اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #17  
قديم 26-01-2010, 07:39 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

أهداف الشيطان
المطلب الأول
الهدف البعيد
هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر ، هو أن يلقي الإنسان في الجحيم ، ويحرمه من الجنّة ، ( إنَّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السَّعير ) [ فاطر : 6 ] .
المطلب الثاني
الأهداف القريبة
ذلك هو هدف الشيطان البعيد ، أما أهدافه القريبة فإنها كثيرة منها :
1- إيقاع العباد في الشرك والكفر :
وذلك بدعوتهم إلى عبادة غير الله ، والكفر بالله وبشريعته : ( كمثل الشَّيطان إذ قال للإنس اكْفُرْ فلمَّا قال إني بريءٌ منك ) [ الحشر : 16 ] .
وروى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم ، فقال في خطبته : ( يا أيها الناس ، إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتهم مما علمني يومي هذا ، كل مال نحلته عبداً حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين ، فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً ) (1) .
2- إيقاعهم في الذنوب والمعاصي :
فإذا لم يستطع إيقاعهم في الشرك والكفر ، فإنه لا ييأس ، ويرضى بما دون ذلك من إيقاعهم في الذنوب والمعاصي ، وغرس العداوة والبغضاء في صفوفهم ، ففي سنن الترمذي : ( ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبداً ، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم ، فسيرضى به ) (2) .
وفي صحيح مسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم ) (3) ؛ أي بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم ، وإغراء بعضهم ببعض ، كما قال تعالى : ( إنَّما يريد الشَّيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدَّكم عن ذكر الله وعن الصَّلاة فهل أنتم منتهون ) [ المائدة : 91 ] .
وهو يأمر بكل شر : ( إنَّما يأمركم بالسُّوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) [ البقرة : 169 ] .
وخلاصة الأمر : أن كل عبادة محبوبة لله بغيضة إلى الشيطان ، وكل معصية مكروهة للرحمن محبوبة للشيطان .
3- إيقاعهم في البدعة :
وهي أحب إلى الشيطان من الفسوق والمعاصي ؛ لأن ضررها في الدين ، قال سفيان الثوري : " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ؛ لأن المعصية يتاب منها ، والبدعة لا يتاب منها " (4) .
4- صدّه العباد عن طاعة الله :
وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر والذنوب والمعاصي ، بل يصدهم عن فعل الخير ، فلا يترك سبيلاً من سبل الخير ، يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه ، يصدّهم ويميل بهم ، فعن سبرة بن أبي فاكه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، فقعد له بطريق الإسلام ، فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟! فعصاه ، فأسلم .
ثم قعد له بطريق الهجرة ، فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك ؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول (5) . فعصاه ، فهاجر .
ثم قعد له بطريق الجهاد ، فقال : تجاهد فهو جهد النفس والمال ، فتقاتل فتقتل ، فتنكح المرأة ويقسم المال ؟! فعصاه ، فجاهد .
فمن فعل ذلك ، كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة ، ومن قتل ، كان حقّاًَ على الله أن يدخله الجنّة ، وإن غرق ، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، أو وقصته دابته ، كان حقّاً على الله أن يدخله الجنة ) (6) .
ومصداق ذلك في كتاب الله ما حكاه الله عن الشيطان أنه قال لرب العزة : ( قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم – ثُمَّ لآتِيَنَّهُم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شَمَآئِلِهِمْ ولا تجد أكثرهم شاكرين ) [ الأعراف : 16-17 ] .
وقوله : ( لأقعدنَّ لهم صراطك ) أي : على صراطك ، فهو منصوب بنزع الخافض ، أو هو منصوب بفعل مضمر ، أي : لألزمنّ صراطك ، أو لأرصدَنّه ، أو لأعوجنه .
وعبارات السف في تفسير الصراط متقاربة ، فقد فسر ابن عباس : بأنه الدين الواضح ، وابن مسعود : بأنه كتاب الله ، وقال جابر : هو الإسلام ، وقال مجاهد : هو الحق .
فالشيطان لا يدع سبيلاً من سبل الخير إلا قعد فيه يصد الناس عنه .
