عبث.....عبث.....عبث

[خارج عن القانون]

وتستمر الحياة، ونبقي نحن نمثل أدوارنا فيها وكأننا نحياها،
.
عبث.. كل ما يحدث من حولنا هو عبث من نوع ما، السياسة عبث والدولة عبث والأحزاب والانتخابات «أي انتخابات» والأمن والقوانين والصحف كل ذلك عبث بشكل أو بآخر، المسلسلات والأفلام والأغاني والبرامج ونشرات الأخبار كلها عبث، المنتخب والأهلي والزمالك وأندية الشركات والأقاليم وإخفاق بكين وطفرة أثينا واللعبات الفردية والجماعية عبث وبرامج الإفتاء والتزمت والدين التفصيل والترغيب والترهيب في كلامهم حتي كل ذلك لم يعد يخلو من العبث، احتراق قطار الصعيد ومجلس الشوري، غرق العبارة، انهيار المقطم «مرتين»، احتكار وفساد وبلطجة رجال الأعمال، القروض والمبيدات المسرطنة وأكياس الدم الملوثة وعمارة لوران وقانون الطوارئ وقانون المرور وقانون الضرائب ومجلس الشعب بنوابه والمظاهرات والاعتقالات والمحاكمات عبث في عبث.
هروبنا بكل أشكاله، إدمان أو إيمان ودروشة أو بلاهة في متابعة التليفزيون أو انسحاق تحت وطأة القرش أو هجرة أو انتحار كل ذلك هروب من العبث وإلي العبث، حتي الانتماء الذي أصر والدي علي أن يزرعه بداخلي وسأصر في يوم ما علي أن أزرعه في أولادي هو عبث.
أما قيمة العبث أن تكملوا قراءة المقال وأنتم تنتظرون أن تجدوا عندي حلاً لكل أو لجزء من هذا العبث، والطاقة السلبية التي ستصل إليكم من المقال حين يفكر أحدكم أنها كتابه متشائمة أو محبطة، والطاقة الإيجابية التي سيجدها بعضكم حين يفكر أنها محاولة لتنظيف الجرح ودعوة للتحرك
، كلاهما عبث
، فمقالي نفسه ليس إلا دوري الذي يجب أن أقوم به وسط سيمفونية العبث التي اكتشفت أننا نحياها أو نمثل أدوارنا فيها وكأننا نحياها كي تستمر الحياة، ويستمر العبث

.

وعيشوا و سيبونى اعيش