اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-10-2016, 06:25 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New قصيدة: رثائية الحسين رضي الله عنه

سلامٌ على مَن أغمضَ العينَ حاجِبُهْ***ولمّا تَزَلْ تَهوى الحِسانَ جوانِبُهْ
..
تُعَدُّ له الأكفانُ وهْو مولَّهٌ***بليلى، وليلى في هواها تُجانِبُهْ
..
فما انفكَّ يَتلو حبَّها ويُعيدهُ***ويَهجر فيما يُبتلى مَن يُعاتِبُهْ
..
ولو حزِنَت ألفيتَه متوجّعًا***ولو ضحِكَت فالسَّعْدُ أضحى يُداعِبُهْ
..
ولو صار مُرًّا ريقُها صار حنظلًا***لديهِ، ولو شهدًا فشهدًا مَراضِبُهْ
..
وما هو مجنونٌ، ولكنّه الهوى***يعودُ به ذو الرأي، صِفرًا تجارِبُهْ
..
يُحذِّرُ مِنهُ القومَ وهْو أسيرُهُ***ويَمنع عنهم كأسَهُ، وهْو شارِبُهْ
..
ويَحجُبهم عن بَحرِهِ وهْو مُبحِرٌ***ويدفعهُ موجٌ فما اهتزّ قارِبُهْ
..
متى كَلِفت روحٌ بروحٍ وأُغرِمتْ***فقد غرِمَت ما لا يُنالُ مَطالِبُهْ
..
*وما عجَبٌ هذا، ولكنّهُ الذي***سرى فيه إذ لاحت، ولاحت رغائِبُهْ
..
فما هو إلا مدبِرٌ عن عيونها***كما يُدْبِر الفَرّارُ عمّن يُحارِبُهْ
..
وكم مدبرٍ والشوقُ مِلءُ فؤادِهِ***وحيث يولّي وجهَهُ فهْو صاحِبُهْ
..
ولو أنها خلَّته إذ غاب لم يزل***رهينَ غيابٍ لا يُؤمَّل آيِبُهْ
..
ولكنها في حِلِّه ورحيلِهِ***ومنذ متى والشّوقُ يُفلِح تائِبُهْ
..
ودهركَ مملوءٌ بكلِّ عجيبةٍ***ولا تنقضي مهما رأيتَ عجائِبُهْ
..
فحسبكَ مِن دهرٍ يُعَزُّ ذليلُهُ***وحسبكَ مِن دهرٍ يُصَدَّقُ كاذِبُهْ
..
وذو العزِّ مهما طاول البُهْمُ قدرَهُ***عزيزٌ ، ويُرمَى بالنقائصِ عائِبُهْ
..
وما الرأسُ إلا الرأسُ حتى ولو غدا***على صفَحات السيفِ، والسيفُ ضارِبُهْ
..
يموتُ الفتى حيًّا إذا مات ذِكْرُهُ***ويَحيا إذا دوّى المسامعَ نادِبُهْ
..
تَدَرّع جُبْنًا طُغْمةٌ بسيوفهمْ***ولولا كِذَابٌ لم يَنَلْهُ مُحارِبُهْ
..
فما كان إلا ما غدا الكونُ باكيًا***عليه ، ولم يَنضب مدى الدهر ساكِبُهْ
..
وذو السُّمِّ يومًا سوف يَردى بسُمِّهِ***ومن صنَعَ المعروفَ تَجْمُلْ عواقِبُهْ
..
أيُغدَرُ بالإحسان، والحِلمِ، والنّدى***ويُقتَل مَن جلَّت جَلالًا مناقِبُهْ
..
وليس يُرام الغِرُّ بالسوء نحرُهُ***وأمّا سليلُ المجد تُرمَى ترائِبُهْ
..
ومن هو مِثلُ السِّبط مجدًا، فقد علا***بأنسابه حتى يُحال مُقارِبُهْ
..
حفيدُ ابنِ عبدالله، مَن عزَّ جاهُهُ***ومَن عزَّ بالمختار عزَّت مراتِبُهْ
..
على يده يجري النّوالُ كأنّما***هو الغيثُ ، سحّاءً علينا سحائِبُهْ
..
وما المسكُ إلا نقطةٌ من دمائهِ***وما دمُهُ إلا أخو الذلِّ ناهِبُهْ
..
وألْينُ مِن مَسِّ الحرير أكفُّهُ***وهُنَّ إذا اشتدَّ الوطيسُ كتائِبُهْ
..
*وأَثبَتُ مِن شُمِّ الجبالِ فؤادُهُ***فكيف يكونُ الجَدُّ كانت أقارِبُهْ
..
