|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#34
|
||||
|
||||
(19) مَحَاسِنُ المَوَاعِظِ - قَالَ اللهُ تَعَالَى: {ادْعُ إِلَى سَبيلِ رَبِّكَ بالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ}. سورة النحل: 125. - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا". رواه البخاري ومسلم (يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ): يَتَعَهَّدنَا مُرَاعِيًّا أَوْقَات نَشَاطِنَا ولاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ دَائِمًا. (كَرَاهَةَ السَّآمَةِ): لاَ يُحِبُّ أَنْ يُصِيبَنَا المَلَلِ. -- قال الجاحظ: - قال الأَصْمَعِيُّ: "حَجَجتُ، فنزلتُ ضرية، فإذا أعرابي قد كَوَّر عمامته على رأسه، وقد تَنَكَّب قَوْساً؛ فصعد المِنْبَر، فحَمَد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إنما الدنيا دار مَمَر، والآخرة دار مَقَرّ؛ فخُذُوا مِن مَمَرِّكم لمَقَرِّكم، ولا تَهتِكوا أَسْتَاركم عند مَن يعلم أسراركم ... أمَّا بعدُ، فإنه لن يستقبل أحدٌ يوماً من عُمره إلا بفراق آخر من أجله؛ فاستعجلوا لأنفسكم لما تُقدمون عليه، لا لما تطعنون عنه؛ وراقبوا مَن ترجعون إليه، فإنَّه لا قويّ أقوى مِن خالق ولا ضعيف أضعف مِن مخلوق، ولا مَهْرَب مِن الله إلا إليه؛ وكيف يهرب مَن يتقلَّب بيني يدي طالبه". - وقال بعض الأعراب: "إنَّ الموت ليقتحم على بني آدم كاقتحام الشَّيب على الشَّباب؛ ومَن عرف الدنيا لم يفرح بها فهو خائف، ولم يحزن فيها على بَلوى؛ ولا طالب أَغْشَم مِن الموت، ومَن عطف عليه الليل والنهار أَردياه، ومَن وُكِّل به الموت أَفْنَاه". - وقال أعرابي: "كيف يُفْرَح بمَمَرّ تَنْقُصه الساعات، وبسلامة بَدَن مُعَرَّض للآفات؟! لقد عجبتُ مِن المَرء يَفِرُّ مِن الموت، وهو سبيله، ولا أرى أحدًا إلاَّ استدركه الموتُ". - وحَضَرت الوَفَاةُ رجلاً من حُكَماء فارس فقيل له: "كيف حالك؟!" قال: "كيف يكون حال مَن يُريد سَفَراً بعيداً بغير زَاد، ويَقْدُم على مَلِك عَادِل بغير حُجَّة، ويَسْكُن قَبراً مُوحِشاً بغير أَنِيس؟!" *********
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|