اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

  #1  
قديم 31-12-2017, 06:55 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp مقاصد سورة الأعراف


نور البيان في مقاصد سور القرآن
"سلسلة منبريّة ألقاها فضيلة شيخنا الدكتور عبد البديع أبو هاشم رحمه الله، جمعتها ورتبتها وحققتها ونشرتها بإذن من نجله فضيلة الشيخ محمد عبد البديع أبو هاشم".

(7) سورة الأعراف
نلتقي اليوم - بفضل الله تعالى - مع السورة السادسة، من السبع الطوال[1]، وهي السابعة في ترتيب المصحف بعد الفاتحة، وهي سورة الأعراف، سورةٌ طويلةٌ كاللواتي قبلها والتي بعدها، سورةٌ كريمةٌ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها أحياناً في صلاة المغرب أو العشاء[2]، سورةٌ من السور المكيّة التي شاركت وساهمت في بناء صرح العقيدة الإسلامية، تلك التصوّرات الصحيحة عن هذا الكون وما فيه وما وراءه، هكذا سمّاها الله تعالى بهذا الاسم: الأعراف، وورد اسمها هذا على لسان بعضٍ من الصحابة رضي الله عنهم[3]، مما يدل على أنها كانت معروفةً بهذا الاسم عندهم، وما جلبوا لها هذا الاسم إلا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الآخر عليه الصلاة والسلام ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، فالراجح عند العلماء أن أسماء السور إنما هي من عند الله[4]، فالقرآن كلّه لله، أسماؤه، سوره، ترتيب آياته وترتيب سوره، لفظه، معناه، كل ذلك من عند الله، ومعنى كلمة الأعراف هي جمع والواحد منها عُرْف، ويقال في اللغة العربية عُرفٌ لكلّ شيء رفيعٍ عالٍ، ولذلك يقال لما فوق رأس الديك: عُرف، ويُقال للعادات التي يتعوّد الناس عليها وتصير كالقوانين الاجتماعية التي تحكم حياتهم، وعادات غالبة تغلب عليهم وعلى سلوكياتهم، يقال لهذه العادات: عُرف الناس، عرف الناس كذا، عرف الناس أنهم يفعلون كذا، لأنها عادة صارت ظاهرةً وغالبةً وبارزةً في المجتمع[5]، وأما كلمة العُرف في السورة وكلمة الأعراف فقد جمعت هذين المعنيين، الأعراف سورٌ يُنصب بين الجنة والنار، يوقف عليه قومٌ – على أرجح الأقوال[6]– استوت حسناتهم مع سيئاتهم، فدفعتهم حسناتهم حتى جاوزوا النار بسلام ولم تبق لهم حسنة يبلغون بها الجنة فأوقفوا هنا، فيوقفهم الله على هذا السور العالي بين الجنة والنار، ينتظرون أمر الله فيهم حتى يقضي الله بين الخلائق والعباد، فإذا قضى بين الجميع نظر إلى أهل الأعراف، وليست لهم حسنة يصلون بها إلى الجنة، فتكون نجاتهم برحمة الله، يأمر الله بهم فيدخلون الجنة فضلاً من الله ونعمة، فهم بأعمالهم نجوا من النار ثم بفضل الله بلغوا الجنة[7]، وهؤلاء هم الذين تحدثت عنهم السورة ﴿ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ﴾ [الأعراف: 46] يعني يعرفون أهل الجنة بعلامات ميزتهم، ويعرفون أهل النار بعلامات خصتهم واختصوا بها، وبينهم وبين أهل الجنة وأهل النار حوارٌ ذكرته هذه السورة حتى يفصل الله بين العباد، ثم يقضي فيهم بأن يدخلهم الجنة، هذه هي الأعراف في السورة، وقال بعض المفسرين: هذا السور بين الجنة والنار هو الذي يُحجز به بين المنافقين والمؤمنين يوم القيامة؛ إذ ينادي المنافقون قائلين: انظرونا، أي: انتظرونا يا مؤمنون! ﴿ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾[8].

