اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-12-2009, 02:30 AM
الصورة الرمزية زيادحمدى
زيادحمدى زيادحمدى غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 274
معدل تقييم المستوى: 16
زيادحمدى is on a distinguished road
افتراضي العاطفة بين العقل والدين


العاطفة بين العقل والدين

|العقل والدين||
إننا عندما نتدبر ما جاء في حديث شريف <لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن">
.. نجد أن البعض أخذ هذا الحديث على أنه إهانة للمرأة حط من كرامتها، ومنزلتها في المجتمع وأنه اتهام لها بنقص العقل والدين.
لكن الحقيقة غير ذلك تماماً .. لأن هذا الحديث يشرح لنا طبيعة المرأة من ناحية التكوين. فالمرأة بطبيعة تكوينها تغلب عليها العاطفة، وهذا ليس عيباً، ولكنه ميزة تناسب مهمتها في الحياة، لأنه مفروض بطبيعتها أن تعطي من الحنان أكثر، ومن التفكير العقلي أقل.
إنها هي التي تحنو، وهي التي تمسح الدموع، وتضع مكانها الابتسامة، وهي التي تمسح تعب اليوم وشقاءه عن زوجها وأولادها، ولا يتم هذا بالعقل، ولكنه يتم بالعاطفة.
إن هذا لا يعني طعناً في فكر المرأة وذكائها .. وإن كان يعني كشفاً عن طبيعتها. ويهمني أن ألقي ضوءا على حدث هام كان للمرأة دور كبير في حسمه مما يدل على رجاحة العقل وحسن التصرف .. ذلك الحدث هو صلح الحديبية .. ذلك الصلح الذي كان انتصارا للدعوة الإسلامية .. وبداية لنشرها في كل أنحاء الجزيرة العربية.
فما هي هذه الأحداث التي سبقت هذا الصلح؟
كان المسلمون قد أحرموا واتجهوا إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة، ومعهم الهدى الذي سي***ونه عند الانتهاء من العمرة والطواف ببيت الله الحرام، وتصدى لهم الكفار، ومنعوهم من دخول مكة ومن الطواف بالبيت الحرام.
وانتهى هذا التصدي بتوقيع صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفار مكة، وفيه تعهد الكفار .. بألا يتعرضوا للمسلمين ولا لحلفائهم .. ولا لنشر الدعوة الإسلامية .. ولا يتعرض المسلمون لحلفاء قريش ومن كان في حمايتها .. وكان هذا أول تعهد من كفار مكة ألا يتعرضوا للمسلمين.
إن الدعوة الإسلامية كانت محتاجة إلى حرية الرأي، وحرية الكلمة، وعدم التعرض لدعاة المسلمين بال*** وال***** .. أما نشر الدين واعتناق الإسلام .. فإن الإسلام يملك من الأدلة ومن الهدى، ومن المنطق والحجة، ما يجعل كل من استمع إلى تعاليمه يعتنقه.

