مساجد الأوقاف تتمرد على قرار الميكرفونات.. والمفتشين يستسلمون للأمر الواقع
رغم إعلان وزارة الأوقاف لجوئها إلى سن قانون يمنع استخدام مكبرات الصوت في صلوات التراويح، وما صاحبه من خلاف مجتمعي، انتهي إلى إعلان الوزارة وضع ضوابط محددة لاستخدام المكبرات، إلا أنه ومع مرور يومين على بداية شهر رمضان، تمردت العديد من المساجد والزوايا على قرار الوزارة، ووضعت مكبرات صوت بصورة أكبر مما كانت عليه.
وفي مفارقة، لجأ السيد مسعد كبير أئمة بدرجة مدير عام بمديرية أوقاف البحيرة، إلى مناشدة وكيل الوزارة الشيخ محمد شعلان، على خلفية مكبرات الصوت التي تقتحم المسجد، وتضطره إلى إغلاق الشبابيك أثناء أداء صلاة التراويح، لافتًا إلي أن إمام مسجد سيدى عمر بدمنهور يصلى التراويح فى الميكرفون الخارجي مما يجعله يغلق الشبابيك حتى لا يوثر على المصلين، راجيًا اتخاذ اللازم تجاه الأمر.
فيما نشر علاء السعيد، منسق ائتلاف الصحب والآل عبر صفحته مقطع لأحد الزوايا وهي تتحدي القرار بإذاعة التواشيح قائلًا، الشعب المصري عنيد عند غريب، لو الميكرفون بيضايق والتواشيح، فإنه سيستمر في استعمالها بل سيزيد.
وتابع الشعب المصري عنيد بطبعه، اذا لم يناسب الشيء رغباته فإنه يفعل العكس، وما صدر من تعميم لقرار سابق من قبل القطاع الديني بالأوقاف لم يكن موفقًا في توقيته، وكان عليه أن يبادر قبل رمضان بشهور وليس بأيام قليله، كي لا يفهم من هذا التوجه أنه معني بصلاة التراويح والتواشيح الدينية التي هي مظهر رمضاني.
وأوضح السعيد في تصريحات لـ"البوابة"، أن الوزارة تركت مهامها الرئيسية في إدارة الوقف والبحث عما يتم من سرقات وسلب ونهب، إلي الأمور الدينية التي هي حق أصيل للأزهر، مشيرًا إلى أن ما يطبق على القرى يجب ألا يطبق في المدن، أغلب بلدنا قرى وتطبيق قرار عليها يجب أن يكون بعد دراسة طبيعتها، فليس هناك أماكن صغيرة وكبيرة تعود أهلها علي ذلك بل إنهم يلجئون إلى المكبرات الصوتية ويضعونها تطوعًا فوق منازلهم.
وشدد علي وزير الأوقاف أن يعي الطبيعة الجغرافية لسكان مصر، وأن يعود بوزارته إلي أصل عملها في البحث عن التركات المنهوبة، مشددًا مفتشي الأوقاف لم يعد بيديهم شيئًا، ولا يمكنهم أن يقوموا بالإبلاغ عن مسجد يقوم بأداء صلاة التراويح.
من جانبه، قال الدكتور عـلى محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: إن أغلب المساجد والزوايا يصلون في مكبرات الصوت، متجاهلين قرار الوزير باستخدام الميكرفونات الداخلية فقط؛ منعا لتداخل الأصوات، والتشويش على المرضى والطلاب، لافتًا أن المصريين لا يلتزمون بالقرارات خاصة التي لا توافق هواهم وطباعهم.
|