|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ما أجمل الكلام فى حب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
ما أجمل الكلام فى حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ************* تقف الأقلام عاجزة عن التعبير بما يجول في الخاطر من مشاعرنا الجياشة تجاهك يا حبيبى يا رسول الله. وسنتهم الكلمات بالتقصير مهما كانت بليغة في وصف حبك يا حبيب الرحمن .. ولن نجد أبلغ ولا أجمل ولا أعذب مما وصفك به الكريم المنان .. ( وإنك لعلى خلق عظيم ) . مهما حاول الحاقدون ..تشويه صورتك المضيئة .. إلا أنها أجمل مما يتخيلون.. وأعظم مما يتصورون .. ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره المشركون ) . حاولوا جاهدين على مر العصور .. النيل من عرضك الطاهر .. وباؤوا بالخسران المبين .. ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) . كتبت أيديهم الكذب .. وخطت أقلامهم الزور .. وأعماهم الزيغ والغرور ( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) .. أبشر يا ( أبا القاسم ) .. فلا يزال النور الذي إنبثق من شعاب مكة يضيئ قلوبنا، وتستنير به دروبنا، ونستلهم منه قوتنا .. صلوا ع المصطفى الحبيب. فمن صلى عليه أبدا لا يخيب. طه طبيب القلوب ونعم الطبيب. ياخير المرسلين وإمام المجاهدين. ياقبلة العاشقين وإمام المادحين. ياخير البريه وعلم الهوى إلى يوم الدين. سلام عليك. يابحر العلوم والعاريفين. نور على نور أنت وسبيل السائلين. صلوا عليه وزيدوا من التسليم. تنالوا الشفاعة والرضا يامسلمين. بحبك يا محمد يا سيد الأنام ********************** فى حب النبى حنشد كلام وكلام مواويل بُكا وفرح وقوه وسلام ميلادك يا محمد مولد كل الأنام وبنورك يا محمد عينى تفتح وتنام وفداك يا محمد لو ألف روح أهديك ولا حتى ألف روح منى ممكن تكفيك ومهما مدحت فيك بقدرك ما أوفيك آمنت بربى وآمنت بالرسول اللى بالرحمه جانا ونور كل العقول وبشرى ورساله جات من صادق أمين اتكلف يبلغها لكل العالمين... أدى بروحه الأمانه وقاد المسلمين بجيش من صحابه كله شديد ومتين وخيروك بين مُلك وبين نساء وفلوس رفضت يا رسولى وعلى كله بتدوس وقلت مش حسيب رسالتى بالكنوز وحستمر أبلغ وأهدى كل النفوس أنا مش حقول بابويا ومش حقول بأمى دا حبك يا محمد بيجرى فى كل دمى أنا راح أقول بالدنيا وطاعتك كل همى بحبك يا رسولى وميتقارنش بيك لا أب ولا أم ولا ابن ولا صديق بحبك يا شفيعى يا منذر يا أمين بحبك ولو يصنعوا ألف كاريكاتير لا يوم تتهز صورتك ولاتقل المكانه لو ألف صوت وصوره متأثرش الجهاله بحبك يا محمد يا سيد الأنام دا عزك يا حبيبى دا تاج للمسلمين سلام الله عليك وصلاته يا حبيب يا مبشر بالرساله ومنور للطريق فى حبك يا محمد أنا لو حكتب بحور ولا ألف بحر فيهم يوم حيعبر ويقول يا حبيبى يا محمد يا حبيبى يا رسول اللهم صلى وسلم وبارك على سيد الخلق أجمعين آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 09-11-2018 الساعة 07:12 AM |
#2
|
||||
|
||||
ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ميلاد أمة الأزمنة تشرف بما يقع فيها من أحداث جسام، وقد أمرنا الله تبارك وتعالي أن نعتبر بالأيام وما يقع فيها، فقال سبحانه علي لسان نبي الله موسي عليه السلام {وذكرهم بأيام الله} وحدث ميلاده صلى الله عليه وسلم من أعظم النعم التي أنعم الله بها على البشرية جمعاء إذ كانت الحياة قبل مولده يائسة، فالقوى فيها يأكل الضعيف، والشيطان اجتال بنى البشر فحوَّلهم عن دينهم الذى دعا إليه سائر الأنبياء والمرسلين قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، فأظلمت الحياة، وعمَّ الجهل، وانتشر الظلم، وسادت شريعة الغاب، وأصبح بعض البشر كالوحوش الكاسرة، يصوِّر ذلك بعض الشعراء فيقول: أتيتَ والناس فوضى لا تمر بهم **** إلا على صنم قد هام في صنم فعاهل الروم يطغى فى رعيته**** وعاهل الفرس من كبر أصمّ عَمِي فكان لا بد للظلام من أن ينجلي، ولا بُدَّ للفجر من أن ينبلج ضياؤه. لقد أشرقت الدنيا بميلاد خير البشر صلى الله عليه وسلم، وسبق ذلك إرهاصات تُبشر بمقدمه، حيث تصدعت شرفات إيوان كسرى، وغارت بحيرة ساوة، وجفَّ ماؤها، وأهلك الله تبارك وتعالى أبرهة الأشرم وجيشه الذى جاء يهدم الكعبة. بل إنَّ إرهاصات صاحبت حمل أُمه به ووضعها له حيث تقول: حينما حملت به ما شعرتُ في حملي بما تشعر به النساء، ولقد رأيتُ عند وضعي له كأنَّ نورًا يخرج منِّي فيُضئ قصور بُصْري ببلاد الشام. وكان أحبار يهود يصعدون علي ربوات عالية، ويُنادون بأعلى صوتهم ليلة مولده قائلين: يا معشر يهود طلع الليلة نجمُ أحمد الذي يُولد به. ولله در القائل إذ يقول: ولد الرسول فيالها من فرحة **** غنت لشعب في الحجاز فرددا حفل أقيم لمصطفي فوق السما **** وبزينة نزل الحجاز لتسعدا يوم ارتوت غبراء مكة بالبكا **** وي كأن الحجارة لا تعبدا أصنام مكة من ضياء محمد **** مرضت وعز طبيبها وتشردا لقد كان ميلاده ميلاد أُمَّة، فهو الذي أخرج به ربُّهُ البشريةَ من الظلمات إلي النور، وأزال حيرتها وتخبطها العقائدي فردَّها إلي التو حيد الخالص ميراث إخوانه الأنبياء والمرسلين، فكان بحق رحمة الله للعالمين: الجن، والإنس، والحيوان، والنبات، والجماد، بل والملائكة ، الكل شملتهم رحمة الله التي تجسدت في شخص هذا النبي الكريم، قال الله تعالي: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. إنَّ البشرية الحائرة لو أرادت أن تخرج ممَّا هي فيه من صراعات وحروب مدمِّرة أهلكت الحرث والنسل، وقضت على الأخضر واليابس، وأفسدت البيئات، ولوَّثت المناخ. أقول لو