جريدة الاهرام

[reem mohamed]

الخبراء يطالبون بمــده إلي ديسمبر‏:‏
تأجيل الدراسة حتي‏3‏ أكتوبر‏..‏ لايكفي‏!‏
أولياء الأمور‏:‏ لماذا المجازفة
بالعودة السريعة للدراسة مع أن البديل موجود؟
أساتذة المناهج‏:‏ المد شهرين
سيعوض التأجيل خاصة في التعليم الاساسي
أطباء المناعة‏:‏الفيروس يتحور في أكتوبر ونوفمبر
ولا ضمان لصد شراسته

تحقيق ـ أمل إبراهيم سعد‏:‏

أمر حسن أن يصدر القرار بتأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات حتي يوم‏3‏ أكتوبر المقبل‏,‏ لكن الأحسن منه بالتأكيد أن يمتد هذا التأجيل شهرا أو شهرين آخرين خاصة في مرحلة التعليم الأساسي‏(‏ الحضانة والابتدائي والإعدادي‏)‏ نظرا للتكدس الأكبر في هذه المرحلة‏,‏ وقلة الوعي بحكم صغر السن‏,‏ بجانب أنه يسهل تعويض هذا التأجيل من خلال مد العام الدراسي لينتهي في يونيو أو لوليو المقبل‏,‏ وتكثيف المناهج‏,‏ وضغط الحشو الدراسي‏.‏

هذا ما ينادي به‏,‏ ليس فقط أولياء الأمور‏,‏ ولكن أيضا خبراء المناهج وطرق التدريس‏,‏ وأساتذة المناعة والأمراض المعدية‏,‏ مشددين علي أن هذا التأجيل ضرورة ملحة نظرا لتحور فيروس إنفلونزا الخنازير في أكتوبر ونوفمبر المقبلين‏,‏ وعدم وجود ضمانة كافية في مواجهة شراسته المتوقعة‏,‏ بجانب أنه لن تترتب مشكلة علي الإطلاق بالنسبة للدراسة إذا تقرر هذا التأجيل‏.‏

تتعالي صيحات أولياء أمور التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي مؤيدين دعوة زيادة مدة التأجيل بحماسة شديدة وهو ماتعبر عنه منال الشيمي متسائله‏:‏ هل الإلتزام بعام دراسي كامل أكثر أهمية من صحة أطفالنا والمجازفة بتعريضهم للإصابة بفيروس اتخذ صفة الوباء العالمي؟

لاسيما إذا كانوا في مرحلة لايتوافر لديهم الوعي الكافي بخطورة هذا الفيروس وكيفية الالتزام بطرق الوقاية منه وكذلك لاتتوافر لديهم المناعة الكافية لمقاومة استقباله خاصة أننا حتي الآن لانعرف ما الوقت الذي يمكن أن يتحور فيه سواء الخريف أو الشتاء؟

ومن ناحية أخري نحن علي أرض الواقع ـ تضيف‏:‏ لاتوجد لدينا استعدادت كافية لمواجهة هذا الوباء في مدارسنا بل وحتي في مدارس اللغات ـ فلم يتم تدريب القائمين علي الإشراف الطبي في المدارس علي كيفية التعامل السليم مع الموقف‏.‏

وتضيف أنها من جانبها اتخذت قرارا بعدم الاشتراك لأبنائها في الاتوبيس المدرسي نظرا لتكدس الطلاب فيه بشكل يمثل خطورة في حالة وجود أي عدوي‏,‏ وتري أن البديل في حالة تأجيل الدراسة أو حتي إلغاء تيرم دراسي هو الدورات الدراسية الصيفية‏,SummerCourses‏ وهو النظام المعمول به في كثير من المدارس الأجنبية فلابد أن يكون تعاملنا مع موقف من منطلق الأزمة الحالية‏..‏ إيناس مختار ولية أمر تلميذتين في مرحلتي التعليم الإبتدائي والأول الإعدادي تقول‏:‏ قمنا بالفعل بسداد المصروفات الدراسية كما فعل الكثير من أولياء الأمور لمجرد حجز أماكننا بالمدرسة ولكننا لن نقدم علي هذه المخاطرة بذهاب أطفالنا الي المدرسة خاصة أن كثافة الفصل تصل الي‏35‏ تلميذا برغم أنها مدرسة لغات‏.‏

وتضيف أن المدرسة قامت برفع المصروفات الدراسية‏500‏ جنيه تحت حسبية الاستعدادات الوقائية لمواجهة أنفلونزا الخنازير لكننا نتساءل‏:‏ أي كميات من المطهرات تكفي لكل هذه الأعداد من الطلاب في المدرسة؟‏!‏

