عصفوران عاشقان .. ههههه هو في كده ؟!!!

[أحمـدنجـم]

أنا هعرض عليكم قصيدة من قصائدي الفصحى وارجو ان تنال رضاكم وأرجو إبداء الرأي في هذه الطريقة من الكتابة وهذا الجو الذي أحب الكتابة من خلاله ..

يوم الحادي والعشرين من مارس

يعلنون في المذياع

وفي الجريدة الصباحية

صفحة الوفيات

نقرأ نعي الصقيع ..

نتصفح الجريدة تصفح العامة

نفس الرتابة .. تجتاحنا

في صفحة الاجتماعيات ..

نقرأ مولد الربيع

يضحك كوب الشاي الذي أمامي

ترقص بداخله حبات السكر

لأن نعناعه من اليوم لن يكون جافاً .. بل أخضر

نكهة النعناع الأخضر لا تضارع ..

************

من اليوم ستغزو الشمس بيتي

ستغرس أشعتها .. جسمها بلا خجل ..

سأبيح لها الدخول عبر نافذتي

شجرة الجميز جارتي

كم دوخها الخريف

خلع عنها معاطفها .. تركها عارية

طوال الشتاء أغصانها باكية

فروعها ضارعة لي من النافذة

كي أكسوها ولو كوفية ..

وهل كوفية تكسوكِ أيتها العجوز المحنية

شجرة الجميز العجوز .. رأيتها اليوم ..

ليست ككل يوم ..

رأيتها تهتز اهتزازات قوية

عجباً .. إنه المخاض ..

وتقولين أنك عجوز ..؟!!!!

الربيع العنتري تغشاك .. يا عبلة الشجر

اليوم .. حملت منه اليوم .. أنجبت اليوم ..

آلاف الوريقات .. أشبال الزهر

تقولين أنك عجوز ؟!!!!

هيا أتمي ولادتك .. دعيني اكمل فنجان الشاي ......

**************

أرفع صوت المذياع

الآن أيها المستمعون .. عزف منفرد على الناي

أغمض عيني .. يدوخني الصوت

يشق ستار الصمت

يوقظني فجأة .. عصفور تسلل عبر النافذة

انزلج على جسد الأشعة النافذة

استقر على المكتب

على ورقة بيضاء .. ظننته سيكتب!!!!!!!!!

بدأت أحاوره محاورة بلهاء ..

عصفور .. و .. إنسان !!!!!

لست سليمان الحكيم

لم أمتهن التنجيم .. لم أقرأ يوماً فنجان

- عصفور .. أم عصفورة ؟

نقر نقرة خدشت مكتبي

انتفض ريشه الموفور

أيقنت أنه .. عصفور

- وأين عصفورتك ؟ .. أتتركها ليلة الجمعة ؟

ضحكت .. فقالت لي اصمت .. في عينه دمعة .

طار .. حلق في الفضاء .. تاركاً دمعته على ورقتي البيضاء

بدأت تسري في أنسجة الورقة

تعبر السطور السوداء

السطر الأول .. بدت عليه كلمتان

كأنهما العنوان ... (عصفوران .. عاشقان)

السطر الثاني :

رأيتها يوماً في قفص ذهب

عقلي .. ذهب

السطر الثالث :

أحببتها .. صارحتها .. أنا محب

قالت : ألم تقرأ اللافتة على قفصي

(ليس لساكنه أن يحب)

السطر الرابع :

وعدتها بالحرية

بادلتني الهوى .. أغمضنا الأعين

حلمنا أحلاماً وردية

السطر الخامس :

كلما اشتقت إليها .. أغمضت عيني

أطلقت جناحي للريح

جعلتها وجهتي .. قبلتي .. فجري الجديد

كلما فعلت ذلك .. ارتطمت بالحديد

السطر السادس :

تعتذر .. تمد جناحها الأيمن عبر القفص

تسري على ريشي .. تمسح أوجاع الرأس

اقترب منها .. أتنفسها .. تتنفسني

أقبض برجلي على القضبان .. أقبلها .. تقبلني

السطر السابع :

أدوخها .. تدوخني

أسقط بلا اتزان .. تسقط داخل القفص

السطر الثامن :

حاولنا كثيراً كسر القفل الثقيل

استدعيت فرق الإنقاذ من اللقالق والعصافير

بلا جدوى .. فذاك قفل كبير

وهذا جيش عصافير

السطر التاسع .. والعاشر .. والأخير

عاد الربيع .. الجميع في كرنفالات الزهور

الجميع في الحدائق .. يستنشقون النور

يتنغمون بشقشقات العصافير

مفروض أن أشقشق اليوم لهم

خلقت للشقشقة

لا أحد يأبه لحالي ..

لو كان سليمان الحكيم بيننا

لأدرك أني في البوتقة

لعلم أن شقشقتي صرخات برئ على مشنقة

تباً لحريتي .. وليفتي .. كل فصولها خريف

وليفتي أيها الكاتب : في قفص مخيف

القيد محكم .. ودمعتي نزلت على الورقة

أدركت أني ضعيف

تلك قصتي .. فهل لك - أيها الكاتب - أن تنشرها

في الصفحة الأولى .. بمانشت عريض

من حق العصفورين أن يعيشا .. بلا .. قيود

ختام .....

***************

بعدها .. استردت الورقة بياضها .. غابت سطورها

أمسكتها .. قلبتها .. ضحكت

أيها الناي الساحر

كذلك تفعل بي دائماً ..

تمد لي أجنحة الخيال

أمتطيها .. أسافر

جعلتني أستضيف روميو العصافير ..

فيقص آلام جوليت الأسي قلبها الأسير

وهل في الربيع أسير ؟!!!!

هيا .. أيها الناي الساحر

دعني أكمل فنجان الشاي المثلج بالنعناع

من اليوم لن يكون جافاً بل أخضر

هيا ..

دعني أتابع رقصة الفالس بين حبيبات السكر

يوم الحادي

والعشرين

من

مارس

************

بقلم (أحمد نجم)