5- إفساد الطاعات :
إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات ، فإنه يجتهد في إفساد العبادة والطاعة ، كي يحرمهم الأجر والثواب ، ومن ذلك أن الصحابي عثمان بن أبي العاص أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، يَلبِسها عليّ " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ذلك شيطان يقال له : خِنْزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ، واتفل على يسارك ثلاثاً ) . قال : ففعلت ذلك ، فأذهبه الله عني " (7) .
فإذا دخل العبد صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له ، ويشغله عن طاعة الله ، ويذكِره بأمور الدنيا ؛ ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل ، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول اذكر كذا ، اذكر كذا ، لما لم يكـن يذكر ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ) (8) .
دفع الشيطان الإنسان للمرور بين يدي المصلي :
عن أبي صالح السمّان قال : رأيت أبا سعيد الخدري في يوم الجمعة يصلي إلى شيء يستُرهُ من الناس ، فأراد شابٌّ من بني أبي مُعيط أن يجتاز بين يديه ، فدفع أبو سعيد في صدره ، فنظر الشاب فلم يجد مساغاً إلا بين يديه ، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى ، فنال من أبي سعيد ، ثم دخل مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد ، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان ، فقال : مالك ولابن أخيك يا أبا سعيد ؟ قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستُرهُ من الناس فأراد أحدٌ أن يجتاز بين يديه فليدفعه ، فإن أبى ، فليقاتله ، فإنما هو شيطان ) (9) .
والمراد بقوله : ( فإنما هو شيطان ) ؛ أي فعله فعل شيطان كما يقول ابن حجر العسقلاني .
إلا أن ابن حجر ذكر احتمالاً آخر أصح من الأول ، فإنه قال : ( ويحتمل أن يكون المعنى : فإنما الحامل على ذلك الشيطان ، وقد وقع في رواية الإسماعيلي : ( فإن معه الشيطان ) ، ونحوه لمسلم من حديث ابن عمر بلفظ : ( فإن معه القرين ) (10) .
كل مخالفة للرحمن فهي طاعة للشيطان :
يقول تعالى : ( إن يدعون من دونه إلاَّ إناثاً وإن يدعون إلاَّ شَّيطاناً مَّريداً – لَّعنة الله وقال لأتَّخذنَّ من عبادك نصيباً مَّفروضاً ) [ النساء : 117-118 ] . فكل من عبد غير الله من صنم أو وثن ، أو شمس وقمر ، أو هوى ، أو إنسان ، أو مبدأ ، فهو عابد للشيطان ، رضي أم أبى ؛ لأن الشيطان هو الآمر بذلك والمرغب فيه ، ولذلك فإن عبّاد الملائكة يعبدون الشيطان في الحقيقة : ( ويوم يحشرهم جميعاً ثمَّ يقول للملائكة أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون – قالوا سبحانك أنت وليُّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنَّ أكثرهم بهم مُّؤمنون ) [ سبأ : 40-41 ] . يعني أن الملائكة لم تأمرهم بذلك ، وإنما أمرتهم بذلك الجن ، ليكونوا عابدين للشياطين الذين يتمثلون لهم ، كما يكون للأصنام شياطين .
الخلاصة :
والشيء الذي نخلص إليه أن الشيطان يأمر بكل شرّ ، ويحث عليه ، وينهى عن كلّ خير ، ويخوف منه ؛ كي يرتكب الأول ، ويترك الثاني .
كما قال تعالى : ( الشَّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مَّغفرةً منه وفضلاً ) [ البقرة : 268 ] . وتخويفه إيانا الفقر بأن يقول : إن أنفقتم أموالكم افتقرتم ، والفحشاء التي يأمرنا بها : هي كل فعلة فاحشة خبيثة من البخل والزنا وغير ذلك .
6- الإيذاء البدني والنفسي :
كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر والذنوب ، فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه ونفسه ، ونحن نسوق بعض ما نعرفه من هذا الإيذاء :
أ- مهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم :
ذكرنا في غير هذا الموضع الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمهاجمة الشيطان له ، ومجيء الشيطان بشهاب من نار ليرميه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم .
ب- الحلم من الشيطان :
للشيطان قدرة على أن يرى الإنسان في منامه أحلاماً تزعجه وتضايقه ، بهدف إحزانه وإيلامه .
فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم : أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة أنواع ، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الرؤيا ثلاث : فبشرى ، من الرحمن ، وحديث نفس ، وتخويف من الشيطان ) .
وفي رواية عن عوف بن مالك : ( إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ؛ ليحزن بها ابن آدم ) (11) .
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدّث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لأحد ، فإنها لا تضره ) (12) .
ج- إحراق المنازل بالنار :
وذلك بوساطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك ، ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نمتم فأطفئوا سُرُجكم ، فإن الشيطان يدلّ مثل هذه ( الفأرة ) على هذا ( السراج ) فيحرقكم ) (13) .
د- تخبط الشيطان الإنسان عند الموت :
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من ذلك فيقول : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي ، والهدم ، والغرق ، والحريق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً ، وأعوذ بك أن أموت لديغاً ) (14) .
هـ- إيذاؤه الوليد حين يولد :
في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كلّ بني آدم يمسّه الشيطان يوم ولدته أمّه إلا مريم وابنها ) (15) .
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن الحجاب ) (16) .
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخاً من مس الشيطان ، غير مريم وابنها ) (17) .
والسبب في حماية مريم وابنها من الشيطان استجابة الله دعاء أم مريم حين ولدتها : ( وإنَّي أعيذها بك وذريتها من الشَّيطان الرَّجيم ) [ آل عمران : 36 ] . ولذا فإن أبا هريرة قرأ هذه الآية بعد روايته للحديث السابق (18) .
فلما كانت أم مريم – عليها السلام – صادقة في طلبها استجاب الله لها ، فأجار مريم وابنها من الشيطان الرجيم .
وممن أجاره الله أيضاً عمار بن ياسر ، ففي صحيح البخاري : أن أبا الدرداء سأل علقمة ، وكان من أهل الكوفة ، فقال : " أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ " قال المغيرة : " الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم يعني عماراً " (19) .
و- مرض الطاعون من الجن :
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ( فناء أمته بالطعن والطاعون ؛ وخز أعدائكم من الجنّ ، وفي كلّ شهادة ) (20) ، وفي مستدرك الحاكم : ( الطاعون وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة ) (21) .
وما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال تعالى : ( واذكر عبدنا أيُّوب إذ نادى ربه أنَّي مَسَّنِيَ الشَّيطان بنصبٍ وعذابٍ ) [ ص : 41 ] .
ز- بعض الأمراض الأخرى :
قال صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة ، وهي حمنة بنت جحش : ( إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ) (22) .
ح- مشاركته لبني آدم في طعامهم وشرابهم ومسكنهم :
ومن الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان أن يعتدي على طعامه وشرابه فيشركه فيهما ، ويشركه في المبيت في منزله ، ويكون ذلك منه إذا خالف العبد هدي الرحمن ، أو غفل عن ذكر الله ، أمّا إذا كان ملتزماً بالهدى الذي هدانا الله إليه ، لا يغفل عن ذكر الله ، فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا وبيوتنا .
فالشيطان لا يستحل الطعام إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يُسَمّي ، فإذا ذكر اسم الله عليه ، فإنّه يحرم على الشيطان ، روى مسلم في صحيحه عن حذيفة ، قال : " كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيضع يده ، وإنّا حضرنا معه مرة طعاماً ، فجاءَت جارية كأنها تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ، فأخذ بيده " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنّ الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحلّ بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيدي إن يده في يدي مع يدها ) (23) .
وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظ أموالنا من الشيطان وذلك بإغلاق الأبواب ، وتخمير الآنية ، وذكر اسم الله ؛ فإن ذلك حرز لها من الشيطان ، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم ، واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم ، واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً ، وأطفئوا مصابيحكم ) (24) .
ويشرب الشيطان مع الإنسان إذا شرب واقفاً ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً ، فقال له : ( قِهْ ) ، قال : لمه ؟ قال : ( أيسرك أن يشرب معك الهر ؟ ) قال : لا ، قال : ( فإنه قد شرب معك من هو شرّ منه الشيطان ) (25) .
