اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-07-2016, 01:17 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,683
معدل تقييم المستوى: 53
أ/رضا عطيه is just really nice
افتراضي أردوغان ما بعد الزلزال

محمد الدسوقى رشدى



أردوغان ما بعد الزلزال




فشلت محاولة الانقلاب أو لم تفشل، كانت محاولة انقلاب حقيقية أو لم تكن، ستظل ليلة 15 يوليو ليلة زلزال تركى توابعه أخطر من طلته الأولى، لأردوغان فواتير سيسعى لتسديدها، وفى نفس أردوغان هوس سيتبعه فى تصفية خصومه بشكل يزيد الانقسام فى دولة أثبتت ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة أنها مفككة، وهل هناك أسوأ من الصورة التى ظهرت عليها دولة أردوغان التركية فى تلك الليلة؟!



لا شىء أسوأ من صورة عمل أردوغان جاهداً فى تصديرها للعالم بأنه الرجل القوى الحاكم لدولة قوية من أن يستيقظ العالم فى 6 ساعات على دولة مهترئة أجهزة مخابراتها تفشل فى رصد تحركات مجموعة من الجنود الهواة نجحوا فى السيطرة على مبنى قيادة الأركان والبرلمان ومحطات التلفزة الرسمية فى أقل من ساعة، لا شىء أسوأ من أن يظهر أردوغان عارياً أمام العالم ونحن نشاهد دولته القوية التى يباهى بها الأمم مفككة تتبادل شرطتها إطلاق النار مع جيشها، وتنتشر ميليشيات تابعة لـ«العدالة والتنمية» فى الشوارع تحمى أردوغان باسم الرب لا باسم الدولة العلمانية.



يروج أردوغان ومن قبله الإخوان إلى أن الرئيس التركى نجا بسبب شعبيته، ويقولون قولهم هذا اعترافاً بأن نزول الشعب إلى الشارع أفشل الانقلاب، والاعتراف الإخوانى الأردوغانى هنا هو شهادة رسمية موثقة فى حق «30 يونيو» التى طالما هاجمها الإخوان وأردوغان، اعتراف منهم بأنها ثورة شعبية حقيقية احتضنها الجيش المصرى وأخرجت الإخوان من اللعبة وأفشلت خطة الإخوان للسيطرة والحكم.



يروج أردوغان وإخوانه إلى أنه خرج من محاولة الانقلاب الفاشلة أقوى، وربما فى قولهم بعض الحق، ولكن إن كان أردوغان قد خرج قوياً، فتركيا قد خرجت ضعيفة، وفى جوفها بذور لأشجار انقسام ستتضخم عاجلاً بسبب الرغبة الأردوغانية فى استغلال الحدث لتصفية كل الخصوم والانتقام من جميع الأطراف وظهر ذلك واضحاً فى أول القرارات التى شهدت تخلصاً من نحو 2000 قاضٍ تركى بحجة مشاركتهم فى الانقلاب، هل يعقل أن الدولة التى تعرت فى ثلاث ساعات واضطربت وارتبكت أن تكون قد أجرت فى 8 ساعات فقط تحقيقات وجمعت أدلة لإثبات تورط هؤلاء القضاة فى محاولة الانقلاب؟، المعقول والمنطقى أن أردوغان يستغل الحدث فى تصفية خصومه وفقاً لقوائم معدة مسبقاً.



تركيا تنتظر مستقبلاً غامضاً وساخناً، خاصة بعد أن بات أردوغان مديناً أمام العالم كله للأحزاب العلمانية والأكراد بأنهم حافظوا على هذه الدولة والديمقراطية، أى خطوة قمعية جديدة من قبل أردوغان سواء بإغلاق صحيفة أو محاصرة مواقع التواصل الاجتماعى أو قمع مظاهرة ستجعل من أردوغان أمام العالم أحمق يعادى الديمقراطية التى حماها خصومه فى الأحزاب العلمانية والأكراد.



سيفعل أردوغان فى الجيش التركى كما فعل فى الشرطة، سيقوم بتصفية الخصوم والمنتمين لحركة «الخدمة التركية» التى يتزعمها فتح الله كولن، وستتم أسلمة الجيش كما حدث مع الشرطة ليزيد من عمق الانقسام فى المجتمع التركى، ستدخل تركيا فى نفق تصعيد الصراع الإسلامى بعد أن أعلن أردوغان حربه على فتح الله كولن، سيجد الأتراك أنفسهم فى اختبار حقيقى حينما تعلو الأصوات التى كانت خافتة داخل حزب العدالة والتنمية وهى تطالب بصوت أعلى الآن بأن يكون لتركيا دستور إسلامى.



الموجة الأولى من الزلزال انتهت وأردوغان فى أمان ولكن التوابع صعبة، وقاسية ولن يعود أردوغان كما كان، ولن يعود الإخوان كما كانوا لأن تجربة مشروع الإسلام السياسى فى السلطة باتت محل شك لدى الجميع وباتت مصدرة دوماً للتوتر أو الانهيار أو الفوضى.
__________________
الحمد لله
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:10 AM.