وتشير الي أن الحل الأمثل يبدأ بالاستغناء عن نظام التقويم الشامل الذي يعتمد علي الحضور والأنشطة والامتحانات أكثر من مرة خلال الشهر‏,‏ وكذلك هناك ضرورة لتخفيف المناهج‏,‏ وأن تقوم المدارس بتحديث المواقع الإليكترونية الخاصة بها‏,‏ وتطبيق فكرة التعليم عن بعد‏,‏ كما أنه من الضروري أن تتغاضي المدارس تماما عن الالتزام بنسب الحضور كشرط لدخول الامتحانات فلابد أن تكون هناك توقعات بوصول نسب الغياب الي أقصي معدلاتها خصوصا في المرحلة الإبتدائية‏,‏ ورياض الأطفال‏.‏

ويتساءل حازم محمود‏(‏ ولي أمر تلميذ بمرحلة رياض الأطفال‏):‏ لماذا نظل في مثل هذه الحالة من الهلع والذعر بتعريض أطفالنا لمشكلة حقيقية من هذا النوع؟ فحتي لو قمت بتوعية ابني وقام باستيعابها فكيف يمكنني ضمان وعي زملائه الملاصقين له في الفصل؟ ولذلك فإنني أري أن قرار التأجيل قرار صمتي يجب أن يتم اتخاذه من قبل المسئولين حفاظا علي صحة أطفالنا الذين لن يلتزموا بالقطع بارتداء الكمامات‏,‏ وسيتخذون منها مجالا للهو واللعب‏,‏ ناهيك عن أن أسعار هذه الكمامات سوف ترتفع‏,‏ وتصبح هناك مافيا في تجارتها بحيث لن يتمكن ولي الأمر لتلاميذ في المدارس الحكومية من شرائها‏.‏

الأطباء لهم رأي
الرأي العلمي يؤيد تماما هذه الدعوة‏,‏ وهو مايشير اليه الدكتور محمد فوزي منتصر أستاذ الأمراض المتوطنة والمعدية وعميد كلية الطب جامعة عين شمس السابق حيث يقول إنه بالفعل يجب أن يتم تأجيل الدراسة الي أن تتضح الرؤية تماما فيما يتعلق بالفيروس وإمكانية تحوره وإلا تحول الأمر الي كارثة بمجرد إنتشاره بطريقة وبائية بما يمثل الجائحة خاصة أنه لاتوجد لدينا المستشفيات أو الفريق الطبي الكافي ولا الوعي والثقافة الطبية للإجراءات الوقائية بالمدارس وبالأخص في المراحل العمرية الصغيرة في مرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي‏,‏ ولعلنا يمكن أن نحدد المشكلة في معادلة واضحة هي أن طفلا واحدا مصابا بالفيروس من الممكن أن ينقل عدوي الي الفصل ثم المدرسة كلها‏,‏ وكذلك الحال فإن الطفل إذا عاد محملا بالعدوي فإنه يمكن أن ينقلها الي جميع أفراد أسرته بل وإلي سكان العقار الذي يقطنه‏!‏ لذلك فإننا ننادي بضرورة تأجيل العام الدراسي في جميع المراحل وليس التعليم الأساسي فقط لأن جميع المراحل فيها تكدس من الطلاب ويكفي تكدسهم في وسائل المواصلات والازدحام الشديد أخذا في الاعتبار أن العدوي تنتقل من خلال العطس أو الكحة أو التنفس‏...‏ وبالفعل فان الكمامات وسيلة
جيدة لحجز جزء كبير من العدوي والوقاية من الرذاذ الوارد من المصابين ولكن الوقاية الأهم والمثلي هي البعد التام عن أماكن التجمعات والتكدس الطلابي والكثافة التي تتجاوز‏70‏ و‏80‏ طالبا في الفصل الواحد خاصة في المدارس الحكومية في المناطق الشعبية والريفية والتي لا تتوافر فيها أي فرص للتهوية علي الإطلاق ناهيك عن أنه من الصعوبة بمكان التحكم في التزام الأطفال بارتداء الكمامات‏.‏

استكشاف الموقف
الدكتور فتحي شبانة مدير مشتشفي حميات إمبابة يشير إلي ان الأسبوع الذي تم تأجيله لبدء العام الدراسي الهدف منه فقط هو استبيان الموقف بعد عودة المعتمرين من أداء العمرة‏,‏ واستكشاف ما إذا كان هناك إنتشار للفيروس أم لا؟ وبناء علي ذلك تتخذ وزارة التربية والتعليم قرارها بالتنسيق مع وزارة الصحة‏...‏ فإذا كان هناك انتشار مع مراضه بمعني وجود مضاعفات أو حالات وفاة أو التهابات رئوية فإنه سيتم اتخاذ قرار بوقف الدراسة لمدة شهرين أو أكثر‏.‏

