الكثير منا يعرف المثل القائل " الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء" فأغلي ما ينعم به الإنسان في الدنيا ... الصحة والستر ( بعد نعمة الاسلام ). والحفاظ علي الصحة أمر بديهي وعلي أقل تقدير أمر يتمناه الجميع بلا استثناء.
ولكن
الكثيرون ليس بأيديهم ذلك. فماذا يفعل من وجد نفسه وقد نشأ في بيئة غير صحية تماماً ولا تصلح للحياة الحيوانية ( أطفال الشوارع – سكان العشوائيات – سكان القوارب الصغيرة صيفاً وشتاءً – سكان بعض القري الذين يعيشون وسط بركة من مياه الصرف الصحي داخل بيوتهم ) وليس بيده تغيير هذه البيئة أو اصلاحها ؟! ليس أمامه إلا التكيف مع هذه البيئة وما يترتب مع هذا التكيف من أمراض متنوعة ينوء بها الغني إذا ما ابتلاه الله بأحد هذه الأمراض بالرغم من قدرته علي العلاج في أفضل المستشفيات الخاصة أو حتي في الخارج مع قدرته أيضاً علي ايجاد الدواء المطلوب , ولكن مع كل ذلك فالمرض انكسار شديد لأي إنسان مهما علا قدره ومهما كثر ماله. هذا حال الفرد الغني القادر, فما بالنا بحال الفقير المعدم الذي يكاد لا يجد قوت يومه وما أكثرهم في مصر؟! هذا البائس الذي لم يجد من ينصفه من البشر ... لا قبل مرضه ( والذي تسببت فيه الدولة ) ولا بعد مرضه. فلا تجده قادر علي أن يجد حتي أبسط علاج في أقل مستشفي حكومي ( فالدولة عاجزة عن توفير سرير له !!), ولا تجده قادر علي شراء الدواء لأن تكاليفه أصبحت فوق طاقة من هم أفضل حالاً من الفقير المعدم ( والدولة عاجزة أيضاً عن توفير الدواء بأسعار تناسب غالبية الشعب المصري , فضلاً عن عجزها في الكثير من الأحيان عن توفير بعض أنواع الأدوية من الأساس !!)
والمثل الدارج يقول "اللي يحضر العفريت ... يصرفه" والدولة هي السبب الأساسي في انتشار الأمراض في مصر ( مياه صرف صحي مختلطة بمياه الشرب – محاصيل مسرطنة – أغذية فاسدة – هواء ملوث – اهمال صارخ في المستشفيات الحكومية – بيئة غير صحية تماماً في غالبية الفصول المدرسية بالمدارس الحكومية – وسائل مواصلات حكومية غير أدمية تماماً - ........ الخ ) ولكن كما هو المعتاد ... الدولة تحضر العفاريت وتترك أمر صرفهم علي كاهل كل مواطن ( اتصرف مع نفسك !!)
يُـتـــبــــــــــــــــــع