم من البدو بعدما كنتم مشردين لا مال لكم ولا مؤنة"
بل نسب الفضل لله
وكذلك كي لا يجرح إخوته في هذا المقام

3- " نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي "
فلم يقل ‏"‏نزغ الشيطان إخوتي‏"‏
لكن نسب الخطأ أيضا لنفسه وهو لم يفعله
كأن الذنب صدر من الطرفين هو وهم
بل وقدّم نفسه في الخطأ !!

-------------------

** من المعاني أيضا المستفادة من الآية:

" وَقَدْ أَحْسَنَ بَي "

الانشغال بالله عن أذى الخلق!
ففي هذا المقام الذي رفع الله عز وجل إليه يوسف عليه السلام
لم ينشغل بذكرى أذى إخوته أو الشماتة فيهم بعد تغير الأحوال
حتى أنه نسب الفضل كله لله
لكن انشغل بنعمة الله عليه أن آتاه الملك وعلمه تأويل الأحاديث وجمع له أبويه وإخوته بعد فراق عشرات السنين

حتى أن بقية الآية والآية التي تليها كلها حمد وثناء على الله
"......إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 100 رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ101"

[أحمد سامح السويدي]

جزاك الله خيرا كثيرا

[mngo]

جزاكم الله خيرا ونريد المزيد