اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-09-2016, 12:26 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New الْيَمَنُ الْسَّعِيدُ يَمَنُ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ واليَمَنِيُّونَ أَهلُ السَّمْعِ وَالطَّا

الْيَمَنُ الْسَّعِيدُ
يَمَنُ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ
واليَمَنِيُّونَ أَهلُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ

إنَّ الحمدَ لله، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه.
*
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾. (آل عمران:102)
*
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾. (النساء:1).
*
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾. (الأحزاب:70، 71).
*
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
*
أي والله كل ضلالة في النار.
*
إخواني في دين الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الْيَمَنُ الْسَّعِيدُ، يَمَنُ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، واليَمَنِيُّونَ أَهلُ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ.
*
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى أرض اليمن في كتابه، ممتنا على أهلها بالنعم الوفيرة، والآلاء العظيمة الجسيمة، فقال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾. (سبأ: 15)، وقال سبحانه: ﴿ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾. (الدخان: 37).
*
وفي صحيح البخاري: [﴿ تُبَّعٍ ﴾: ملوكُ اليمنِ، كلُّ واحدٍ منهُم يسمَّى تُبَّعاً؛ لأنه يَتْبَعُ صاحِبَهُ،..]، وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ تُبَّعٌ - أي ملك اليمن - أَوَّلَ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ - أي الكعبة - كِسْوَةً كَامِلَةً، - أي بالديباج والحرير - ... وَجَعَلَ لَهَا بَابًا يُغْلَقُ، وَلَمْ يَكُنْ يُغْلَقُ قَبْلَ ذَلِكَ،... أخبار مكة للأزرقي (1/ 134).
*
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ"، أحمد (37/ 519) ح (22880)، انظر الصحيحة (5/ 548) ح (2423).
*
وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: (كَانَ تُبَّعٌ رَجُلًا صَالِحًا، أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ؟)، المستدرك للحاكم (2/ 488) رقم (3681) وقال: [هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ] ووافقه الذهبي.
*
وفي عهد سليمان عليه السلام، ملكت اليمن امرأةٌ يمنية هي بلقيس، وأتي الهدهدُ إلى سليمان من اليمن - إلى الأقصى - يخبره؛ ﴿ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾. (النمل: 22)، وفي نهاية القصة جاءت هي وقومُها أهل اليمن مستسلمين مسلمين، و﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. (النمل: 44)، هكذا أهل اليمن إذا عرفوا الحق رجعوا إليه.
*
إنهم من السابقين للإسلام، أهلُ اليمن أهل دينٍ وإيمان، فقبل الإسلام كانوا أهل كتاب يهودا أو نصارى، فلما جاء الإسلام دخلوا في دين الله أفواجا، طواعية دون إكراه أو طمع في دنيا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ: "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً" - أي زكاة -، "تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ"، - أي لا تظلمهم -، "وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ". البخاري (4347)، مسلم (19).
*
لذا دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لليمن وأهلها كما دعا للشام وأهلها بالبركة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا"، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَفِي نَجْدِنَا؟) - يريدون أن يدعوَ النبي صلى الله عليه وسلم للعراق - قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا"، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَفِي نَجْدِنَا؟) فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: "هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ"، البخاري (7094).
*
أهل اليمن رجال؛ اليمنيون رجال أقوياء أشداء - حكماء -، ويُرجِعون الأمور إلى أوليائهم ومسئوليهم، وهذا ما قاله أجدادهم لملكتهم بلقيس في ذلك: ﴿ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴾ (النمل: 33).
*
وثبت عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ مرفوعا - إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال-: "خيرُ الرِّجالِ رِجالُ أهْلِ اليمنِ، والإيمانُ يمانٍ...". في حديث طويل رواه أحمد (32/ 190) ح (19446). الصحيحة (7/ 341) ح (3127).
