|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هنا مصر.. الحاجة وعكسها
نشوى الحوفى
هنا مصر.. الحاجة وعكسها أمس pm 10:05 * أمام فتحة أنفاق الإسماعيلية التى ستمر من تحت قناة السويس على مسافة 5.8 كيلومتر، وأمام واحدة من أكبر ماكينات الحفر فى العالم، وبين ألفى عامل ومهندس وفنى من شركات مدنية تعمل تحت إشراف الهيئة الهندسية، تقف ممتلئاً بمشاعر الرضا والانتماء معاً لهذا الوطن وبعض من أهله الذين يعلمون قيمة التوقيت ويدركون دورهم فى البناء ويسعون لترك إنجاز وراءهم أياً ما كانت التحديات. تلتقى عم مصطفى رئيس العمال الذى يحتضنه اللواء كامل الوزير ضاحكاً معه مؤكداً أنه كان يعمل فى قطر بضعف راتبه فى المشروع ولكنه ترك المال وجاء ليعمل فى بلاده. وتسمع المهندس أحمد نبيل الذى تلقى عرضاً بضعف الراتب أثناء عمله فى المشروع فرفض السفر ليبقى فى مصر. ويدهشك المهندس الشاب صغير الجسم والسن -حتى لتظنه طالب ثانوى- محمد حماد الذى يحكى لك كيف تقدم للعمل عقب حصوله على شهادته فى الهندسة ثلاث مرات دون يأس حتى وجد له مكاناً فى هذا المشروع الضخم. تسمع وترى الحكايات التى تؤكد لك أن فى مصر من يمنح عمره فى صمت لكى تحيا البلاد ويهنأ العباد. * وفى القاهرة فى نفس ذات اليوم يقف شباب مُضلل بالمعلومة وغائب عن الوعى ومُصر على عدم الفهم مدفوعاً بإعلام لا يعرف إلا لغة الإعلان والمال والمصالح، وببعض من نخبة صارت ومنذ سنوات عبئاً على الوطن وناسه، وبرموز ما أنزل الله بها من سلطان تلتحف رداء الوطنية أو التدين وبينهما أصحاب مصالح وتجار دنيا ودين لا يعرفون للوطن قيمة ولا يؤمنون به أرضاً وسنداً. باتوا جميعاً أداة جديدة لتغييب الذاكرة التى يسعى لها من خرج من بلادى يوماً مقهوراً مذموماً مدحوراً. غير عابئين بما نتعرض له عمداً أو جهلاً ليزيدوا من انقسام وطن لا يملك رفاهية الوقت ولا ثروة البناء الساعين له. تتعجب من غياب الإنصات للمعلومات وتندهش من القدرة على السباب حتى بالأعراض وتتساءل بحزن وأنت لهم ناظر: متى تخلص بصائرهم ومتى يدركون ما نحن فيه؟ * وفى القاهرة على الطرف الآخر يثبت لك مصريون آخرون ما نعيشه من عصر تنحدر فيه القيم ويغيب فيه الوعى حتى من بين المؤيدين الذين رفع البعض منهم أعلام السعودية فى احتفال وطنى يؤكد لنا استرداد الأرض ممن اغتصبها يوماً، ويذكّرنا بمن فقد حياته كى يرفع علم مصر على رمال سيناء. نعم غابت الذاكرة عن هؤلاء فتناسوا أن لمصر علماً لا يصح ولا يجب استبداله بأعلام الدنيا مهما كانت المبررات. نعم غابت الثقافة عن هؤلاء فلم يعلموا أن الوحدة والانتماء لا علاقة لهما برفع علم دولة أخرى أياً كانت هويتها. ولكنه زمن الانحدار الذى يجب علينا مقاومته بكل ما أوتينا من قوة بعمل وإنتاج وتوعية. * وفى الفرافرة وواحة باريس حيث أول طريق المليون ونصف فدان تقف أمام شباب وعجائز خبرات فى البناء والاستصلاح والزراعة تحت حرارة شمس حارقة لا ترحم، بينما هم راضون سعداء يعملون فى هدوء بعيداً عن ضجيج النخب والإعلام والنشطاء والمنشقين المضللين وأصحاب السبوبة والمصلحة. أقف أمامهم وأنحنى لهم داعية من ربى أن يزيدهم قوة وصلاحاً وأبتسم للمهندس أبوجهاد الذى جاوز الستين وما زال يعمل بإصرار كى تحيا مصر. وتدمع عينى لصور أرسلها لى أحمد معلقاً: «يا أستاذة نشوى أنا اسمى أحمد من الزقازيق بشتغل فى مشروع الفرافرة والصور دى من المشروع، عايز أبشّر حضرتك بأن المشروع على وشك الانتهاء. أنا سائق حفار بشتغل 14 ساعة يومياً والمشروع على أعلى مستوى زى ما عودنا الجيش، ولا عزاء للحاقدين». نعم يا سادة، هنا مصر.. هنا الحاجة وعكسها.
__________________
الحمد لله |
العلامات المرجعية |
|
|