أرادت البشرية الحائرة أن تخرج من كبوتها، وتُقيل عثرتها لأقبلت علي الإسلام الذي حمل لواءه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، تتنسم أريجه،وتقتبس شعاعًا من رحمته، حتي تعيش آمنةً مطمئنةً يعمُّها الرخاء، ويحدوها الأمل، وينتشر فيها السلام. وقد أنصف بعض كتَّاب الغرب حينما تحدَّث عن أعظم مخلوق في الوجود - سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم- فقال في كتابه العظماء مائة، وأعظمهم محمد: "لو أنَّ محمدًا رسول الإسلام كان حيًّا، وعاصر ما تموج به البشرية من صراعات لاستطاع أن يحل مشاكل العالم، وهو يتناول فنجانًا من قهوة". سيدي أبا القاسم يا رسول الله .. عذرًا إن عجز لساني عن توفيتك بعض حقك، أو جفَّ قلمي عن تسطير كلمات تليق بذ**** الغالية، فأنت رسول الرحمة، ونبي السلام كما أخبر عنك الكريم العلَّام قائلا في محكم التنزيل: {يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} وقال تعالي مخاطبًا نبيه صلي الله عليه وسلم أن يقول لكل الناس: {قل يا أيها الناس اني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}. نعم إنَّ ميلاده صلي الله عليه وسلم ميلاد أُمة، وإنَّ رسالته التي حملها رسالة للبشرية جمعاء، حملت الأمن والسلام لبني البشر دونما نظرٍ الي جنس أو لونٍ أو معتقدٍ. نَشَرَ السَّلام علي البرية كلها **** وأعاد فيها الأمن بعد زواله وصدق صاحب الذكري إذ يقول: {إنَّما أنا رحمة مهداة} آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 09-11-2018 الساعة 07:16 AM |
#3
|
||||
|
||||
لقد زكى الله تعالى نبينا تزكية ما زكاها لأحد من الخلق ***************** نحن نعيش هذه الأيام المباركات في شهر ربيع الأول، شهر ميلاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو إمام الأنبياء، وإمام الأصفياء، وإمام الأتقياء، وخاتم الأنبياء، وسيد المرسلين، وقائد الغر الميامين، وقائد الغر المحجلين، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين. وما أجمل أن تكون الكلمات عنه! و مهما أوتينا من فصاحة البيان وبلاغة الأسلوب والتبيان، فلن نستطيع أن نوفي الحبيب قدره، كيف لا وهو حبيب الرحيم الرحمن؟! وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص:68]. فلقد خلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة، واصطفى من أولي العزم الخمسة إبراهيم ومحمداً، واصطفى محمداً على جميع خلقه. زكاه ربه، ومن زكَّاه ربه فلا يجوز لأحد من أهل الأرض قاطبةً أن يظن أنه يأتي في يوم من الأيام ليزكيه، بل إن أي أحد وقف ليزكي رسول الله، وليصف رسول الله، وليتكلم عن قدر رسول الله، فإنما يرفع من قدر نفسه، ومن قدر السامعين بحديثه عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. هو صاحب المقام المحمود، وصاحب اللواء المعقود، وصاحب الحوض المورود، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين، شرح الله له صدره، ورفع الله له ذكره، ووضع الله عنه وزره، وزكاه ربه في كل شيء؛ زكاه في عقله فقال: ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) [النجم: 2] وزكاه في صدقه فقال: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) [النجم: 3]. وزكاه في علمه فقال: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: 5]. وزكاه في فؤاده فقال: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) [النجم: 11] وزكاه في بصره فقال: ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [النجم: 17] وزكاه في صدره فقال: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح: 1] وزكاه في ذكره فقال: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) [الشرح: 4]، ثم أعطاه البشارة الكبري والنعمة العظمي حيث زكاه كله فقال: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم) [القلم: 4]. وكرمه الله سبحانه وتعالى بأن جعل اسم محمد يُذكر إلى جانب اسمه فى الشهادة ومع كل أذان (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) أغر عليه بالنبوة خاتــــــــــــــم **** من نور يلوح ويشهد. وضم الإله اسم النبي إلى اسمه **** إذا قال في الخمس المؤذن أشهد. و شق له من اسمه ليجلــــــــــه **** فذو العرش محمود وهذا محمد. فو الله الذي لا إله غيره ما خلق الله من خلقه رجلاً أحب إليه من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما من نبي بعثه الله إلا وقد أخذ الله عليه العهد والميثاق أن يؤمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -وأن ينصره كما قال ربنا - جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِين) [آل عمران: 81]. وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم والإمام الترمذي وأحمد من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فُضلت على الأنبياء بستٍ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب - وفي رواية البخاري: ونصرت بالرعب مسيرة شهر - وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الناس كافة، وختم بي النبيون)). وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاّ وضعت هذه اللبنة). أي: لو وضعت هذه اللبنة لتم لهذا البنيان كماله وجماله وجلاله)، يقول - صلى الله عليه وسلم -: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين)). وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشَّفع)). ألا وإن من أبلغ وأكرم وأعظم تكريم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-... في يوم الحشر... ذلك اليوم الذي يزداد الهم