أما العُرف في السورة فقد ذكره الله تعالى في قوله ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، والعرف هو المعروف، والمعروف هو ما عرفه الشرع[9]، إذاً العرف الذي ينبغي أن يسود بين المؤمنين إنما هو شرع الله، أن تكون عاداتهم وسلوكياتهم وأعرافهم وتقاليدهم إنما تكون مأخوذةً مما شرع الله تبارك وتعالى، فالمعروف ما عرّفه الشرع، والمنكر ما أنكره الشرع، والعقل لا يصلح لذلك غالباً أو دائماً؛ لأن العقل متغير، ما يعرِّفه اليوم ينكره في الغد، وما ينكره اليوم يعرِّفه في الغد، فيرى الشيء مرةً على أنه معروف، وربما رآه مرةً على أنه منكر، إذا كان في صالحه الشخصي رآه معروفاً، وإذا كان في صالح غيره رآه منكراً، وهذه حوادث موجودة في الحياة، ومواقف تمرّ بنا في الحياة، لذلك كان العرف ما عرفه الشرع، والمنكر ما نكره الشرع؛ لأن الشرع ثابتٌ لا يتغير، لأنه كلمةٌ أخيرة فاصلة، كلمة الله التي تقال عن علمٍ سابقٍ بالأشياء قبل وقوعها، هذا هو اسم السورة، بإطلاق الله تعالى، الله هو الذي سمى به هذه السورة.

أما سورتنا فهي سورة فاضلة - كما ذكرت سابقاً - حيث إنها من السبع الطوال التي أولها البقرة، أي: أطول سور في القرآن الكريم، وهذه سادستها، ولأنها كانت تدخل كثيراً في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في المغرب أو الغشاء، ومع سورة الأنعام كذلك، وكانت تسمى عند الصحابة أو يصفونها بطولى الطوليين[10]، بلغتنا اليوم الدارجة "أطول الطويلتين"، فالأنعام والأعراف سورتان طويلتان والأعراف أطول من الأنعام، فكانوا يعبرون عنها بهذا، قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة كذا بطولى الطوليين، وهم يعرفونها أنها الأعراف، وهي سورةٌ مكية نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أي نزلت في العهد والزمان المكي، ولذلك لها مساهمةٌ عظيمة في بناء العقيدة الإسلامية، تثبيت أن الحاكمية والشرعية، أي التشريع لله تبارك وتعالى وحده لا شريك له، لأنه هو الخالق، أو هو الخلاق، وهو الرزاق، وهو المحيي، وهو المميت، الأمر كله له، والملك كله له، إذاً كما قال عن نفسه ﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾، تؤسس عقيدة البعث يوم القيامة، فدنيا بغير حساب همجية ضائعة، وعبثية منفلتة، أما دنيا بحساب فهي دنيا قيِّمة، يبحث أهلها عن القيم، لأنهم يعلمون أنهم سيحاسبون على ذلك، فلا يأخذون إلا ما ينفع، ولا يفعلون إلا ما يفيد ويصلح، وكذلك تركز أيضاً على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أنه رسول حق، وأن القرآن كتاب الله إنما هو كلام الله نزل من عند الله ليس للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبٌ فيه، غير أنه يبلِّغه للأمة ويقرؤه على الناس، وهذا كان أشبه بصُلب السورة، رغم أن السورة ذكرت قصة الخليقة وبدءها، قصة آدم ودخوله الجنة، وما ترتب على ذلك من عداوة إبليس لآدم وبنيه، ثم ذكرت كذلك أمر التوحيد والشرك، كما ذكرت أو ذكَّرت بنعم الله الكثيرة عليهم، كما ذكَّرت بالبعث، كما ذكّرت بالميثاق الذي أخذه الله على بني آدم وهم ذرٌّ في ظهور آبائهم ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ﴾ أي شهدنا بذلك، شهدنا أن الله ربنا، قد لا يذكر أحدنا هذا الميثاق، لأنه كان ونحن ذرٌّ صغيرٌ في ظهور الآباء الأقدمين، فلم نر بأعيننا ولم نسمع بآذاننا ولم يكلمنا الله ونحن أجساد بجوارح هكذا، فقد لا يذكر الإنسان هذا العهد والميثاق، ولكن اعتبر أنه لم يكن، والآن الله يسأل: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾ كيف يجيب العقل السلم ذو النظر الحديد والسمع الشهيد، كيف يجيب وكيف يقول، الرب هو الذي أنعم، هو الذي أعطى، أية نعمة نعيشها وننعم بها ليست لله؟ أية نعمة ينعم الإنسان بها وهي من خلقٍ وليست من عند الله؟ لا شيء، الله يقول: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾، ومن كان عنده غير ذلك فليكذِّب، فنعمة الحياة التي أنعم بها إنما أمدّني الله بها، ولا أعرف من يمدّني بها غيره، الرزق الذي يأتيني ليس بعملي ولا بخبرتي ولا بجهدي، إنما كلّ ذلك من الأسباب، إنّ كان ما حصَّلته بيدي وبجهدي هذا رزقٌ من عملي أنا، فكيف بما جاءني عفواً دون طلباً مني، كيف بالرزق الذي يأتيني وأنا لا أدري عنه شيئاً، حين يرزقني الله من حيث لا أحتسب، وكلنا وقع له هذا، إن كان رزقاً قليلاً أو كثيراً، كثيراً ما يأتينا شيءٌ من الأرزاق لم نحسب له حساباً، ما كنّا نفكر فيه، ما أعددنا له، ما سعينا إليه، ما كنا ننتظره، والله يأتينا به، من أين؟ إنه هو الرزاق ذو القوة المتين، سبحانه وتعالى، فلو أن الله استشهدنا الآن، واستشهد كلّ إنسان وهو حيّ على وجه الأرض ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾ فإن الإنسان العاقل المنصف لا يجد جواباً إلا أن يقول: بلى، أنت ربنا، ونعم الرب، لا إله إلا أنت.

السورة لها هدف أساس من بين كلّ هذه الموضوعات، هدفٌ تتلخص فيه، هدفٌ تركز عليه كثيراً، وجاء التنبيه عليه كثيراً في السورة، وقلنا قبل ذلك: نتلمس هذا الهدف من خلال النظر والتدبر في اسم السورة وطرفيها، أولها وآخرها، فاسم السورة الأعراف، وهي جمع عرفٍ، وعرفنا أن العرف هو العادة الغالبة على الناس، عادةٌ ظاهرةٌ بين الخلق في زمانٍ معين وفي مكان مخصوص، فلكل بلد عرفه، كما يقال: سِلْوُه في لغتنا، لكل بلد عُرف، وربما لأهل كل زمان عرف، هذا صحيحٌ في الواقع وموجود، ولكن ينبغي أن يكون للمسلمين في كلّ زمان وفي أي مكان عرف واحد وتقاليد واحدة، من يصف المسلمين في أي زمان أو في أي مكان لا يجد إلا وصفاً واحداً؛ لأنهم جميعاً أخذوا أعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم من أين؟ من كتاب الله، من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحكمنا دستورٌ واحدٌ مهما امتدّت بنا الأرض والبلاد، ومهما تتابعت الأجيال والآماد، فإننا لا تختلف أعرافنا، عاداتنا واحدة، عاداتنا في هذا الزمان البعيد ينبغي أن تكون هي العادات الموجودة في مجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفنا هنا عرفهم، وما نحكم به حياتنا هو الذي كانوا يحكمون به حياتهم، كله مأخوذٌ من القرآن والسنة، وخاصةً أن الله ذكر في السورة قوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾، وأمر بالعرف أي بالمعروف الذي عرفه الشرع، وأعرض عن الجاهلين أصحاب الأعراف المتغيرة، والعادات المتقلّبة، والتقاليد المتأرجحة، مرةً إلى شرق ومرة إلى غرب، يقلد هذا مرة ويقلد ذاك مرة، كن حاكماً لحياتك بعرف الشريعة، بعرف الدين الذي شرعه الله.