*
ومن رجال اليمن أبو عمرو جرير بن عبد الله الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه، الذي قال: (لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي)، - أي حقيبة السفر - (ثُمَّ لَبِسْتُ حُلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ)، - أي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم - (فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ) - أي كلهم ينظرون إليّ مرة واحدة - قَالَ: فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟) قَالَ: (نَعَمْ! ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ)، فَقَالَ: "إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ"، - وفي رواية: أَوْ "مِنْ هَذَا الْبَابِ - مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، أَلَا وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ"، قَالَ جَرِيرٌ: (فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ). مسند أحمد (31/ 555) ح (19227)، الصحيحة (7/ 586) ح (3193) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (250).
*
"مَسحةُ ملَك": [أي أثَرٌ من الجَمالِ؛ - والعرب يصفون الشخص بالغ الجمال بأنه ملك، ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ [يوسف: 31]،- لأنهم أبداً يصِفُونَ الملائكَةَ بالجَمالِ]. النهاية في غريب الأثر (مادة ملك).
*
[وعن عمر رضي الله عنه قال: (إنه يوسف هذِه الأمة)]. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (20/ 435).
*
أهل اليمن؛ لم يستجيبوا أوَّلاً لخالد بن الوليد، - رضي الله تعالى عنه - لكن استجابوا لعليٍّ رضي الله تعالى عنهما وسارعوا إلى الإسلام، فقد بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْفُلَ خَالِدٌ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ؛ إِلَّا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَ خَالِدٍ أَحَبَّ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلْيُعَقِّبْ مَعَهُ، قَالَ الْبَرَاءُ: فَكُنْتُ مِمَّنْ عَقَّبَ مَعَهُ، - أي تأخر مع علي - فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْقَوْمِ خَرَجُوا إِلَيْنَا، فَصَلَّى بِنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَصَفَّنَا صَفًّا وَاحِدًا، ثُمَّ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَتْ هَمْدَانُ جَمِيعًا، فَكَتَبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ خَرَّ سَاجِدًا، - وهذه سجدة الشكر - ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ، السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ"، - ويقصد بهم أهل اليمن - السنن الكبرى للبيهقي (2/ 517) ح (3932) وقال: أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ صَدْرَ هَذَا الْحَدِيثِ،... وَسُجُودُ الشُّكْرِ فِي تَمَامِ الْحَدِيثِ، صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِ. إرواء الغليل (2/ 229) البيهقي (2/369).
*
وزاد في (مسند الروياني) (1/ 219): (فَتَتَابَعَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَلَى الِإِسْلَامِ).
*
واستجابوا لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - في أداء الزكاة، واستجاب أهلُ الكتاب اليمنيون إلى دفع الجزية، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: "لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً"، - أي عِجلا أو عِجلة - "وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ" - أي بقرة - "مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ" - من أهل الكتاب يدفع الجزية - "دِينَارًا، أَوْ عِدْلَهُ مَعَافِرَ". سنن النسائي ح (2452)، إرواء الغليل (3/ 269).
*
قال ابن الأثير عن المعافر: [هي بُرُود باليمن، منسوبة إلى معافر، وهي قبيلة باليمن، والميم زائدة انتهى].
*
واستجابوا لكِتَاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم في زكاة الزروع والثمار، فقد كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ؛ إِلَى - ملكهم في ذلك الزمان - الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ مَعَافِرَ وَهَمْدَانَ: "إِنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ صَدَقَةَ الثِّمَارِ" - أو "العقار - عُشْرُ مَا سَقَى الْعَيْنُ وَسَقَتِ السَّمَاءُ، وَعَلَى مَا سَقَى الْغَرْبُ نِصْفُ الْعُشْرِ"، سنن الدارقطني (3/ 44) ح (2036) إرواء الغليل في (3/ 273)، أخرجه ابن أبى شيبة (4/22) {و} الدار قطني والبيهقي بسند صحيح، - يعلمهم إخراج الزكاة - .
*
وفي الحج جعل لهم ميقاتًا فقال: "ولأهل اليمن يلملم".
*
وامرأة يمنية ترى سعيَ النبي صلى الله عليه وسلم فترويه كما رأته، وهي حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تَجْرَاةَ؛... قَالَتْ: (لَمَّا سَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ دَخَلْنَا فِي دَارِ آلِ أَبِي حُسَيْنٍ، فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَهُوَ يقول: "اسعوا! فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ"، حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهُ يُدِيرُهُ مِنْ شَدَّةِ السَّعْيِ)، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (2/ 100).