وكي تطرد الشياطين من المنزل لا تنس أن تذكر اسم الله عند دخول المنزل ، وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ، حيث يقول : ( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإن دخل ، فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر الله عند طعامه ، قال : أدركتم المبيت والعشاء ) (26) .
ط- مس الشيطان للإنسان ( الصرع ) :
يقول ابن تيمية (27) : " دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذين يأكلون الرِّبَا لا يقومون إلاَّ كما يقوم الَّذي يتخبَّطه الشَّيطان من الْمَسِّ ) [ البقرة : 275 ] ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) (28) .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : " قلت لأبي : إن أقواماً يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع ، فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه " .
يقول ابن تيمية : " هذا الذي قاله مشهور ، فإنّه يصرع الرجل ، فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويُضْرب على بدنه ضرباً عظيماً ، لو ضرب به جمل ، لأثر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس الضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يُجَرّ المصروعُ ، وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، ويحول الآلات ... ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضرورياً ، بأن الناطق على لسان الإنس ، والمحرك لهذه الأجسام ، جنس آخر غير الإنسان " .
ويقول رحمه الله " وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك ، وادعى أن الشرع يكذب ذلك ، فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك " .
وذكر أنّ ممن أنكر دخول الجن بدن المصروع طائفة من المعتزلة ، كالجبائي وأبي بكر الرازي (29) .
وسنحاول أن نلقي مزيداً من الضوء على هذا الموضوع فيما بعد .
--------------------------------
(1)رواه مسلم : 4/2197 . ورقمه : 2865 .
(2) صحيح سنن الترمذي : 2/230 . ورقمه : 1753 .
(3) مشكاة المصابيح : 1/27 . ورقمه : 10 .
(4) غرائب وعجائب الجن ، للشبلي : ص 206 .
(5) الطول : الحبل الطويل ، يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره ، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ، ويرعى ولا يذهب لوجهه .
(6) صحيح سنن النسائي : 2/657 . ورقمه : 2937 .
(7) رواه مسلم : 4/1728 . ورقمه : 2203 .
(8) رواه البخاري : 2/84 . ورقمه : 608 . وانظر رقم : 1222 ، 1231 ، 1232 . ورواه مسلم : 1/291 . ورقمه : 389 .
(9) رواه البخاري : 1/582 . ورقمه : 509 .
(10) فتح الباري : 1/584 .
(11) رواهما ابن ماجة . انظر صحيح ابن ماجة : 1/340 . ورقمهما : 3154-3155 .
(12) رواه البخاري : 12/369 . ورقمه : 6958 .
(13) صحيح سنن أبي داود : 3/958 . ورقمه : 4369 .
(14) صحيح سنن النسائي : 3/1123 . ورقمه : 5104 .
(15) رواه مسلم : 4/1838 . ورقمه : 2366 .
(16) رواه البخاري : 6/337 . ورقمه : 3286 .
(17) رواه البخاري : 6/469 . ورقمه : 3431 .
(18) انظر صحيح البخاري : 6/469 . ورقمه : 3431 . وصحيح مسلم : 4/1838 . ورقمه : 2366 .
(19) صحيح البخاري : 6/337 . ورقمه : 3287 . وانظر أيضاً : 7/90 . ورقمه : 3742-3743 .
(20) صحيح الجامع الصغير : 4/90 . وانظر إرواء الغليل : 6/70 ، ورقمه : 1367 .
(21) راجع إرواء الغليل : 6/70 .
(22) صحيح سنن أبي داود : 1/56 . ورقمه : 267 ، وصحيح سنن النسائي : 1/40 ، ورقمه : 110 . ولفظ النسائي : ( إنما هي ركضة من الشيطان ) .
(23) رواه مسلم : 3/1597 . ورقمه : 217 .
(24) رواه مسلم : 3/1594 . ورقمه : 2012 .
(25) سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج1 ، ورقم الحديث : 175 . وقال فيه الهيثمي : رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد ثقات . مجمع الزوائد : 3/79 .
(26) رواه مسلم : 3/1598 . ورقمه : 2018 .
(27) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 24/276 .
(28) صحيح البخاري : 6/336 . ورقمه : 3281 . ورواه مسلم : 4/1712 . ورقمه : 2175 .
(29) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 19/12 .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:18 AM.