نجد هذه السورة كأنها تقول هذا الكلام، هذا الهدف، ينبغي أن تكون أعرافكم من خلال شريعة الله، لماذا اخترنا هذا الهدف؟ لأن السورة اسمها الأعراف - كما قلنا - ومنها العرف، ولأن أولها يقول الله فيه بعد ﴿ المص * كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾، كتاب أنزل إليك هو القرآن، تنبيه إلى القرآن، وأنه مُنزَّل من عند الرحمن، وليس مُتقوَّلاً من عند إنسان، في أواخر السورة الله تبارك وتعالى يقول: ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً ﴾، ولقد جئناهم بكتاب هو القرآن، الكتاب الذي جاءنا هو القرآن، ويقول الله تعالى بعدها في السورة أيضاً: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾، وإذا قرئ القرآن فاستمعوا، ولم يقل: فاسمعوا، أي استمعوا بوعي وفهم وتدبّر، فاستمعوا له وأنصتوا، كفوا عن أيّ شيء يشغلكم عن القرآن وسماعه، لا تنشغلوا بشيء عن تدبره، لماذا؟ لعلكم ترحمون، رحمة ربنا تتنزل على من يلتزم بالقرآن الكريم، وأعجل رحمةٍ يحتاجها الإنسان الرّزق في الآخرة والسعة في الحياة، ويقول الله في هذه السورة أيضاً: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ﴾ كيف يتقون الله، وكيف يؤمنون؟ من خلال القرآن والسنة، لو أنهم أقاموا ما أنزل الله إليهم من الشريعة لأكلوا رزقاً وافراً يأتيهم من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم، لا يدركون إحصاءه ولا عده، ولا يلاحقون على جمعه من كثرته ووفرته، وبين هذين الحدّين أول السورة وآخر السورة ذكر الله أنه أعطى لكل أمّةٍ كتاباً، فيقول الله تعالى بعد أن ذكر هذا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوجه النداء إلى هذه الأمة، إلى الأتباع، جعلنا الله في الأتباع الصادقين: ﴿يَا بَنِي آدَمَ ﴾ من العرب ومن غير العرب، ممن كان لهم دينٌ قبل ذلك، وممن ليس لهم دين، أول مرة يأتيهم الدين السماوي، الكل اسمه بني آدم ﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾، اتبعوا الآيات التي يقصّها عليكم رسول الله عليه الصلاة والسلام، ثم يقول الله تعالى عن نبيه نوحٍ عليه السلام في حوارٍ مع قومه يقول لهم: ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾، أوعجبتم، أشيءٌ عجيب غريبٌ يجعلكم تكذبون أنّ الله بعث إليكم شريعةً مع رجلٍ منكم، تعرفون صلاحه، تعرفون خيريته، تعرفون صدقه وأمانته، تعرفون أنه أفضلكم، تعرفون أخلاقه، سلوكياته، صاحبكم عليه سلام الله، ويقول الله تعالى عن نبيه هود: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ إلى أن قال: ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ﴾، أنتم مثلهم جاءكم ذكرٌ شريعةٌ مع نبي الله هود كما جاء قومَ نوحٍ مع نوح، ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾ قوم سيدنا صالح عليه السلام ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ بينة.. والشريعة هي البينة والكتاب هو البينة، كما قال الله تعالى: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ ما هي؟ ﴿ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴾ هذه هي البينة، وكذلك نبي الله شعيب، يقول الله تعالى عنه: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ﴾ وهكذا، قد جاءتكم بينةٌ من ربكم، وذكر لهم شيئاً مما يحكمه العرف بين الناس، معاملة الناس، البيوع وما إلى ذلك، بعض الناس يظنّون أن هذه عادات وتقاليد وأعراف نحكمها نحن بأنفسنا ولا يحكمنا فيها شرع، ولذلك نرى الرجل يصلي في المسجد ويخشع ويتبتل لله ويبكي، وفي السوق يتعامل معاملةً أخرى، فإذا سُئل قال: هذه نقرة وتلك نقرة، لا يا أخي، النقرتان ينبغي أن تحكما بشريعة الله، ينبغي أن نحكم حركتنا داخل المسجد، وكذلك داخل السوق، داخل العمل، في البيت، في الشارع، في أي مكان، الحياة كلها لله، كما استمعنا في السورة السابقة سورة الأنعام ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾.