فيه والكرب علي جميع الناس، يوم أن تدنو الشمس من الرؤوس فتغلي من حرارتها، ثم يؤتي بجهنم كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه : ((يؤتي بجهنم ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)) فإذا رأت الخلائق ذلك الموقف وذلك المشهد العظيم زفرت وزمجرت غضباً لغضب المولي - عز وجل -، وحينها لا يقدر مخلوق علي أن يقوم علي أرض المحشر يقف على قدميه من الحسرة والفزع والهول فيخر جاثياً علي ركبتيه "وَتَري كلَّ أمة جاثية" ويطول الموقف على جميع الناس حتى الأنبياء والرسل، حتى ينظر الناس إلى من يشفع لهم عند ربهم، والحديث رواه الإمام البخاري ومسلم وأحمد، وهذا لفظ أحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وهل تدرون مم ذلك؟؟!! يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيقول بعض الناس لبعض ألا ترون ما نحن فيه، ألا ترون ما قد بلغنا، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيأتون آدم - عليه السلام -، فيقولون: يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله بيديه، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول آدم - عليه السلام -: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد عصيت الله - عز وجل - وطُردت من الجنة بمعصيتي، نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحاً - عليه السلام - ويقولون: يا نوح! أنت أول رسل الله إلى الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح - عليه السلام -: إن ربي قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه كان لي دعوة تعجلت ودعوت بها على قومي، نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم الخليل. فيأتون إبراهيم - عليه السلام -، فيقولون: يا إبراهيم! أنت خليل الله، وأنت رسول الله، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول إبراهيم - عليه السلام -: إن ربي قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله، وذكر كذباته الثلاث، وقال: نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى - عليه السلام - ويقولون: يا موسى! أنت رسول الله، اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول موسى - عليه السلام : إن ربي قد غضب غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد ***ت نفساً لم أؤمر ب***ها، نفسي.. نفسي.. نفسي.. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى - عليه السلام - ويقولون: يا عيسى! أنت روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك، فيقول عيسى - عليه السلام -: نفسي.. نفسي.. نفسي.. -ولم يذكر عيسى شيئاً- اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم -: فيأتوني ويقولون: يا رسول الله! أنت خاتم الأنبياء، وأنت رسول الله، خلقك الله - عز وجل - وفضلك على جميع الأنبياء، فغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ألا ترى ما نحن فيه يا رسول الله! ألا ترى ما قد بلغنا؟ اشفع لنا إلى ربك.... فأقوم وأقول: نعم، أنا لها.. أنا لها، فآتي تحت عرش الرحمن وأخر ساجداً لله - جل وعلا -، فيفتح الله عليَّ بمحامد ويلهمني من الثناء ما لم يفتح به على أحد قبلي، فينادي عليه الحق - جل وعلا - ويقول: يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فيقول الحبيب: يا رب! وعدتني الشفاعة، فشفعني في خلقك، فيقول الله - تعالى -: قد شفعتك يا محمد، ارجع فإني آتيكم لأقضي بينكم)). وصدق الله - جل وعلا - إذ يقول: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء: 107]. ((يا ربي لقد وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك)) وهذه هي أعظم شفاعات المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فيشفع الحبيب لجميع الخلق في أرض المحشر ليقضي الله - جل وعلا - بين خلقه وعباده، فهو حبيب الله، وهو خليل الله، وهو أكرم الخلق على الله - جل وعلا -. لقد ظل الحبيب مكرماً، وكرمه الله تكريماً ما كرمه لأحد قط من العالمين... فهل منعه هذا التكريم من الموت؟؟!! إلى أن نزل عليه قول الله - تعالى : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) [النصر: 1-3]. أخرج الإمام الطبراني من حديث جابر بن عبد الله أنه قال: ((لما نزلت هذه السورة على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل - عليه السلام -: يا جبريل! أرى أنه قد نعيت إليَّ نفسي بهذه السورة يا جبريل، فقال جبريل: يا رسول الله! والآخرة خير لك من الأولى))... اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومما زادني فـخراً وتيهاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن أرسـلت أحمد لي نبياً
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
قمر سيدنا النبى .. وجميل *********** وأجمل منك لم ترى قط عين .. وأطيب منك لم تلد النساء خُلقت مبرءا من كل عيب .. كأنك قد خُلقت كما تشـــــاء ♥ ♥ ♥ ♥ قمر ُ .. قمر ٌ .. قمر ٌ سيدنا النبي قمر ٌ .. وجميييييل .. وجميييييل.. وجميل سيدنا النبي وجمييييل ،،، كحيل الطرف ِحبيبي لو تراه .. الله الله .. ضحوك السنِ للعاشق رماه .. الله الله بهي الطلعه فالمولى أصطفاه .. بهي الطلعه فالمولى أصطفاه حبيب الله يا خير البرايا ،،، قمر ُ .. قمر ٌ .. قمر ٌ سيدنا النبي قمر ٌ .. وجميييييل .. وجميييييل.. وجميل سيدنا النبي وجمييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥ وكف المصطفى كالورد نادى … الله الله … وعطرها يبقى اذا مست أيادى … الله الله وعم نوالها كل العبادى … وعم نوالها كل العبادى… حبيب الله ياخير البرايا … قمر ُ .. قمر ٌ .. قمر ٌ سيدنا النبي قمر ٌ .. وجميييييل .. وجميييييل.. وجميل سيدنا النبي وجمييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥ ولا ظل له بل كان نورا … الله الله … تنال الشمس منه والبدورا .. الله الله ولم يكن الهدى لولا ظهوره … ولم يكن الهدى لولا ظهوره .. وكل الكون انار بنور طــه قمرُ .. قمرُ .. قمرُ سيدنا النبى قمرُ .. وجمييييل .. وجميييييل .. وجمييييل سيدنا النبى وجميييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
