#1
|
|||
|
|||
الكلوذاني وابن الكلوذاني
الكلوذاني:
أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن حسن بن حسن العراقي الكلوذاني - نسبة إلى "كلواذى" قرية ببغداد - شيخ الحنابلة، تلميذ القاضي أبي يعلى بن الفراء. * ولِد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، سمع العلم عن أبي محمد الجوهري، وأبي علي محمد بن الحسين الجازري، وأبي طالب العشاري، وجماعة، وروى كتاب (الجليس والأنيس) عن الجازري عن مؤلفه المعافى. * وكان بارعًا في التصنيف، وشهِد له الكثير بالعلم والفقه؛ قال أبو الكرم بن الشهرزوري: كان الكيا الهراسي إذا رأى أبا الخطاب الكلوذاني مقبلًا، قال: قد جاء الجبل .. قد جاء الفقه. * وقيل فيه: كان مفتيًا صالحًا، عابدًا ورعًا، حسن العشرة، له نظم رائق، وله كتاب (الهداية) المشهور في المذهب، وكتاب (الانتصار في المسائل الكبار)، وكتاب (رؤوس المسائل)، وكتاب (أصول الفقه)، وكتاب (التهذيب) في الفرائض، و(التمهيد) في أصول الفقه، وكتاب (العبادات الخمس)، و(مناسك الحج)، وقصيدة في المعتقد يقول فيها: قَالُوا أَتَزْعُمُ أنْ عَلَى العرش استوى قلتُ الصواب كذاك خُبِّر سيِّدي قَالُوا فما معنى استواه أَبِنْ لنا فأَجَبْتُهُمْ هذا سؤالُ المعتدي قال السلفي: "هو ثقة، رَضِيٌّ، من أئمة أصحاب أحمد"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة)، (19/ 349). * وقال ابن رجب الحنبلي في ترجمته: "كان حسن الأخلاق، ظريفًا، مليح النادرة، سريع الجواب، حادَّ الخاطر، وكان مع ذلك كامل الدين، غزير العقل، جميل السيرة، مرضي الفعال، محمود الطريقة، وكان فقيهًا عظيمًا كثير التحقيق، وله من التحقيق والتدقيق الحسن في مسائل الفقه وأصوله شيء كثير جدًّا، وله مسائل ينفرد بها عن الأصحاب"؛ (ذيل طبقات الحنابلة)، (1/ 274). * قال السمعاني: أنشدنا دلف بن عبدالله بن التبان بسمرقند في فتوى جاءت إلى أبي الخطاب: قلْ للإمامِ أبي الخطابِ مسألةً جاءتْ إليكَ وما إلَّا سواكَ لها ماذا عَلَى رجلٍ رامَ الصلاةَ فإذْ لاحَتْ لناظِرِهِ ذاتُ الجمالِ لَهَا؟ فكتَب في الحال: قُلْ للأديبِ الذي وافَى بمسألةٍ: سَرَّتْ فؤادِيَ لَمَّا أنْ أَصَخْتُ لَها إنَّ الذي فتَنتْه عَنْ عِبادتِه خَريدةٌ ذاتُ حُسْنٍ فانْثَنَى وَلَهَا إنْ تابَ ثُمَّ قضى عَنْه عِبادتَه فرَحمةُ الله تَغْشَى مَن عصَى ولَهَا (تاريخ الإسلام، ت. بشار)، (11/ 141). قال الخطيب البغدادي: "صار إمام وقته وشيخ عصره، يدرِّس ويُفتي"؛ (تاريخ بغداد وذيوله، ط العلمية)، (21/ 171). * وكان شعره غاية في الرقة واللطف، ومن شعره: دَعْ عنكَ تَذكارَ الخليطِ المنجدِ والشوقَ نَحْوَ الآنِساتِ الخُرَّدِ والنوحَ في أطلالِ سُعْدى إنَّما تَذكارُ سُعْدى شُغْلُ مَن لَم يَسْعَدِ واسْمَعْ مقاليَ إنْ أردْتَ تخلُّصًا يومَ الحسابِ وخُذْ بِهَدْيي تَهْتَدِ واقْصِدْ فإنيَ قدْ قَصَدْتُ مُوفَّقًا نَهْجَ ابْنِ حَنْبلٍ الإمامِ الأوْحَدِ وتوفِّي رحمه الله فِي جمادى الآخرة سنة عشر وخمسمائة، وله ثمانٍ وسبعون سنة. * ابن الكلوذاني: أبو جعفر محمد بن محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني، ابن الإمام الكلوذاني شيخ الحنابلة. وُلد سنة خمسمائة، ووجَّهه أبوه لطلب العلم وسماع الحديث على فقهاء عصره. قال أَبُو الحسن بن القطيعي: "تفقَّه على أبيه وبَرَع في الفقه". وكان مِن فقهاء الحنابلة مثل والده، وصنَّف كتابًا سماه "الفريد". توفِّي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودُفِن بجوار أبيه. محمود ثروت أبو الفضل
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|