اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2017, 01:34 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp قواعد الإفساد المعاصر


عبد الله السالم

شهد العالم الإسلامي منذ عقود صحوة إسلامية عارمة , اكتسحت المجتمعات وتغلغلت في البيوت , واستطاعت أن تحقق مكاسب كبيرة في مجالات متعددة , في مجالات الدعوة والإغاثة والفكر والوعي والسياسية وغيرها .

وقد كانت الصحوة الإسلامية متفاوتة في مظاهرها ومختلفة في تياراتها , ولكنها في الجملة تمثل كتلة كبيرة , وظاهرة لها معالمها الخاصة بها .

ولم يكن تأثير الصحوة الإسلامية مقتصرا على سلوك الناس وعبادتهم وعلاقتهم بربهم وبدينهم , وإنما تجاوز تأثيرها إلى مجمل حياة الناس , فأثرت في عقولهم وغيرت من هموم الشباب المسلم وبدلهم من آمالهم وتطلعاتهم , وتوسعت أهدافهم وقويت عزائهم وتوجهت رؤاهم إلى إصلاح حياتهم وتحقيق عزهم ومجدهم .

واستطاعت الصحوة أن تحدث حراكا كبيرا في العالم الإسلام , بعد أن كان يعيش حالة من الركود العميقة .

وقد شعر بتموجات تلك الحركة العدو المسيطر على العالم الإسلامي وأذنابه , الذين لا يريد للأمة الإسلامية* حياة كريمة ولا رجوع إلى دينهم الذي هو مصدر عزهم وإلهامهم .

فأضحت* الصحوة الإسلامية بمكاسبها الوليدة خطرا حقيقيا على الهيمنة العلمانية الجاثمة على العالم الإسلام , فاشتغل العدو منذ عقود على مواجهتها بطريقته الخاصة , التي تعتمد في كثير من مشاهدها على عدم المواجهة المباشرة .

وأخذ العدو المتربص في كل مرحلة يغير من طرائقه ووسائله , وطفق في كل حقبة يبدل من شكله وخطابه .

ولكن مشاريعه الإفسادية لمواجهة التمدد الإسلامي في كل مراحلها تقوم على قواعد أساسية لا تكاد تتغير إلا قليلا .

وفي هذه الورقة نريد أن نسلط الأضواء قليلا على عدد من تلك القواعد , حتى يكون العاملون في المشروع الإسلامي على بينة منها .

القاعدة الأولى:*تجفيف المنابع , والمراد بها أن تحاصر المنابع التي تساعد على تقوية الصحوة وإمدادها بما تحتاجه من عاملين وأموال وكوادر وغير ذلك , بحيث تعيش الصحوة في فقر دائم ونقص مستمر .

القاعدة الثانية :*تحجيم المنابع , والمراد بها : أن تفتح بعض الوسائل ليشعر الناس بالأمان على الدعوة والعلم والتوجيه , ولكن توضع لتلك المنابع حدود معينة من الدعم والعمل فلا تتجاوزها , بحيث يكون تأثيرها محدودا يمكن السيطرة عليه عند الحاجة .

والفرق بين هذه القاعدة والقاعدة السابقة أن هذه القاعدة تسمح ببعض المنابع وبإبقائها مستمرة , ولكن مع تحجيمها ومراقبتها , وأما القاعدة السابقة فتقوم على محاصرة المنابع وإلغائها .

القاعدة الثالثة:*محاربة النماذج الملهمة , والمراد بها الترصد لكل نموذج يمكن أن يكون ملهما ومؤثرا في نفوس الشباب , وموجها لهم في تحديد مساراتهم الدعوية والفكرية , ولا فرق بين النماذج الفردية أو الجماعية أو السياسية , فكلها سواء في قصد المحاربة .

ومن أهم الوسائل التي تحقق بها هذه القاعدة: ملاحقة النماذج الملهمة بالتهم والتشويه والشتم وغير ذلك, بحيث تكون مناطق خطره أو مشوهة في نفوس الشباب المسلم .

القاعدة الرابعة:*تفتيت القوى الإسلامية العاملة , والمراد بها أن تغرس بذور الفرقة والاختلاف والصراع بين الكتل الإسلامية العاملة , فيكثر بينها الشقاق والصراع والافتراق , وبعض تلك البذور تكون دينية محضة , فيرهق الشباب وتقع بينهم النفرة ويعادني بعضهم بعضها , وربما يسعى بعضهم للإضرار بالبعض الآخر عند السياسي أو غيره .

القاعدة الخامسة:*الإرهاق الفكري , والمرد بها أن تضخ على عقول الشباب المسلم أكبر قيمة ممكنة من الأفكار المناقضة للأصول الإسلامية , عبر القنوات والمواقع وغيرها , بحيث يكون الشباب في شك دائم وينشغلون بالدفاع عن أصولهم أكثر من انشغالهم بالتفكير في تعميق مشروعهم وبنائهم في الحياة .

ويدخل في هذه القاعدة دعم الأفكار الغالية في التكفير ومن يحملها , وفتح المجالات لهم وتسهيل وسائل الانتشار لمشروعهم .

القاعدة السادسة:*الإرهاق الحياتي , والمراد بها الحرص على أن يبقى شباب الأمة –وخاصة في المخازن الكبيرة- كمصر والشام- في رهق دائم من العيش وضيق ونكد , بحيث يكون الشباب مشغولين بتوفير لقمة العيش ليومهم , ويكون أكبر همهم وشعلهم المسيطر على تفكيرهم أن يتحصلوا على ما يقيم بها حياتهم , فلا يفكرون في شيء آخر من الحياة .

القاعدة السابعة:*تكوين الجيوب الداعمة , والمراد بها تكوين أعداد من الناس تكون مهمتهم دعم مشاريع الإفساد ونشرها , ومواجهة كل ما يحاول أن يقف في طريقها .

القاعدة الثامنة:*تكوين المرجعية الشرعية المناسبة , والمراد بها السعي إلى تكوين مرجعية شرعية تكون داعمة للقائمين على الإفساد إما بالدعم المباشر أو بتشريع السكوت عنهم أو صرف الأنظار عن أعمالهم , وقد تتنوع تلك المرجعيات فتكون مؤسسات وهيئات في بعض الأحيان وتكون أفرادا في أحيان أخرى , وقد يكون مفتين أو دعاة أو خطباء .

وكل قاعدة من هذه القواعد لها تطبيقات متعددة ومتغيره على طول العالم الإسلامي وعرضه , وما على المراقب إلا يفتح عينيه ويتابع الأحداث .

ونحاج المفسدين النسبي في تطبيق قواعدهم هذه – وغيرهما مما لم يذكر- ليس راجعا كله إلى قوتهم وتماسك مشروعهم , وإنما ساعدهم على ذلك ضعف كثير من المنخرطين في المشروع الإسلامي في تفكيرهم وعلمهم ووعيهم وإدراكهم .

وذكر هذه القواعد ليس المقصود منه المعرفة والترف التحليلي , وإنما المقصود منه أن يكون العاملون في المشروع الإسلامي على وعي وبينة مما يحاك حولهم ويصادم مشروعهم .

__________________

آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 24-07-2017 الساعة 01:37 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:17 PM.