اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #15  
قديم 27-01-2010, 01:38 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

عذابُ القبر ونعيمه
المطلب الأول
أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة
يقول شارح الطحاوية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، بل إن الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول ، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا ، بل تعاد إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا " (1) .
وقال في موضع آخر : " واعلم أن عذاب القبر وعذاب البرزخ حق ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه ، قبر أو لم يقبر ، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء ، أو صلب أو غرق في البحر ، وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور ، وما ورد من إجلاسه ، واختلاف أضلاعه ونحو ذلك ، فيجب أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير " (2) .
وأنكرت الملاحدة ومن تمذهب بمذهب الفلاسفة من الإسلاميين عذاب القبر ، وقالوا: ليس له حقيقة ، واحتجوا لذلك بأنهم يفتحون القبور فلا يرون شيئاً مما أخبرت به النصوص (3) .
وأنكره أيضاً الخوارج وبعض المعتزلة كضرار بن عمرو وبشر المريسي ، وخالفهم جميع أهل السنة ، وأكثر المعتزلة (4) .
وهؤلاء كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ، وقد ظن هؤلاء أن أبصارهم يمكن أن ترى كل شيء ، وأن أسماعهم يمكن أن تسمع كل شيء ، ونحن اليوم نعلم من أسرار الكون ما كانت أسماعنا وأبصارنا عاجزة عن سماعه ورؤيته ، ومن آمن بالله صدَّق خبره .
وقد وردت إشارات في القرآن تدل على عذاب القبر ، وقد ترجم البخاري في كتاب الجنائز لعذاب القبر ، فقال : باب ما جاء في عذاب القبر ، وساق في الترجمة قوله تعالى : ( إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ) [ الأنعام : 93 ] ، وقوله تعالى : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) [ التوبة : 101 ] . وقوله تعالى : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) [ غافر : 45-46 ] .
والآية الأولى التي ساقها البخاري إنما هي في تعذيب الملائكة الكفار في حال الاحتضار كما سبق بيانه ، والآية الثانية تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقين قبل عذاب يوم القيامة ، العذاب الأول ما يصيبهم الله به في الدنيا إما بعقاب من عنده وإما بأيدي المؤمنين ، والعذاب الثاني عذاب القبر ، قال الحسن البصري : ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) [ التوبة : 101 ] : عذاب الدنيا ، وعذاب القبر " (5) ، وقال الطبري : " والأغلب أن إحدى المرتين عذاب القبر ، والأخرى تحتمل أحد ما تقدم ذكره من الجوع أو السبي أو القتل والإذلال أو غير ذلك " (6) .
والآية الثالثة حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر ، فإن الحق تبارك وتعالى قرر أن آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً ، وهذا قبل يوم القيامة ، لأنه قال بعد ذلك : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) [ غافر : 46 ] ، قال القرطبي : " الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ ، وهو حجة في تثبيت عذاب القبر " (7) .
ومن الإشارات القرآنية الواضحة الدالة على فتنة القبر وعذابه قوله تبارك وتعالى : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) [ إبراهيم : 27 ] ففي الحديث الذي يرويه البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) [ إبراهيم : 27 ] ، وفي رواية أخرى : وزاد : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ ) [ إبراهيم : 27 ] نزلت في عذاب القبر " (8) .
وقد روت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها : " أن اليهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر ، فسألت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى إلا تعوذ من عذاب القبر " زاد غندر: " عذاب القبر حق " رواه البخاري (9) .
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة ، فقالتا : إن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، قالت : فكذبتهما ، ولم أنعم (10) أن أصدقهما ، فخرجتا ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : يا رسول الله ‍‍‍‍‍ إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا عليَّ ، فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم ، فقال : " صدقتا ، إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم " قالت : فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر " (11) .