*
وحج النبي صلى الله عليه وسلم قارنا - قرن العمرة مع الحج - و"أَهْدَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةَ بَدَنَةٍ،..."، البخاري (1718) فقد (... سَاقَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً، وَجَاءَ عَلِيٌّ بِتَمَامِهَا مِنَ الْيَمَنِ،...). حجة الوداع لابن حزم (ص: 407)، ح (467).
*
يمنيٌّ توَّاقٌ للهجرة والجهاد في سبيل الله، يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى أبويه فيبرها، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: "هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ؟"، قَالَ: (أَبَوَايَ)، قَالَ: "أَذِنَا لَكَ؟" - سمحا لك - قَالَ: (لَا!) قَالَ: "ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا". سنن أبي داود (2530) أحمد (11739)، صَحِيح الْجَامِع (892)، وصَحِيح التَّرْغِيبِ (2482)، والإرواء (5/ 21) تحت حديث: (1199).
*
اليمنيُّ إذا ذُكِّر بالله اتَّعظ، وإذا خوِّف بالله خاف ورجع، فقد ثبت أَنَّ رَجُلا مِنْ كِنْدَةَ وَرَجُلا مِنْ حَضْرَمَوْتَ، اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ بِالْيَمَنِ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرْضِي اغْتَصَبَهَا هَذَا وَأَبُوهُ)، فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرْضِي وَرِثْتُهَا مِنْ أَبِي)، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! اسْتَحْلِفْهُ أَنَّهُ مَا يَعْلَمُ أَنَّهَا أَرْضِي وَأَرْضُ وَالِدِي، اغْتَصَبَهَا أَبُوهُ)، فَتَهَيَّأَ الْكِنْدِيُّ لِلْيَمِينِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَا يَقْتَطِعُ عَبْدٌ أَوْ رَجُلٌ بِيَمِينِهِ مَالاً؛ إِلا لَقِيَ اللَّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَمُ"، فَقَالَ الْكِنْدِيُّ: (هِيَ أَرْضُهُ وَأَرْضُ وَالِده)، إِسْنَاده حسن. الأحاديث المختارة للضياء المقدسي (4/ 302) ح (1485)، (سنن أبي داود ح (3244) وانظر الإرواء (8/ 262- 263).
*
حتى المرأة اليمنيَّة تسارع في السمع والطاعة، وتتبرع بما معها من مال خوفا من النار، فعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتٌ لَهَا، فِي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ - أي أُسورتان - غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "أَتُؤَدِّينَ زَكَاةَ هَذَا؟" قَالَتْ: (لَا!) قَالَ: "أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟!" قَالَ: فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: (هُمَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، النسائي (2479) واللفظ له وأبو داود (1563)، والترمذي (640) إرواء الغليل (3/ 296).
*
يهود اليمن ونصاراهم يدفعون الجزية دينارا واحدا، بينما أهل الكتاب في الشام يدفعون أكثر من ذلك، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: "كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ؛ - لأن السلطة كانت للمسلمين، وعامة الشعب كان يهودا أو نصارى، ومن شاء أن يسلم دون إكراه - فكتب إليهم: "إِنَّهُ مَنْ كَانَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ فَإِنَّهُ لَا يُفْتَنُ عَنْهَا"، - لا يغيّر، ولا يرغم على الإسلام - "وَعَلَيْهِ الْجِزْيَةُ، عَلَى كُلِّ حَالِمٍ": - أي بالغٍ - ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، عَبْدٍ أَوِ أَمَةٍ، دِينَارٌ وَافٍ أَوْ قِيمَتُهُ مِنَ الْمَعَافِرِ" - أي الثياب -، "فَمَنْ أَدَّى ذَلِكَ إِلَى رُسُلِي؛ فَإِنَّهُ لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، وَمَنْ مَنَعَهُ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ".
