اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

  #1  
قديم 27-01-2010, 04:21 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي (( اجسامنا عالم من المعجزات )) رحلة شيقه داخل جسم الانسان

اجسامنا عالم من المعجزات
بقلم / د. هارون يحي

هلم معا أعزائي للقيام برحلة في عالم مليء بالمعجزات، عالم يحتوي على الكثير مما يستوجب منكم معرفته والاطلاع على أسراره، و ربما كان هذا العالم غير لافت لانتباهكم، ولكن ينبغي أن تعرفوا بأن هذا العالم يعمل فيه تريليون من العمال دون توقف.

نعم تريليون من العمال، ولا تندهشوا من ضخامة هذا الرقم لأن العالم الذي نقصده ليس إلا خلايا أجسامكم التي تعمل من أجلكم. فكل جزء من أجزاء الجسم يتألف من هذه الخلايا. و تمارس هذه الخلايا وظائفها دون توقف، حتى وأنتم تقرأون هذا النص. فخلايا العين تؤدي وطائفها دون توقف كي نستطيع تمييز الكلمات التي نقرأها، وكذلك خلايا اليدين حيث تؤدي وظائفها لكي نستطيع الإمساك بالكتاب الذي نقرأه.




وتؤدي خلايا المجاري التنفسية والرئتين وظائفها كي تتحقق عملية التنفس. وتؤدي خلايا المعدة في الوقت نفسه وظائفها لإتمام هضم الأغذية التي تناولتموها قبل ساعات.
وخلايا جسمنا تحت المجهر


خلية بصرية :



خلية عصبية:



خلية دموية:

إن الأمثلة التي ذكرناها ما هي إلا بعض من الوظائف التي تؤدى في أجسامكم على مدار الساعة دون توقف، إلا أنها تجري دون أن نشعر بحدوثها. تُرى، كيف استطاعت هذه التريليونات من الخلايا أن تتجمع مع بعض البعض؟ وكيف استطاعت أن تعرف وظيفتها المتخصصة؟ و كيف استطاعت أن تنسق فيما بينها من ناحية أداء الوظائف؟ كيف تحدث هذه الوظائف دون خلل أو خلط بينها؟
وبمعنى آخر كيف لا تقوم أية خلية من خلايا الجسم بأداء وظيفة خاصة بخلية أخرى؟ و لا تعترض أية خلية على أداء وظيفتها المتخصصة؟ وفوق ذلك تجري جميع هذه الوظائف في أجسامنا و بسرعة مذهلة.
وسوف نرى معا عند تناولنا للوظائف الجسمية كالهضم والتنفس والرؤية والسمع مدى كونها ظواهر حياتية خارقة للغاية. وسوف نكتشف أيضا كيفية سلوك خلايا أجسامنا أثناء أدائها لهذه الوظائف سلوكا شبيها بالمهندس أحيانا وبالكيميائي أحيانا أخرى، وبالذي يعرف احتياجات غيره من الخلايا و يعمل عل توفيرها.
إنّ هذه الوظائف جميعا يتم القيام بها من قبل خلايا لا ترى بالعين المجردة، وهذا أمر محير للعقول فعلا، وبالإضافة إلى ذلك تؤدي هذه الخلايا وظائفها المذكورة دون أي مساعدة من جهة أخرى، ودون أن ترتكب أي خطأ.



والخلايا ليست كائنات مثلنا نحن، وهي لا تستطيع أن ترى بعضها البعض ولا أن تسمع ولا أن تقرر، فهي عديمة العقل والبصر و السمع، ولكنها كما سنرى لاحقا تستطيع تمييز المركبات الكيميائية والحال أنها لم تتلق أي تعليم في مادة الكيمياء. فهي تستطيع إنتاج المواد المختلفة نسبة إلى هذه المركبات الكيميائية، وكذلك تستطيع تمييز هذه الظواهر الفيزيائية وهي كذلك لم تتلقّ أي تعليم في مادة الفيزياء. وبالرغم من ذلك تقوم هذه الخلايا بتعيين نسبة الضوء الداخلة إلى العين، وبالتالي تمكّننا من رؤية الأشياء. ونحن نسأل أنفسنا كيف تستطيع هذه الخلايا إنجاز جميع هذه الوظائف؟
سيتبين لنا في الصفحات القادمة أن كل هذه الوظائف المحيرة لا تؤديها الخلايا بمحض إرادتها، وربما أدركتم استحالة تعلمها لأداء هذه الوظائف بمرور الوقت و عن طريق المصادفة.

ونحن نستطيع العيش بفضل هذه الوظائف التي تقوم بها خلايا لا ترى بالعين المجردة. و تقودنا هذه الحقائق إلى أمر مهم. إن ثمة عقلا مدبرا و خارقا علّم الخلايا و ألهمها أداء هذه الوظائف، وصاحب هذا العقل المدبر الخارق هو الله سبحانه وتعالى الذي يحبنا ويعلم سرنا وعلانيتنا. وهو الذي صور كل شيء فأحسن تصويره.
تستطيع التريليونات من الخلايا الموجودة في أجسامنا أداء وظائفها المختلفة دون نقص أو خلل، وكل ذلك نتيجة المخطط الإلهي الخارق الذي ينظم عملها. لذلك نستطيع نحن كبشر أن نستمر في الحياة دون أية صعوبة. فاستيقاظكم من النوم وتناولكم لفطور الصباح وتذوقكم للعسل أو حتى لعبكم خارج البيت أو قراءتكم لكتاب ما لا يحدث إلا برحمة الله عز و جل.



تجري داخل كل خلية من خلايا أجسامنا فعاليات حيوية أكثر بكثير مما يجري داخل المختبرات التي ترى في الصورة إلى الأسفل.
فالله عز وجل هو الذي خلقنا وهيأ لنا من أسباب الحياة ما نحتاجه بالفعل، لذلك علينا أن نشكره ونحمده على النعم التي أنعم بها علينا، وعلينا كذلك التفكر بعمق في هذه النعم والتأمل مليا في الآيات التي احتوى عليها القرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي أنزله الله عزوجل ليكون هدى و رحمة للعالمين:



يري في الصورة محتويات الخلية، وفي مركز الخلية ترى النواة. أما ما حولها فهي باقي محتويات الخلية ذات الوظائف المختلفة.


(إِنّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالفُلْكِ التِي تَجْرِي بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَى بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْم يَعْقِلُونَ) (الآية 164- سورة البقرة)



وسنطلع معا على أهم المعلومات المتعلقة بأجسامنا، وسوف ندرك كيف أن الله تعالى خلق أجسامنا على أحسن صورة. وبعد قراءتكم للكتاب أعزائي الأطفال، سيزداد حبكم لله عز وجل وشكركم له سبحانه، وستزداد رغبتكم في إفهام من حولكم من الذين لا يفكرون فيما تعلمتموه من خلال اطلاعكم على ما في هذا الكتاب
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-01-2010, 04:24 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

الخلية: ذلك المصنع العملاق الذي لا يُرى بالعين المجرة

لقد بينا في بداية الكتاب أن أجسامنا تتألف من تريليونات الخلايا، إلا أن هذه المعلومة لا ينبغي أن نمر عليها سريعا لأن التريليون عدد ضخم جدا. فجسم كل إنسان يتألف من مئة تريليون خلية تقريبا. ولكن بسبب صغر حجم هذه الخلايا لا تكون أجسامنا ضخمة. وسنتوصل بعد إيراد المثال التالي إلى مدى صغر الخلايا التي نتحدث عنها. فلو جمعنا مليون خلية من هذه الخلايا في مكان واحد لأصبح حجمها بقدر رأس الإبرة تقريبا. وبالرغم من هذا الصغر فإن العلم لم يتوصل بالضبط إلى طبيعة تركيب الخلية. فلا يزال العلماء يبذلون جهودهم الحثيثة لمعرفة أسرار تركيب الخلية.
فالخلية الأولى التي يتشكل منها الانسان هي تلك الخلية الناتجة من اتحاد خلية قادمة من الأب بخلية قادمة من الأم و داخل جسمها فهذه الخلية الأولى تبدأ بالانقسام دون توقف كي تشكل بمرور الوقت قطعة لحم أو مضغة. و من ثم تبدأ هذه الخلايا الجديدة التي تتشكل منها قطعة اللحم بالانقسام لتنتج خلايا جديدة. و بالتالي يبدأ جسم الانسان بالتشكل و اتخاذ شكله النهائي.



إنّ الخلايا التي ترى في الصورة إلى الأعلى تنقسم فيما بينها لتشكل في النهاية أنواعا شبيهة بالتي توجد في الأسفل.




وكل خلية جديدة ناتجة من الانقسام تتخذ شكلا جديدا. فبعضها يغدو خلية من خلايا الدم والبعض الآخر يتحول إلى خلايا العظم وأخرى إلى خلايا عصبية مثلا. فأجسامنا تحتوي على مئتي نوع مختلف من الخلايا. وفي الحقيقة فإن هذه الأنواع كلها تتأف من التراكيب الأساسية نفسها. ولكنها تؤدي وظائف مختلفة عن بعضها البعض. فعلى سبيل المثال تساعدنا الخلايا العضلية في سيقاننا على المشي والجري والعدو.