وعرقُ المصطفى للطيب طيبا … الله الله … وطيبه شرفت بالنور طيبا …. الله الله ويدهش عند طلعته الحبيبا … ويدهش عند طلته الحبيبا … وان جن المشاهد لا ملاما …. قمر ُ .. قمر ٌ .. قمر ٌ سيدنا النبي قمر ٌ .. وجميييييل .. وجميييييل.. وجميل سيدنا النبي وجمييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥ وريق المصطفى يشفى العليلا …الله الله وعين قتادة فخذها دليلا …الله الله تفل فى البئر اضحت سلسبيلا …. تفل فى البئر اضحت سلسبيلا … وصار لصحبه شهدا مُداما … قمرُ .. قمرُ .. قمرُ سيدنا النبى قمرُ .. وجمييييل .. وجمييييل .. وجميييل سيدنا النبى وجمييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥ وصدر المصطفى عرشُ إستوائى .. الله الله .. لعلم الله عما باحتوائه .. الله الله .. فلا ينطق نبينا عن هواه .. ولا ينطق نبينا عن هواه .. بوحى الله ينطق الكلام قمرُ .. قمرُ .. قمرُ سيدنا النبى قمرُ .. وجميييل .. وجمييييل .. وجميييل سيدنا النبى وجمييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥ ومسربة كعود المسك قيلا ..الله الله … بدت من الصدر للسر الجميلا .. الله الله يا يا رسول الله رفقا بالقتيلا .. رسول الله رفقا بالقتيلا حبيب الله رفقا بالقتيلا … واشفي القلب منك بإبتسامه قمر ُ .. قمر ٌ .. قمر ٌ سيدنا النبي قمر ٌ .. وجميييييل .. وجميييييل.. وجميل سيدنا النبي وجمييييل ،،، ♥ ♥ ♥ ♥ قمر ُ .. قمر ٌ .. قمر ٌ سيدنا النبي قمر ٌ .. وجميييييل .. وجميييييل.. وجميل سيدنا النبي وجمييييل ،،، لسماع الأنشودة بصوت مصطفى عاطف اضغط على الرابط التالى https://www.youtube.com/watch?time_c...&v=sWChQ_01bBg آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 09-11-2018 الساعة 07:27 AM |
#6
|
||||
|
||||
حجة الوداع وصايا ودروس وعبر ************** لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة، وكثيرًا ما ينتهي عمر إنسان دون أن يرى حلمه يتحقق، ودون أن يشاهد خطته تنجح، ولكن من سعادة الإنسان حقًّا أن يطيل الله سبحانه وتعالى في عمره حتى يرى ثمار عمله، ونتيجة جهده، فيسعد بذلك أيَّما سعادة، ويشعر أن تعب السنين لم يذهب هباءً منثورًا، ولا يشترط للإنسان المخلص أن يرى نتيجة كَدِّه وتعبه، لكن لا شك أنها نعمة من الله سبحانه وتعالى، ومِنّة عظيمة لا تقدر بثمن. وانظروا إلى قول الله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14]. فمع أنه ليس من الضروري لكل مقاتل في سبيل الله أن يرى النصر، والتمكين، وهزيمة أعداء الإسلام، إلا أنه مما لا شك فيه أن رؤية هذه الأمور نعمة من الله سبحانه وتعالى يَمُنّ الله تعالى بها على بعض عباده. وحيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى، فإنه شاء ألا يموت الرسول عليه الصلاة والسلام حتى تقرّ عينه برؤية ثمار جهده الطويل، وتعبه المضني، وجهاده الذي لم ينقطع. لقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأى الجزيرة العربية بكاملها تقريبًا تدخل في الإسلام، وتُقِرُّ به بعد حرب ضروس، ومقاومة عنيفة. ها قد دخل الناس في دين الله أفواجًا، وها قد وصلت الدعوة إلى معظم أماكن المعمورة، ها قد مُكِّن للإسلام، وارتفعت رايات التوحيد في كل مكان، ها قد عادت الكعبة المشرفة إلى حقيقتها، رجعت كما كانت أيام إبراهيم عليه السلام، بيتًا يُوحَّد فيه الله، ولا يُشرك به أحدًا. لا أستطيع وصف سعادة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل هذا الخير، لقد كان يسعد عليه الصلاة والسلام إذا آمن رجل واحد، وكان يقول: "لأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ". وها هو الآن، لا يرى رجلاً ولا رجالاً يؤمنون فقط، بل يرى الجموع الغفيرة، والقبائل العظيمة، والبلاد الكثيرة تدخل في دين الله أفواجًا، سعادة لا تدانيها سعادة في الدنيا، أن تجد الأفراد والشعوب يختارون طريق الهدى، ويَنْعَمون باتباع شرع الله رب العالمين. لكن في الوقت نفسه، فإن رؤية كل هذا التمكين، وكل هذا الفتح المبين كان يحمل معنى آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولعموم المسلمين، وهو أن مهمَّة الرسول عليه الصلاة والسلام كرسول قد انتهت، أو أشرفت على الانتهاء. إن مهمة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت البلاغ، وها قد تحققت مهمته على الوجه الأكمل، فوصلت الرسالة بيضاء نقية إلى كل أهل الجزيرة العربية، بل تجاوزت ذلك إلى ممالك العالم القديم، فوصلت الدعوة إلى فارس والروم ومصر واليمن والبحرين وعُمان وغيرها، واكتملت كل -أو معظم- بنود الشرع الحكيم. وإذا كان قد حدث ذلك، فمعناه أن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام قد قاربت هي الأخرى على الانتهاء. ومع كل الألم الذي يصاحب النفس عند تخيل ذلك، إلا أن الواقع يقول -كما ذكرنا قبل ذلك- أنه لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة. |
#7
|
||||
|
||||