|نساء لهن مواقف||

|||أم سلمة||||
حينما تم توقيع صلح الحديبية .. أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين. بأن ي***وا الهدى، ويحلوا إحرامهم، ولكن الحمية الدينية في داخلهم، والصلح الذي منعهم من الطواف ببيت الله الحرام .. أشعلت ثورة في صدورهم .. منعتهم أن يروا الحكمة في توقيع هذا الصلح .. وكيف أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الصلح إشارة لانتصار الإسلام وفتح مكة.
لقد غابت عنهم الحكمة في أن الله سبحانه وتعالى منعهم من القتال .. لأن في مكة مسلمين يكتمون إسلامهم ويبقون إيمانهم في صدورهم، وأنه لو حدث قتال في هذا الوقت ل*** المسلمون بعضهم بعضاً وهم لا يعلمون .. وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى:
[{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "25"} (سورة الفتح)]
وهكذا بين الله سبحانه وتعالى للمسلمين .. الحكمة في أنه منعهم من القتال يوم صلح الحديبية، لأن هناك رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات في مكة يكتمون إيمانهم .. وقوله تعالى:
[{لَوْ تَزَيَّلُوا }]
أي لو كانوا معروفين ويجمعهم مكان واحد بحيث يكونوا مميزين عن الكفار .. وقول الحق تبارك وتعالى:
[{أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ }]
أي ت***ونهم وأنتم لا تعلمون أنهم مؤمنون، وقوله سبحانه:
[{فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ }]
أي تشعرون بالعار والخزي .. لأنكم ***تم مؤمنين .. ولذلك كانت الحكمة من عدم الإذن بالقتال يوم صلح الحديبية.
ثم يبين لنا القرآن الكريم كيف أن الله جل جلاله هو الذي أنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين حتى لا يقاتلوا .. فيقول سبحانه:
[{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى .. "26"} (سورة الفتح)]
نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المؤمنين بأن ي***وا الهدى، ويحلوا إحرامهم، ولكن أحداً منهم لم يفعل ذلك، فدخل الرسول عليه الصلاة والسلام على زوجته أم سلمة بنت أبي أمية وهو شديد الغضب، فقالت: مالك يا رسول الله؟ فلم يرد .. فكررتها عدة مرات. حتى قال صلى الله عليه وسلم: "هلك المسلمون، أمرتهم بأن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا" فقالت أم سلمة: "يا رسول الله لا تلمهم فإن داخلهم أمراً عظيماً مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ورجوعهم بغير فتح يا نبي الله اخرج ولا تكلم أحدا منهم، وانحر هديك وأحلق رأسك ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وقام المسلمون فنحروا وحلقوا.
وهكذا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برأي زوجته "أم سلمة" في أمر من أشق الأمور وأشدها .. ولو كان عقلها ناقصاً .. نقص ذكاء أو نقص استيعاب ما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيها. ولكن نقص العقل في الحديث الشريف معناه: أنها تفعل أشياء تقف العقل عندها، وإنما تفعلها بالعاطفة.
ولكي نفهم معنى الحديث الشريف، لابد أن نعرف ما هو العقل؟ ليفهم الناس من التسمية مهمة العقل. إن العقل مأخوذ من العقال، وهو مقود الجمل الذي لا يجعله يسير على غير هدى، إنما يخضعه لمشيئة راكبه.
الجمل لو ترك على هواه بغير عقال .. لجرى هنا وهناك، وكلما رأى عشباً مثلا انطلق إليه .. يسير يمينا ويساراً .. ولا يصل أبدا إلى المكان الذي يريد صاحبه أن يصل إليه، ولكن مهمة العقال أن يحكم حركة الجمل، بحيث يسير في الطريق المرسوم الذي يوصله إلى الغاية المطلوبة، فإذا انحرف يميناً أو يساراً استخدم راكبه العقال ليجعله يسير في الطريق السليم. وهذه مهمة العقل .. مهمته أن يكبح شهوات النفس، ويجعلها تسير في الطريق المرسوم.
أما الرجل فحياته عقلانية أكثر من المرأة، لأن مهمته هي السعي على الرزق، فلابد أن يرتب الأشياء ترتيباً عقلياً لا مكان فيه للعاطفة .. فإذا لم يكن معه إلا بضعة جنيهات حتى آخر الشهر، وجاء ابنه أو ابنته، وطلبا منه شيئاً فإنه لا يعطيهما .. فإذا ألحا في الطلب انفعل عليهما، لماذا؟ لأنه حكم عقله بما هو مطلوب منه، وأخذ الطريق الذي لا عاطفة فيه.
لنفرض أن الابن أو الابنة ذهب إلى الأم وطلب نفس المطالب، ونزلت دموعه، ماذا يحدث؟. إذا لم يكن معها مال تقترض .. تذهب إلى الجارات لتشترك في جمعية .. تحايل بشكل أو بآخر .. حتى تأتي لابنها أو لابنتها بما طلبوا.
المهم أنها عندما تفكر بعقلها تغلب عليها العواطف .. بل قد تندفع بعاطفتها لإرضاء أولادها .. حتى أنها قد تقترض، وهي لا تعرف من أين سترد القرض؟ أو من أين تدفع أقساط الجمعية؟ والمهم في هذا كله أن تفكيرها .. يكون خاضعاً دائماً للعاطفة وليس للعقل، بحيث لا ترتب الأحداث ترتيباً عقلياً.

إننا نرى الأولاد إذا احتاجوا شيئاً، وعلموا أن أباهم لن يوافق لأي سبب من الأسباب .. أسرعوا إلى الأم هي التي تأتي لهم بالموافقة .. وهي بعاطفتها تؤثر على الأب.
وإذا أردنا أن نأخذ مثلاً آخر .. لنفرض أن الأب عاد إلى بيته متعباً، يريد أن ينام ويستريح، وإذا بطفله الرضيع يبكي، أول شيء يفعله الأب هو أن يبحث عن مصلحته كما يدله عليها عقله .. إنه يريد أن ينام، وليده عمل في الغد فيذهب إلى حجرة أخرى لينام.
ورغم أن هذا هو التصرف الفعلي السليم، فإن الأم لا تفعله أبدا مهما كانت متعبة أو مجهدة، فإنها تبقى ساهرة بجوار ابنها .. بل إنها لو كانت مرتبطة بموعد هام، وهي في طريقها إلى الباب ووجدت درجة حرارة ابنها ارتفعت ارتفاعاً كبيراً فجأة .. نجد أن الأب يذهب إلى الموعد حتى ولو كان هو يقوم مقام الأب والأم، في حالة وفاة زوجته، ولكن الأم مستحيل أن تفعل ذلك.
وتستطيع أن تقيس على هذا مئات الأحداث التي تقع كل يوم، وتقارن فيها بين موقف الرجل والمرأة، لتجد أن عاطفة المرأة أقوى من عقلها.
لماذا؟ لأن هذه مهمتها في الحياة، ولو لم تكن العاطفة أقوى من العقل في المرأة، لما سهرت الليالي بلا نوم بجوار ابنها المريض، ولما عاشت وتحملت لتبقى مع زوجها وأولادها في الأزمات، ولما استطاعت أن تتحمل مشقة التربية وصعابها.
إن تضحية الأم من أجل أولادها، شيء لا يمكن إذا حكمنا فيه العقل أن يحدث، ولكن العاطفة وجدت هنا لتؤدي المرأة مهمتها، <ولذلك عندما سأل أحد الرجال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: أمك .. فقال الرجل: ثم من؟ .. فقال الرسول: ثم أمك .. فقال الرجل: ثم من يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم ثم أمك .. وسأله الرجل: ثم من؟ قال: ثم أبوك .."><وقال صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات">

موقع " نور الله "

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:58 AM.