فيلسوف الجماعة عاشقا.. "زعلانين ليه؟"

[أ/رضا عطيه]

فيلسوف الجماعة عاشقا.. "زعلانين ليه؟"




15-5-2016 | 21:44199

*

محمد بركة



لا سطوة على القلب العاشق ولا مناص من لهفة الغرام، إذا وقعت الفاس في الراس وقال سلطان الحب كلمته.

حدث هذا منذ سنوات مع الشيخ القرضاوي، حين سقط في بحر العسل وكنت أنا المتهم من قبل الإخوة في جماعة الإخوان بأننى "ليبرالى فاسق" اذا ما ترفقت بي كتائبهم الإلكترونية واحتشمت في سبابها لمعارضيها، كنت أنا الذي دافعت عن حق الرجل في الحب والزواج حتى لو كان في الثمانين "لم نكن نعرف أنه سيكون مفتي الناتو لاحقا".


حدث الأمر أيضا قبل سبعين عاما.. الشاب النابه الموهوب الذي بدأ حياته ثلاثينيات القرن الماضى ناقدا فنيا وشاعرا يذوب رقة ورومانسية وهو يبحث خلف البرقع التى ترتديه فتاة الحى الشعبي عن ومضة إلهام من عيون سوداء طاغية الحسن و على عكس ما توحى به البدايات اللافتة، انتهت مسيرته الدراماتيكية و قد صار المنظر الأكبر لأفكار ال*** في الحركات الإسلامية والراعى الرسمى لل*** باسم السماء.

وكدأبها دائما، سعت جماعة الإخوان إلى نزع إنسانية التجربة عن سيد قطب وتصويره لشبابها على أنه قطعة من الماس التى لم يمسسها غبار الانفعالات البشرية، فهو بالنسبة لهم "صاحب الظلال" وفقط، أي مؤلف تفسير "في ظلال القرآن".. ينزعجون إذا قال لهم أحدهم إن سيد قطب هو أيضا صاحب "علامات في الطريق" الكتاب الذي يعتبر المجتمعات الإسلامية المعاصرة مجتمعات "جاهلية" على غرار ما قبل نزول الوحى على محمد "صلى الله عليه وسلم" وهى البذرة الأولى التى أثمرت داعش وأخواتها حاليا.

يكفى أن نشير لبعض عناوين قصائده مثلاً: قُبلةٌ، غزلٌ ومناجاةٌ، هي أنتِ، أحبُّكِ، لماذا أحبُّكِ، الغيرةُ، مصْرعُ حُبٍّ، الحنينُ والدموعُ، رقية الحُبِّ، عصْمةُ الحُب، على أطلالِ الحُب، مرض الحبيب.
و للرجل ديوان مجهول يسمى "الشاطئ المجهُول"، طُبعت طبعته الأولى في مطبعة صادق في المنيا، وصدر في يناير من عام ١٩٣٥، ويقع في 208 صفحات تمتلىء بقصص الحب الساخنة والمشاعر الدافئة ولوعة الأسى والحنين.

ويؤكد الباحثون أن الجماعة قامت بإتلافه، حتى ظل الديوانَ ثمانين عاما، نسيا منسيًّا، لم يُطبع ثانيةً، مع أن دار نشر مصرية شهيرة "دون ذكر اسم أسماء" تحتكر أعماله الأخرى ولا تترك شاردة ولا واردة منها وتعيد وتزيد في طبع تراثه ونشره بدأب لافت.

والمدهش أن قطب كتب في عام 1951، أي في عز مجد جماعة الإخوان، قائلا: "الفتاة.. تعرف جيدًا موضع فتنتها، في العين الهاتفة والشفة الظامئة و"............................"، وهى تبدي هذا كله ولا تخفيه، والفتى.. يعرف جيدًا، أن الصدر العريض والعضل المفتول هما الشفاعة التي لا ترد عنه كل فتاة".

وللتوضيح ومن باب الأمانة، هى ليست ألفاظا مسفة أو تحمل فجاجة وإنما يمكن وصفها بـ"الجرأة الزائدة".

وبالطبع ليس هدف المقال تشهيرا أو انتقاما من الرجل حتى لو تسببت أفكاره بأثر رجعى في م*** الأبرياء ، و إنما إبراز معنى أنه لا قداسة لبشر سوى الأنبياء.

http://gate.ahram.org.eg/News/979026.aspx