إن الأسلاك التي ترى في الصورة هي من صنع خبراء مهرة، أي أنها نتاج لتصميم مسبق.

وهذه الخلايا العضلية، كما تبدو في الصورة إلى الجانب على هيئة حبال طولية منسوجة نسجا. وبسبب تكوينها هذا لا تتقطع عندما تتوتر بشدة خلال التحرك سواء أكانت عضلات في السيقان أو الأذرع. أما خلايا الدم الحمراء فذات شكل قرصي و وظيفتها حمل الأوكسيجين اللازم إلى كافة أنحاء الجسم عبر الأوعية الدموية، وبواسطة هذا الشكل القرصي تستطيع هذه الخلايا الحركة داخل الأوعية الدموية وهي محملة بالأوكسجين. أما خلايا الجلد فهي متصلة ببعضها البعض جنبا إلى جنب، ومن ثم لا يسمح الجلد بمرور الماء أو الجراثيم إلى داخل أجسامنا.





وعلى المنوال نفسه تكون الأنواع الأخرى من الخلايا ذات أشكال تتناسب مع طبيعة وظائفها، ولكن هذه الأشكال المختلفة لم تحدث أو تتكون بمحض المصادفة طبعا، فلا بد أن يكون هناك من صمم هذه الخلايا بهذه الأشكال وجعلها على ذلك النحو من التراكيب المختلفة لكي تؤدي وظائفها المتخصصة.
فالفنيون في مصنع ما هم الذين يخططون ويضعون التصميمات لصنع الآلات. فالسيارات التي تحمل الركاب والتلفزيونات التي تنقل الصوت والصورة معا تُصمم وتُصنع كي تؤدي هذه المهام. وهذه الحقيقة ليست لازمة في صنع هذه المكائن فقط، بل في كل شيء نستخدمه كالمنضدة والكرسي والمبنى الذي نسكن فيه والقلم الذي نكتب به وكذلك الملعقة التي نأكل بها...إلخ
فكل هذه الأشياء ظهرت نتيجة تصميم سابق، فكل واحد منها نتج عن تفكير وتخطيط مسبق لكل تفصيل من التفاصيل اللازمة للاستخدام الأمثل. ولا يوجد محل للمصادفة أبدا في هذا الأمر. وتعلمون يقينا ضرورة وجود عقل مدبر مفكر يضع هذه التصاميم ومن ثم يقوم بإنتاج ما احتوت عليه هذه التصاميم.
عند هذا الحد نتوصل إلى كون خلايا أجسامنا أكثر تعقيدا من أجهزة التفزيون أو غيرها من ناحية التركيب والوظيفة. وبالإضافة إلى هذا فإن الخلايا تتميز بكونها حية على عكس الأجهزة التي تحدثنا عنها. وكما أوضحنا في السطور السابقة، لا يزال العلماء يبذلون جهودهم الحثيثة لمعرفة أسرار هذه الخلايا.
فهلا فكرتم في كيفية ظهور هذه الخلايا الصغيرة جدا والتي لها من الميزات والصفات ما لم يكشف أسرارها العقل الإنساني بعد؟





إن هذه الحقيقة تعكس أمرا مهما وهو أن هذه الخلايا ظهرت إلى الوجود من قبل صانع وخالق ذي عقل خارق، وصاحب هذا العقل الخارق هو الله عز وجل الذي خلقنا وسوانا في أحسن تقويم.
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-01-2010, 04:28 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

الشبكة العملاقة التي تلف أجسامنا




هل حصل وأن سألتم أنفسكم الأسئلة التالية:
هل ينبغي عليّ التنفس الآن؟
هل أنّ الدم الذي يضخه قلبي ذو مقدار كاف بالنسبة إليّ؟
ما هي كمية الطاقة التي تحتاجها أية خلية أو عضو في أجسامنا؟
متى تبدأ معدتي في هضم الطعام الذي تناولناه؟
ما هي العضلات التي ينبغي أن أحركها كي أحقق حركة ذراعي؟
ربما بدت هذه الأسئلة غريبة بعض الشيء على أسماعنا لأنها أسئلة عادة ما تكون غير واردة في أحاديثنا، بل إن أغلبنا لا يعلم شيئا عن هذه الأفعال التي تجري داخل أجسامنا لأن أجسامنا تنجز هذه الأعمال بصورة تلقائية.







ولأجل قيام أجسامنا بهذه الوظائف أو الأعمال تُستخدم الشبكة العصبية التي تلف أجسامنا، وتتألف هذه الشبكة من اتصال تريليونات من الخلايا العصبية التي ترون صورتها على هذه الصفحة. ويمكننا تشبيه هذه الشبكة التي تلف أجسامنا بشبكة من الطرق البرية السريعة المُبيّنة على هذه الصفحة أيضا. وبواسطة هذه الشبكة يتم تحقيق الاتصال بين خلايا المخ و خلايا سائر أنحاء الجسم، وبالتالي تستطيع كافة خلايا الجسم تحقيق الاتصال فيما بينها. غير أن هذه الشبكة العصبية تختلف عن شبكة الطرق البرية باحتوائها على عدد هائل من نقاط الارتباط والمنعطفات، و هي كذلك تتميز بكونها ذات أطوال تقدر بكيلومترات عديدة.
ومثلما تتحرك السيارات أو المركبات على الطرق للانتقال من منطقة إلى أخرى تتحرك الإيعازات العصبية منتقلة بين أجزاء الشبكة العصبية، وتقوم هذه الإيعازات بنقل المعلومات والإشارات العصبية من منطقة إلى أخرى داخل الجسم.





ويتميز انتقال هذه الايعازات العصبية بسرعة مدهشة بحيث يصعب علينا تخيلها. وعلى سبيل المثال لو أردتم تقليص عضلة الذّراع، فعندئذ تصدر إشارة عصبية من المخ متبعة طريقا شائكا، إذ تصل إلى العمود الفقري، ومن ثم تتوجه إلى العضو المناسب بسرعة هائلة، وبالتالي تبدأ عضلة الذراع في التقلص. وكل هذه الأعمال تحدث خلال جزء من الألف في الثانية. و إذا افترضنا أن رمشة العين تحدث خلال ثانية واحدة عندئذ نعرف مدى قصر الفترة الزمنية التي تحدث فيها العملية المذكورة.





ويبين لنا المثال السابق أن الإيعازات تصل إلى كافة أنحاء الجسم بواسطة الشبكة العصبية، ويبين لنا أيضا أن الإشارات العصبية بدورها تصل من كافة أنحاء الجسم إلى المخ بواسطة الشبكة نفسها. وتتدفق هذه الإشارات إلى المخ بسرعة هائلة دون توقف، أي أن هذه الإشارات تجري داخل الشبكة فتمكنا من أن نعيش حياتنا بصورة طبيعية. فعندما نرى شيئا أو نتذوقه أو نتناوله، وكذلك عندما نتكلم أو نفكر أو نجري أو عندما نمارس أي نشاط آخر يحدث كل ذلك بصورة فورية بمساعدة الشبكة العصبية، أو بالأحرى بواسطة التكوين المذهل للمخ والجهاز العصبي.





تصل إلى المخ وباستمرار معلومات من كافة أنحاء الجسم وذلك بواسطة شبكة من الأعصاب التي تنتشر في الجسم. ويتولى المخ دوره من خلال تأويل وتقسيم هذه المعلومات وإصدار التعليمات اللازمة. فرؤيتنا للأشياء أو سمعنا للأصوات وحتى قيامنا بالحركة هي ردود على المعلومات القادمة.

وتعمل الإشارات العصبية عملها الآن عندما تلمسون بأصابعكم الكتاب الذي بين يديكم، فالأعصاب الموجودة في رؤوس أصابع اليدين تنقل إلى المخ المعلومات المتعلقة بوزن الكتاب وبالتالي تقومون بحمل الكتاب بجهد متوازن مع ثقله، وعلى المنوال نفسه تصل الإشارات العصبية من العينين والأذنين والأنف والقدمين وسائر أنحاء الجسم.
ويقوم المخ بتأويل الإشارات القادمة وإصدار إيعازاته العصبية لسائر أجزاء الجسم ومن ثم تقوم هذه الأجزاء بممارسة مهامها على ضوء هذه الإيعازات. ولنفكر مليا مرة أخرى في كل ما استعرضناه، فهناك العديد جدا من الأفعال الحيوية تحدث في أجسامنا في وقت واحد.
فنستطيع مثلا قراءة كتاب وسماع الصوت في الشارع والإحساس بالقطة وهي تتمسح بأقدامنا وتذوق طعم عصير الفواكه الذي نتناوله وأمور أخرى تحدث في وقت واحد.
ترى ما الذي كان يحدث لو طُلب منكم السيطرة على كل تلك الأفعال؟ من الطبيعي استحالة السيطرة على كل هذه الأفعال خلال ثانية أو ثانيتين، ولكن هذه السيطرة تتحقق بواسطة التناغم بين المخ وسائر أنحاء الجسم. وهذا يعكس مدى عظمة الإبداع الإلهي في خلق الأشياء. فالإشارات العصبية ترِدُ من الجسم إلى المخ، وبدوره يقوم بتأويلها ليصدر إيعازاته المناسبة المتوجهة إلى باقي أنحاء الجسم. وبهذا الشكل نستطيع تذوق الأطعمة أو الإحساس بالروائح ورؤية الأشياء و لمسها. ولكن هل يمكن للمخ الذي هو عبارة عن قطعة لحم لا يتجاوز وزنها 1.5 كغ أن يمارس مهامه تلك من تلقاء نفسه؟ مستحيل طبعا فالمخ يقوم بالسيطرة الفورية والآنية على كل هذه الأفعال الحيوية بواسطة تركيبته الخارقة التي تعكس تجلي القدرة الإلهية في الخلق والإبداع