ومن جانبنا يضيف د‏.‏ فتحي شبانة فإننا نري أنه يجب أن يتم وقف الدراسة بالتحديد خلال شهري يناير وفبراير لأنهما الشهران المتوقع خلالهما حدوث نمو ونشاط للفيروس‏...‏ وعلي أي الأحوال فان الرؤية حتي الآن لم تتضح بعد‏.‏

التحور وتأثيره
الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ المناعه وزميل الاكاديمية الأمريكية للمناعه يؤكد من جانبه وجود ضرورة ملحة لتأجيل العام الدراسي نظرا لأنه في شهري أكتوبر ونوفمبر ستكون بداية تحور الفيروس أما في شهري يناير وفبراير فسوف يظهر تأثير هذا التحور وبيان مدي انتشاره‏...‏ وبشكل عام فإننا يجب علي الاطلاق ألا نبالغ في تهوين الوباء علي اعتبار أنه فيروس ضعيف لأننا لانضمن سلوكه وشراسته مع انخفاض درجات الحراره‏,‏ بالإضافة إلي السلوكيات السيئة التي تعود عليها الكثيرون‏,‏ وتساعد علي نشر العدوي مثل البصق علي الأرض والتقبيل وعدم التعود علي غسل الأيدي باستمرار‏.‏

وبالنسبة للفيروس ـ يتابع فلا يوجد لدينا في الحقيقة نمط ثابت لما سوف يحدث في المرحلة القادمة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية من إحتمال إصابة‏20%‏ من سكان العالم بتلك العدوي أثناء الموجة الثانية من انتشار الوباء العالمي خلال الخريف والشتاء القادمين‏..‏ ومن خلال الأوبئة السابقة للأنفلونزا نجد ان سلوك الفيروس في بداية الوباء‏(‏ المرحلة الأولي‏)‏ قد يتغير ويصبح أشد شراسة وضراوة في الموجة الثانية‏.‏

وبالنسبة لظروفنا الدراسية يضيف د‏.‏ عبدالهادي مصباح ـ في مواجهة الفيروس فنحن نوعان من المدارس مدارس أجنبية خاصة‏(‏ خمس نجوم‏)‏ والأخري مجانية مكدسة بالتلاميذ تصل كثافتهم إلي‏(80‏ إلي‏100)‏ تلميذ في الفصل‏..‏ والأولي بها الكثير من الأجانب الذين قضوا الاجازة الصيفية في بلادهم‏,‏ وعادوا يحملون العدوي منها لينقلوها إلي التلاميذ مثلما حدث في الاسكندرية‏,‏ وهذه الفئة من التلاميذ هي نفسها التي يسافر أهاليهم إلي العمرة والحج‏,‏

ويعودون حاملو العدوي‏..‏ أما الفئة الثانية فمعظمها من أبناء العشوائيات والفقراء الذين لايحتملون شراء المعطرات والمطهرات والصابون ليأخذوه معهم‏..‏ وإذا وجد الصابون فصنابير المياه مكسورة ودورات المياه معطلة والتهوية غير جيدة والسلوكيات غير منضبطة‏..‏ وإذا افترضنا ان وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي سوف تقسمان الدراسة علي فترات فمن أين تأتيان بالقوة البشرية التي تكفي من اعضاء هيئة التدريس والاداريين والمشرفين لتنفيذ ذلك عمليا؟‏!‏ واذا حدث ذلك فان العام الدراسي سوف يمتد إلي مابعد موعد الامتحانات في الصيف فلماذا اذن لا نؤجل دخول المدارس إلي نهاية شهر ديسمبر حتي ينكشف لنا الوضع‏,‏ ويكون اللقح الواقي قد تم تداوله والتأكد من أمانة؟ وبذلك يمكن ان يمتد العام الدراسي شهرين أخرين خلال الصيف القادم‏..‏ خاصة أن هناك معلومة مؤكدة تشير إلي عجز واضح في كمية التطعيمات المتوافرة فهي تصل إلي‏0.9‏ مليار جرعة سنويا ومن الممكن زيادتها إلي‏4.5‏ مليار جرعة فقط خلال عام من الان في حين ان هناك‏6.7‏ مليار مواطن علي سطح الكرة الأرضية‏.‏

ومن هنا يتضح كم العجز في التطعيمات مما يعطي فرصة لظهور تطعيمات أقل جودة لم يتم تجريبها حتي الان‏.‏

