#11
|
||||
|
||||
(59 /53) حَـوَادِث عَام 9 هـ أ. غزوة تبوك: وسبب الغزوة: فقد تناهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الرُّوم جمعت جُموعها الهائلة بالشام لغزو المدينة، والقضاء على الإسلام والمسلمين ... فأَمَر الناسَ بالتَّجهُّز للخروج، وسُمِّي ذلك الجيش بــ "جَيْش العُسْرَة" لجَدب الأرض وشِدَّة الحَرِّ، حتى إن المنافقين أعلنوا نفاقهم وتخلَّفوا عن رَكْب الجيش، وأنفق المسلمون بسخاء على هذا الجيش، فجهَّز عُثْمان بن عَفَّان رضي الله عنه نصف الجيش لوحده، وتصدَّق أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه بكل ماله، وتصدَّق عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه بنصف ماله، وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم لصنيعهم هذا وسُرّ به ... ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تَبُوك، وكان تعداد الجيش ثلاثين، وقيل أربعين وقيل سبعين ألف مقاتـل؛ ولم يجد أثراً للروم، فقد ارتاعوا وتقهقروا إلى داخل بلادهم مدافعين ... وعَسْكَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بجيشه عند تبوك حيث أرهب الأعداء، ثم آتاه أهل أَيْلَة وجَرْبَا وأَذْرُح وأعطوه الجِزية، وعاد للمدينة بعد بضع عشرة ليلة، وكانت آخر غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه. ب. خَبَر المُتَخَلِّفِين عَن غَزْوَة تَبُوك: في غزوة تبوك كانت قصة تخلُّف كَعْب بن مَالِك ومُرَارَة بن الرَّبِيع وهِلاَل بن أُمَيَّة، وهم مِمَن شَهِدوا بَدراً؛ رضي اللهُ عنهم ... ولم يكن لهم عُذْر في التَّخَلُّف، فقاطعهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون شَهْرًا حتى أنزل اللهُ تعالى فيهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ. وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (سورة التوبة، الآيتان: 117، 118) ج. عَامُ الوُفُود: أنزل اللهُ عَزَّ وجَلّ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. (سورة النصر)؛ بعد إسلام قريش -وهي سيدة القبائل- أسلمت كل قبائل الجزيرة، فأرسلت وُفُودها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامها وسُمِّي ذلك العام بـــ "عَام الوُفُود" ... وهكذا عَمَّت الدَّعوة الإسلامية شبه الجزيرة العربية، وسُرَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن رأى زرعه يُثمِر، ودين الله يَنتشِر على يديه. د. حَجَّة 9 هــ: بَعَث النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْر الصِّدِّيق أَمِيراً على الحج في هذا العام، ونزلت سورة "التَّوْبَة" في نَقْض ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمُشْرِكين مِن عُهُود، فأَعلن أنه لا يَحُجَّ بعد العام مُشْرِك، ومَن له عند رسول الله عَهْد فهو إلى مُدَّتِه.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|