إذا حدَث وأن جاء أحد الأصدقاء خفية وصفّق بيديه أمام أحدكم فإن عينيه ترمشان بشكل تلقائي، فهذه الرمشة هي ردّ فعل تجاه حدث فجائي، وهي تعتبر خارج نطاق سيطرتنا. وسبب حدوث هذه الرمشة بهذا الشكل التلقائي يرجع إلى تدخل العمود الفقري للاستجابة الفورية عوضا عن المخّ. وهذه الاستجابة التلقائية هي إحدى النعم التي أنعم بها الله عز وجل علينا، فهذه الحركة تحمينا من بعض المخاطر التي قد تصادفنا فجأة.
فعلى سبيل المثال، نقوم بسحب أيدينا تلقائيا حالما تمس قدحا من الماء الساخن. لذلك كانت هذه الاستجابة التلقائية آلية من عند الله عز وجل لحماية أجسامنا من المخاطر. فبواسطة هذه النعمة الإلهية تنتقل الإيعازات العصبية داخل الجسم بسرعة 9 كم في الثانية لتمارس دورها في حمايتنا من الأخطار.
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27-01-2010, 04:31 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

كيف يؤدي المخ وظائفه؟





يرى إلى الجانب خلية عصبية مع استطالاتها المتوجهة إلى جهات مختلفة. وتتصل بلايين الخلايا العصبية فيما بينها بواسطة هذه الاستطالات، وبالتالي تستطيع أن تنتشر على شكل شبكة في جميع أنحاء الجسم. وتتولد فراغات في مناطق اتصال الاستطالات. وتنتشر الإيعازات العصبية عبر هذه الفراغات.
لنفترض أن هناك لعبة أحجية تتضمن قطعها معلومات متعلقة بعالمنا الذي نعيش فيه. ولنقم بتفريق هذه القطع التي تحتوي على معلومات مختلفة كالضوء والألوان والأصوات، ولنمارس معا عملية تجميع هذه القطع تجميعا صحيحا. إنّ المخ يقوم بمثل هذه العملية مئات المرات خلال الثانية الواحدة، وذلك بالإلهام الإلهي. ولكن كيف يقوم المخ بكل ذلك؟
إنّ المخ يستلم الإشارات العصبية من الأعضاء الحسية كالعينين والأذنين والأنف والفم والجلد. وبالتالي يقوم بتأويل هذه الإشارات للحصول على نتيجة معينة. وهناك عدد هائل من الخلايا العصبية في المخ يقدر بـ100 مليار خلية عصبية تقوم بتأويل الإشارات، فهذه الخلايا تعمل على الدوام كي نستطيع مثلا تمييز لون التفاح الذي نأكله و تمييز صوت أحد الأصدقاء أو حتى تمييز رائحة البطاطس المقلية.
يُرى في الصورة على الصفحة المقابلة أحد الأطفال وهو يشم، والآخر وهو يتكلم وطفل آخر يسمع والآخر يتحرك والآخر ينام. وهذه الصورة خيالية بالطبع وتبين أن كل بقعة في المخ تتولى وظيفة معينة خاصة بها. وفي الحقيقة إن الذي يظهر من المخ تحت المجهر هو الخلايا العصبية المكونة له. ولكن هل تعتقدون أعزائي الأطفال أن هذه الخلايا تستطيع أن ترى أحب لعبة إلى قلوبكم أو أن تتذوق الأيس كريم بالشيكولاتة؟ بالطبع لا، لأن الخلايا العصبية ليست سوى قطعة لحم صغيرة جدا على شكل خيطي رفيع. إذن ينبغي أن يكون هناك خالق لهذا العالم الجميل الذي نعيش فيه.
إن هذا الخالق هو الله سبحانه وتعالى، فهو مالك كل شيء وخالق كل شيء، وعلينا إزاء هذه النعم أن نشكره ونحمده حقّ حمده. وقد بين سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ضرورة حمده وشكره على نعمائه، ومن بين أقرب تلك النعم عيوننا وآذاننا:
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (المؤمنون: 78)


__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-01-2010, 04:36 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

رحلة الطعام الذي نتناوله داخل أجسامنا



إن الطاقة اللاّزمة لأجسامنا نوفرها عن طريق ما نتناوله من مأكل ومشرب، فالمقرونة أو اللحم أو الموز الذي نتناوله ينبغي هضمه أولاً كي يصبح صالحا للاستخدام. فالمواد الغذائية المهضومة تغدو صالحة للاستخدام من قبل خلايا الجسم. فالسّكر الموجود في التفاح أو الموز الذي نتناوله يوفر الطاقة لخلايانا. والزلال الموجود في اللحم يوفر المواد اللازمة لنمو أجسامنا. ولكي نستوعب أفضل ما نقول، ينبغي الرجوع قليلا إلىالماضي. أي إلى أيام الطفولة، بل إلى أيام الولادة الأولى، فعندما يولد الانسان يكون وزنه 2-3 كغ تقريبا. وعندما يبلغ العاشرة من عمره يصبح وزنه 30 – 35 كغ ويصبح وزنه 40 – 50 كغ في الخامسة عشرة من عمره. أما عند بلوغه السن 20- 25 عاما يصبح وزنه 50 – 60 كغ.







والفرق الشاسع بين هذه الأوزان نابع من إضافة محتويات الأغذية التي نتناولها إلى محتويات الجسم. ولكن جزءا من الأغذية ضروري لتوفير الطاقة لنا. وهي الطاقة التي نستخدمها خلال الحركة كركوب الدراجة أو الجري. والجزء الآخر يتم استخدامه لنمو الجسم حيث يضاف إلى اللحم والعظم. أما الجزء الذي لا يلزم الجسم فيتم طرحه إلى الخارج. وجميع هذه العمليات تجري داخل الجهاز الهضمي. وتتولى أعضاء مثل المعدة و الأمعاء والبنكرياس وظائف هامة في هذا الجهاز.
وعمل هذا الجهاز يشبه مصافي النفط. فالنفط الخام يتم تكريره في هذه المصافي ليتم تجزيئه إلى مواد صالحة للاستخدام. وكذلك المواد الغذائية التي نتناولها، فهي تدخل المعدة على شكل مواد خام ومن ثم تجري عليها بعض الفعاليات الحيوية كي تصبح صالحة للاستخدام الجسمي، فالمواد الغذائية المهضومة في كل من المعدة والأمعاء تغدو صالحة للاستخدام من قبل خلايا الجسم حيث تنتقل عبر جهاز الدوران إلى كافة أنحاء الجسم.



فمثلما يصبح النفط الخام في مصافيه مجزأ إلى مواد ومُنتجات عديدة، كذلك الغذاء الذي نتناوله يصبح في الجهاز الهضمي مجزأ إلى سكر وكاربوهيدرات ودهن ليصبح ملائما للاستخدام الجسمي. وينبغي أن لا ننسى هنا بأن ما يجري على شطيرة تناولناها في معدتنا يختلف في تفاصيله عما يجري للنفط في مصافيه، وهي تفاصيل كثيرة جدا داخل حيز محدود عوضا عن مصانع عملاقة.




ويبلغ طول الطريق الذي تحدث خلاله عملية الهضم عشرة أمتار، وهو ما يعادل ستة إلى سبعة أضعاف طول الأسنان. واحتواء أجسامنا على مثل هذا الجهاز الطويل يعتبر أمرا خارقا بحد ذاته.
تُرى كيف يمكن وجود مثل هذا الجهاز الطويل داخل أبداننا؟ والجواب يكمن في معجزة خلق جسم الإنسان بهذا الشكل البديع.
والصورة في الصفحة المقابلة توضح رسما تخطيطيا للقناة الهضمية وتشغل حيزا صغيرا بالرغم من طولها نظرا لالتواءاتها الكثيرة داخل الجسم. ولا شك أن مثل هذا التصميم هو تصميم رائع حدث بقدرة الله عز وجل، وهو مثال بسيط لآيات القدرة الإلهية الموجودة في أجسامنا.