ولعظم هذا الأمر وخطورته كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمه لأصحابه ، بل وخطب فيهم مرة به ، ففي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : قالت : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فذكر فتنة القبر التي يفتن فيها المرء ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة " رواه البخاري (12) والنسائي ، وزاد النسائي : " حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم ، قلت لرجل قريب مني : أي بارك الله لك ، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قولـه ؟ قال : قد أوحى إلي : أنكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال " (13) .
سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين :
وقد أعطى الله رسوله القدرة على سماع المعذبين في قبورهم ، ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : " بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار ، على بغلة له ، ونحن معه ، إذ حادت به (14) ، فكادت تلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال : من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال رجل : أنا ، قال : فمتى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك ، فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا (15) ، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه " (16) .
وفي صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما غربت الشمس ، فسمع صوتاً ، فقال : يهود تعذب في قبورها " (17) .
ويدل على سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للمعذبين في قبورهم الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس ، وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرّ بقبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير .. " الحديث ، وسيأتي ذكره بتمامه إن شاء الله .
سماع غير الرسول صلى الله عليه و سلم أصوات المعذبين :
لم يزل بعض الناس يتحدثون عن سماعهم أو رؤيتهم للمعذبين في قبورهم ، ومن هؤلاء ثقات أعلام لا مطعن في دينهم وأمانتهم ، يقول ابن تيمية في ذلك : " قد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ، ويعلمون ذلك ويتحققونه ، وعندنا من ذلك أمور كثيرة " (18) .
وقال في موضع آخر في معرض رده على المكذبين بعذاب القبر " وإذا عرف أن النائم يكون نائماً وتقعد روحه وتقوم وتمشي ، وتذهب وتتكلم وتفعل أفعالاً وأموراً بباطن بدنه مع روحه ، ويحصل لبدنه وروحه بها نعيم وعذاب ، مع أن جسده مضطجع ، وعينيه مغمضة ، وفمه مطبق ، وأعضاؤه ساكنة ، وقد يتحرك لقوة الحركة الداخلة ، وقد يقوم ويمشي ويتكلم ويصيح ، لقوة الأمر في باطنه ، كان هذا مما يعتبر به أمر الميت في قبره ، فإن روحه تقعد ، وتجلس ، وتسأل ، وتنعم ، وتعذب ، وتصيح وذلك متصل ببدنه ، مع كونه مضطجعاً في قبره ، وقد يقوى ذلك حتى يظهر ذلك في بدنه ، وقد يرى خارجاً من قبره ، والعذاب عليه ، وملائكة العذاب موكلة به ، فيتحرك بدنه ، ويمشي ويخرج من قبره ، وقد سمع غير واحد أصوات المعذبين في قبورهم ، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ، ومن يقعد بدنه أيضاً إذا قوي الأمر ، لكن ليس هذا لازماً في حق كل ميت، كما أن قعود بدن النائم لما يراه ، ليس لازماً لكل نائم ، بل هو بحسب قوة الأمر " (19) .
--------------------------------
(1) شرح العقيدة الطحاوية : (450) .
(2) شرح العقيدة الطحاوية : (451) .
(3) انظر تذكرة القرطبي : (125) .
(4) فتح الباري : (3/233) .
(5) فتح الباري : (3/233) .
(6) فتح الباري : (3/233) .
(7) فتح الباري : (11/233) .
(8) رواه البخاري في صحيحه ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، فتح الباري : (3/231) .
(9) رواه البخاري في صحيحه ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، فتح الباري : (3/231) .
(10) ( لم أنعم ) أي : لم تطب نفسي أن أصدقهما .
(11) صحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر : (1/411) .
(12) صحيح البخاري ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، فتح الباري : (3/232) .
(13) رواه النسائي ، انظر جامع الأصول : (11/170) .
(14) حادت به ، أي : مالت عن الطريق ونفرت .
(15) لا تدافنوا ، أي : مخافة أن لا تدافنوا .
(16) رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، (4/2199) .
(17) جامع الأصول : (11/172) .
(18) مجموع الفتاوى : (24/376) .
(19) مجموع الفتاوى : (5/525) .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:09 PM.