#1
|
||||
|
||||
نصيحه للمهموم لاتحزن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
كل إنسان منا يحتاج أن يقف مع نفسه وقفات ، ويصدق العزم حتى يبدأ جهاد نفسه الأمارة بالسوء ، ويسلح نفسه بالأسلحة . وسأذكر نفسي أولاً ببعض الأمور التي نسأل الله عز وجل أن ينفعنا وإياك بها : ادع الله عز وجل , تضرع إليه ، واعلم أن الله لا يخيب من دعاه .. قال تعالى : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) [ غافر /60 ] .. وألِحّ على الله بالدعاء وتحرّ مواطن الإجابة في السجود وبعد الصلاة وفي آخر ساعة من نهار يوم الجمعة وفي ثلث الليل الأخير حين نزول ربنا تعالى إلى السماء الدنيا فينادي هل من داع فأستجيب له ، هل من مستغفر فأغفر له . ولا تستبطئ الإجابة فالله قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء . كما ينبغي على الإنسان أن يزداد من العبادات ، كما قال تعالى : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) هود / 114 .. واعتن بالصلاة فهي كما قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت / 45 .. كما ينبغي للإنسان أن يحرص أن يزيد معرفته بالله سبحانه وتعالى ، وذلك بأن يعرفه من خلال أسمائه وصفاته ، ومن خلال التفكر في ملكوت السماوات والأرض ، فعند ذلك يشعر الإنسان بالحياء من الله سبحانه وتعالى ، وكما قال بعض السلف : لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت .. كما يجب علىك أن تعلم أن الطريق إلى الجنة شاق ويحتاج إلى مجاهدة وصبر ، وقد قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت / 69 . وعلىك أن تتدبر في فوائد غض البصر ، واجعلها حاديك في الطريق ، تسلو بها عن وساوس النفس ونزغات الشيطان ، فغض البصر امتثال لأمر الله ، قال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) النور / 30 .. وامتثال أمر الله هو غاية سعادة العبد في الدنيا والآخرة ، كما أنه طهارة القلب وزكاة النفس والعمل ، وأنه يمنع وصول أثر السهم المسموم ؛ فإن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، وإنه يعوض من غض بصره بحلاوة الإيمان في القلب ، ومن غض بصره يرزق بحصوله على الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل ، وغض البصر يخلص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق بصره دامت حسرته ، كما أنه يورث القلب سرورا وفرحا ونورا وإشراقا أعظم من اللذة الحاصلة بالنظر ، ويخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير هو أسير هواه وشهواته وأن غض البصر يقوي العقل ويزيده ويثبته، وإرسال النظر لا يحصل منه إلا خفة العقل وعدم ملاحظته للعواقب . لذا حبب غض البصر على إطلاقه ، فنسأل الله أن يعصمنا وإياكم من مضلات الفتن ، وأن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يرزقنا نعمة غض البصر ، وأن يجعلنا ممتثلين لقوله تعالى : ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) النور (30) .. فى رعايه الله
__________________
اذا اردت ان تكون عظيما فابتسم عندما ينتظر الجميع بكاؤك |
العلامات المرجعية |
|
|