*
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (فَقَدْ قَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِزْيَةَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَهُمْ عَرَبٌ، إِذْ كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ، وَقَبِلَهَا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ، وَهُمْ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ). الأموال للقاسم بن سلام (ص: 35) رقم (66)، انظر الإرواء (5/ 97).
*
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: (مَا شَأْنُ أَهْلِ الشَّامِ) - أي أهل الكتاب - (عَلَيْهِمْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ عَلَيْهِمْ دِينَارٌ؟!) قَالَ: (جُعِلَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الْيَسَارِ). ذكره البخاري.
*
إنهم رجال من أهل اليمن، شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو مسلم الْخَوْلَانِيِّ الذي قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: (وَاللَّهِ! إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِغَيْرِ دُنْيَا أَرْجُو أَنْ أُصِيبَهَا مِنْكَ، وَلَا قَرَابَةَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ)، قَالَ: (فَلِأَيِّ شَيْءٍ؟) - لا لدنيا ولا لقرابة، فلماذا تحبني؟ - قُلْتُ: (لِلَّهِ)، قَالَ: فَجَذَبَ حُبْوَتِي، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمِ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ". ثُمَّ قَالَ: (فَخَرَجْتُ) - وهو أبو مسلم - (فَأَتَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ مُعَاذٍ)، فقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "حُقَّت مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فيَّ، وحُقَّت مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَنَاصِحِينَ فيَّ، وحُقَّت مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَزَاوِرِينَ فيَّ، وحُقَّت مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فيَّ، وَهُمْ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ والصديقون بمكانهم". التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (2/ 57) ح (576) التعليق الرغيب (4/ 47).
*
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ - ابن حبان -: أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ؛ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ، يَمَانِيٌّ تَابِعِيٌّ مِنْ أَفَاضِلِهِمْ وَأَخْيَارِهِمْ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ الْعَنْسِيُّ - الكذاب المتنبئ، عندما حدثت فتنة العنسي في اليمن أنه نبي الله، فادعى النبوة، وفتن الناس فقال لأبي مسلم -: (أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟) قَالَ: (لَا) قَالَ: (أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟) قَالَ: (نَعَمْ!) فَأَمَرَ - العنسي الكذاب - بِنَارٍ عَظِيمَةٍ فَأُجِّجَتْ، وَخَوَّفَهُ أَنْ يَقْذِفَهُ فِيهَا إِنْ لَمْ يُوَاتِهِ عَلَى مُرَادِهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَذَفَهُ فِيهَا فَلَمْ تضُرَّهُ، - لم يحترق - فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ وَأَمَرَ بِإخْرَاجِهِ مِنَ الْيَمَنِ، فَأُخْرِجَ فَقَصَدَ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَسَأَلَهُ: (مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ؟) فَأَخْبَرَهُ فقَالَ - عمر - لَهُ: (مَا فَعَلَ الْفَتَى الَّذِي أُحْرِقَ؟) فقَالَ: (لَمْ يَحْتَرِقْ)، فَتَفَرَّسَ فِيهِ عمر أنه هو، فقال: (أقسمت عليه بِاللَّهِ أَنْتَ أَبُو مُسْلِمٍ؟!) قَالَ: (نَعَمْ!) فَأَخَذَ بِيَدِهِ عُمَرُ حَتَّى ذَهَبَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فسُرَّا بِذَلِكَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أرَانَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ أُحْرِقَ فَلَمْ يَحْتَرِقْ، مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
*
وَقِيلَ: إِنَّهُ - لأبي مسلم الخولاني - كَانَ لَهُ امْرَأَةٌ صَبِيحَةُ الْوَجْهِ، فَأَفْسَدَتْهَا عَلَيْهِ جَارَةٌ لَهُ، فَدَعَا عَلَيْهَا، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ أعْمِ مَنْ أَفْسَدَ عَلَيَّ امْرَأَتِي)، فَبَيْنَمَا الْمَرْأَةُ - التي دعي عليها - تَتَعَشَّى مَعَ زَوْجِهَا؛ إِذْ قَالَتِ: (انْطَفَأَ السِّرَاجُ؟) قَالَ زَوْجُهَا: (لَا!) فَقَالَتْ: (فَقَدْ عميتُ، لَا أُبْصِرُ شَيْئًا)، فَأُخْبِرَتْ بِدَعْوَةِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَيْهَا، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: (أَنَا قَدْ فَعَلْتُ بِامْرَأَتِكَ ذَلِكَ، وَأَنَا قَدْ غَرَّرْتُهَا، وَقَدْ تُبْتُ، فَادْعُ اللَّهَ يَرُدُّ بَصَرِي إِلَيَّ)، فَدَعَا اللَّهَ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ رُدَّ بَصَرَهَا)، فَرَدَّهُ إِلَيْهَا.