أخو المُلك، لكنْ ليس لِلمُلك همُّهُ***وكم راغبٍ مُلْكًا، وما المُلْكُ راغِبُهْ
..
ومن كان همُّ الدِّين مالكَ أَمْرِهِ***يهون لديه المُلكُ مهما يُجاذِبُهْ
..
ولا زال سعدٌ في السقيفةِ قائمًا***وسارت له مِن كلِّ صوبٍ مواكِبُهْ
..
فسارع خيرُ النّاس بعد محمدٍ***إليهم - يَرى ما لا يرون - ونائِبُهْ
..
وما هو إلا أن تكلَّمَ، فانثنى***يُصدِّقُهُ سعدٌ وليس يُغالِبُهْ
..
رجالٌ، وما الدنيا لديهم بمأرَبٍ***وشانئُهم رُدَّت عليه مآرِبُهْ
..
فماتت، وكادت أن تُؤجَّج فتنةٌ***يَعود بها الماضي ويَقْرُب عازِبُهْ
..
متى اختلَفت أُسْدٌ فللذِّئب صولةٌ***فيَهلِكَ في دَور الزمان نجائِبُهْ
..
ولولا اجتماعُ الماء ما كان أبحرٌ***ولولا دويُّ الرَّعد ما كان راهِبُهْ
..
وما رحمةٌ إلا التي في يمينِها***نِعالٌ على مَن سيّرتهُ عقارِبُهْ
..
فعاد بها الباغي يَجرُّ ذيولَهُ***وفي كفِّ من أرداه عادت سلائِبُهْ
..
ألا رحمةُ الرحمن تترى على الذي***يَذِلُّ على مرِّ الزمان مُغاضِبُهْ
..
ففي قبره الفاروقُ، والقومُ لم يزل***يُعيِّرهم في حاضر اليوم غائِبُهْ
..
إذا أمِن الباغي طغى طول دهرِهِ***ويَطلُبُ سِلْمًا لو رأى مَن يُعاقِبُهْ
..
وأجبَنُ ما تلقاه في الناس غادرٌ***وأشجَعُ من تلقاه في الناس غالِبُهْ
..
ينوح على آلِ النبيِّ، وسيفُهُ***عليهمْ، ويَرثي صرحَهمْ وهْو ناقِبُهْ
..
وحيدرةٌ ليس الذليلَ فيَتَّقِي***عدوًّا ، ولو جيشًا تَصَاعَدَ لاهِبُهْ
..
ولولا الرِّضى أنّ الخليفةَ غيرُهُ***لمَا عادَ إلّا بالخِلافةِ قاضِبُهْ
..
فعَفَّ كما عفُّوا عن الأمر قبْلَهُ***فما كان مغصوبٌا، وما كان غاصِبُهْ
..
*تشابهَت الأيّامُ، حتى كأنّما***نُشاهِد فينا يومَهُ ونُراقِبُهْ
..
غداةَ وفَى عهدُ الحسين، ولم يزل***وفيًّا، وخلّى عهدَهُ من يُكاتِبُهْ
..
فلِلكون في إقدامِهِ وفرارِهمْ***مُصابٌ تلاشت في مَداهُ مصائِبُهْ
..
يَردّونهُ عن موتِه، وهْو مقبِلٌ***وأكفانُهُ في كربلاءَ تُخاطِبُهْ
..
إذا ما عظيمُ النَّفْسِ أَبصر موتَهُ***تصيَّدهُ ، والحُرُّ تترى نوائِبُهْ
..
فيا لَثمةً مِن جَدِّهِ ضاع رَسْمُها***ويا نَضرةً ، والوجهُ يكسوهُ شاحِبُهْ
..
ويا كُربةً، والنُّور يُجتَثُّ رأسُهُ***وتُرمى بسُمْرٍ في النُّحور كواكِبُهْ
..
عفا رسْمُ أرضٍ بلّل الكونُ خدَّها***عشيّة أضحت في ثراها مناكِبُهْ
..
وكانت به الحوراءَ ليلةَ سَعْدِها***فأثكلَها أنْ قصّب الجِسمَ قاصِبُهْ
..
فضمّتهُ لكنْ بعدما رُضَّ عظمُهُ***وزفَّتْهُ لكنْ والدّماءُ سبائِبُهْ
..
*فواثُكْلَ قلبٍ بَعدَه ذَلَّ عِزُّهُ***ويا ذُلَّ عِزٍّ بَعدَه ذَلَّ سالِبُهْ
..
وواثُكْلَ رُوحٍ لم تذُق بَعدَه الهنا***ويا تَعْسَ قلبٍ بَعدَه سال ناضِبُهْ
..
كأنّ زمانًا ما تبسَّم ثغرُهُ***ولا عُرفت في العالمين أطايِبُهْ
..
