مأساة كنترول الشهادة

[الشوكاني]

مأساة كنترول الشهادة
1- بداية إن قياس التذكر فقط قياس فاسد في علوم التربية دون قياس الأنشطة والمهارات وغيرهما ، فبناء الورقة الامتحانية بالأزهر وتقييم الطالب يحتاج لوقفة تربوية كبيرة .
لو قلنا ليس في الامكان أبدع مما كان ، ونحن بالأزهر واقعين في أسر الماضي ، وأعداء التطوير ، فلماذا لا تبقى لنا أدميتنا ، شاء الله أن أشاهد كنترول الشهادة هذا العام بالقاهرة ، تشعر بأنك كم مهمل ، التخوين يحوط بك من كل اتجاه ، الغلو في الشك والضبط قبح وجه ادارة هذا الكنترول ، من معاملة سيئة وفظاظة في التعامل مع المعلمين التربويين الذين يريدون ممارسة أعمالهم بتركيز مما يتطلب توافر أشياء لهم منها :
1- الاحترام وايجاد الثقة وبناء الشعور الجماعي بالمسئولية وليس مسئول معصوم ومعلم خائن ، فيكفي طرح التعليمات والتوصيات بشئ من الابتسامة وانتقاء الألفاظ وليس الوجوم وسوء الألفاظ وخاصة من رئيس الكنترول الذي يظن نفسه سجانا ، فعلى سبيل المثال هو يدرك أن الأيام التي قبل بدء الامتحان هي أعمال تحضيرية روتينية ، ويدرك أن غالبية المعلمين وافدين من محافظات بعيدة ، فكان يصرح بالانصراف قبل العصر بنصف ساعة ، واليوم الخميس يعلم يقينا أن الجميع يريد الانصراف مبكرا لسفره فضلا عن عدم وجود عمل فقد تم الانتهاء منه كله ظهر اليوم إلا أن المحترم إمعانا في إذلال المعلمين وغيرهم ظل في منعهم من الانصراف حتى الساعة الخامسة والنصف أو يزيد
2- إذا كان الأزهر له أياد بيضاء على شعوب الأرض ؟ أليس أبنائه أولى بالرعاية ؟
كنترول الشهادة شئ متكرر وثابت سنويا ، بل مستمر طوال العام ، فلماذا لم ينشئ الأزهر مبنى مجهز ومخصص لأعمال الكنترول ويمكن الاستفادة به في التدريب ، ويرفق بهذا المبنى دار للضيافة ، ولا أقول مجانية (وهذا الواجب ) بل بأسعار رمزية ، بدلا من هذه الإهانة التي لا مثيل لها لمئات المعلمين المنتدبين للعمل بالكنترول ، فقد علمت أن بعضهم عندما لم يجد سكنا يؤويه نام في العراء في الحديقة المرفقة بالمعهد في برد الليل ، فقد أتى من بلاد بعيدة فلن يتمكن من السفر ومن ثم العودة على الساعة السابعة صباحا !!
فهل يرضى شيخ الأزهر بهذا الأمر ؟ لماذا لم يفتح لهؤلاء البشر المدينة الجامعية ؟
وهي سيرحم المعلم عندما يكون مرهقا لعدم النوم ويخطئ في عمله ؟ أم سيعاقبه بشدة ؟