*
ومنهم أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ القرني من رجال اليمن، كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه... قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ" - أي قبيلة مراد -، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ"، - فأمره عمر أن يستغفر له فقال - (فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ،...) أهـ مسلم (2542).
*
ومنهم هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، - وهو يمنيٌّ - قَالَ: (قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَرَأَيْتُ حَلْقَةً عِنْدَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ لِي: أَبُو هُرَيْرَةَ).
*
قَالَ: فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ لِي: (مِمَّنْ أَنْتَ؟) قُلْتُ: (مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ).
*
فَقَالَ: سَمِعْتُ حِبِّي - أي حبيبي رسول الله -، أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، وَالْجَفَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ، أَصْحَابِ الْوَبَرِ"، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، مسند أحمد مخرجا (12/ 473) ح (7505).
*
وفي رواية: "أَهْلُ الْيَمَنِ أَرَقُّ قُلُوبًا، وَأَلْيَنُ أَفْئِدَةً، وَأَنْجَعُ طَاعَةً"، الصحيحة (4/ 377) ح (1775).
*
اليمنيون أول من جاء - للمسلمين - بالمصافحة، انظر الأدب المفرد (967)، الصحيحة (2/ 61) ح (527).
*
أهل اليمن يبحثون عن العلم ويحرصون عليه؛ عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: (ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمْنَا السُّنَّةَ وَالْإِسْلَامَ)، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ - بن الجراح رضي الله عنه - فَقَالَ: "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ"، مسلم (2419).
*
ومنهم من يطلب أن يُكتب له خطبة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه حريص على العلم، [لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ؛ - فخطب - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، فَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى شَوْكُهَا"، - الشوك الذي يخرج في الخلاء لا يقطع - "وَلاَ تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ"، فَقَالَ العَبَّاسُ: (إِلَّا الإِذْخِرَ)، - نوع من الشجر له رائحة - (فَإِنَّا نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِلَّا الإِذْخِرَ"، فَقَامَ أَبُو شَاهٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ - فَقَالَ: (اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ!) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ"، قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: (مَا قَوْلُهُ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟) قَالَ: (هَذِهِ الخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). البخاري (2434)، مسلم (1355).
*
اليمن لا تخلو من الأشربة المسكرة منذ القدم، كبقية البلدان، عن أَبِي مُوسَى الأشعري، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ بِهَا أَشْرِبَةً؛ فَمَا أَشْرَبُ، وَمَا أَدَعُ؟) قَالَ: "وَمَا هِيَ؟" قُلْتُ: (الْبِتْعُ، وَالْمِزْرُ)، قَالَ: "وَمَا الْبِتْعُ، وَالْمِزْرُ؟" قُلْتُ: (أَمَّا الْبِتْعُ؛ فَنَبِيذُ الْعَسَلِ)، - خمر يتخذ من العسل - (وَأَمَّا الْمِزْرُ؛ فَنَبِيذُ الذُّرَةِ)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَشْرَبْ مُسْكِرًا، فَإِنِّي حَرَّمْتُ كُلَّ مُسْكِرٍ"، سنن النسائي (5603)، انظر الصحيحة (5/ 549) ح (2424).