بَرِئنا من الباغي، وغَدرٍ، وغادرٍ***ومَن ناصبَ الآلَ العِداءَ نُناصِبُهْ
..
رمانا بداءٍ، ثم ولَّى، وداؤهُ***خليقٌ بهِ، والكلُّ تُدرى مشارِبُهْ
..
فلا تَبكِهِ إلا بوجهٍ مخضَّبٍ***وقلبٍ، حسامُ المشرفيّاتِ صائِبُهْ
..
ولا تَبكِهِ إلا بكيتَ أئمةً***أَجَلَّ، ومن لم يَبكهم فهْو ثالِبُهْ
..
وما هُوَ إلا هُمْ، فكيف رثيتَهُ***رثيتَ الألى هْمْ عينُهُ وحبائِبُهْ
..
عليكَ أبا حفصٍ توجُّعُ مَشرِقٍ***مِن الكون، ناحت مِن صداهُ مغارِبُهْ
..
رماكَ مجوسيٌّ من الظَّهر خِفْيةً***فوجهُكَ لا يلقاهُ بالوجهِ هائِبُهْ
..
*وسيفُكَ لو رام الجيوشَ لمَا غَدَتْ***سوى حطَبٍ ألقاهُ في النّار حاطِبُهْ
..
وهل قدَّر القرآنَ مَن هان قدْرُهُ***لديه، ويَسعى أن يُقتَّل كاتِبُهْ
..
لكل مصابٍ سَلوةٌ، ومصابُهُ***ينادي سُلوًّا، والنّواحُ يُجاوِبُهْ
..
فأصبح ذو النُّورين، والأرضُ بَعدَهُ***تَلاطُمُ موجٍ لا تَقَرُّ مَراكِبُهْ
..
عَلا، والنجومُ الزُّهر لؤلؤُ تاجِهِ***أبو السِّبط ، فاسودَّت وقد صاح ناعِبُهْ
..
فدع عنعناتٍ لستَ فيها بذي الحِجى***ولا تعدُ قدْرًا، شابهتكَ ثعالِبُهْ
..
يُكفكِف دمعَ العين، والقلبُ مُجدِبٌ***وهل ببكاءِ الذِّئب تَخفى ضرائِبُهْ
..
فلو خفِيَت عن ناظريك طباعُهُ***لمَا خفِيَت أنيابُهُ ومخالِبُهْ
..
وكم من جميلِ اللفظ قُبِّح لفظُهُ***وكم من ذكيٍّ قبّحته مواهِبُهْ
..
وذو العقل لا يَشقى بعقلٍ، وإنّما***بعقلٍ غداةَ المَخْض يُهلِك رائِبُهْ
..
*تَحدَّر مِمّن أَلقَم الغدرَ ثديَهُ***وما شائناتُ النَّفْس إلا ربائِبُهْ
..
ولستُ بمن يَرثي ويَمدحُ شِعرَهُ***لتحيا على موت الحسين مآدِبُهْ
..
يَنوح على المقتول في كل مأتمٍ***وما قتَلَ المَبكيَّ إلا مَضارِبُهْ
..
خطوبٌ تصدُّ المرء عن كل مِدحة***وما ثاكِلٌ كالمستعار مثاعِبُهْ
..
لعمرُكَ ما أزرى به كلُّ صائرٍ***فليس بِمُزْريه الذي هو طالِبُهْ
..
ومَن جلّ جلّت في الحياة طِلابُهُ***ومَن ساد فالهيجاءُ فيها مَلاعِبُهْ
..
وكم هاربٍ مِن موته وهْو جالبٌ***له، غيرَ أنّ الحُرَّ للموت جالِبُهْ
..
وُقوفًا على حُزنٍ تقادمَ عهدُهُ***وحُزْنًا على عهدٍ تجدّد ذاهِبُهْ
..
ودمعًا على سِبطٍ روى الدّهرََ وِردُهُ***فأورده وِردًا، قِراهُ حواصِبُهْ
..
كأنْ لم يَنَلْ من كفِّه وصلَ واصِلٍ***كأنْ لم يَعُدْ بالفضل والجود ساغِبُهْ
..
هو الشمس حتى لو علَتها غمامةٌ***وبدرُ البدور الزُّهْرَ والغيمُ حاجِبُهْ
..
رُزِئْنا به فقدًا، وكُفَّت بفقدِهِ***عيونُ الضحى، والليلُ شابت ذوائِبُهْ
..
فدَمْعًا، وحُزنًا، يُلهِب القلبَ والحشا***وكلٌّ له في المُبكِياتِ مذاهِبُهْ

أبو عمر عبدالعليم محمود
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:58 PM.