|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
حكاوى
فى بلد لاتبحث عنها على خرائط الدنيا كان يعيش سكانها فى فقر يزامله الجهل ويحصنه وهناك عُرف رحل بين السكان بالحكمة والكلمة العذبة والروح الباسمة المبشرة أحبوه حبا يوازى حب المجنون لرجاحة فكره الذى لايقتنع به غيره اشتد الفقر وزحف الجهل لكل جدران البيوت والتى يتحصن فيها هؤلاء المساكين وبدأت الكارثة تشتد حتى زحف المرض إلى البشر من الجوع فلم يهتموا وألقوه للقضاء والقدر واتخذوا من كلمات هذا الحكيم مايصبرهم على بلائهم ولم يحصد المرض أرواح البشرفقط بل امتد للاختفاء المريب للأنعام فبدأ الفزع الذى لايعالج بل يزيد المصائب ينتشربينهم فأمرهم الرجل الحكيم ببناء تبه عالية يبنوا له فوقها بيت ويختاروا له سيدة لتخدمه هو وزوجته وخمسة رجال أقوياء لحراسته – ولا يسمح لغيرهم بالاقتراب من هذا المبنى والصعود إليه مهما حدث وحين سألوه – لماذا ؟ قال لهم لأكون قريبا من الخالق سبحانه وتعالى وأتفرغ للدعاء لكم فصنعها الناس له فى وقت مشهود وبإعجاز وجمال رائع والتزموا بكل التعاليم وفى ليلة استمع رجل لأصوات طيوره عاليه فخرج مسرعا فإذا برجلين يحاولا سرقتها فصاح فى الناس فاجتمعوا وتمكنوا فى الإمساك بهما واكتشفوا أنهما من حراس الرجل الحكيم – فذهبوا بهما إليه ليحاسبهما على فعلتهما التى تسىء لجلالة حكيمهم وحين اقتربوا بضجيجهم من المبنى وكان الحكيم يتناول الغذاء أسرع وفتح الشباك ليخاطبهم وكانت الصدمة حين رأى حراسة بين أيديهم وقبل أن يبدأ أحد بالكلام – صاح هو فيهم وقال لهم – أتجرأت على من كانوا يقومون بعملهم ليسقوا طيوركم ترياق النجاة --- فصمت الكل سمعا وطاعة وكرر لقد تعبت منكم ومن جهلكم – عودوا إلى بيوتكم – وحين كان يصطنع الألم الشديد أصيب بشرقة – فانهال الحب الذى يملأ القلوب على بعض الرجال من السكان وصعدوا بسرعة ليتقذوا حبيبهم فوجدوا المائدة ممتدة وعليها ماطاب من خيرات الله – ففزعوا ولكن الرجل الحكيم استجمع قواه وقال لهم لقد منحكم ربكم القبول وسمح لكم بتناول طعامكم معنا شريطة ألا يعرف أحدا --- فكلوا هنيئا – و اعلموا أن هذا الطعام وصلنا الأن من السماء –فبشروا للناس وطالبوهم بالصبر فقاموا هؤلاء الذين أطعموا من مائدة السماء المزعومة بنشر قيم التحمل والصبر والإيمان بقوة هذا الحكيم ومرت الأيام والشهور والحال كماهو من سىء لأسوأ حتى لم يتبق سوى بعض الطيور القليلة التى لاتكفى أسرة وفى ليلة استمع صاحب هذه الطيور لأصوات غريبه لاتدل إلا على قدوم الرحيل وحين ذصل للحظيرة وجد نفس الحارسان يجمعا الطيور فسألهم لماذا ؟ فقالوا له – ليعطيهم الحكيم الترياق بيديه --- فصاح الرجل فى زوجته وأولاده فقاموا من نومهم و ساعدوا الحارسان فى تجميع كل الطيور وحملوها لهم حتى سلم مبنى الحكمة ولا زال المتبقى أحياء من سكان هذا البلد ينتظرون نتيجة شرب طيورهم لترياق النجاة والعود الحميد من مبنى الحكمة والسؤال المنتشر بين الأجيال حتى الأن مرت علينا المئات من ترم الدراسة فمتى النتيجة ؟؟؟؟؟؟؟
__________________
الحمد لله |
العلامات المرجعية |
|
|