*
واليوم ابتُلِيَ كثيرُ منهم - إلا ما رحم الله تعالى - بما يسمى بالقات، كما ابتُلي أهلُ البلاد الأخرى بالدخان والأرجيلة والشيشة، والأدهى من ذلك؛ الخمر والأفيون والحشيشة، والمخدرات والترومال، ونسأل الله الكبير المتعال سبحانه أن يجنبنا وإياهم ذلك كله.
*
واعلموا عباد الله! أنه أوّل ما [افتتحت اليمن في أيام النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفي أيام أبي بكر، وافتتحت الشام بعدها، والعراق بعدها،..]، قاله ابن عبد البر.
*
ويبقى أهل اليمن خيارُ أهلِ الأرض عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ إِذْ قَالَ: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ كَأَنَّهُمُ السَّحَابُ، هُمْ خِيَارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: (وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!) فَسَكَتَ. قَالَ: (وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!) فَسَكَتَ، قَالَ: (وَلَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!) فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ كَلِمَةً ضَعِيفَةً: "إِلَّا أَنْتُمْ"، أحمد (27/ 335) ح (16779) انظر الصحيحة (7/ 1288) ح (3437).
*
إنها اليمن منها الفرج ومنها المدد، قال سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: دَنَوْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كَادَتْ رُكْبَتَايَ تَمَسَّانِ فَخِدَهُ، فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ! تُرِكَتِ الْخَيْلُ، وَأُلْقِيَ السِّلَاحُ، وَزَعَمَ أَقْوَامٌ أَنْ لَا قِتَالَ!) - أي انتهى وقت الجهاد - فَقَالَ: "كَذَبُوا، الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، يُزِيغُ اللهُ قُلُوبَ قَوْمٍ قَاتَلُوهُمْ لِيَنَالُوا مِنْهُمْ"، وَقَالَ وَهُوَ مُوَلٍّ ظَهْرَهُ إِلَى الْيَمَنِ: "إِنِّي أَجِدُ نَفَسَ" - أي فرج - "الرَّحْمَنِ مِنْ هَهُنَا، وَلَقَدْ أَوْحَيَ إِلَيَّ مَكْفُوتٌ غَيْرُ مُلَبَّثٍ"، - أي النبي صلى الله عليه وسلم ميت متوفَّى غير باق - "وَتَتْبَعُونِي أَفْنَادًا"، المعجم الكبير للطبراني (7/ 52) ح (6358) انظر الصحيحة (7/ 1099) ح (3367) أفنادا جماعات متفرقين.
*
قال البيهقي: [فَإِنَّمَا أَرَادَ: إِنِّي أَجِدُ الْفَرَجَ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ،..] الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 391).
*
وقال ابن تيمية: [..فَقَوْلُهُ: "مِنْ الْيَمَنِ" يُبَيِّنُ مَقْصُودَ الْحَدِيثِ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلْيَمَنِ اخْتِصَاصٌ بِصِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، حَتَّى يُظَنَّ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مِنْهَا جَاءَ الَّذِينَ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: ﴿ مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: سُئِلَ عَنْ هَؤُلَاءِ؛ فَذَكَرَ أَنَّهُمْ قَوْمُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ؛ وَجَاءَتْ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ مِثْلُ قَوْلِهِ: "أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ أَرَقَّ قُلُوبًا وَأَلْيَنَ أَفْئِدَةً؛ الْإِيمَانُ يَمَانِيٌّ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ" وَهَؤُلَاءِ - أهل اليمن - هُمْ الَّذِينَ قَاتَلُوا أَهْلَ الرِّدَّةِ، وَفَتَحُوا الْأَمْصَارَ، فَبِهِمْ نَفَّسَ الرَّحْمَنُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ الْكُرُبَاتِ، وَمَنْ خَصَّصَ ذَلِكَ بِأُوَيْسِ فَقَدْ أَبْعَدَ]. مجموع الفتاوى (6/ 398)، قال الألباني: [وعلى هذا المعنى فليس الحديث من أحاديث الصفات،..] موسوعة الألباني في العقيدة (6/ 373).
*
ومن شدة توكُلِ اليمنيين على الله سبحانه أنهم لا يتزودون للسفر، حتى أُمروا فتزودوا، فثبت عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: [كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: (نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ)، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ - أكلا وشربا -، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾] (البقرة: 197)، البخاري (1523).