خبراء مؤيدون
علي الجانب الاخر ماذا يقول خبراء المناهج وطرق التدريس وخبراء التربية حول امكانية التأجيل؟

الدكتور محمود الناقة رئيس الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس وأستاذ المناهج بكلية التربية يري من جانبه انه ليس هناك بديل عن تأجيل الدراسة وليست هناك أية مشكلة علي الاطلاق فيما يتعلق بالمناهج التي هي في الاصل تكتظ بالحشو المبالغ فيه فلا مانع من قيام لجان عاجلة باختيار الموضوعات الاساسية في كل مادة والتي يجب ان يحاط الطالب بها علما والتركيز عليها مع الاعتماد بالشكل الاساسي علي القنوات التعليمية في شرح هذه المناهج وتبسيطها وبث إرسالها في أوقات مناسبة لتواجد أولياء الأمور في المنازل لتيسر لهم عملية المتابعة مع أبنائهم والاشراف عليهم‏,‏ وذلك ايضا مع الابقاء علي تواجد المعلمين بالمدارس كمرجع أساسي للمشورة العلمية كي لايتم اغفال دوره بالنسبة للطالب أو ولي الأمر‏..‏ وبشكل عام فالمدرسة ليست فاعلة بالشكل الذي يؤثر غلقها‏(‏ إلي حين وضوح الرؤية بالنسبة للفيروس‏)‏ علي المستوي التعليمي للتلاميذ فهي بالكاد تقدم خدمة تعليمية سطحية‏..‏ أما بالنسبة للمدارس الثانوية فهي في الأصل خاوية من الطلاب حتي قبل ان ينتصف العام الدراسي‏..‏

التأجيل بشرط
الدكتور محمد سكران رئيس رابطة التربية الحديثة واستاذ اصول التربية بجامعة الفيوم يؤيد فكرة التأجيل للعام الدراسي مشيرا إلي انها فرصة سانحة لمراجعة المناهج الدراسية الكثيفة وذات المضمون الهزيل وكذلك مراجعة المباني المدرسية نفسها لاسيما أننا مقبلون علي خضوع المدارس بكل عناصرها للحصول علي شهادات الجودة وضمان الاعتماد‏..‏ ولذلك فنحن نؤيد فكرة التأجيل للعام الدراسي ولكن بشرط أساسي يتمثل في ألا يؤثر ذلك علي تقليص مدته المحددة والمقررة من قبل وزارة التربية والتعليم‏..‏ بمعني ضرورة تعويض فترة التأجيل ـ التي يتم الاتفاق عليها ـ وذلك بزيادة أسابيع الدراسة خلال الاجازة الصيفية علي أن تعقد الامتحانات خلال شهر يوليو أو أغسطس‏.‏

سيناريو الأزمة
يؤيد الدكتور شبل بدران عميد كلية التربية بجامعة الاسكندرية فكرة تأجيل بدء العام الدراسي قائلا‏:‏ إننا أمام موقف استثنائي وفيروس ينتشر بسرعة شديدة وإذا كانت الولايات المتحدة ـ علي سبيل المثال ـ وضعت سيناريو محتملا للازمة لديها يؤكد وجود‏25‏ مليون مصاب في الخريف القادم‏..‏ فمن المؤكد أننا لا نمتلك هذه القدرة علي وضع سيناريوهات الازمة ولاوسائل مواجهتها بالشكل الكافي‏..‏واذا كان هناك تأجيل لمدة اسبوع قد تم اتخاذ قرار بشأنه خوفا من عودة المعتمرين فما الحال اذن بعد عودة الحجاج؟

فكرة التأجيل ـ يضيف ـ لابد من تأييدها بقوة نظرا لأن البيئة المدرسية في مصر مهيئة لانتشار المرض واذا كانت البوادر قد ظهرت في مدارس أجنبية في الاسكندرية فما بالك بالأمر في المدارس الحكومية؟‏!‏

ان الحل من وجهة نظرنا يكمن في ضرورة الاعتماد علي القنوات التعليمية وتخصيص‏5‏ ساعات يوميا في القنوات المحلية لبث برامج تعليمية لكل صف دراسي علي حدة في مختلف المراحل التعليمية‏.‏

[E/GOGO]

بجد احسن حاجة تأجيل المدارس فعلا مصر مش قد انها تعمل سناريوهات او انها توقف ادام المرض او يوجهوه ربنا يستر

[**(elktra)**]

بجد ربنا يستر
جزاكي الله خيرا

[البرهان الرياضى 2010]

أنا لو منهم يلغو التعليم خالص ماعدش له لازمه

[sosograph]

مفيهاش حاجه لو الدراسه تبدا في شهر 1 وده لمصلحه الطلاب
والمناهج تقل شويه