إهداء لركن فلاسفة تحت التمرين من يشتري أفلاطون بـــ مفيش ؟

[أحمـدنجـم]

المدينة التي كانت فاضلة ..

ماذا يحدثُ لو ؟

عاشَ أفلاطونُ في زمانِنا ؟!

سارَ في الطرقاتِ بعباءتِهِ الفضفاضة ؟

حاولَ عبورَ الطريقِ السريعِ

ممسكاً بكتبهِ .. أقلامهِ .. دواةِ الحبر

راسماً على وجههِ تلك الابتسامةِ ..

التي نسميها .. بلهاء

لا لشيءٍ غير أنها .. ابتسامةُ البسطاء

حتى إن قُدِّرَ له الوصولُ للصومعة

دخلها .. بدأ يلقنُ التلاميذَ ..

الدرس الأول .. الخطوةُ الأولى ..

نحو المدينةِ الفاضلة

أفلاطونُ .. ذاك الساخطُ على كلِّ مفرداتِ الحياة

يلقنُ التلاميذ ..الدرسَ الأول

الصومعة .. لا يبدو عليها أيُّ أبهة

فما بها .. إلا وسادةٌ للمعلم

أقلامٌ .. حبَّاراتٌ .. ألواحٌ .. نافذةٌ إلكترونية

صممها أبرعُ مهندسي البلاط

نافذةٌ .. تسير مع الشمسِ

في المساءِ تسبحُ مع ضوءِ القمر

في الليالي المعتمةِ .. يضاء حولها ألفُ شمعة

ما كان أفلاطونُ مفتقراً لوسائلِ التعلمِ

ولا ذاك الـ p.c. يعنيه

تكفي تلك النافذةُ الأمل

الدرسُ الأول .. التأمل

عينُ الفلسفة

ميراثُ الفلاسفة

تأملوا تلك النافذةَ الطليقة

كانوا قديماً يتأملون ..

يصدقون الخيالَ .. يرونه عين الحقيقة

ها هم يتأملون ..

وأفلاطون .. يهمسُ .. المدينـــة الفاضلة

مدينةُ الحبِّ والسلام

مدينةُ الـ .. يقطعُ الكلامَ بوقُ سيارة

مدينةُ الــ .. بوووووووق .. بوووووووق

يتنهدُ أفلاطون .. يكظمُ غيظَه

يمسحُ على وجهه بكفه الأيمن ..

مدينة الـــ .. بائع الخردةِ يصيح ..

من يشتري كتباً قيمة ؟

أفلاطون يتردد في الصومعة .. ممسكاً حبائلَ الأبصارِ نحو النافذة

معي كتابُ أفلاطون .. المدينة الفاضلة

تُقطعُ الحبائلُ التأملُ .. الكل ينصت ..

كتاب أفلاطون .. بـعشرة

لا أحد يرمق البائع ولو بنظرة سخرية

بــ خمسة ..

الكل يعرف وجهته الكل لا ينظر وكأن الكل مغيب

بــ اثنين ..

يخر أفلاطون على وسادته

يهرعُ التلاميذُ إلى البائع

كتابُ أفلاطون بـــ

بأرواحنا .. يحملون الكتابَ اللؤلؤَ

يصعدون .. تهبط الأحلام

يرتقون .. تهوي مدينة الحب

يلتفون وأفلاطون حول الكتاب ..

يغلق الباب ..

شعاع خافت .. تشحب الألوان

يخرون .. يبكون .. يتعانقون ..

يذوبون .. يتسللون بين دفتي الكتاب ..

تغلق النافذة

تباع الصومعة .. مرقصاً للسكارى

تلقى بها نطفة مدينة الحيارى

لا تزال الأبواق تعوي

البائع يصيح

القبيح .. هو المدينة

المدينة .. يا أفلاطون .. لم تعد لحلمك نافذة ..

المدينة يا معلمنا .. باتت ..

ضريح .. ضريح