هل تعلمون لماذا تختلف أسناننا عن بعضها البعض من ناحية الشكل؟



والجواب أن ذلك يحدث بسبب اختلاف وظائفها عن بعضها البعض. فالأسنان الأمامية حادة لأنها تستخدم في القضم، كقضم التفاح. ولكن ماذا كان يحصل لو كانت الأنياب محل القواطع الأمامية؟ في هذه الحالة سوف يستحيل قضم التفاح. والشيء نفسه يُذكر لو كانت القواطع في الصفوف الخلفية للأسنان فيستحيل عندئذ مضغ الطعام.
فالأسنان مثلها مثل باقي أجزاء جسمنا رتبت على أحسن صورة، وكل ذلك بفعل قدرة الله عز وجل العليم القدير.
البكتيريا المفيدة الموجودة في مؤخرة اللسان


تعرف البكتيريا عموما على أنها مخلوقات ضارة. وينبغي الاهتمام بنظافة الجسم والمسكن كي نقي أنفسنا الإصابة بهذه الأضرار. غير أن العلماء اكتشفوا في السنوات الأخيرة وجود بكتيريا مفيدة للأنسان موجودة في جسمه عند مؤخرة اللسان. نعم في مؤخرة لسانه، وهذه البكتيريا تقوم بالقضاء على الجراثيم الضارة في المعدة. ومن الطبيعي ألا تكون عملية قتل هذه الجراثيم عملية سهلة. فمن أجل تحقيقها ينبغي حدوث خطوات تدريجية متسلسلة. فعلى سبيل المثال تقوم هذه البكتريا بتحويل النترات الموجودة في الأغذية الخضراء إلى مادة النتريت خلف اللسان. ومن ثم يتفاعل اللعاب الموجود في الفم مع النتريت لينتج مادة قاتلة للجراثيم.
وهكذا تتولد هذه المادة بفعل البكتيريا الموجودة خلف اللسان. وكما نعلم فإن الجراثيم تتسبب في حدوث الأمراض المختلفة في أجسامنا، وهنا يأتي دور بكتيريا خلف اللسان في القضاء على جزء كبير من هذه الجراثيم. وتعتبر هذه البكتريا المفيدة آية من آيات رحمة الله بعباده ورأفته بهم ونعمة من نعمه التي لا تحصى. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) النحل: 18
كيف تهضم المعدة ما تناولناه من الطعام؟

لقد ذكرنا شيئا مختصرا عن الجهاز الهضمي في السطور السابقة. أما الآن فسنحاول أن نتناوله بشيء من التفصيل. ولنفكر مليا فيما نفعله يوميا من تنفس وحركة وتناول للطعام. فنحن نادرا ما نسأل أنفسنا عن كيفية حدوث ما نمارسه من نشاط يومي. فأجسامنا بحاجة دائمة إلى الطاقة. وكما ذكرنا في الصفحات السابقة، فهذه الطاقة اللازمة يتم توفيرها من خلال الأغذية التي نتناولها. أما المواد الغذائية اللازمة للجسم فينبغي أن تكون صغيرة كي تستطيع الحركة عبر الدم. و إلا فإنها تعجز عن الدخول إلى خلايا الجسم المختلفة، ولكن المواد الغذائية التي نتناولها كبيرة الحجم.
إذن، فهناك حاجة ملحة لجهاز يقطع الغذاء ويحوله إلى أجزاء صغيرة جدا قابلة للامتصاص من قبل الجسم. ويمكننا أن نسمي هذا الجهاز بمطحنة أو مسحقة تقوم بطحن الطعام لتفتيته إلى أجزاء صغيرة جدا.




وهذا الجهاز الموجود في أجسامنا يسمى الجهاز الهضمي. وهو يتألف، مثل باقي المكائن الآلية من عدة أعضاء تعمل بدون خلل بالتكامل فيما بينها. والنتيجة هي هضم المواد الغذائية هضما صحيحا. وأهم شيء هنا هو كون أعضاء الجهاز الهضمي متلائمة مع بعضها البعض وموجودة ضن حيز مشترك في الجهاز، وإلاّ فإنه يفشل في أداء وظيفته.




ولنتمعن معا في المثال الآتي لتوضيح أهمية وجود الأعضاء في حيز مشترك وتكاملها فيما بينها.
فلنفترض أن هناك سيارة تعمل بالتحكم عن بعد وتتألف من العجلات وجهاز التحكم عن بعد والبطارية والعجلات المسننة والمحولات والهوائي وقطع كثيرة غيرها. وكذلك فالجهاز الهضمي يتألف من أجزاء عديدة مثل المعدة والمريء والأسنان واللسان والأمعاء.
ولنسأل أنفسنا هل يمكن للسيارة التي ذكرناها سابقا أن تتحرك بدون العجلات أو جهاز التحكم عن بعد؟ بالطبع لا، لأنها لا تستطيع أن تتحرك إلا بوجود جميع أجزائها دفعة واحدة، والأمر نفسه بالنسبة إلى الجهاز الهضمي.
فبدون وجود المريء لا يفيد وجود المعدة شيئا لأن المريء هو الذي يوصل الطعام إلى المعدة، وبدون وجود المعدة لا يفيد وجود الأمعاء شيئا لأنها هي التي تتولى هضم الطعام الذي يُوزع عبر الأمعاء إلى الجسم. وتشير هذه الحقيقة إلى إلى أن الله عز وجل الذي خلق كل شيء خلق لنا جهازا للهضم خارق التكوين والوظائف، وتشير أيضا إلى عدم وجود إله غير الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى:
(إِنَّمَا إِلَهُكُمْ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) طه: 98

وبدأ الجهاز الهضمي في العمل...
يبدأ هضم المواد الغذائية في الفم أولا حيث تتم تجزأة الكاربوهيدرات الموجودة في الطعام بواسطة لعاب الفم، وعلى سبيل المثال يتم هضم الخبز الذي نتناوله في الفطور الصباحي هضما أوليا في الفم، أما الجبن الذي نتناوله مع الخبز فيستغرق وقتا أطول في الهضم.






وتنتقل المواد الغذائية المهضومة هضما أوليا في الفم إلى المعدة عبر المريء. وعند بلوغها المعدة تُواجه وسطا خارقا آخر. فهذه المواد يتم هضمها في المعدة بفعل سائل ذي خاصية هضمية مدهشة. وكما تعلمون فإن الحوامض ذات خواص تفتيتية كبيرة. فهي تحرق السطح الذي تلامسه. والمواد التي تستخدمها أمك لفتح المجاري لمغسلة البيت تحتوي على مواد حمضية، وهي المواد التي تذيب وتفتت التراكمات الخانقة للمجاري.
والسائل الحامض في المعدة هو الذي يتولى تحويل المواد الغذائية الكبيرة إلى أجزاء صغيرة جدا. إلا أن هناك نقطة مهمة جدا ينبغي الوقوف عندها. فقد ذكرنا أن هذا السائل الحمضي يؤثر بقوة على الطعام ويحوله إلى أجزاء صغيرة جدا. ولكن كيف لا يؤثر على المعدة نفسها، وهي عبارة عن قطعة لحم أيضا؟ فكروا مثلا في اللحوم التي نتناولها، لماذا يؤثر السائل الحامضي عليها دون أن يؤثر على المعدة نفسها؟ وهنا تبرز أمامنا المعجزة الإلهية في الخلق و الإبداع. فقد جعل الله تعالى في معدتنا ما يحميها من أثر هذا السائل الحمضي.





وتتمثل هذه الحماية في إفراز طبقة من مادة مخاطية تمنع تأثير حامض الهيدروكلوريك على المعدة خلال الهضم. وتغلف هذه المادة المخاطية بطانة المعدة بشكل كامل. وبذلك تمنع اتصال الحامض مع البطانة، وبالتالي تمنع هضم المعدة نفسها.




أما المحطة الثانية للمواد الغذائية فهي الأمعاء، وهي تنقسم إلى قسمين أحدهما دقيق، والآخر غليظ. وتتجزأ المواد الغذائية داخل الأمعاء إلى أجزاء أصغر مما في المعدة. وبالتالي تصبح جاهزة للاستخدام من قبل خلايا الجسم. وتمتص المواد القابلة للاستخدام من قبل بطانة الأمعاء. أما المواد غير قابلة للامتصاص فيتم لفظها عن طريق الإفراغ.
والمهم هنا أن نطلع على المراحل التي تمر بها المواد الغذائية خلال الأمعاء. فكما كانت المعدة وسطا لهضم الطعام كذلك تكون الأمعاء وسطا آخر لهضمه لأن المواد الغذائية يتم تجزئتها إلى أجزاء أصغر في الأمعاء وتصبح من الصغر إلى درجة تستطيع أن تخترق جدران الأمعاء متوجهة إلى الأوعية الدموية المحيطة بها. ومن ثم تأخذ طريقها نحو خلايا الجسم المختلفة.




ولو دققتم أعزائي الأطفال في مدى دقة وإتقان تركيب الجهاز الهضمي؛ فالطعام الذي نتناوله يبدأ رحلته من الفم ومن ثم المريء فالمعدة وأخيرا يصل إلى الأمعاء. ويمر خلال رحلته بمراحل متعددة من الهضم إلى أن يصبح جاهزا للامتصاص والتوجه نحو خلايا الجسم عبر جهاز الدوران. ولو لم يؤد هذا الجهاز الهضمي وظيفته بصورة صحيحة لما استطعنا هضم ما نتناوله. فلو لم توجد الأسنان لما استطعنا مضغ الطعام وبالتالي عجزنا عن ابتلاعه.
وحتى لو استطعنا ابتلاعه فإننا نجد صعوبة في حركته خلال المريء، وربما أدى إلى إلحاق أضرار بليغة به. ولو لم تكن المعدة ذات قدرة على هضم الطعام لمكث في المعدة على شكل كتلة كبيرة تسبب لنا الإزعاج والأذى. ثم إن عدم القدرة على هضمه يشكل مشكلا خطرا على الجسم بسبب، فهو يجعل الجسم غير قادر على الحصول على المواد الغذائية اللازمة.