حجة الوداع وعلامات اقتراب أجل الرسول في أواخر العام العاشر من الهجرة، كان واضحًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولصحابته أن أجل الحبيب عليه الصلاة والسلام قد اقترب، ومن رحمة رب العالمين أنه مهد لهذا الموت بأحداث ومواقف وعبارات، وذلك ليهوّن على المسلمين مصابهم الفادح، وأزمتهم الطاحنة. ** كان فتح مكة نفسه، وإسلام هوازن وثقيف، وقدوم الوفود تلو الوفود على المدينة المنورة لتعلن إسلامها، كانت هذه الأمور نفسها علامة من علامات اقتراب الأجل؛ لأن المهمة - كما ذكرنا - قاربت على الانتهاء. ** ثم إنه في شهر رمضان من السنة العاشرة من الهجرة اعتكف عليه الصلاة والسلام عشرين يومًا بدلاً من عشرة أيام فقط، كما كان معتادًا، وكان هذا وكأنه تمهيد لأمته أنه يعتزلها، ويبعد عنها مدة أطول من المدة المعتادة، وسيأتي وقت يبعد عنها بجسده تمامًا، وإن كان سيظل بروحه، وسنته، وأقواله، وأفعاله، وتوجيهاته معهم إلى يوم القيامة. ** وفي شهر رمضان أيضًا راجعه جبريل عليه السلام القرآن مرتين، بدلاً من مرة واحدة كما كان معتادًا، وكأنه يؤكد قبل موت الرسول عليه الصلاة والسلام على الدستور الذي سيبقى للأمة، وإلى يوم القيامة. كان هذا في شهر رمضان، وفي شهر شوال تُوُفِّي ابنه إبراهيم ، ومع أن البعض كان يتمنى أن لو بقي شيء من عقبه. جاء في مسند أحمد عن معاذ بن جبل أنه بعثه إلى اليمن وقال له: "يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا أَوْ قَبْرِي". وفي شهر ذي القعدة من السنة العاشرة بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام في الاستعداد للقيام بالحج للمرة الأولى في حياته ، والتي عُرفت في التاريخ بحجة الوداع، ودعا إليها القبائل المختلفة من كل أنحاء الجزيرة العربية، وتوافدت فعلاً القوافل متجهة إلى المدينة لصحبة الرسول عليه الصلاة والسلام في طريقه من المدينة إلى مكة، ومنهم من توجه مباشرة إلى مكة المكرمة، وقد تجاوز المسلمون الذين حضروا هذه الحجة مائة ألف مسلم، وذكر بعض الرواة أن عددهم كان يزيد على مائة ألف وأربعة وأربعين ألفًا من المسلمين. "أيها الناس، افسحوا وتباعدوا عن الطرقات، ألا ترون ذلكم الركب المبارك، في يوم السبت لأربع بقين من ذي القعدة سنة عشر من الهجرة المباركة"، هكذا نادى منادي رسول الله "صلى الله عليه وسلم". نادى منادي رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بقصده الحج لهذا العام، فاجتمع حوله مائة وأربعة وأربعون ألفًا من الناس في مشهد عظيم، فيه معان العزة والتمكين، ألقى الرعب والفزع في قلوب أعداء الدعوة ومحاربيها، وكان غصة في حلوق الكفرة والملحدين. قبل ثلاثٍ وعشرين سنة من ذلكم الوقت، كان هناك فرد وحيد، يعرض الإسلام على الناس فيردوه، ويدعوهم فيكذبوه، في ذلكم الحين كان المؤمن لا يأمن على نفسه أن يصلي في بيت الله وحرم الله. ها هم اليوم مائة وأربعة وأربعون ألفًا يلتفون حول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم في مشهدٍ يوحي بأكمل معان النصر والظفر، ويجسد صورة رائعة، تحكي بأن الزمن وإن طال، فإن الغلبة لأولياء الله وجنده، مهما حوربت الدعوة وضيق عليها، وسامها الأعداء ألوان العداء والاضطهاد، فإن العاقبة للحق ولأهل الحق العاملين المصلحين: (وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:214]. سار ذلكم الركب المبارك يدوس الأرض، التي عُذّب من عُذّب فيها، وسحب على رمضائها مَنْ سُحِب، ساروا يمرّون على مواضع لم تزل عالقة في ذكراهم، ذاقوا فيها ألوان العذاب والقهر والعنت، سار "صلى الله عليه وسلم" ليدخل المسجد الحرام الذي لطالما استقسم فيه بالأزلام، وعبدت فيه الأصنام، دخله طاهرًا نقيًا، تردد أركانه وجنباته لا إله إلا الله، ورجع الصدى من جبال بكة ينادي: لبيك اللهم لبيك.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
بعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة ، وفُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من الهجرة ، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ، وأعلن ذلك ، فتسامع الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد الحج هذا العام ، فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يأتم به. ولقد حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة واحدة، كانت أعظم حجة في التاريخ وأفضلها، أقام فيها شعائر الله تعالى، وعظّم حرماته، وصدع بدينه، وبين للناس مناسكهم، وخطب ينذرهم ويعلمهم ويبشرهم. لما عزم عليه الصلاة والسلام على الحج أذّن في الناس به، فتجهزوا للخروج معه، وسمع ذلك من حول المدينة، فقدموا يريدون الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافاه في الطريق خلائق لا يحصون، فكانوا من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله مدّ البصر، (جاء ذلك في حديث جابر رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله فخرجنا معه... " أخرجه مطولاً مسلم [1905-1907-1908-1909]، وابن ماجه [3074]). كلهم شرفوا بالحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل حجة أفضل من حجة يؤمهم فيها أفضل البشر، وخاتم الرسل؟! يهتدون بهديه، ويستنون بسنته، ويقلدونه في أفعاله، وينعمون برؤيته، ويستمعون إلى خطابه، ويأخذون عنه مناسكهم، ويشاركونه في تعظيم الله تعالى وذكره وشكره فيالله العظيم ما أعظم تلك الحجة! ويا لسعادة من حضرها! إن من حضرها طاف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، ووقف معه في عرفة، وفي المشعر الحرام في مزدلفة، وشاركه في الهدي وفي الجمار، وبات معه في منى، واستمع إليه وهو يخطب في الناس يعلمهم مناسكهم