أنف أبو الهول

[فوزي الحديدي]

أنف أبوالهول

فى عام 1989 وضعنى القدر مع أخ فاضل فى غرفة على سررين متجاورين
وطبيعى ان نتجاذب الحديث كان ريئس اتحاد الطلاب لجامعة قناة السويس قبل أن يلتحق بالمعهد الذى الذى كنت أنا فيه حينئذا" كان حافظ للقرأن ويجيد تلاوته صار بيننا حب جارف فى الله وأخذ ت أتعلم منه كل ما تعلمه إلا أننى
بطبيعتى أحب الخروج والتنزه والتفكير والتعرف فكنت اخرج كل يوم اثنين واذهب فى منطقة الأهرامات واحاول طيلة اليوم فى خلسة مع نفسى أفكر كيف تم بناء هذه الأهرامات وكنت أدخل الهرم ثم أتفحصه من الداخل وأحاول أن أعرف أى شئ وكنت أعود ليلا" لأحدثه عن ما داربذهنى ثم أحدثه عن سر وقوع أنف أبوالهول فكان يقول لى أن الحملة الفرنسية على مصر اسقطت بمدافعها أنف أبوالهول . وكنت أكرر له أن ذلك يستحيل وأنه هراء .فكان يستعجب من قولى ويقول لى بالحرف الواحد غير التاريخ. كنت أقول له لو كانت أنف أبوالهول سقطت بالمدفعيه فأين نصب نابليون هذا مدافعه لتصل إلى الجيزة وفى هذه المنطقة ثم قصدت انفه ولم تقصد باقى جسده الحجرى ولا باقى الاهرامات .وكنت أقول له أن سقوط أنف أبوالهول يرجع لمنذ عهد بناءه وأعتقد أنهم لم يتمكنوا من نحتها .
فهى دلالة وعبره فهذا الجسد جسد أسد أقوى وأشجع المخلوقات ورأس أنسان أكثر المخلوات ذكاء .وهذا التمثال هو أمام هذه الأهرامات . ليقول لنا أن هذه الأهرامات التى تحتاروا فى بناءها هى نتاج أكبر المخلوقات ذكاء واكبر المخلوقات قوة . وهذا يعنى ان هناك قوة تفوق ما فى الأرض من قوى بشتى أنواعها وان هذه القوى ا منكسره لابد أن هناك من هو أعلى منها ودليل كسره ا ووجود أعلى منها هو كسر أنفها
والأنف تعبر عن الكبرياء .ومن هو أعلى منها هو خالقها جل وعلا . ونحن فى سجودنا نضع أنفنا لله على الأرض فى صلاتنا
1. وصدق الله العظيم حيث قال أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ سورة الروم الأية 9

وبعد ذلك بأيام ونحن نفتح المذياع نسمع برنامج أنت تسأل والكمبيوتر يجيب فإذا بنا نسمع أن الحملة الفرنسية بريئة من إسقاط أنف أبوالهول وأن هناك كتب وجدت لمستشرقين قبل الحمله بكثير مذكور فيها أنهم وجدوا أبوالهول بدون أنف