فالجسم الذي يفتقد إلى مثل هذه المواد سرعان ما يصيبه الخمول وتضمر خلاياه حتى الموت. ولكن كل هذه الافتراضات السلبية لا نعيشها في حياتنا الطبيعية لأن جميع أجهزتنا الجسمية، ومن ضمنها جهاز الهضم تؤدي وظائفها باستمرار دون أن نشعر بذلك. يقول الحقّ سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
(هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) ( الآية 24 سورة الحشر)
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-02-2010, 11:51 PM
الصورة الرمزية hend hh
hend hh hend hh غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,027
معدل تقييم المستوى: 18
hend hh is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووووووووووووو محمد
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-02-2010, 04:05 PM
الصورة الرمزية الطفله السعيده
الطفله السعيده الطفله السعيده غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 952
معدل تقييم المستوى: 17
الطفله السعيده is on a distinguished road
افتراضي

شكرااا بجد كتير علي الموضوع الرائع

بجد هايل

ومجهود رائع

منتظره كل جديد



__________________
الطفله السعيده
هدير
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-04-2010, 10:30 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hend hh مشاهدة المشاركة
يسلمووووووووووووووو محمد
اشكرك للمرور .......

في امان الله


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطفله السعيده مشاهدة المشاركة
شكرااا بجد كتير علي الموضوع الرائع

بجد هايل

ومجهود رائع

منتظره كل جديد



اشكرك للمرور العطر ......
بأذن الله القادم سيكون افضل ....
ومازال في الموضوع بقيه .....

في امان الله
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل


آخر تعديل بواسطة MOHAMED SAMIR1 ، 03-04-2010 الساعة 10:35 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-04-2010, 10:42 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

رحلة الدم داخل الأوعية الدموية



لقد ذكرنا وجود شبكة كثيفة من الأعصاب تلف أجسامنا، وهناك شبكة أخرى تلف أجسامنا بشكل معجز، وهي شبكة الأوعية الدموية التي لها امتدادات في جميع أنحاء الجسم. وشبكة الأوعية الدموية مثلها مثل شبكة الخلايا العصبية تغطي أو تلف كافة أنحاء الجسم مهما صغر حجمها.
وهذه الشبكة من الأوعية الدموية طويلة إلى درجة أنها لو وصلت ببعضها البعض لبلغ طولها مئة ألف كم. وليس من الصعب علينا تمييز الانتشار الكثيف لهذه الأوعية في أجسامنا لأن حدوث مجرد خدش بسيط يعتبر كافيا لتدفق الدم، وهو ما يثبت لنا وصول الدم إلى كافة أجزاء الجسم بواسطة هذه الأوعية. ووصول الدم إلى كافة أجزاء الجسم يعتبر أمرا مهما وحيويا، والسبب هو الدور الحيوي الذي تلعبه هذه الأوعية في إيصال المواد الغذائية اللازمة إلى مختلف الخلايا.



وهذه الأوعية لا تحمل المواد الغذائية اللازمة للخلايا فقط، وإنما تحمل أيضا الأكسيجين اللازم لها. ويمكننا تشبيه حمل المواد الغذائية عبر الدم بالشحن البحري، فالبضائع ينبغي أن تحمل إلى ظهر السفينة أولا، وهنا يبرز الدور الأساسي للتغليف والترتيب كشرط لتحميل البضائع إلى السفينة. وبعد أن ينتهي التحميل تنطلق السفينة عبر البحر متوجهة صوب الميناء الهدف. وعندما تبلغ هذا الميناء الهدف تقترب منه ليتم إنزال الحمولة وبالتالي يتم التوجه بها نحو الهدف المقصود.
وتعتبر الأوعية الدموية محيطا مائيا عظيما تتوجه خلاله المواد الغذائية نحو الخلايا المحتاجة لها، حيث تسبح خلال الدم الأحماض الأمينية والدهون والأكسيجين متوجهة نحو الخلايا. لكن هذه المواد تسبح في الدم وهي متغيرة بعض الشيء بما يشبه تغليف وترتيب البضاعة المكونة عبر السفن. ولا يتولد أي خطأ خلال عملية نقل هذه المواد الغذائية.
فكل مادة غذائية تصل إلى الخلية الهدف في اللحظة المناسبة وبالكمية المناسبة أيضا. ولو حدث خطأ كأن أعطيت الخلية دهنا بدلا من الأكسيجين لتعرضت تلك الخلية إلى الموت على الفور. مما يعني أن أي خطأ مهما كان ضئيلا يؤدي إلى أضرار جسيمة. إلا أن مثل هذا الخطأ لا يحدث لأن هذه الفعاليات جميعها لا تحدث بمحض المصادفة، وإنما خلقت الأجهزة الجسمية التي تجري فيها هذه الفعاليات الحيوية بقدرة الله الذي خلق كل شيء و سخره لخدمة الإنسان.


النقل




لقد تحدثنا فيما سبق عن كون الدم الوسيلة المتبعة لإيصال كافة الاحتياجات اللازمة إلى أنحاء الجسم المختلفة . وتقوم خلايا الدم أثناء عملية النقل بأخذ ثاني أوكسيد الكربون من الخلايا المختلفة ليتم طرحه فيما بعد كفظلات، أي أن الدم يعتبر أيضا جامعا للنفايات الجسمية . وبذلك يصل الدم يوميا إلى 100 تريليون خلية جسمية ليعطيها احتياجاتها اللازمة وليستلم منها فظلاتها .

ويتولى الدم أداء هذه الوظيفة الحساسة، وهذه المسؤولية الجسمية دون أي خطأ . ويعرف ماهية المواد التي يتولى نقلها وفوائدها والأهداف التي يجب إيصالها إليها . وعلى سبيل المثال لا يقوم الدم بنقل ثاني أوكسيد الكربون الذي أخذه من خلية جسمية ما كفظلات إلى خلية جسمية أخرى، فهو دائما يتولى منح الأوكسجين للخلايا آخذا منها ثاني أوكسيد الكربون . ويقوم بهذه المهمة دون كلل أو خلل . ويرجع سبب هذا الإتقان إلى كون الدم جزءا من النظام الدقيق الذي خلقت عليه أجسامنا من قبل الخالق عزّ وجل . فالخلايا الجسمية تتبع هذا النظام الدقيق الذي خلقه ربنا عز و جل إتباعا صارما .
مقاتلو الدم





- يحتوي الدم على خلايا مختلفة من ناحية الوظيفة، وكما يرى في الصورة إلى الأعلى فإن بعض هذه الخلايا يتولى نقل المواد الغذائية والبعض الآخر يتولى الدفاع عن الجسم.

تقاوم أجسامنا يوميا البكتريا و الرواشح والجراثيم . وقسم من هذه المخلوقات يتم منعها من دخول أجسامنا، والقسم الأخر ينجح في الدخول . وتحتوى أجسامنا على خلايا خاصة تقاتل ضد هذه الجراثيم . ونستطيع أن نسمي هذه الخلايا التي تدافع عن أجسامنا بالخلايا المقاتلة . وتوجد هذه الخلايا المقاتلة في الدم الذي تسبح فيه . فعندما تنجح الجراثيم في الدخول.

إلى أجسامنا سرعان ما تبدأ الخلايا المقاتلة بشن الهجوم على هذه الجراثيم والوصول إليها عبر الأوعية الدموية . ولا يمكن أن تؤدي هذه الخلايا وظيفتها الدفاعية من تلقاء نفسها . فهي تعرف مهمتها بالضبط منذ اللحظة التي وجدت فيها . وهذه الحقيقة هي إحدى مظاهر الإبداع في خلق أجسامنا . فالله سبحانه هو الذي سخر هذه الخلايا التي لا ترى بالعين المجردة كي تتولى عملية الدفاع عنا، فتبارك الله أحسن الخالقين .




الاتصال



يعتبر الدم أيضا وسيلة من وسائل الاتصال وتبادل المعلومات بين خلايا الجسم . فهناك رسائل يتم حملها عبر الدم من جزء إلى آخر داخل الجسم . وهذه الرسائل تدعى بالهرمون . وتؤدي هذه الهرمونات وظائفها كما لو كانت كائنات عاقلة، فتحمل الرسائل التي تحتوي عليها إلى أهدافها دون أي خطأ . ونستطيع بواسطة هذه الرسائل أن نشم الرائح، وتستطيع أجسامنا أن تنمو وتحس بالعطش أو تتعرف على وظائف حيوية أخرى .




الدم الذي يداوي الجروح



لابد أنكم لاحظتم انقطاع النزيف الدموي بعد برهة من حدوث بعض الجروح الطفيفة . إن هذا الانقطاع التلقائي للنزيف أمر مثير حقا . وتكمن الغرابة في توقف السائل عن السيلان من تلقاء نفسه، فالسوائل عادة تسيل من تلقائها إذا وجدت أي فتحة تمكنها من ذلك . ولتسهيل الأمر عليكم أعزائي الصغار تعالوا نتخيل أننا نمسك بالونة مليئة بالماء، فإذا ثقبنا البالونة بإبرة دقيقة سرعان ما يبدأ الماء في الانسياب من ذلك الثقب . ولكن هل يتوقف انسياب الماء من البالونة دون تدخل منا؟ بالطبع لا، فالانسياب يستمر حتى آخر قطرة من الماء داخل البالونة . وهذا الأمر يشمل جميع السوائل الموجودة داخل الأوعية المغلقة .