ودينهم، ويحضهم على ما فيه فلاحهم، وينهاهم عما يضرهم. فلو كان الأمر بالاختيار لاختار كل المسلمين أن يحجوا معه عليه الصلاة والسلام، ولكن ذلك فضل من الله تعالى يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. لماذا سميت حجة الوداع؟! عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنا نتحدث بحجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع" (رواه البخاري [4141] وأحمد [2-135]، وأبو يعلى [5586]). وفي رواية: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا، وقال: «هذا يوم الحج الأكبر»، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أشهد، وودع الناس»، فقالوا: "هذه حجة الوداع" (هذه رواية للبخاري [1655]). قوله: "ولا ندري ما حجة الوداع" كأنه شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به، وما فهموا أن المراد بالوداع وداع النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقعت وفاته صلى الله عليه وسلم بعدها بقليل، فعرفوا المراد، وعرفوا أنه ودّع الناس بالوصية التي أوصاهم بها: أن لا يرجعوا بعده كفاراً، وأكد التوديع بإشهاد الله تعالى عليهم بأنهم شهدوا أنه قد بلغ ما أُرسل إليهم به، فعرفوا حينئذ المراد بقولهم حجة الوداع (فتح الباري لابن حجر [8-107]). |
#9
|
||||
|
||||
صفة حجة الرسول عليه الصلاة والسلام خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ، وانطلق بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة ، فاغتسل لإحرامه وادهن وتطيب ، ولبس إزاره ورداءه ، وقلد بُدنه ، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما ، وواصل السير وهو يلبي ويقول: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، فلما قرب من مكة ، نزل بذي طوى ، وبات بها ليلة الأحد من اليوم الرابع من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم اغتسل ، ودخل مكة نهاراً من أعلاها ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل من إحرامه ، لأنه كان قارناً وقد ساق الهدي معه ، وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم يحلوا من إحرامهم ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء . وفي ضحى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المسلمين إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة - وهو موضع بالقرب من عرفات وليس من عرفات - ، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى نزل بنمرة ، ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن وادي عرنة ، وقد اجتمع حوله الألوف من الناس ، فخطب الناس خطبة جامعة ذكر فيها أصول الإسلام ، وقواعد الدين ، وكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم -: ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد ف***ته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ) . ثم أذن المؤذن ثم أقام فصلى بالناس الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى موقف عرفات ، فاستقبل القبلة ، ولم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ، وهنالك أنزل عليه قوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( المائدة 3) . وعندما سمعها عمر رضي الله عنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان. أخرجه البخاري. فلما غربت الشمس أفاض من عرفات، وأركب أسامة بن زيد خلفه ، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : ( أيها الناس عليكم السكينة ) ، حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ، فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت ، ثم ركب ، حتى أتى المشعر الحرام - وهو موضع بالمزدلفة - ، فاستقبل القبلة ، ودعا الله وكبره وهلله ووحده ، ولم يزل واقفاً حتى أسفر الصبح وانتشر ضوء ه ، ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس ، وهو يلبي ولا يقطع التلبية ، وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات ، فلما وصل إلى منى رمى جمرة العقبة راكباً بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة . ثم خطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله عند الله وحرمة مكة على غيرها ، وأمرهم بالسمع والطاعة ، وأن يأخذوا عنه مناسكهم ، ويبلغوا عنه ، ونهاهم أن يرجعوا بعده كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض . ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بُدنة بيده ، ثم أمر علياً أن ينحر ما بقي من المائة . فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحر الهدي استدعى الحلاق فحلق رأسه ، وقسم شعره بين من حوله من الناس . ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً ، وطاف بالبيت طواف الإفاضة ، وصلى بمكة الظهر ، ثم رجع إلى منى في نفس اليوم ، فبات بها ، فلما أصبح انتظر زوال الشمس ، فلما زالت ودخل وقت الظهر أتى الجمرات ، فبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ، يرمي كل جمرة بسبع حصيات ، ويكبر مع كل حصاة ، وفعل ذلك في بقية أيام التشريق ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق بمنى يؤدي المناسك ، ويعلم الشرائع ، ويذكر الله ، ويقيم التوحيد ، ويمحو معالم الشرك . وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ، فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ، وأقام هناك بقية يومه وليلته ، وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ونام نومة خفيفة ، وبعدها ركب إلى البيت ، فطاف به طواف الوداع ، ثم توجه راجعاً إلى المدينة . وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه ، بعد أن بين للمسلمين مناسكهم ، وأعلمهم ما فرض الله عليهم في حجهم ، وما حرم عليهم ، فكانت حجة البلاغ ، وحجة الإسلام ، وحجة الوداع ، ولم يمكث بعدها أشهرا ًحتى وافاه الأجل ، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين. |
