|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
النبي وقت الشدائد والمحن
صنَّف الإمام البيهقيُّ (أحمد بن الحسين أبو بكرالبيهقيّ المتوفَّى سنةثمان وخمسين وأربعمائة للهجرة) كتابَه الجليل "شعبالإيمان"، وأودع فيه مايزيد على العشرة الآلاف أثر؛ ما بين مرفوعٍ وموقوفٍومقطوعٍ.
يشرح فيها سبعاً وسبعين شعبةً من شُعَبِ الإيمان، منطلقاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُبِضْعٌ وَسِتُّونَ -أَوْ سَبْعُونَ- شُعْبَةً، فَأَرْفَعُهَا: قَوْلُ لَاإِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ،وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] يتحدَّث الكتاب في مجلَّداته السَّبع عن الإيمان والقرآن، وعن الصَّلاةوالزَّكاة والصِّيام، وعن برِّ الوالدين، وصلة الأرحام، وعن الحياء والوفاءوالتعاون، وعن إكرام الضَّيف والجار.. وغيرِها من شُعَب الإيمان، يجمَعالبيهقيُّ تحتَ كلِّ عنوان من هذه العناوين الآثار والأخبار بأسانيدها،وربَّما طال الباب أو قصر تبعاً لعدد الآثار والأخبار المجموعة فيه. والَّلافت أنَّ أطولَ هذه الأبواب حديثاً وأكثرَها آثاراً في هذاالكتابثلاثةٌ؛ هي: حسن الخلق، والزهد، والصَّبر، أورد في باب الصَّبروحدَهخمسين وخمسَمائة حديث وأثر، وإنْ دلَّ الأمرُ على شيءٍ فإنَّما يدلُّعلىمنزلة الصَّبر من شُعَب الإيمان، ومكانة الصَّابرين في الشَّدائدوالأزمَات. وهذا شيء من هذه الأحاديث والآثار، نقرأ فيها هديَ النَّبيِّ صلى اللهعيه وسلم عند الشَّدائد والمحَن، لنتأسَّى به ونعمَل بهديه.. صلواتُ ربيوسلامُه عليه. قال الإمام البيهقيّ: (الباب السَّبعون من شُعَب الإيمان: وهو بابٌ فيالصَّبر على المصائب، وعما تنزِع إليه النَّفسُ من لذَّة وشهوة: قال الله عز وجل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: جاء نعيُ بعضِ أهلِهوهوفي سفر، فصلَّى ركعتين ثمَّ قال: فعلنا ما أمرَنا الله عز وجل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}. وعن أمِّ سلمة رضي الله عنها زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مامن عبد تصيبه مصيبةٌ فيقول: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم آجِرنيفي مصيبتي، وأخلِف لي خيراً منها) إلَّا آجَره الله في مصيبته، وأخلَف لهخيراً منها». -ويقال: آجرني وأجُرني بالقصر والمد-. وعن معاوية بن قرة عن أبيه أنَّ رجلاً كان يأتي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ومعه ابنٌ له، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتحبه؟» فقال: أحبَّك الله كما أحبُّه، قال: ففقَدَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما فعل بُنَيُّ فلان؟» قالوا: توفِّييا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما يسرُّك أنَّه كلَّما أتيتَ باباً من أبواب الجنَّة تستفتحه يسعى حتى يفتح لك؟»، فقال رجلُ: أله خاصَّة أم لنا كلنا؟ فقال: «لكم كلُّكم». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء:123] شقَّت على المسلمين، فسألوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «قاربوا وسدِّدوا، ففي كلِّ ما يصاب به المسلم كفَّارة؛ حتى الشوكة يشاكها أو النَّكبة ينكبها». وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله ليبتلي عبدَه بالبلاء والهمِّ حتى يتركه من ذنْبِه كالفضَّة المصفَّاة».
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
آخر تعديل بواسطة عمر ابو قطرة ، 17-08-2016 الساعة 07:45 PM |
العلامات المرجعية |
|
|