والدم سائل يوجد في محيط مغلق أي داخل الأوعية الدموية، وعند حدوث أي جرح يبدأ في السيلان .

ولكن توقف هذا السيلان أو النزيف يعتبر أمرا حيويا بالنسبة إلى أجسامنا، وربما سمعتم أن البعض تعرض للموت نتيجة جرح بليغ أو نزيف شديد خلال العمليات الجراحية . ولكن ما الذي يجعل الجرح يتوقف عن النزف؟
إن آلية تخثر الدم عند حدوث الجروح هي التي توقف النزيف . وهذه الآلية تعتبر إحدى الأنظمة الدفاعية التي توجد في أجسامنا . فهناك مواد في الدم تعمل على سد الجروح، وهكذا تمنع تدفق المزيد من الدم خارج الجسم . وكما هو واضح من الصورة الجانبية تهرع بعض المواد الموجود في الدم إلى ناحية الجرح الذي أصاب الوعاء الدمعي،
وتبدأ هذه المواد في مرحلة أولى بالتراص مع بعضها البعض في فتحة الجرح، ثمّ تبدأ في تكوين ما يشبه الشبكة لمنع تدفق الدم بسهولة، وبعد ذلك تتصلب الشبكة حتى تتحول إلى القشرة التي نراها فوق الجروح .
والآن لنفكر قليلا هل أن ما ذكرناه يحدث بالمصادفة؟ من أين علمت الخلايا الدموية أن هناك جرحا حدث في مكان ما من عالم واسع وكبير بالنسبة إليها . ولماذا تسرع إلى مكان الجرح؟ ولماذا تعمل على وقف النزيف؟ وكيف تعلم أن وقف النزيف يتم عبر سد الجروح؟ ومن الذي علم هذه الخلايا أن مهمتها هي إيقاف النزيف؟

ومن المستحيل أن تعرف الخلايا هذه المهام أو أن تقوم بها بمحض جهودها عن طريق المصادفة . ومن المستحيل على الإنسان أن يوجد مثل هذا النظام الدفاعي في الجسم أو أن يكون هو الذي علم أجزاء هذه الخلايا وظائفها الحيوية هذه .

إن مثل هذا السلوك الواعي الذي تسلكه خلايا الدم ليس نابعا من الخلايا أنفسها، بل الله سبحانه وتعالى هو الذي ألهمها ذلك، وبالتالي تعمل هذه الخلايا وفق هذا الإلهام الإلهي . ويقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه المبين عن الأعجاز في خلقه ما يلي :

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلَ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ اِرْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ . الملك، 3-4
الدم : السائل المعجزة الذي لا يمكن صنع مثيل له
لقد بذل العلماء جهودا كبيرة لإنتاج سائل شبيه بالدم إلاّ أن هذه الجهود باءت بالفشل، وأخيرا تركوا هذا المجال إلى مجالات علمية أخرى .

ويستحيل على العلماء تقليد الدم في مكوناته لأن الدم يتميز بتخثره حالما يخرج من الوعاء الدموي الذي يحويه، وبالتالي تتغير بنيته . وحتى إذا تم حفظ الدم داخل أوعية زجاجة لا يجدي نفعا في تقليده لأن خلايا الدم لا تبقى حية بصورة تامة في حالة حفظ الدم داخل هذه الأوعية الدموية .

ولهذا السبب اضطر الباحثون إلى أن يفرزوا مكونات الدم بمعزل عن بعضه البعض كي تَسهل معرفة خواصها . ومن هنا فشلت جهود العلماء بعد كل هذه السنوات في تقليد الدم . لذلك فليس من المنطقي أن يقال أن هذا السائل الخارق مثل الدم قد ظهر بالمصادفة ومن تلقاء نفسه . وربما كان مثل هذا القول من أكثر المقولات بعدا عن المنطق .

إذن فالدم سائل خلقه الله عز وجل بعلمه وقدرته . وخلايا الدم هي واحدة من المكونات الخارقة التي تتكون منها أجسامنا .
القلب : محرك الجسم



هل فكرتم في كيفية تحرك الدم داخل أجسامنا صعودا و نزولا دون توقف؟ فكل جسم يحتاج في حركته إلى محرك يساعده على الحركة . فالسيارات مثلا، وكذلك الطائرات والسفن تحتاج في حركتها إلى محرك . إذن فهناك حاجة إلى محرك داخل أجسامنا يجعل الدم في حركة مستمرة داخل أجسامنا . وهذا المحرك هو القلب القابع داخل أجسامنا، فهو لا يتوقف عن ضخ الدم ليلا ونهارا .

حاول أن تضم أصابعك بقوة لبرهة وبعدها أطلقها، سترى كيفية ضخ القلب للدم . والقلب ينبض سبعين مرة في الدقيقة ويضخ 300 مليون لتر من الدم تقريبا طوال عمر الإنسان . إن هذه الكمية تكفي لملء عشرة آلاف ناقلة للبترول . أليست هذه الأرقام مثيرة وخارقة؟ وتخيل نفسك تحاول ملء دلو بقدح سبعين مرة في الدقيقة . ستشعر في النهاية أن درجة حرارة عضلات الذراعين واليدين قد ارتفعتا إلى درجة قصوى، ولا بد أن تأخذ قسطا من الراحة . أما أن القلب فهو يقوم بهذه المهمة طوال العمر دون توقف ودون أن يتعب .
أفضل مضخة


إنّ القلب عبارة عن عضلة قوية إلى درجة مدهشة. وينبض القلب حوالي 70 مرة في الدقيقة الواحدة. ويضخ في كل مرة 59 سنتمترا مكعبا من الدم. وينبض القلب خلال 70 عاما 2500000 مرة يضخ خلايا 152000000 لترا من الدم. وهذه الكمية تساوي ما يعادل ملء خزان الوقود لعشر طائرات من طراز بوينغ 747 في كل عام.

إن أفضل مضخة توجود داخل الجزء الأيسر من صدورنا، أي القلب الذي يستطيع أن يعمل باستمرار ليلا ونهارا محققا ألف دورة كاملة للدم في اليوم الواحد . وحجم القلب هو بمقدار قبضة اليد تقريبا . وهو عضو يتألف من اللحم فقط، ولكنه يعتبر أفضل وأقوى الآلات على الإطلاق . وهناك أسباب عديدة تجعلنا نصف القلب بهذه الأوصاف . فالقلب ذو قوة مدهشة في حالة ضخه للدم . فبواسطة هذه القوة يستطيع ضخ الدم لارتفاع 3 أمتار . ويمكننا بيان قوة القلب بمثال موجز . فالقلب يبذل جهدا خلال ساعة واحدة يكفي لرفع سيارة متوسطة الحجم مترا واحدا عن مستوى سطح الأرض .



يسع خزان الوقود لطائرة من طراز بوينغ 747 217000 لترا من الوقود.



المضخات الأصلية للقلب

إنّ القلب الذي هو في حجم قبضة اليد يتألف –كما يلاحظ في الصورة الجانبية - من قسمين وبدورهما يتألفان من قسمين ثانويين وهما في الحقيقة في شكل مضختان . والمضخة اليسرى من القلب هي الأقوى، وهي تضخ الدم النقي إلى باقي أنحاء الجسم عدا الرئتين .
أما المضخة اليمنى فتعتبر الأضعف، وتضخ الدم غير النقي إلى الرئتين . ورحلة الدم
من القلب إلى الرئتين تعتبر أقصر طولا لذلك تسمى "الدورة الدموية الصغرى ". أما رحلته إلى باقي أنحاء الجسم فتدعى "الدورة الدموية الكبرى ".


ومضختا القلب تنقسمان بدورهما إلى جزأين ينتقل الدم من أحدهما إلى الآخر عبر الصمامات . وتعمل هذه المضخات بطاقة عالية دون توقف . وهكذا يستطيع الدم أن يكمل ألف دورة داخل الأوعية الدموية خلال اليوم الواحد .

الصيانة الذاتية للقلب

تحتاج المكائن التي تعمل باستمرار إلى إجراء الصيانة عليها، وهذه الصيانة تشمل أجزاء المكائن أو تغيير هذه الأجزاء إن كانت الحاجة ملحة لذلك، وتحتاج المكائن بعد فترة من الاشتغال إلى عملية تزييت، وإلا فإنها تتعرض إلى تآكل نتيجة الاحتكاك . وكذلك، فإن القلب الذي يعمل باستمرار على شكل ماكينة يحتاج إلى صيانة، إلا أنه يقوم بإجراء الصيانة بطريقة ذاتية . وعلى سبيل المثال فهو يقوم بتزييت نفسه بنفسه .
ولكن كيف يقوم بتزييت نفسه بنفسه؟ إن الجواب كامن في خلق القلب، فهو محاط من الخارج بغشاء ذي طبقتين . ويوجد سائل زيتي يفصل بين الطبقتين . وهذا السائل يساعد في تسهيل عمل القلب . ويعكس هذا الأمر مدى الإعجاز في خلق القلب، ويبين كذلك الإبداع الإلهي في التصوير جلت قدرته وعظمته سبحانه .
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-04-2010, 10:49 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

الهيكل العظمي المتكون من العظام


يحتوي جسم الإنسان على 206 عظم، ربما تتساءلون عن السبب في وجود مثل هذا العدد الكبير من العظام في أجسامنا . ولكن المثال الآتي سيزيل علامات الاستفهام من مخيلتنا وسيقنعنا بأهمية هذا العدد من العظام . فلو كانت الأصابع تتألف من عظم واحد فقط لما استطعنا أبدا الإمساك بهذا الكتاب الذي بين أيدينا، لماذا؟ لأن عظما واحدا يجعل الإصبع منتصبا، ولا يكون قابلا للانطواء، وإذا حاولنا أن نطويها تتعرض للانكسار، وبالتالي سوف نعجز عن الإمساك بالأشياء وحتى عن الكتابة أو تناول الطعام . فالذي يسهل علينا الإمساك بالكتابة أو الإمساك بالفاكهة التي نأكلها أو القيام بأي عمل آخر باستخدام أصابع اليد يرجع إلى تكون اليد والأصابع من 27 عظما .