هكذا كل نبيٍّ معه كتاب، إلى أن وصلت السورة إلى قصة موسى، وأطال الله بعض الشيء في هذه السورة في قصة موسى مع فرعون ومع بني إسرائيل وهكذا، لأن عمر اليهود في الأرض في زمان سيدنا موسى عليه السلام كان عمراً طويلاً، يحتاج إلى كتب لتفصل فيه جرائم بني إسرائيل، ويكفي أن الله أفرد لذلك سورة البقرة على الوجه الذي رأينا، السورة كلها في معظمها تقص جرائم بني إسرائيل وهم اليهود مع نبي الله موسى عليه السلام، يقول الله تعالى عن موسى يقول عن نفسه: ﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ * وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾، آتيتك التوراة واصطفيتك بها فخذها باهتمام، خذها بعناية يا موسى ولا تهمل فيها، وأمر قومك يأخذوا بأحسنها، كما قال الله لنا: ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ مكروه أم حرام؟ خذ الحرام وانته عن هذا المكروه، فريضة أو فضيلة؟ اجعلها فريضة وافعلها طاعةً لله، حتى وإن كانت فضيلة فهي شيءٌ فضّله الله وأحبّه، تأخذ بأحسن شيء يرضي عنك ربّك، وينجّيك يوم الحساب بين يدي الله عز وجل، ﴿ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ هذا تهديد لمن يخرج عن طاعة الله، ولمن يخرج إلى العرف بدلاً من شريعة الله، فهذا توعّده الله بقوله سأريكم، "هوّريكم" كما يقول بعضنا، ولله المثل الأعلى، سأظهر لكم كيف أنّي قادرٌ عليهم، وماذا أفعل بهم من العذاب والتنكيل في الدنيا قبل الآخرة، ومن أكثر الأمم *****اً أمة بني إسرائيل، نالت من العذاب نصيباً عظيماً في الدنيا غير ما ينتظرها في الآخرة، هكذا أيها الأخ الكريم سورة الأعراف تركز على الكتاب المنزَّل، الكتاب المقدّس، سواء القرآن الذي هو كتابنا وهو المقصود في هذه الأيام ولا كتاب غيره، ولكن ينبّهنا الله تعالى أنه كما فرض علينا شريعة القرآن والسنة، فقد أنزل بيّنة أيضاً لكل أمّة وجعل لها كتاباً، وجعل لها شريعة ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾، لماذا؟ ليلتزمه الناس، وليكونوا عليه، بغض النظر عن أعراف اختلقها الناس، عن تقاليد كانت في الجاهلية قبل أن يأتي الدين، عن عادات مستوردة من هنا أو من هناك، لا تلتفت إلى كل هذا، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.