#10
|
||||
|
||||
خطب النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع عدد خطبه صلى الله عليه وسلم في حجته: الظاهر من سياق أحاديث حجته صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام خطب ثلاث خطب: الأولى: يوم عرفة بعرفة. والثانية: يوم النحر بمنى. والثالثة: أوسط أيام التشريق بمنى. خطبته صلى الله عليه وسلم بعرفة: وقف عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة في عرفة، وخطب في الناس خطبة عظيمة بليغة بين فيها الحقوق والحرمات، ووضع فيها مآثر الجاهلية تحت قدميه، وأوصى بالنساء، ودل الناس على سبيل العصمة من الضلال، ثم أشهدهم على بلاغه فشهدوا في ذلك الجمع العظيم شهادة ما اجتمع حشد مثله يشهدون على مثل ما شهدوا عليه، فقال عليه الصلاة والسلام في تلك الجموع العظيمة: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد ف***ته هذيل، وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟» قالوا: "نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت"، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم أشهد، اللهم أشهد» ثلاث مرات (رواه مسلم [1218] وأبو داود [1905] وابن ماجه [3074] والدارمي [1850]). المعانى العظيمة فى هذه الخطبة وهذه الخطبة فيها من المعاني شيء عظيم، وقد جمعت الأصول التي فيها صلاح الناس في معاشهم ومعادهم، ومن ذلك: 1-تحريم الدماء والأموال، وجعل حرمتها كحرمة الشهر الحرام، والبلد الحرام، ويوم عرفة. 2- إلغاء شعائر الجاهلية وشعاراتها. 3- إبطال الثارات التي كانت بين القبائل في جاهليتهم. 4- وضع الربا الذي كان منتشراً بينهم، وأول ربا وضعه ربا عمه العباس؛ وذلك ليكون قدوة في هذا الشأن يبدأ بنفسه وآله في تنفيذ الأوامر الربانية، فإن ذلك أدعى لقبول الناس، وتلك هي طريقة الأنبياء عليهم السلام كما قال شعيب عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]. 5- الوصية بالنساء وبيان مالهن من الحقوق، وما عليهن من الواجبات، وكيفية التعامل مع الناشز منهن. 6- الوصية بكتاب الله عز وجل ولزوم التمسك به، ومن لوازم التمسك بالكتاب: العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى في القرآن قد أحال على السنة في آيات كثيرة منها: أ- قول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء:80]. ب - قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]. ج - قوله - تعالى -: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) النساء: 65. د - قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر من الآية:7].
__________________
آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 13-11-2018 الساعة 06:18 AM |
#11
|
||||
|
||||
خطبته صلى الله عليه وسلم يوم النحر: خطب عليه الصلاة والسلام خطبة عظيمة بليغة يوم النحر؛ كما جاء ذلك في أحاديث عدة منها: 1- حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة أثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، أيُّ شهر هذا؟» قلنا: "الله ورسوله أعلم"، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس ذا الحجة؟» قلنا: "بلى"، قال: «أيُّ بلد هذا؟» قلنا: "الله ورسوله أعلم"، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس البلدة؟» قلنا: "بلى"، قال: «فأي يوم هذا؟» قلنا: "الله ورسوله أعلم"، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: «أليس يوم النحر؟» قلنا: "بلى"، قال: «فإن دماءكم وأموالكم -قال محمد وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلال يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه» وكان محمد إذا ذكره قال: صدق النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: «ألا هل بلغت ألا هل بلغت» (رواه البخاري [5230] ومسلم [1679]). 2- حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا، أيُّ شهر تعلمونه أعظم حرمة؟» قالوا: "ألا، شهرنا هذا"، قال: «ألا، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة؟» قالوا: "ألا بلدنا هذا"، قال: «ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟» قالوا: "ألا، يومنا هذا"، قال: «فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟» ثلاثاً، كل ذلك يجيبونه: "ألا، نعم"، قال: «ويحكم أو ويلكم، لا ترجعنَّ بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» (رواه البخاري [5230] ومسلم [1679]). 3- حديث جابررضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: «أي يوم أعظم حرمة؟» فقالوا: "يومنا هذا"، قال: «فأي شهر أعظم حرمة؟» قالوا: "شهرنا هذا"، قال: «أي بلد أعظم حرمة؟» قالوا: "بلدنا هذا"، قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟» قالوا: "نعم"، قال: «اللهم أشهد» (رواه أحمد [3-371]). 4- حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع للناس: «أي يوم هذا؟» قالوا: "يوم الحج الأكبر"، قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده، ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يُعبد في بلادكم هذه أبداً، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به» (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح [2159-3087] وابن ماجه [1851] وأحمد [3-426]). وفي رواية: «ألا إن المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه» (هذه الرواية للترمذي وقال: حسن صحيح [3087]). 5- حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: «اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم» (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح [616] وأحمد [5-215] وصححه ابن حبان [4563]). المعانى العظيمة فى هذه الخطبة وباستعراض الأحاديث السابقة نجد أن هذه الخطبة العظيمة حوت من المعاني ما يلي: 1- تحريم الأشهر الحرم، وبيان عظمة يوم النحر، وحرمة مكة. 2- بيان أن الدماء والأموال والأعراض محرمة كما حرمت الأشهر الحرم ويوم النحر والبلد الحرام. 3- النهي عن الاختلاف والافتراق الذي ينشأ عنه التهارج والاقتتال. 4- بيان أن كل إنسان يؤخذ بذنبه، ويتحمل تبعات عمله، ولا يؤخذ غيره بذلك؛ خلافاً لما كان يفعله أهل الجاهلية من تحميل الأسرة أو القرابة أو القبيلة جريرة واحد من أفرادها. 5- التحذير من طاعة الشيطان فيما يُحتقر من الأعمال صغيرها وكبيرها. 6- التأكيد على الأخوة في الدين، وعدم استحلال المسلم لأخيه المسلم في نفسه أو ماله أو عرضه. 7- الوصية بالتقوى، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وطاعة ولاة الأمر، وبيان أن ثواب ذلك الجنة. 8- الأمر بحمل العلم وتبليغه لمن لم يحضره؛ فقد يكون أفقه ممن حضره. 9- سؤالهم هل بلغ رسالة ربه إليهم، وإشهاد الله - تعالى -على إقرارهم له بالبلاغ. |
#12
|
||||
|
||||
خطبته صلى الله عليه وسلم أيام التشريق: خطب النبي صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة عظيمة دل عليها حديث سراء بنت نبهان رضي الله عنها قالت: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس فقال: «أي يوم هذا؟» قلنا: "الله ورسوله أعلم"، قال: «أليس أوسط أيام التشريق؟» قال أبو داود، وكذلك قال عم أبي حرة الرقاشي: "إنه خطب أوسط أيام التشريق". وفي لفظ أنه عليه الصلاة والسلام قال: «هل تدرون أي يوم هذا؟» قال: وهو اليوم الذي يدعون يوم الرؤوس قالوا: "الله ورسوله أعلم"، قال: «هذا أوسط أيام التشريق، هل تدرون أي بلد هذا؟» قالوا: "الله ورسوله أعلم"، قال: «هذا المشعر الحرام»، ثم قال: «إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا، ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم، ألا هل بلغت»، فلما قدمنا المدينة لم يلبث إلا قليلاً حتى مات (رواه أبو داود [1953] والبيهقي والرواية الثانية له [5-151]) المعانى العظيمة فى هذه الخطبة وقد تضمنت خطبته تلك ما يلي: 1- التأكيد على حرمة الدماء والأموال والأعراض؛ كحرمة أيام الحج وشهره وبلد الله الحرام. وهذا المعنى تكرر في خطبته بعرفة ويوم النحر؛ مما يدل على عظيم العناية به وأهميته. ومن رأى ما وقع في الأمة عقبه عليه الصلاة والسلام من الاختلاف والفرقة التي أدت إلى الاقتتال بظهور الخوارج على عثمان وعلي رضي الله عنهما وما استتبع ذلك عبر القرون والدول علم أن النبي صلى الله عليه وسلم نصح لأمته أشد النصح، وحذر الناس من ذلك أشد تحذير في آخر أيامه عليه الصلاة والسلام. وهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام: أن يحذر من هذا الأمر العظيم ثلاث مرات في حجته، ثم يقع عقبه؛ مما يدل على علمه بما سيؤول إليه حال أمته، أو أنه توقع حدوث ذلك، فكرره وأعاده؛ ولكن قدر الله تعالى نافذ، ومشيئته ماضية. 2- الإشارة إلى توديعهم بقوله عليه الصلاة والسلام: «لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا». 3- بيان أن الناس سيرجعون إلى ربهم، وسيسألون عن أعمالهم. 4- الأمر بتبليغ وصاياه من لم يحضرها من الناس. الشرح والمعاني: قوله: "الرؤوس": هو اليوم الثاني من أيام التشريق، و سُمي بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي. قال الزمخشري: "أهل مكة يسمون يوم القر يوم الرؤوس؛ لأنهم يأكلون فيه رؤوس الأضاحي". وأما يوم القر فهو: اليوم الأول من أيام التشريق؛ لأن الناس يقرون في منى. قال في عون المعبود: "وهذه هي الخطبة الثالثة بعد صلاة الظهر فعلها ليُعَلِّم الناس بها المبيت، والرمي في أيام التشريق وغير ذلك؛ مما بين أيديهم". وقال ابن القصار: "إنما فعل ذلك من أجل تبليغ ما ذكره؛ لكثرة الجمع الذي اجتمع من أقاصي الدنيا" (انظر: نيل الأوطار للشوكاني وعون المعبود [5-301]). آية ومعجزة: عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار" (رواه أبو داود [1957] والنسائي [5-249]، والبيهقي [5-127]). الشرح والمعاني: قوله:"ففتحت أسماعنا" أي: اتسع سمع أسماعنا وقوي، من قولهم قارورة فُتُح، أي: واسعة الرأس، قال الكسائي: "ليس لها صمام وغلاف"، وهكذا صارت أسماعهم لما سمعوا صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من بركات صوته إذا سمعه المؤمن قوي سمعه، واتسع مسلكه حتى صار يسمع الصوت من الأماكن البعيدة، ويسمع الأصوات الخفية. قوله: "ونحن في منازلنا" فيه دليل على أنهم لم يذهبوا لسماع الخطبة؛ بل وقفوا في رحالهم وهم يسمعونها، ولعل هذا فيمن له عذر منعه عن الحضور لاستماعها وهو اللائق بحال الصحابة رضي الله عنهم (عون المعبود [5-303-304]). آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 13-11-2018 الساعة 06:25 AM |
#13
|
||||
|
||||
|
#14
|
|||
|
|||
شكرا جدا علي المجهود
|
#15
|
|||
|
|||
متشكر جدا علي العمل
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|