ماذا بعد الانحطاط

[محمد عبد العال السيد]

تغير المجتمع راسا على عقب فى هذا الذمن فى وتيرة سريعة جدا كقاطرة تتسارع وتسرع لا يستطيع احد ان يوقفها لكن للاسف يظل بعض افراد هذا المجتمع منتظرا فى المحطة الاولى دون التفكير حتى فى كيفيه اللحاق بهذا الركب
من ينظر الى التعليم المصرى وتطورة منذ عهد محمد على كانت لها ثوابت تحكم العلاقة بين المعلم والتلميذ ويعترف بها المجتمع كله فكان المعلم فى مكانة عاليه جدا ويمد يديه الى التلميذ لياخذ بيديه الى افاق العلم والمعرفة لانه كان يعتبر النافذه الوحيده الى هذا الافاق وتمر الايام والسنين ويحدث عصر التكنولجيا والاختراعات فيظهر الراديو والتلفزيون والكمبيوتر والنت فيبدا افرادالمجتمع يتجهون الى المعرفة من خلال هذه الوسائل ليتراجع دور المعلم دون ان يشعر فقد قام الافراد بالبحث والاطلاع على كل ماهو جديد تاره والتطلع الى افاق اعلى واقوى تارة اخرى ويظل معظم المعلمين فى نفس المحطة الاولى كما هم وقد حاول الكثير منهم التطلع الى تحسين من انفسهم وهؤلاء بالفعل اصبح الان فى مصاف معلمين مصر ولكن الباقى منهم كما هم مما ادى ذلك الى تراجع ادوارهم وانحصارها داخل قاعات الدرس الى ملقن لما هو مكتوب فى الكتاب المدرسى مستعينا ببعض الوسائل المرفوضه لجعل الطلاب اكثر استماعا لها اى ان المعلم اصبح قارئ للمعرفة وليس اساس المعرفة وانحصر دورة الى هذا الحد
الخطأ اذن فى من فى المجتمع ام المعلم ام القائمين على التعليم
الخطأ فينا جميعا
المعلم لانه اعتمد على بعض مصادر المعرفه العقيمة وبعض التدريبات الهزالية التى لاتغنى ولا تسمين من جوع ظنا منه انه فعل كل ما عليه واتخذ مقولة ليس فى الامكان احسن مما كان
القائمين على التعليم فى وقت لم يكن همهم سوى الشكل وليس الجوهر لم يكن همهم سوى عمل تدريبات على ورق لتكون فى النهاية بند مالى بصب فى جيوبهم مبالغ طائلة على حساب هذا المعلم والعملية التعليمية كلها وتركوا مرض الاهمال يستشرى كالسرطان فى جسد التعليم دون وجود حلول عملية حقيقية ولكن كانت حلول اعلامية فقط من اجل التسكين من الوجع
المجتمع ساهم ايضا فى انحطاط منظومة التعليم فقد ظهرت الكثير من الاخلاقيات العجيبة والغريبه اقل ما يقال عليها بانها فعلا انحطاط وكان له رواده ومن يعلن عنه للنجدهم امامنا فى كل مكان من خلال جميع وسائل واصبحو قدوه فاصبح ابنائنا الان قدوتهم فلان الفلانى المغنى او فلانه الفلانيه الراقصة او يسعى لان يكون مهرج هذا كل ما يتمناه اطفالنا
الاب بعد ان كان يحرم ابنه من اللعب او الهويات كلها من اجل التعليم الذى كان فى المرتبة الاولى اصبح الان فى المرتبة الاخيره فيتمنى ان يلعب قد يكون لاعبا مشهورا يجلب له الاموال او تكون راقصه مشهوره تفتح لها ابوا ب العز
وساهم الجميع فى ذبح هذا الشخص (المعلم ) بان تناسى حقوقه وتناسى ما له وتناسى بانه فرد عليه واجبات تجاه اسرته واولاده ومجمتعه فاهمله كما اهمل التعليم وليس ذالك فقط بل ايضا نادى الجميع بتحجيم دورة لانها فى وجهة نظرهم هو منارة الاخلاق التى يجب ان تطفئ فقاموا بربط قدمية ويديه وغلق فمه واسقطوه فى بحر الاخلاق وطالبوا منه ان بنقلها اليهم وهو مقيد
هكذا تغير المجتمع تغير الجميع ليظل المعلم كما هو او جعلو المعلم كما هو ليظل مقيد مكمم فهو الوحيد الذى ينادى بتلك الاشياء الغير مرغوبة وهى الاخلاق
السؤال ماذا بعد ذالك ؟؟؟
او بالاحرى ماذا بعد الانحطاط؟؟؟