هكذا سورتنا الكريمة تقدم لنا هذا الهدف وهذه النصيحة، أن نهتم بالقرآن الكريم، وأن ننظر إلى القرآن والسنة ليس على أنهما علم دين فقط، على أنهما مادة من المواد الدراسية في بعض دور العلم، على أنهما جانبٌ من الجوانب العلمية في الحياة، فمن تعلّم القرآن مثل من تعلم الهندسة، مثل من تعلم الطب، مثل من تعلم الرقص، مثل من تعلم التمثيل والكرة، لا، كلّ هذه علوم منها الحلال ومنها الحرام، تعلّمها مباح، تعلم الحلال منها مباح، وتعلم الحرام منها حرام، أمّا علم القرآن والسنة فإنه علمٌ فرض، علمٌ واجب، صح في صحيح مسلمٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"[11]، قال شراح الحديث: طلب علم الشريعة، علم الدّين، العلم الذي يُعبد الله به فريضة على كل مسلم، أي ومسلمة أيضاً، فالمؤمنة تابعة للمؤمن، البنت تابعة لأبيها، والزوجة تابعةٌ لزوجها، والأخت تابعةٌ لأخيها، وهكذا، فهذا هو العلم المفروض، فرقٌ كبيرٌ بين علمٍ يقرّره الله تعالى على كلّ إنسان، على كلّ مسلم ومسلمة، رضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً، هذا فرضٌ عليه، مادةٌ واجبةٌ ليست في المدرسة وإنما في الحياة كلها، إذاً القرآن والسنة - أحبتي الكرام - دستورٌ ينظّم الحياة، احفظوا هذه العبارة، افهموها جيداً، دستورٌ ينظم الحياة، ليست مادة امتحان فقط، ليست مادة اختبار ننجح فيها وننتقل إلى السنة التي بعدها، إنما إن صح التعبير فهي مادة اختبار في الدنيا كلها، والنجاح والرسوب يظهر يوم القيامة، النجاح والرسوب فيها النتيجة تعلن يوم القيامة، فلا ننظر للقرآن والسنة هذه النظرة القاصرة، هذه النظرة الضيقة، بل أنزل الله القرآن وما يشرحه من السنّة ليحكم حياتنا، ليحكم وينظم تعاملاتها، ليحكم خصوماتنا، ليقود حركتنا في هذه الحياة، كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي على الأرض، سورة الأعراف سورةٌ مباركةٌ تؤسّس مع غيرها صرح هذه العقيدة العظيمة، غير أنها تركز بشكل واضح جدّاً على القرآن الكريم، ولا انفصال أبداً بين القرآن والسنة، فالكتاب يحتاج إلى شرحٍ وشرحه في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية، والفعلية، والتقريرية، والوصفية، كلّ ذلك يشرح معاني في القرآن، فعليكم بكتاب الله، احفظوه بعد أن تقرءوه، ومن فاته حفظه فليحفّظه لولده، ومن لا ولد له فليحفّظه لولد من أولاد المسلمين ولو على نفقته، حفّظه ليتيم كما تعطيه مالاً أعطه القرآن، ادفعه إلى شيخِ وأنفق عليه وعلى الشيخ حتى يحفّظه القرآن، فكلّ ذلك لك، وكلّ ذلك واجبٌ علينا جميعاً، انشروا تفسير القرآن، تعلّموا التفسير ومعاني القرآن وانشروها بين الناس، إمّا أن أصير عالماً فأعلِّم وخيركم من تعلم القرآن وعلمه، وإمّا أن أنشر شريط تفسير، كتاب تفسير، أنشره بين الناس أوزّعه بين الناس، بدلاً ما يوزع على أرواح الأموات كتبٌ وأوراق تشتمل على أحاديث موضوعة وضعيفة ومكذوبة، وأمورٌ لا أصل لها في الحقيقة ولا في الدّين، ننشر شيئاً صحيحاً وذلك بمراجعة العلماء، نريد أن نعمل صدقةً جارية لأمواتنا ماذا نفعل؟ نريد أن ننشر كتاباً أيَّ كتاب ننشره؟ وأيَّ شريط نوزعه؟ فالعلماء يهدوننا الطريق ويدلوننا عليه، فنفعل على علم وعلى وعي ينفعنا وينفع أمواتنا وينفع ديننا، لابد أن نخدم القرآن بكل ما نستطيع، لا بد أن نحترم أهل القرآن، أجلُّوهم أكرموهم لا تزدروهم ولا تحقروهم فإن الله جمع لهم النبوة في صدورهم، فكيف ينظر الله إليه بعين الإكرام وأنظر إليه بعينٍ ليس فيها احترام، ليس فيها توقير، إنّ ما آتاه القرآن فلا خير منه ولا أحد مثله غير من حفظ مثله أو زاد عليه.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في القرآن العظيم، وأن يجعلنا من أهله الذين هم أهل الله وخاصته، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