*
أهل اليمن قبلوا البشرى التي لم يقبلها بنو تميم؛ كما في البخاري (3191).
*
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
*
الخطبة الآخرة
الحمد لله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى من اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد؛
في آخر الزمان - الذي لم نصله حتى الآن - وسيأتي أوانه، ستتفرق جيوش المسلمين ومقاتلوهم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ ستُجَنَّدُون أَجْنَادًا؛ جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ"، قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ راوي الحديث: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي؟) - اختر لي المكان الذي أكون جنديا فيه-، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ! فَمَنْ أَبَى؛ فَلْيَلْحَقْ بيَمَنهِ، ولْيَسْقِ مِنْ غُدرهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وأهله"، التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (10/ 335) ح (7262).
*
و[الشَّامُ خَمْسةُ أجْنَادٍ: فِلَسْطين والأُرْدُنُّ، ودِمشْق وحِمْصُ وقِنَّسْرِينُ، كلُّ واحد منها كان يُسَمَّى جُنْداً: أي المُقِيمِين بها من المسْلِمين المُقَاتِلين] النهاية في غريب الأثر (جند).
*
وفي آخر الزمان سيترك المدينةَ أهلُها، وستخرج نار من اليمن، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أي راجعين إلى المدينة - فَنَزَلْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَتَعَجَّلَتْ رِجَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، - ما باتوا مع رسول الله -، وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِتْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهُمْ؟ فَقِيلَ: (تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ!) فَقَالَ: "تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ؟! أَمَا إِنَّهُمْ سَيَدَعُونَهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ!" ثُمَّ قَالَ: "لَيْتَ شِعْرِي! مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ جَبَلِ الْوِرَاقِ، تُضِيءُ مِنْهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بُرُوكًا بِبُصْرَى كَضَوْءِ النَّهَارِ؟"، أحمد (35/ 216) ح (21289)، انظر الصحيحة (7/ 218) ح (3083).
*
وفي رواية: "إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات.. " الحديث، - وذكر منها -: "ونار تخرج من قعر عدن".
*
وفي رواية: "وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم". أخرجه مسلم، انظر الصحيحة (7/ 220).
*
وفي آخر الزمان؛ تهب ريحٌ ليِّنةٌ - من اليمن - تنزع أرواح المؤمنين، وهذا عند اقتراب يوم القيامة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ، فَلَا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ.. مِثْقَالُ حَبَّةٍ"،... - أو - "مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ". مسلم (117).
*
اليمن جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منتهى مقياسِ حوضه الكوثر، فقد ثبت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ" - أي إيلات - "وَصَنْعَاءَ مِنَ اليَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ" البخاري (6580)، ومسلم (2303).
*
أهل اليمن يردون حوض النبي صلى الله عليه وسلم، فعَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ". - [عُقْر الحوض بالضم: موضع الشاربة منه؛ أي أطرُدُهم لأجْل أن يَرِدَ أهلُ اليمَن] النهاية في غريب الأثر (عقر) -، فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ؟ فَقَالَ: "مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ"، وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ؟ فَقَالَ: "أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، يَغُتُّ فِيهِ" - أي يصب فيه - "مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ". مسلم (2301)، أي من فضة.
*
اللهم صل وسلم على نبينا محمد صاحب الشفاعة، وصاحب الحوض المورود الذي استمعتم إلى صفاته قبل إلى قليل، فاللهم ارزقنا شفاعته، اللهم ارزقنا شفاعته، وارزقنا شربة من حوضه لا نظمأ بعدها أبدا يا ربَّ العالمين.
*
اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
*
اللهم انصر أهل اليمن على من عاداهم، اللهم قِهم شرَّ كيد الأشرار والفجار، برحمتك يا أرحم الراحمين، واجعلهم يدا على من سواهم، وأبعد عن شر الأشرار، وكيد الفجار يا رب العالمين.
*
ووفقنا جميعا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين.
*
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم أزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
*
وأنت يا مؤذن أقم الصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:42 PM.