وكما ذكرنا في السطور السابقة، يحتوي جسم الإنسان على 206 عظام مرتبطة مع بعضها البعض . وهذه العظام موزعة في أنحاء الجسم بصورة رائعة . ووفق هذا التوزيع نستطيع أن ننحني أو نلوي سيقاننا أو ندير رؤوسنا بسهولة ويسر، إلا أن جميع هذه الأعمال لا نستطيع أن نقوم بها بواسطة العظام فقط لأن العظام صلبة ولا يمكن أن تنحني أو تنطوي . ولهذا فالعظام ترتبط ببعضها البعض بنقاط رابطة تدعى المفاصل . وبواسطة هذه المفاصل نستطيع بسهولة أن نطوي الذراع أو أن نرفع سيقاننا ونحرك أصابعنا .


ولأجل
أن نفهم الأهمية الكبرى لوجود المفاصل في أجسامنا دعونا نطلع على المثال الآتي :

لنفرض أننا صنعنا دمية من خشب، فنحن في حاجة طبعا إلى جزء متحرك يربط كتف الدمية مع ذراعها وذلك لتسهيل تحريك هذا الذراع، وسنحتاج إلى جزء متحرك آخر يربط الساق بالجذع للسبب نفسه . وينبغي أن نفعل الشيء نفسه في صنع الذراعين والساقين، أي أن نجعلها متكونين من قطع مرتبطة ببعضها البعض بأجزاء متحركة، فعندئذ نستطيع أن نطوي ذراع الدمية من المرفق والرسغ وأن نطوي الساق من الركبة والكعب . ومن هنا تتضح لنا أهمية تكون الهيكل العظمي من عدد كبير من العظام والمفاصل .




الخصائص الفريدة للعظام


هناك أنواع متعددة للمفاصل التي تربط العظام، فهناك مفصل يسهل على العظام الحركة للإمام والخلف، وأخرى تسمح بالحركة في جهة الجانب . ولنتفحص معا ولو بشكل مبسط جوف العظام والمفاصل .

كما تعلمون أعزائي الأطفال، إن العظام تقوم بحمل ثقل الجسم وحمايته، ولهذا السبب خلقت بالصلابة والقوة التي تتطلبها عملية الحمل . وتتميز عظامنا بكونها مجوفة على شاكلة خلية النحل المليئة بالثقوب، وبالتالي توصف عظامنا بأنها خفيفة نسبيا .




يرى في الصورة البناء المثقوب الذي يكسب العظام قوتها المعروفة. وقد شُيّد برج إيفل المعروف بأسلوب شبيه ببناء العظام الداخلي.
وهذه الثقوب العديدة تجعل عظامنا متينة وصلبة بالرغم من كونها خفيفة، ولكن هذا لا يعنى أن عظامنا سهلة الكسر . وبالعكس فهي أكثر قوة بخمسة أضعاف من الفولاذ . وعلى سبيل المثال يستطيع عظم الفخذ في حالة انتصابه أن يحمل ثقلا مقداره طنا كاملا، ويستطيع أن يحمل ثقلا مقداره ثلاثة أضعاف ثقل الجسم في حالة المشي . ولا يحدث شيء ضار بالنسبة إلينا بفضل القوة التي تتميز بها عظام هيكلنا العظمي




الجمجمة: العظم الواقي للمخ


تتولى الجمجمة حماية المخ وكذلك توفر نقاط ربط للعينين والأذنين والأنف والفم. وتبدو الجمجمة في شكلها بسيطة نوعا ما، ولكنها في الحقيقة من أكثر عظام الهيكل العظمي تعقيدا لأنها تتألف بمفردها من 22 عظما ترتبط فيما بين بعضها البعض ارتباطا وثيقا.
ولكن ما هو الشيء الذي يكسب عظامنا هذه الصلابة؟ إن الجواب كامن في تكوين العظام نفسها . فجوف العظام يشبه خلية النحل من حيث الثقوب المتشعبة والمرتبطة ببعضها البعض . وهذا التركيب يجعل العظام خفيفة وصلبة في آن واحد . ولو حدث العكس، أي لو كانت العظام ممتلئة لأصبحت ثقيلة الوزن ولكانت سهلة الكسر وعديمة المرونة أمام المؤثرات الخارجية . أي أن عظام ذراع الإنسان تصبح في هذه الحالة سهلة الكسر لو اصطدمت مثلا بزاوية دولاب الملابس التي توجد في الغرفة . ولكن العظام خلقت بالمرونة والمتانة المعروفة كي نستطيع أن نمارس الحركة والنشاط بكل سهولة ويسر . وكل ذلك بفضل الله عز وجل ورحمته الواسعة .



تبدأ العظام في النمو منذ لحظة الولادة وحتى سنّ البلوغ، ويكون هذا النمو شاملا لكل العظام وبالتناسب فيما بينها. وبسبب هذا التناسب يزداد طول جسم الإنسان كلما تقدم في العمر حتى سن البلوغ.


تتكون العظام من مادة خاصة يوليها العلماء اهتماما خاصا منذ أمد بعيد ويحاولون إنتاجها في مختبراتهم صناعيا . وتتميز هذه المادة بكونها خفيفة وقوية، والأهم من ذلك أنها قادرة على تنمية نفسها بنفسها . فغالبا ما لاحظتم أن هناك فرقا في الطول بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-5 أعوام وبين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19-20 عاما . ويرجع سبب هذا الفرق إلى اختلاف طول العظام حسب الفئة العُمْرية . وبالإضافة إلى هذا فإنّ نمو العظام يحدث بتناسب فيما بينها . فعندما يحدث نمو في عظام الساق يحدث في الوقت نفسه نمو في عظام الذراع وبشكل متناسب تماما . وكذلك تنمو عظام الأصابع بالتناسب فيما بينها سواء أكانت في اليدين أو القدمين . وهذه الخاصية لنمو العظام موجودة في جسم كل الإنسان .

وكما بينا سابقا فإن العلماء يبذلون جهدا حثيثا لإنتاج مادة شبيهة بمادة العظام، ولكن دون جدوى فلا أحد بإمكانه إنتاج مثل هذه المادة الفريدة في خصائصها، وهي المادة التي تتكون منها العظام التي خلقها الله عز وجل بقدرته ورحمته كي نتحرك ونمارس نشاطات مختلفة بكل سهولة ويسر ودون ألم، فتبارك الله أحسن الخالقين .
مفاصلنا القادرة على صيانة نفسها بنفسها



قد أوضحنا فيما سبق أن العظام ترتبط ببعضها البعض بنقاط ربط تدعى المفاصل . وعلى سبيل فالمرفق والركبة مفصلان من مفاصل الجسم التي بواسطتها نحرك أطرافنا بكل سهولة . ولا تحتاج هذه المفاصل إلى تزييت نتيجة حركتها المستمرة مدى الحياة، إلا أن ثمة آلات عملها شبيه بعمل المفاصل تحتاج إلى تزييت بصورة دورية . فعلى سبيل المثال تحتاج دواسات الدرجات الهوائية إلى التزييت مثلها مثل السلسلة المعدنية المرتبطة بها لأن الحركة الدائمة تؤدي إلى تقليل الزيت وبالتالي تصّعب حركتها .

أما مفاصل الجسم فلا تحتاج إلى تزييت بالرغم من تعرض رؤوسها إلى حركة دائمة متوازية مع حركة الجسم . ولكن لماذا؟ إن هذا السؤال شغل بال العلماء كثيرا وبذلوا جهودا كبيرا من أجل التوصل إلى إجابة عليه، ثم اكتشفوا أن سطح المفاصل يتميز بتركيب رفيع ومثقوب . ويوحد سائل زيتي تحت هذا السطح مباشرة، فإذا ضغط العظم على إحدى نواحي المفصل يبدأ السائل الزيتي في التدفق من الثقوب ليصبح سطح المفصل زلقا ومرنا .