أيها الأحبة الكرام، لعلنا نذكر أن سورة الأنعام شدّد الله فيها على التحليل والتحريم، وعاب على قومٍ حرّموا من دون الله أنعاماً لا تُحَرَّم، وأشياء في الأنعام لا تُحرَّم حرّموها من دون الله، بينما استحلوا محارم حرّمها الله تعالى، عبثوا في شريعة الحلال والحرام فحرّموا وأحلّوا من عند أنفسهم بغير سلطانٍ أتاهم، سورة الأعراف تركّز على القرآن لأنه هو دستور الحلال والحرام، لا تُحرِّم إلا ما جاء في القرآن والسنة من حرام، ولا تُحل إلا ما جاء في القرآن والسنة من حلال، مرة ثانية لا تحرّم إلى ما حرّمه القرآن والسنة، ولا تستحلّ إلا ما أحلّه الله في القرآن والسنة، هذا هو دستور الحلال والحرام، ومن هنا تتناسب وترتبط سورة الأعراف بسورة الأنعام، أما ارتباط سورة الأعراف مع سورة الأنفال، فسورة الأنفال بعد ما عرفنا الأعراف، سورة الأنفال سورة مدنيّة – كما سنعلم إن شاء الله – ومع التوبة أيضاً تتناول أحكام الجهاد، وخاصةً الغزوة الأولى في الإسلام وهي غزوة بدر، تتناول أمر الجهاد وما يترتب عليه من غنائم، وكيف توزع، وما إلى ذلك، إذاً ذكرت الجهاد في سبيل الله، ما علاقة ذلك بسورة مكية تتكلم عن أساس العقيدة؟ مناسبة ذلك أن الكفار في مكة ثلاثة عشر عاماً والوحي ينزل فيهم والآيات السماوية تكلمهم وتعلمهم، والمعجزات البينة الباهرة أو المبهرة تظهر أمام أعينهم ولم ينتفعوا، إلى أن انتهى الأمر بهم إلى محاولةٍ آثمة ل*** رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾، إذا كان أمرهم قد انتهى إلى هذا فقد كفروا وطغوا، أما كفرهم فهذا عليهم، وقد قال الله: ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾، أما أن ي***وا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أن يطفئوا نور الله عز وجل بين العباد، أما أن يحولوا بين الدنيا وبين أن يحكمها خالقها، فلا وألف لا، ذلك اعتداءٌ وطغيانٌ وزيادة عن الكفر لا يسكت الله عليه، ولا يترك الإنسان يطغى فوق كفره بالصدّ عن سبيل الله وبمنع نور الله أن يضيء الدنيا، ومن تعديهم وطغيانهم أن خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر ليحاربوه في أرضه هناك الجديدة، في أرض المدينة، أي اعتداء هذا، أي طغيان، أي بغي، أي تعدٍ للحدود والبقاع والمسافات ليصدوا عن سبيل الله؟ فهناك ***هم الله ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ﴾، ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾، كأنّ الكافر الذي لم يقنع بكفره، ولم يكتف بالكفر فقط، بل يطغى بالصدّ عن سبيل الله ومحاولة ضرب الإسلام وتضليل المسلمين وصرفهم عن دينهم، فهذا هو الذي يحاربه الإسلام، ليس الإسلام إرهاباً بالمعنى الذي يقصدونه وإنما الإسلام يدفع عن حقّ، ويردّ بغياً وعدواناً يصدّ كثيرًا من الناس لهم الحق في أن يسمعوا كلمة الحق، ولكن بعض الناس يمنعونهم من ذلك الحق العظيم، والله تعالى بدينه وبجنده في الأرض ينصر هذا الحق ليصل إلى أصحابه، يقبله من يقبله ويرفضه من يرفضه ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾، ولذلك بعد هذه السورة وما فيها من بيان عظيم مع غيرها أيضاً من السور المكيّة كأن الكافر الذي لم يؤمن بسورة الأعراف وبيانها وما جاء في أمثالها من العقيدة، فليس له إلا أن يُحارَب، أن يُكافَح ويُجاهَد في سبيل الله حتى يُمنع بعيداً عن الطريق الذي تسير فيه قافلة النور لتضيء حياة الناس، يفتح صدره وبابه لهذا النور من شاء، ويغلق بابه من شاء، ومن دخل بيته أي وأغلق بابه ولم يصد عن سبيل الله ولم يحارب المسلمين، من دخل بيته فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، هكذا ترتبط سورة الأعراف بما قبلها وما بعدها.

