حقاً إنها مأساة !!!!

[الشوكاني]

حقاً إنها مأساة !!!!

يافضيلة الدكتور شومان : ( إن خير من استأجرت القوي الأمين )
والله ما شاهدته بعيني من الشيخ محمد الغتاوي لا يوصف بوصف إلا كونها مأساة ، وما هكذا ياسعد تورد الإبل
لا تشوهوا الأزهر ، ولا تهينوا الأزهريين الطيبين ، لسنا سقط متاع ، ولا شهاداتنا مزورة ، فغالبيتنا علماء لا يقلون عنكم شيئا علما ودعوة !!!
ان اختيار رأس تربوي لقيادة منطقة تعليمية كبيرة يجب أن يتم وفق أسس علمية وتربوية وإدارية وقانونية ، لأنه قائد لمؤسسة تربوية ، وفي نفس الوقت مؤسسة دعوية ، فكان لابد له من أن يتصف بصفات يتفرد بها عن قائد تربوي بالتربية والتعليم ، فضلا عن قائد مؤسسة غير تربوية ،
فيلزمه أن يكون :
1- عالما شرعيا يتصرف وفق أسس شرعية من التحلي بالأخلاق الحسنة والحلم والحكمة وممارسة الدعوة من مكانه والأسوة الحسنة لغيره من العلماء المعلمين ، فلا يتلفظ بلفظ يقلل من هيبته ولا يصيح صياح متهورا ، ولا يسب ولا يسخر من غيره
2- تربويا : فيملك رؤية واضحة لأهداف مؤسسته ، وأن يوثق علاقاته بسائر الموظفين ، ويحتويهم ويحتوي همومهم ، فيكون كالصدر الحنون لهم ، عالما بالمتغيرات والثوابت التي تعتري مؤسسته متصفا بالمرونة في التعامل ، ليس صلبا فيكسر ولا ليينا فيطوى ،مطلعا على التجارب التربوية للمؤسسات الأخرى ويحاول الاستفادة منها وتطبيق الصالح منها ، يأخذ بديمقراطية الإدارة فلا يتسلط في قراراته ولا يتخذ قرارا قبل عمل استبيانات له ، فيقود في النهاية مؤسسته بالمحبة وليس بالتسلط والقهر والظلم والبطش ، فيقوم العامل بعمله عن رغبة في الانتاج والابداع في مجاله عن محبة سواء في حضور رئيسه الإداري أو في غيبته .
3- ملما بواجبات وظيفته الادارية والقانونية ، فيطبق القانون ولا يتلاعب به لجهله به ، يعلم قواعد وظيفته الادارية فلا يتلاعب به صغار الموظفين من مستشارين أو غيرهم
4- يمتلك اتزان نفسي وعاطفي ، فهو ثابت غير مندفع ولا متهور ، ولا يصدر قراراته كردة فعل ، بل يفكر قبل أن يتخذ قرارا أو ينطق بكلمة

وبالطبع هذا غيض من فيض لخصائص القائد التربوي الدعوي
ولو أردنا إسقاط هذه الشروط على مدير منطقة المنصورة بخاصة على اعتبار أنني عاينته وعايشته عدة أيام ملازما لنا في تصحيح الشهادة فضلا عما شاهدته بلجان الشهادة ، أستطيع القول إنها مأساة !!!!
وحرام على شيخ الأزهر وضع واجهة كبيرة للأزهر هكذا !!
رجل مزاجي تارة تجده هادئا جداً وأكثر أحواله مندفعا سليطا في صياح دائم ، سريع الغضب والتهور ، سريع الغلط والسخرية بالمعلمين
لا يملك تواصلا حقيقيا بينه وبين الموظفين ، لذا فهو يعوض فقدان الشخصية التربوية المتزنة الانفعال ، بأن يشهر سيف العقوبات والشئون القانونية التي ترافقه ، وعلى أتفه أسباب ، جاء اليوم للجنة التصحيح بالمعهد النموذجي فوجد البوابة مغلقة بناءا على تعليماته هو ، ولم يكن من يملك المفتاح من الحراس متواجدا بجوار البوابة ، فإذا بالغتاوي يضرب البوابة بشدة فضلا عن رفع الصوت عاليا جدا بالطريق ، وما أن فتحت له إلا وطوفان قد انهال بالصياح الشديد والسباب والتهديدات بالمحق والمحو ، وكان بعض المعلمين متواجدا بجوار البوابة للانصراف ، فإذا به يلقي بكلتا يديه بصوت يرج الشوارع خارج المعهد ، قائلا لهم ( اللي فيكم اللي موش عاجبه ولا معترض سيرى وأخذ يهدد ) فسار جميع المعلمين منكسي رؤوسهم خائفين من بطشه ، فهو لا يقبل النقاش مطلقا ، بل كل كلامه أوامر عليا ، ومن يلمح مجرد تلميح بعدم الرضى لن يجد إلا الجزاءات العشوائية والسباب .
فهل يصح هذا التعامل مع تربويين وغالبيتهم علماء ؟ وهل يصح ذلك من قائد تربوي ، ينبغي أن يمتلك ثباتا انفعاليا نفسيا ، ولا ينتصر لنفسه ، ولا متكبرا مزهوا بمنصبه ، يتعامل مع موظفيه اعتمادا على السلطة المطلقة ؟
هل تتقدم مؤسسة يفتقد مديرها للرؤية التربوية والخطط الاستراتيجية ، والحس التربوي ، والأخلاق الإسلامية محترما لعمامته التي يرتديها ؟
أين نلتمس الأخلاق والأبوة التربوية ، والقدوة الدينية أن افتقدناها عند قادتنا بالأزهر الأشداء الأغلاظ ؟
هل يكفي القائد التربوي الحسم في الانتظام فقط دون مرونة معقولة ، ولا رؤية تربوية ، ولا احتواء للمعلمين ، ولا قدرة على الاقناع والتحاور والتشاور ؟؟
هل يصح من قائد تربوي وداعية أن يكون مندفعا متسلطا لا يملك لسانه ولا يجد سبيلا للإصلاح إلا سيف العقوبات والبطش ؟؟
لا والله إنها مأساة بين جنبات الأزهر ، وبالطبع لن أحدثكم عن الأمير فالكل يعرفه لكني لم التق به عن قرب لأحكم عليه حكما شاملا