إن هذه الأمثلة تثبت لنا أن جسم الإنسان مخلوق بصفات وميزات فريدة ورائعة . وهو نتيجة لعلمية خلق إعجازية . ونحن إذ نمارس حياتنا اليومية بهذا النشاط والحيوية فإننا نستخدم عظام أجسامنا ومفاصلها للقيام بمختلف الحركات وفي جميع الاتجاهات . والذي جعل العظام والمفاصل بهذه الخصائص هو الله العليم القدير، وقد دعا الإنسان إلى التفكر في كيفية خلق العظام فقال سبحانه :
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . البقرة، 259




تؤدي الخلايا العظمية الهدمية وظائفها دون أي خطأ في المقاييس وكأنها نحات ماهر، فهي تعرف جيدا مقاييس العظام و أبعادها. وهي تتكاثر عند اللزوم وتتوقف عند الضرورة أيضا. والآن، فكروا قليلا فيما لو استمرت عظام اليدين أو الساقين في النمو. إنه شيء مخيف حقا، ولكن مثل هذا الأمر لا يحدث أبدا. وهذا الأمر يعكس حقيقة مهمة وهي أن الخلايا تمارس نشاطها بإلهام من الله تعالى جلت قدرته.

كيف يلتئم العظم المكسور؟





لا يستوي أي عظم من عظام القدم مع أي عظم من عظام اليد، فكل عظم في الجسم له شكله وسمكه وأبعاده الخاصة به. ولكنها جميعا نتاج نوع واحد من الخلايا وهي الخلايا البنائية العظمية.




لقد تحدثنا فيما سبق عن خصائص العظام ذات القوة والصلابة، ولكن هذه العظام قد تتعرض إلى كسر نتيجة بعض الصدمات والضربات الخارجية . ولكن ما الذي يحدث بعد انكسار العظم؟ يبدأ العظم بترميم نفسه، وكل ما يفعله الأطباء في حالات الكسور هو إعادة العظم إلى موضعه الصحيح وإحاطته بطبقة من الجبس كي يلتئم في موضعه الصحيح من تلقاء نفسه . وهي حالة عجيبة بالفعل أن يرمم العظم نفسه وأن يرجع أقوى مما كان قبل الكسر . وهذه الحالة المعجزة تحدث على النحو الآتي :



قبل كل شيء يبدأ الدم المحيط بالعظم المكسور بالتخثر، وتتكون طبقة كبيرة من الخثرة الدموية تدعى "الهماتوم ". وهذه الطبقة تشبه القشرة التي تتكون على الجروح التي تعرفونها جيدا، ومن ثم تبدأ الخلايا العظمية البنائية في تحويل هذه الطبقة إلى عظم، وبعدها تبدأ الخلايا العظمية الهدمية في العمل .

وينحصر عملها في إضفاء شكل معين للعظم الجديد عبر إفراز حامض الهيدروكلوريك . وتسلك هذه الخلايا الهدمية سلوك نحات ماهر يتفنن في إعطاء شكل معين لما ينحته . وتستمر هذه العملية حتى يتخذ العظم الجديد شكله السابق . وقد تستمر الخلايا العظيمة الهدمية في العمل لمدة سنة ما بعد حادث الكسر ودون أن نشعر وذلك كي يرجع العظم الجديد إلى حالته السابقة تماما .
وهي تشبه تماما النحات الماهر الذي يعمل بدأب وصبر كي ينحت الشيء ويعطيه شكله المناسب . ويتضح لنا أن عمل الخلايا العظمية بهذا الشكل الواعي هو دليل على كونها مخلوقات راقية بالرغم من كونها لا تملك عيونا مبصرة . والخلايا البنائية تعلم جيدا أين تبدأ بالعمل ومتى تنهيه . وبعدها يأتي الدور على الخلايا الهدمية التي تدرك جيدا أن العظم الجديد في حاجة إلى تهذيب . وتبدأ في تهذيبه مثل نحات ماهر يدرك ما يفعل وذلك باستخدام حامض الهيدروكلوريك بكمية زائدة هنا وكمية أقل هناك حتى يتخذ العظم شكله الطبيعي .
لقد تعرفنا على الخلايا العظمية بعد هذا العرض الموجز، وتعلمنا كيف ومتى وأين تتصرف بالشكل المطلوب والصحيح . وهذه الخلايا تعمل ضمن نظام رائع لترميم العظام وإعادتها إلى الشكل السابق الذي كان قبل حادث الكسر . ويحاول العلماء أيضا منذ سنوات عديدة تقليد الخلايا العظمية في عملها مختبريا ولكن دون جدوى .

ولكن من أين اكتسبت الخلايا العظيمة هذه القدرة على الترميم ؟ كيف تعرف الخلايا العظمية المواد اللازمة لبناء العظام؟ وكيف تعرف الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا البناء؟ لقد اطلعنا معا على نوعين من الخلايا العظمية البنائية والهدمية . كيف قامت الخلايا العظمية بتوزيع المهام فيما بينها؟ كيف لا يحدث تضارب أو خلط بين النوع الأول والثاني؟ هل اكتسبت الخلايا العظمية هذه المزايا من تلقاء نفسها؟
من المستحيل طبعا أن تكتسب الخلايا غير المرئية بالعين المجردة هذه المزايا من تلقاء نفسها، ومن المستحيل أيضا أن تكون قد اكتسبتها بالمصادفة . إذن فالخلايا العظمية تسلك هذا سلوك النحات الماهر بفضل الإلهام الإلهي وتوجيهه جلت قدرته .
العظام؟ مثلما ذكرنا سابقا فإن الجسم يحتوي على



هل فكرتم كيف تقوم خلايا الجسم بتكوين 206 عظام، إلا أن معظم هذه العظام تختلف فيما بينها من حيث الشكل , ويبدأ الاختلاف في الظهور في الأيام الأولى لتكونها، أي عندما يكون الإنسان جنينا في بطن أمه . فكلما ازدادت خلايا الجنين عددا ازدادت تخصصا واختلافا فيما بينها، وكأنها تعرف مسْبقا الشكل والوظيفة اللذين ستتخذها .
فبعض الخلايا تتحول إلى عظام والبعض الآخر تتحول إلى الكبد وهكذا بالنسبة إلى باقي الخلايا . إلا أن هذه الخلايا لا تكتفي بتشكيل الأعضاء الجسمية التي نعرفها بل إن الاختلاف بين الخلايا يحدث بين الخلايا المكونة للعضو الواحد أيضا . وعلى سبيل المثال تبدأ الخلايا العظمية باتخاذ الشكل المناسب في المكان المناسب من الجسم .


لعظام جمجمة الطفل فراغات بينية تمتلأ كلما تقدم في العمر.
فعظام القدم تتخذ شكلا مقوسا نحو الداخل بسلوك الخلايا العظمية المكونة لها، ومثلها عظام الأصابع أيضا . وكذلك عظام الجمجمة التي تتخذ شكلا مناسبا مع حجم المخ الذي تحيط به . فلا هي صغيرة أكثر مما ينبغي وبذلك تحول دون الضغط على المخ، ولاهي كبيرة أكثر مما ينبغي بحيث تسبب قلقا للإنسان، إنها تمام مثلما ينبغي أن تكون .


ترى من أين تعلمت الخلايا هذا القياس الدقيق عند اتخاذ الشكل المناسب، وكيف عرفت أنها ينبغي أن تكون خلية عظمية وتكون ذات شكل معين؟ إن الله عز وجل هو الذي خلق هذه الخلايا وألهمها وظائفها بعلمه الواسع الذي ورد ذكره في القرآن الكريم :



تنمو عظام اليد مثلها مثل باقي عظام الجسم كلما تقدم العمر، والملفت للنظر هنا هو نمو العظام بالتناسب فيما بينها.

وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ . الروم، 26-27

__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 04-04-2010, 05:30 PM
الصورة الرمزية alea2009
alea2009 alea2009 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 1,914
معدل تقييم المستوى: 16
alea2009 is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير
الموضوع أكثر من رائع
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-04-2010, 09:53 PM
نور الدين. نور الدين. غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 62
معدل تقييم المستوى: 15
نور الدين. is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله ما شاء الله .... موضوع اكثر من رائع ...

بالفعل عرض شيق باسلوب علمي مبسط ...

سبحان الله .. معجزات في معجزات ..

جزاك الله خير الجزاء اخي ...

موضوعاتك مميزه جدا ..

في امان الله ..
__________________



مدينة الكتب ..
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 05-04-2010, 02:17 PM
MOHAMED SAMIR1 MOHAMED SAMIR1 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 445
معدل تقييم المستوى: 16
MOHAMED SAMIR1 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alea2009 مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير
الموضوع أكثر من رائع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدين. مشاهدة المشاركة
بسم الله ما شاء الله .... موضوع اكثر من رائع ...

بالفعل عرض شيق باسلوب علمي مبسط ...

سبحان الله .. معجزات في معجزات ..

جزاك الله خير الجزاء اخي ...

موضوعاتك مميزه جدا ..

في امان الله ..
مشكورين للمرور العطر

اتمني الاستفاده للجميع ..

ومازال العرض مستمر

في امان الله
__________________
مهما تكاثرت الجروح دوما ينازعني الطموح يحيا اليقين مع الامل

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 06-04-2010, 09:26 PM
هيما على هيما على غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
هيما على is on a distinguished road
افتراضي

الموضوع جيد جدا ومشكورن كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

هيما علىر
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-04-2010, 06:39 AM
الصورة الرمزية الاستاذ عوض على
الاستاذ عوض على الاستاذ عوض على غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 27,698
معدل تقييم المستوى: 42
الاستاذ عوض على is just really nice
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________

العلم النافع .. صدقة جارية

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:09 PM.