وبهذا ينتهي الحديث بفضل الله تعالى عن هذه السورة، نسأل المولى سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما سمعنا.

[1] السبع الطوال هي: البَقَرَة، وآلِ عِمْرَان، والنِّسَاء، والمَائِدَة، والأَنْعَام، والأَعْرَاف، والتَّوْبَة، انظر: تفسير ابن كثير (1/ 154).
[2] أما قراءته صلى الله عليه وسلم إياها في المغرب فأخرجه البخاري (2/196)، وغيره من حديث زيد بن ثابت، وأما في العشاء فلم أجده، ولم يذكره من عني بجمع ذلك كالألباني في صفة الصلاة وغيره، فلعلّ أو هنا للشكّ وهو من فضيلة الشيخ رحمه الله.
[3] منهم عائشة وزيد وغيرهما، انظر: أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 483) للألباني.
[4] أشرنا إلى ذلك من قبل، والمسألة خلافيّة، انظر سورة الفاتحة.
[5] انظر هذه المعاني في: معجم مقاييس اللغة، لابن فارس: (4/281) ومختار الصحاح، للرازي (179،180)، ولسان العرب، لابن منظور: (10/111)، وراجع: رسالة نشر العرف، لابن عابدين، المنشورة ضمن رسائله: (2 /114)، والمدخل الفقهي العام، للزرقا: (2 /841).
[6] يعزى هذا القول إلى ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، والشعبي، والضحاك، وسعيد بن جبير، انظر: جامع البيان (8/190- 192)، وفتح القدير (2/198)، وحققه ابن القيم في طريق الهجرتين: (ص 564 – 567)، وللشيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المقدسي المتوفى سنة 1033هـ رسالة بعنوان: "تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف"، مطبوعة بتحقيق الشيخ مشهور حسن آل سلمان، دار الصحابة - بيروت.
[7] انظر: جامع البيان (8/190)، وفتح القدير (2/198)، وتفسير القرآن العظيم" (3/418).
[8] رواه ابن جرير عن قتادة وغيره، وهو الصحيح، انظر: جامع البيان (23/ 182)، تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: (8/ 17).
[9] راجع: نظرية العرف، للدكتور عبد العزيز الخياط: (ص 24).
[10] أخرجه أبو داود (812) وصححه الألباني.
[11] أخرجه ابن ماجه (224)، والطبراني في الكبير (10439)، وغيرهما، وصحَّحه الألباني في صحيح ابن ماجه (183)، واستوفى الشيخ في تخريج أحاديث مشكلة الفقر الكلام عنه، انظر: تخريج أحاديث مشكلة الفقر؛ للألباني (ص: 48 - 62).


أحمد الجوهري عبد الجواد
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-01-2018, 06:01 AM
mera helaly mera helaly غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
العمر: 32
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0
mera helaly is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك ونفع الله بك دائما باذن الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:36 AM.